ماهية اللغة وفوائدها,عراقة اللغة العربية,خطر الإنجليزية و مفاهيم خاطئة, أسباب إدخال المصطلحات الإنجليزية, رجوع الامور لنصابها
لغتنا العربية من أعظم اللغات فهى لغة القرآن الكريم فكيف لنا أن نتخلى عنها وعن عراقتها وإدماجها بمصطلحات من غيرها من اللغات وخاصة الإنجليزية زعماً من البعض أن الإنجليزية تزودهم بالعديد من المميزات و لكن الحقيقة هى أن المرض ليس فى اللغة وإنما فى من يتحدثونها لذا يجب على كل من ذى لبُ التفكر والتمسك بعراقتنا وأصالتنا و الحفاظ على إستقلالية لغتنا العربية , لغة القرآن الكريم.
· ماهية اللغة وفوائدها
إن للغة أعظم الأثر فى إثراء الحضارة الإنسانية فعن طريقها يتم انتقال جّل ما يتعلق بحضارات الأمم السابقة إلى الأجيال المتتالية. فمن خلال اللغة يستطيع جيل نقل كل علومه فى شتى المجالات إلى الجيل الذى يليه حيث إن اللغة هى أهم أداة فى نقل كل أنواع العلوم كالحساب والفلك والفلسفة والتاريخ والطب ودراسة السلوك الإنسانى.....إلخ. ولعلنا لا ننسى أن اللغة هى المحرك الرئيسي فى تبادل المشاعر والعواطف الإنسانية فمن خلالها يستطيع الفرد أن يعبر عما يدور بذهنه أو عما يحس به قلبه. فاللغة هى من أهم وسائل الاتصال بين البشر ولعل أهميتها تتبين لنا فى أن فاقدى السمع أو فاقدى البصر أو فاقدى النطق يميلون ويحتاجون إلى تعلم لغة خاصة بهم لتتم عملية الاتصال فيما بينهم من ذوى الاحتياجات الخاصة او لتساعدهم على الاتصال مع المجتمع الطبيعى لكى يتمكن عالمنا الطبيعى من الإحساس بما يشعرون به.
· عراقة اللغة العربية
ولعل كل هذه المقدمة الطويلة قد أظهرت ولو القليل عن أهمية اللغة ومدى تأثيرها فى حياتنا لهذا فعلى كل من يعى أن يدرك أهمية لغته فى حياته ويجب أيضاً عليه أن يكون فخوراً بها لأبعد الحدود ولاسيما إذا كانت هذه اللغة هى أعظم لغة عرفها التاريخ ألا وهى لغتنا الجميلة ; اللغة العربية. وهذه ليست بمبالغة فى قولى هذا ولكن هناك دليل لا يشوبه أي شوائب ألا وهو قرآننا الكريم والذى كُتبت آياته باللغة العربية. وهناك العديد من الأمثلة والتى تثبت بشكل قاطع أن معظم لغات العالم قد أخذت عن اللغة العربية الكثير من الكلمات والمصطلحات ومنها :-
أ- الإنجليزية:
كهف - سكر- جارية - بركان - قط - مرآة - شريف.
ب- الألمانية:
أرض - بركان - أرز- نبيل - برج - قصر.
ج- اللاتينية:
قانون - نافلة - بقرة - آذن.
د - الفرنسية:
صابون - ثعبان - عنق - بخار.
و - الإيطالية:
زرافة - غزال - مريض - قطة.
· خطر الإنجليزية ومفاهيم خاطئة
وإنى لأستحلفكم بالله أى الأمم نحن؟ أنترك لغتنا الجميلة ونلجأ لغيرها من اللغات! ألا تعلمون أن ما يقرب من كل لغات العالم قد اسُتخدمت لغتنا فى بناء القاعدة الأساسية لمصطلحاتها؟ ولعل البعض لا يسئ فهمى أو يختلط عليه اتجاهى فأنا لست ضد تعلم اللغات الأخرى وأكبر دليل على صدق حديثى أن مجال اختصاصى هو دراسة اللغة و الأدب الانجليزى وما دعانى لكتابة مقالى هذا هو إحساسى الغامر بقوة اللغة العربية أمام أى لغة أخرى فعلى سبيل المثال أتصدقون أن أكثر من سبعين بالمائة من إجمالى الكلمات الإنجليزية تم إستعارته من اللغات الأخري وتشارك اللغة العربية بنصيب الأسد فى عدد الكلمات المأخوذة من طياتها الى اللغة الأنجليزية.
