احمد الفقي عضو مجلس اداره
عدد المساهمات : 2467 نقاط : 9963 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 14/08/2009 تعاليق : سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكب
اللهم احمي مصر واجعلها بلدا امنا واحفظ اهلها واحفظنا وسلمنا من هذه الفتن التي نحن فيها ووحد كلمتنا
| موضوع: الاسلام والديمقراطيه 2012-01-14, 19:30 | |
| دعوى عداء الإسلام للديمقراطية (*) مضمون الشبهة: يدعي بعض المشككين أن الإسلام لا يصلح للتطبيق في هذا العصر الذي عمت فيه النظم الديمقراطية الحديثة، ودليلهم على ذلك أن الإسلام يعادي الديمقراطية ومبادئها؛ ولهذا يرفضون عودة الحكم الإسلامي إلى أي بلد. وجها إبطال الشبهة: 1) لم تظهر معالم الديمقراطية إلا في كنف([1]) الحضارة الإسلامية؛ فالإسلام هو الذي بشر العالم بها حين أرسى جوهرها، وأسس معالمها، كما أن الإسلام قد حارب الظلم والاستبداد، وحمل على الحكام المتألهين، وذم الشعوب المطيعة للجبابرة. 2) الديمقراطية الإسلامية أشمل وأكمل من الديمقراطية البشرية من ناحية الشورى واختيار الحاكم، كما أن الحاكم فيها هو الله، مما يجعلها غير خاضعة للأهواء والرغبات. التفصيل: أولا. لم تظهر معالم الديمقراطية إلا في كنف الحضارة الإسلامية؛ فالإسلام هو الذي بشر العالم بها حين أرسى جوهرها وأسس معالمها: إن الذين يدعون أن الإسلام لا يصلح للتطبيق في هذا العصر لمعاداته للديمقراطية، هم أبعد الناس عن فهم طبيعة الإسلام؛ فالإسلام هو دين الديمقراطية بكل أصنافها، فما عرفت الشعوب الديكتاتورية إلا في العصور التي ترك فيها المسلمون دينهم وتخلفوا بذلك عن القيادة والريادة، وساد حكم غير إسلامي، فأي ديمقراطية تلك التي يتحدثون عنها لو لم تكن هي التي سادت على عهد النبي صلى الله عنه، وعلى عهد أبي بكر رضي الله عنه، - وعمر رضي الله عنه - الذي رئي نائما في ظل شجرة بلا حارس ولا رقيب - وهو يومئذ إمام المسلمين وخليفتهم -، فقيل له: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر, بل ساد ذلك السمو على مدى قرون طويلة نعم فيها المسلمون بالحرية والرخاء والمساواة والعدل، وبأفضل صورة للديمقراطية عرفها التاريخ، وشهد لها الغرب قبل العرب، وغير المسلمين قبل المسلمين. وكيف لا والإسلام قائم بقواعد ديمقراطية؛ من اختيار الحاكم، والرد عليه إن أخطأ، وعزله إن جار ومحاكمته، ومن اتخاذ الشورى كمبدأ، ومن إعطاء الضعيف حقه من القوي، وإعطاء غير المسلم حقه من المسلم، ومن المحافظة على حقوق الإنسان، بل الحيوان كذلك، وغير ذلك الكثير مما تعجز هذه الصفحات عن الوفاء به! ولتفصيل ذلك نقول: إن الإسلام الحنيف دين الوسطية والاعتدال والحق والعدل والشرف والفضيلة والعزة والكرامة، وهو دين السلم القائم على الحق والثبات والعدل، وهو أول من صان حقوق الإنسان المسلم وغير المسلم، وأرسى قواعد أو خصائص الحكم على أساس من الشورى والحرية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، وقاوم أنواع الظلم والتسلط والهيمنة والاضطهاد والامتيازات، وعبأ طاقات المجتمع برمته، والأمة بكاملها لزجها في صيانة المصلحة العامة العليا، دون تعطيل أو إهدار أو إهمال لجهد الإنسان في دولة العدل والرخاء، والعزة والشرف، والسلم والأمان، وإحقاق الحق لكل إنسان، وإنصاف المظلومين، وتحرير الوطن من التدخل الأجنبي. فليس في الإسلام استبداد، أو دكتاتورية غاشمة، ولا تمييز عنصري أو طبقي أو عقدي أو مذهبي ولا إرهاب - وإنما مقاومة المحتل - ولا جور أو ظلم اجتماعي, ولا ممارسة لألوان القمع والتعذيب الوحشي على النحو الذي يمارسه العدو الغربي المستكبر والمحتل، ولا تحكم في مصالح الشعوب، ولا فساد ولا إفساد، ولا دمار ولا تدمير، ولا هوان ولا خسف، ولا مذلة أو ركوع أو خضوع لظالم أجنبي أو مستكبر عات يذيق الشعوب المستضعفة ألوان التعذيب والتشريد والطرد من بلادهم ووطنهم أو أرضهم وبيوتهم، من أجل الهيمنة على مصدر عيشهم والمساس بكرامتهم وعزة أنفسهم، أو تدمير وجودهم وهز كيانهم وانتهاك حرمات مقدساتهم([2]). ويتسنى لنا أن نعلم مدى زيف هذا الادعاء عندما نرى كيف أسس الإسلام نظاما قائما على الحرية والشورى وإعطاء كل ذي حق حقه. ويحدثنا د. يوسف القرضاوي عن مفهوم النظام الديمقراطي والأساس الذي يقوم عليه قائلا: إن جوهر الديمقراطية - بعيدا عن التعريفات والمصطلحات الأكاديمية - أن يختار الناس من يحكمهم ويسوس أمرهم، وألا يفرض عليهم حاكم يكرهونه، أو نظام يكرهونه، وأن يكون لهم حق محاسبة الحاكم إذا أخطأ، وحق عزله وتغييره إذا انحرف، وألا يساق الناس - رغم أنوفهم - إلى اتجاهات أو مناهج اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو سياسية لا يعرفونها ولا يرضون عنها، فإذا عارضها بعضهم كان جزاؤه التشريد والتنكيل، بل التعذيب والتقتيل. هذا هو جوهر الديمقراطية الحقيقية التي وجدت البشرية لها صيغا وأساليب عملية، مثل الانتخاب والاستفتاء العام، وترجيح حكم الأكثرية، وتعدد الأحزاب السياسية، وحق الأقلية في المعارضة، وحرية الصحافة، واستقلال القضاء... إلخ. فهل الديمقراطية - في جوهرها الذي ذكرناه - تنافي الإسلام؟ ومن أين تأتي هذه المنافاة؟ وأي دليل من محكمات الكتاب والسنة يدل على هذه الدعوى؟ جوهر الديمقراطية يتفق مع الإسلام: الواقع أن الذي يتأمل جوهر الديمقراطية يجد أنه من صميم الإسلام، فهو ينكر أن يؤم الناس في الصلاة من يكرهونه ولا يرضون عنه، وفي الحديث: «ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا..» وذكر أولهم: «رجل أم قوما وهم له كارهون..». ([3]) وإذا كان هذا في الصلاة فكيف في أمور الحياة والسياسة؟ وفي الحديث الصحيح: «خيار أئمتكم - أي حكامكم - الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم - أي تدعون لهم - ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم: الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم»([4]). | |
|