طيب، وبعد كل ما قيل أو يقال؟ ماذا تحتاج مصر؟ فالذى يقال لا يسر عدوّا ولا حبيبًا، فى المرحلة الأولى من الثورة كان الشعار هو «محدش فاهم حاجة»، وفى المرحلة الثانية أصبح «دع من يريد أن يتحدث فليتحدث»، فالذى يحب مصر ويخاف عليها أصبح يكلم نفسه، فى كل مكان، فى البيت، فى العمل، وفى الشارع، كلامه يكون خوفًا على نفسه وعلى بلده، فالذي كان لديه الحل فى انخفاض الأسعار لم تنخفض، والذى عاش وهو يظن أن الحياة ستصبح وردية لم يجدها كذلك، والذى كان يبحث عن الأمن والأمان لم يجده، والذى كان يحلم بوظيفه لم تأت، والذى كان يحلم بأن يتحد النخبويون من السياسيين خاب ظنه، والذى تحمس لإنشاء أحزاب جديدة لم يجدها كما كان يتمناها.
زادت مظاهر اليأس والقلق بين الجميع، أصبح لدينا قلقان: قلق سياسى وآخر اجتماعى. وهما مشكلتان لا تتحملهما أجدع دولة فى العالم، أصبح الموقف يعنى بقاء الحال كما هى عليه، بل وجد أن الحال تستمر إلى الأسوأ.
أهل العشوائيات وجدوا أن الخيام التى يقيمون فيها هى هى، ووجد أصحاب المطالب الفئوية المشروعة أنه لا جديد تحت الشمس، ووجد شباب الثورة أن كل شىء مازال كما هو محلك سر، بحثوا عن مشروع قومى حضارى للمصريين فلم يجدوا إلا كلامًا عن ممر تنمية الدكتور فاروق الباز ومدينة الدكتور زويل، التى نحمد الله أن المهندس الفخرانى صاحب الأحكام الشهيرة ضد عدم قانونية عقود الأراضى التى باعتها الدولة للمستثمرين لم يفتح ملف مدينة زويل، كيف حصل على الأرض؟ ما قيمة الأرض؟ ما مدة العقد؟ أين دراسات جدوى المشروع؟ إلخ.. ربما لم يفعل ذلك لأن الأرض لم تخصص حتى الآن، فلا يوجد من يوقع على عقدها، كما أن الدكتور زويل فى ظنى سيرفض توقيع هذا العقد إن وجد، لأنه سيقول إنه عالم، وليس مستثمرًا، أفضل أن يكون مشروعنا القومى هو الإنسان المصرى، وهو مشروع معنوى روحى يغير الإنسان المصرى إلى الأفضل. إذن؛ الشعور العام هو أننا ندور فى حلقة مفرغة، ثورة سياسية شعبية دون نتائج، ثم مليونية تحريرية، ثم ثورة جياع قد تكون قادمة.
حضرات القراء؛ إذن ماذا تحتاج مصر؟ هل هى فى حاجة إلى رئيس مثل هؤلاء الذين أعلنوا نيتهم الترشح ثم قاموا بحملات لا تتوقف، وهم لا يعملون ما شكل الدولة القادمة؟ هل هى رئاسية أم رئاسية برلمانية؟ واضح أنها لن تفرق معهم، فكثير منهم يبحثون عن كرسى عبدالناصر ومبارك والسلام، ويرى كثيرون - وأنا منهم - أنه لا يوجد بينهم من يلفت النظر، ومن يأخذ دماغ المصريين، ومن يستطيع دغدغة مشاعرهم، وأتوقف وقفة لأقول إنه ينبغى أن يترشح مرشحو الرئاسة إلى انتخابات مجلس الشعب أولاً. فنجاح المرشح هنا من عدمه مهم لتقدمه للترشيح.
عزيزى القارئ؛ مصر لا تحتاج إلى رئيس فى مثل هذه الظروف، لا تحتاج إلى رئيس يبحث عن وظيفة كبرى بعد المعاش، أو رئيس يرى نفسه ممثلاً للإسلام، أو من يسيل لعابه للوصول إلى كرسى الرئاسة. مصر فى رأيى تحتاج إلى «المُخَلِّص» بضم الميم وفتح الخاء، وهو لفظ أطلق على المسيح عليه السلام لأنه سيجيء ليخلص العالم.