ولكن ما لا أستطيع تصدقيه أن فى أيامنا هذه جرى العرف أن اللغة الإنجليزية هى أكثر رقياً من لغتنا وأن من يستطع التحدث باللغة الإنجليزية أو من يستطع إدماج وتطعيم اللغة العربية ببعض المصطلحات الإنجليزية هو شخصٌ سام و راق مقارنةً بالأخرين الذين يتحدثون العربية.
· أسباب إدخال المصطلحات الإنجليزية إلى اللغة العربية
وقد يدخل البعض عدد من الكلمات الأنجليزية أثناء حديثهم باللغة العربية للعديد من الأسباب. فمنهم من يحاول الاستعراض أمام الأخرين زعماً واعتقاداً منهم إنهم بذلك يحوزون على إعجاب و استحسان من يتحدثون معهم . وإنى لأقول لهم أنتم بالطبع مخطئون ألا تعلمون أن الألمان على سبيل المثال يلتزمون بلغتهم ولا يتحدثون الإنجليزية إلا مع من لا يتحدثون الألمانية ويصل الحد أنهم يستهجنون الألمانيين الذين يستخدمون الإنجليزية فيما بينهم وهذا يدل على مدى اعتزازهم بلغتهم التى هى رمز لثقافتهم وفنونهم . ويتبين لنا من المثال السابق أن اللغة الإنجليزية ما هى إلا أداة اتصال بين الأشخاص ولا يصح أن نستبدل اللغة الأصلية بلغة أخرى بديلة ما دام التفاهم موجوداً وقائماً بين من يتحدثون باستخدام اللغة الأم.
وسبب آخر أن البعض ممن يتحدثون العربية لا يجدون مقابل فى اللغة لما يريدون الحديث عنه ومثالٌ على ذلك الاختراعات والاكتشافات العلمية الحديثة فمثلا يصعب على متحدث اللغة العربية إيجاد مقابل لكلمة انترنت أو تليفزيون أو راديو ولذلك فأنا أناشد المختصين والمهتمين باللغة العربية كمجمع البحوث والأزهر الشريف بتوفير ما يقابل هذه الكلمات حتى لا يتم خلط لغتنا بأخرى من اللغات.
وما يؤسفنى للغاية إنه قد ازداد الحد إلى درجة أن الكثير من العرب يدخلون كلمات إنجليزية فى الحديث دون دراية على غرار ما تعودواعليه فالكثير من الناس يقولون " اوكى" للدلالة على الموافقة بدلاً من "حسناً" وايضاً كلمة "هاى" عند رؤية الأصدقاء بدلاً من "كيف حالك". وهناك عدد كبير من مثل هذه المصطلحات والتى نستخدمها دون دراية او شعور فالبعض منا ينسى فى كثير من الأحيان أن هذه الكلمات هى كلمات إنجليزية فى الأصل ويعتبرها كلمات عربية.وإنى لأرى هذا خطراً داهماً يواجه عربيتنا وثقافتنا.
· رجوع الأمور لنصابها
وما هذا المقال إلا صرخة استهجان لكل من يحاول إذلال لغتنا العريقة لغة القرآن الكريم والتقليل من شأنها. فإن لغتنا هى من أعظم لغات العالم والتى يجب أن تبقى كذلك إلى يوم الدين فهى بمثابة الأمانة فى أعناق كل عربى وأنى لأناشد كل أمين أن يحافظ على تلك الأمانة لكى نسلمها لأولادنا وأحفادنا كما تسلمناها من آبائنا و أجدادنا ولكى تعود الأمور لنصابها ومسارها عن طريق استعادة اللغة العربية مكانتها المعهودة.
· ملحوظة:
لم أضع صوراً أو فيديوهات فى مقالى لانى لم أجد داعياً لهذه الإدراجات فى مقالى ولم أحبذ أن أختار ما لن يكون فى محله. فأنا أرى الكاتب الذي يضع صوراً أو فيديوهات ليست فى موضعها فى مقالاته زعماً بأنه بذلك ينال على انتباه القراء فأقول له من الممكن أن تنال هذه الإدراجات من انتباه القراء ولكنها ليست طريقة شرعية فانت تعد القراء من خلال نظرتهم الأولى لمقالك بما ليس موجود فأنت تعد و تخلف وعدك. بهذا أنت لم تثر انتباه القارئ أنت تسرقه أما عنى فلم أتعلم السرقة منذ المهد.
وأخيراً أنا لست ضد إدراج صور أو فيديوهات للمقال والدليل أن لى العديد من المقالات الأخرى المدرج بها صور وفيديوهات إنما أنا ضد الإدراجات الغير مناسبة أو الاستخدام الزائد عن الحد منها مما يؤثر على جودة المقال.
جميع الحقوق محفوظة لمؤلف المقال : إسلام جمال منصور.