أبو الرجال مشرف القسم الاعلامى
عدد المساهمات : 213 نقاط : 5997 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 20/10/1972 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 52 المزاج : مؤمن بالله تعاليق : ما كان يومئذ دين فهو اليوم دين ومالم يكون يومئذ دين فليس اليوم بدين
اذا لم تكن سلفيا فتشبه بهم فإن التشبه بالكرام فلاح
| موضوع: ضوابــــط المتلقـــي 2011-04-11, 20:14 | |
|
المتلقي:
هو الهدف المقصود من العملية الإعلامية والذي يظهر فيه تأثير الرسالة.
فالمتلقي يتلقى الرسالة بمرآته ويفسرها بنفسه ويتفاعل معها في إطار فكره, وما يتفق مع مشاعره واهتماماته.
فيعتبر العمر والجنس والتعليم والعوامل النفسية والاجتماعية والبعد الإيماني, من محددات الاختلاف بين شخص وآخر في تلقي الرسالة.
ففي حين يميل الأطفال للبحث عن المسليات في الإعلام, يميل المراهقون للبحث عن إشباع الفطرة، وتهتم المرأة بما يخدم البيت والأسرة, في حين نجد الرجل يبحث عن الإطلاع على الأمور العامة والصراعات والاختلافات.
ويضبط كل هذه الاختلافات الضابط الإيماني الذي يعيشه الفرد, حيث يقع ضمن مسؤوليته الإعلامية إذا كان مؤمنا أن يبحث عما هو حلال, بيد أن هذا البحث لا يتوفر عند من ليس لديه وازع إيماني يضبط هذا السلوك هل يخضع المتلقي دائماً للتأثر بما يطرحه المرسل؟.
للمتلقي أحياناً القدرة على التأثير في المرسل وذلك من خلال ردة الفعل التي يمتلكها هذا المتلقي, إذا كان دوره إيجابياً ويقع ضمن المسؤولية التي يبحث عنها, فيمتلك المتلقي اتجاها نحو المرسل مثل الحب والاحترام والتقدير أو الكراهية.
ضوابط المتلقي:
1- مسئولية التلقي:
تتأثر مسؤولية الفرد في استقبال المعلومات بمعيار الإيمان الذي يستشعر به تلك المسؤولية, حيث يقول المولى عز وجل: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً فالمتلقي محاسب على سمعه وبصره وعلمه وهو مسؤول عن كل ما يدخل ضمن هذه الدائرة فلا ينبغي أن يقول سمعت وهو لم يسمع وكذلك الرؤيا والعلم حتى لا يكون ذلك من شهادة الزور, فالله سبحانه يسأل الإنسان عما حواه سمعه وبصره وفؤاده فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"( فالإنسان راع على جوارحه، فكأنه قال كل هذا كان الإنسان عنه مسؤولاً؛ لأنهم استرعوا عهداً من الله سبحانه وتعالى وسيسألهم لقوله عز وجل: "وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً"(أي أن الله سائلهم عنه يوم القيامة.
2- الإعراض عن المنكر وتجنب أصحابه.
قال تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"( أورد القرطبي في تفسيره لهذه الآية "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا بالتكذيب والرد والاستهزاء فأعرض عنهم والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل إن المؤمنين داخلون في الخطاب معه؛ لأن العلة سماع الخوض في آيات الله وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينابذهم بالقيام عنهم إذا استهزأوا وخاضوا ليتأدبوا فأدب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الآية؛ لأنه كان يقعد إلى قوم من المشركين يعظهم ويدعوهم فيستهزئون بالقرآن، فأمره الله أن يعرض عنه إعراض منكر. وفي هذا دليل على أن الرجل إذا علم من الآخرين منكراً فعليه أن يعرض عنه إعراض منكر ولا يقبل عليه.
ودليل آخر على عدم جواز مجالسة أهل الكبائر فقد قال ابن خويز من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً 3- قبول المعروف وإيجابية التعاطي معه:
كما سبق فإن المسؤولية في الإعراض عن المنكر بمفهوم المخالفة تقتضي من الإنسان قبول المعروف والتعامل معه بإيجابية, حتى لا يدخل الإنسان في دائرة الكبر فقد قال الله تعالى: "تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"( 7).
حيث جعل الله سبحانه وتعالى الجنة جزاءً لمن لا يريد علواً ويمتثل الحق.
4- عدم الاستهانة بما يتلقى:
ورد في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "يا أيها الناس إنكم مسؤولون عنى فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد (ثلاث مرات) ونحن مطالبون بالإقتداء بالرسول في نشر الرسالة القيمة وإبلاغها للناس والنصح بالخير, وأن نبذل كل ما في الوسع في نشرها، وفي الصورة المقابلة فإن كل رسالة تتجاوز الأخلاق القويمة لابد من الوقوف أمامها وحجبها من الانتشار, بل وإنشاء ما يضاد هذه الرسالة لتطويق بقعة الشر وزيادة بقعة الخير في المجتمع 5- عدم تهويل الرسالة المتلقاة:
لابد للمتلقي من التعامل مع الرسالة بموضوعية وإيجابية وعليه أن يبحث عن دليل ولا يتجاوز حجمها, فالحق المطلق هو قول الله سبحانه، وينبغي للمتلقي أن يكون يقظ الفهم لا يهلكه العجب بأي مادة فينسيه فحواها ومآلها, حتى لا تبرز نتائج عكسية ولا يغفل عن حجمها وألا يخرجها من إطارها يقول الله سبحانه وتعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"( وأورد القرطبي في تفسيره للآية"وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان") عن القسط قول ابن عيينة الإقامة باليد والقسط بالقلب.()
6- إدراك طبيعة ما يتلقى:
هذا ما أدرك الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه عندما أرسله سعد بن أبي وقاص إلى رستم قائد الفرس حيث قال: إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
فأقسم عليه رستم ألا يخرج من قصره حتى يحمل تراباً على رأسه فحمله بشرى لهم أن يمكن الله لهم من هذه الأرض(
| |
|