أبو الرجال مشرف القسم الاعلامى
عدد المساهمات : 213 نقاط : 5997 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 20/10/1972 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 52 المزاج : مؤمن بالله تعاليق : ما كان يومئذ دين فهو اليوم دين ومالم يكون يومئذ دين فليس اليوم بدين
اذا لم تكن سلفيا فتشبه بهم فإن التشبه بالكرام فلاح
| موضوع: ضوابــــط الرسالــــــة الإعلامية 2011-04-11, 20:20 | |
| الرسالة هي المنبه الذي ينقله المرسل إلى المتلقي في شكل معلومات ومعان مصبوبة, في صيغ مفهومة وهي أساس العملية الإعلامية, فمن أجلها يعمل المرسل ويستخدم الوسيلة.
ويعبر عن الرسالة الناجحة بأنها التي تلتزم هدفا تعمل له وتعيش في إطاره، فهي محددة المعنى, لا تخلط بين الأهداف وتسير بعملية متوازنة مهتمة بإبراز العناصر الهامة مرتبة حسب الحاجة وقوة الدليل والحجة التي تحويها بما يعزز قدرتها التأثير في المتلقي بأسلوب متميز يثير الطاقات الكامنة, والدوافع, حتى تحدث ثقة بالمرسل وبالتالي الإقناع بكافة توجيهاته.
فالرسالة تخاطب عقل المتلقي وعاطفته معاً ويصعب تقسيم كيان المتلقي والتعامل مع جانب دون آخر لأن كليهما قد يؤثر في الآخر إذ لابد من صياغة الرسالة بأسلوب يفهمه المتلقي, لذا, لابد من وجود لغة تخاطب بين المرسل والمتلقي تضمن التأثير.
ويتضح ذلك جلياً في نزول القرآن منجماُ وهذا من حكمة الله سبحانه حيث يقول: "وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً"( وهذا المنهج القرآني هدف لتربية الناس وتغيير اتجاهاتهم السيئة شيئاً فشيئاً.
يقول الإمام الرازي: "وإنما نزل القرآن على مكث أي مهل ليكون حفظه أسهل ولتكون الإحالة والوقوف على دقائقه وحقائقه أيسر وحملت توجيهات القرآن للناس أدلة قوية واستعرضت آراء الخصوم وردت عليها بما يزيلها ويفندها.
وتخاطب الرسائل القرآنية العقل والعاطفة حيث يقول سبحانه: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه في الأسلوب المتقن الدال على معناه بالعبارة الموجزة والقول القصير.
والموعظة الحسنة هي الأسلوب المؤثر المحرك للانفعال والدوافع.
والجدل هو الحوار ووصفه بالحسن يبعده عن السفسطة.( لذا ينبغي النظر في حال المتلقي فإن احتاج الخطاب بالحكمة فلا بد من ذلك, وإن احتاج موعظة للعاطفة فهذا ما ينبغي, أما إذا احتاج الحوار فلا بد من الحوار الحسن, أما إذا كانت الثلاثة واجتمعت في متلقٍ واحد فلا بأس برسالة تحمل ذلك, بحيث يتحقق كمال الاتصال بين المرسل والمتلقي من خلال رسالة تلبي الحاجة.
ضوابط الرسالة:
1- الوضوح والضمنية:
كي تحقق الرسالة الهدف المرجو لابد من الوضوح حتى تزداد القدرة على الإقناع ويكون القبول إيجابياُ من متلقي هذه الرسالة وتكون النتيجة إيجابيةوهذا ما ورد في رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون: "قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) وأدرك فرعون الرسالة فكانت الاستجابة في قوله تعالى: "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ"() فأراد فرعون أن يستثير الرأي العام ضد موسى _عليه السلام_ معتمداً على السحرة الذين يعملون معه ويجمع الناس في هذا الصعيد.
2- الاقتران بالأدلة والشواهد:
لإضفاء الشرعية على الرسالة لابد من سوق الدليل الذي يزيد من القدرة على الإقناع والتأثير, وبالتالي يحدث التغيير.
فقد قال الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"( في الآيات نداء إلى الناس, كي يعبدوا الله وجاءت الأدلة بأنه ينبغي عبادته وحده_ سبحانه_ لأنه تفرد بالخلق والرزق وله تقتصر العبادة فقط.
3- مخاطبة العقل والعاطفة متوازنة:
لابد عقلا من حكمة الخطاب ودقة الاستدلال واستخدام الاستمالات العاطفية فكما يقول
أ. محمد قطب في كتابه مفهوم التربية الإسلامية, "الخوف والرجاء بقوتهما تلك وتشابكهما واختلاطهما في الكيان البشرى يوجهان في الواقع اتجاه الحياة ويحددان للإنسان أهدافه، وسلوكه، ومشاعره، وأفكاره، فعلى قدر ما يخاف، وعلى قدر ما يرجو، ونوع ما يرجو يتخذ لنفسه منهج حياته، ويوفق بين سلوكه وبين ما يرجو وبين ما يخاف"().
فمخاطبة العقل استمالة تثمر في ظرف معين مع جمهور مثقف واع, حيث يميل هذا الصنف من الناس إلى دليل مقنع. بينما تكون الاستمالة العاطفية للجانب الوجداني والعاطفي في الإنسان عندما يعيش الخوف والرجاء لاستثارة الجانب الإيجابي فيه.
ووضحت الآيات الكريمة مجال هذه المخاطبة في سورة الفرقان حيث يقول سبحانه وتعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً"(
4- عرض الموضوع بصورته المتقابلة:
حرص القرآن الكريم على عرض الصورة من جانبين, لتتضح طبيعتها, ولابد للرسالة أن تعرض الوجهين المتقابلين؛ لتكون أبلغ في الوصول إلى المتلقي حيث يقول الله سبحانه: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً " الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً " أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً " ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً " خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً"( فتعرض الآيات جزاء أهل الضلال وهو جهنم, وفي الصورة المقابلة جزاء المؤمنين وهو الجنة وهما صورتان متقابلتان | |
|
زائر زائر
| |