طبعًا هناك فرق بين نبى الله المسيح - عليه السلام - وبين المُخَلص البشر الذى جاء لتخليص مصر وطن المصريين، مخلص جاء ليقيم العدل ويقضى على الظلم، مخلص ليأخذ بيد الفقراء والمهشمين من أهل مصر، مخلص يعيد للمصريين حريتهم وقيمتهم وإنسانيتهم، مخلص يعيد للمصريين حضارتهم وكبرياءهم.
ويتبقى السؤال: ماذا تحتاج مصر؟ رئيسًا كالذين سبقوه، أم مخلصًا لم نرَه من قبل؟
اتحاد الكرة.. الرجل الأخضر
إذن يمكن تلخيص الموقف فى قصة سحب الثقة من أعضاء اتحاد الكرة بالفيلم الكرتونى الشهير «توم وجيرى»، حيث كنا نستمتع بالصراع بين قط صحته كويسة مفترى، وفأر شقى وخفيف الحركة، وكثير الذكاء. فى هذه الأفلام الفأر هو الفائز دائمًا، وينتهى الفيلم ونحن نصفق لهذا الفأر العفريت.
أيضًا ما يجرى يذكرنى بالرجل الأخضر فى هذا الفيلم الشهير الذى يتحول بطله إلى قوة خارقة عندما يتعرض للاستفزاز أو عدم الاحترام.
حضرات القراء؛ قبل أن يسألنى أحد الشبان عن رأيى فى مسلسل الصراع بين اتحاد الكرة وبين الأندية التى انتخبته طلبت منه أن يختار كلمة واحدة تكون عنوانًا لما يحدث، دون تفكير، فاختار كلمة «مسخرة» عنوانًا لما يجرى.
بصراحة أنا لا أعلم من الذى يفكر فى اتحاد الكرة؛ سمير زاهر أم أبوريدة؟ كتبت قبل ذلك أن زاهر العضلات وأبوريدة المخ، مجدى عبدالغنى أم حازم الهوارى؟ ومجدى عبدالغنى كتبت عنه سابقًا أنه العضلات وشوبير العقل.
باختصار سمعة الكرة المصرية لا تشرف المصريين، أداء اتحاد الكرة لا يليق بمن يريدون لعبة عالمية يتابعها العالم، والنهاية كله خسران، اتحاد الكرة، أنديته، اللعبة نفسها، وأول كل هؤلاء مصر، بصراحة اختِشوا واتلمّوا.
باللمز..
◄ عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.. وصفته جريدة لوس أنجلوس الأمريكية بأنه «حرباء سياسية»، فهو يعلق على أن شعبيته جاءت من مواقفه المتشددة مع إسرائيل، ثم يعلق على أنه مع ضرورة الإبقاء على العلاقات معها.. ونشرت جريدة «اليوم السابع» ما يؤكد هذه الصفة، حينما نشرت نص خطابه لوزير البترول يؤيد فيه إرسال الغاز إلى إسرائيل، ثم محاولته إنكار ذلك فى وسائل الإعلام.. يبدو أن وصف الجريدة الأمريكية كان صحيحًا.
◄ د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية.. كثيرون - وأنا منهم - يفضلون له أن يكتب مقالاً أسبوعيّا بدلاً من مقاله اليومى، الذى فيه كثير من التكرار وكثير من الحديث عن الماضى دون أفكار عن المستقبل، دكتور حسن لديه أحسن من ذلك.
◄ المستشار طارق البشرى.. نحترمه جميعًا، ولكن يبدو أن وجوده فى لجنة التعديلات الدستورية جعله يعيش دور الفقيه الكبير عبدالرازق السنهورى.. ولكن هناك فرق.
◄ د. عصام شرف رئيس الحكومة، استخدام الوزراء والمحافظين ورؤساء البنوك السيارات المرسيدس هذه الأيام لا يتماشى مع وجود البلد فى مرحلة ثورة، وليس مؤشرًا لميزانية أزمة، الرئيس السادات كان يركب فى كثير من الأحيان السياراة الجولف الصغيرة، قرار إيقاف هذا الاستخدام يريح المصريين وخاصة الفقراء ومحدودى الدخل.
هل يفعلها؟
◄ الكابتن عزمى مجاهد.. المتحدث الرسمى لاتحاد الكرة.. أحبه وأحترمه كثيرًا لأدائه عندما كان عضوًا بمجلس إدارة نادى الزمالك، للأسف أداؤه فى اتحاد الكرة يخصم من رصيده كثيرًا عندمحبيه ومؤيديه. «عزمى مجاهد الزمالك» ليس هو «عزمى مجاهد اتحاد الكرة».