صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20753 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: بالامس كان عرس لمصر كلها 2011-03-20, 13:41 | |
| باستثناء تعدي مجموعة بلطجية تابعين للحزب "الوطني" على المعارض البارز محمد البرادعي، كان يوم أمس عرساً حقيقياً للديموقراطية في مصر شهد للمرة الأولى تدفق ملايين المصريين الى مراكز الاستفتاء على التعديلات حتى اضطر القضاة المشرفون الى طلب صناديق إضافية بعد أن امتلأت الأولى تماماً ونفدت بطاقات التصويت في بعض اللجان قبل أن تنتهي صفوف المواطنين المحتشدين للادلاء بأصواتهم. وقبل أن تفتح مراكز التصويت أبوابها في الثامنة صباحاً، اصطف المواطنون في طوابير طويلة امتدت أحياناً لأكثر من كيلومتر واصطحب كثر أطفالهم "ليكونوا شاهدين على أول مرة نشارك فيها بصنع مستقبل بلدنا" كما قالوا، وحمل البعض الأعلام المصرية وصور شهداء ثورة 25 يناير. وجرى الاستفتاء للمرة الأولى ببطاقات اثبات الشخصية من دون اعتداد بقوائم الناخبين التي كانت هي المرجع قبل الثورة والتي يصفها المعارضون بأنها مزورة لمصلحة الحزب "الوطني" الذي كان يحكم البلاد برئاسة حسني مبارك. وبلغ عدد من لهم حق التصويت نحو 45 مليون ناخب مشارك في الاستفتاء الذي تعلن نتائجه اليوم وشاركت قوات من الجيش والشرطة في تأمينه. وتتعلق التعديلات الدستورية بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية وأسلوب وآليات الترشح للرئاسة وفترة ولاية رئيس الجمهورية والتجديد، والإشراف على الانتخابات التشريعية والفصل في صحة عضوية نواب مجلس الشعب وتعيين نائب لرئيس الجمهورية وإعلان حال الطوارئ وغيرها. وتسببت هذه التعديلات في انقسام "قوى الثورة" الى معسكرين أحدهما يقبل بها ويضم "الاخوان" والآخر يرفضها وعلى رأسه اليسار والليبراليون، ما أدى الى جدل سياسي كبير بين أعضاء الجماعة مدعومين بعناصر من الحركات السلفية بل وأعضاء "الوطني" في مقابل الناشطين والمثقفين والفنانين. واتهمت منظمات حقوقية الاخوان والجماعات السلفية باستخدام الدين في تخويف الناخبين بعد أن وزعوا في القرى فتاوى مطبوعة تعتبر أن رفض التعديلات الدستورية حرام شرعاً، ما استفز الأقباط الذين شاركوا بكثافة غير مسبوقة وصوتوا لخيار "لا أقبل" في بطاقات الاستفتاء. واتهم السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد" التيارات الدينية باللعب على عواطف البسطاء من خلال الادعاء بأن الرافضين التعديلات الدستورية يسعون الى إلغاء المادة الثانية من الدستور والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع، واصفاً هذا التصرف بالممجوج سياسياً. أضاف البدوي في تصريحات صحافية أثناء أدلائه بصوته فى الاستفتاء: "لم يطالب أحد بإلغاء المادة الثانية من الدستور وحتى الأقباط أنفسهم لم يطالبوا بذلك وإنما طالبوا بأن يتحاكموا وفقاً لشريعتهم في الأمور الخاصة بهم"، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية سمحت بذلك. وأكد البدوي أن التصريحات الإعلامية التي صدرت عن قيادات في الجماعات الإسلامية في اللقاءات التلفزيونية التي أجريت معهم خلال الأيام الأخيرة أزعجت المسلمين قبل الأقباط، مشيراً إلى أن مصر تحتاج إلى دستور جديد يحميها وليس لتعديلات في الدستور القديم. أضاف البدوي "لن يستطيع الإخوان أو السلفيون أن يفرضوا إرادتهم على الشعب المصري"، "إلا أنه أكد أن الوفد سيحترم نتائج الديموقراطية إذا جاءت النتيجة النهائية بـ"نعم". وجدد البدوي رفض الحزب التعديلات الدستورية التي يتم الاستفتاء عليها، موضحاً أن فقهاء القانون في العالم كله استقروا على أن لكل ثورة شرعية جديدة وعقداً اجتماعياً جديداً بين الحاكم والمحكوم، مشدداً على أن دستور 1971 سقط بالفعل إذ إن الرئيس السابق لم يتبع الإجراءات المنصوص عليها في الدستور عند التخلي عن سلطته وبالتالي أسقط دستور 1971. وشهدت بعض اللجان تأخراً في فتح أبوابها عن موعدها المحدد (الثامنة صباحاً) نتيجة عدم وصول الحبر الفوسفوري، ما دعا رؤساء اللجان من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية الى الإسراع في مخاطبة اللجنة القضائية العليا المشرفة على عملية الاستفتاء لإمدادها بالحبر الفوسفوري، فيما توقفت بعض اللجان عن العمل ساعات عدة نتيجة نفاد أوراق الاقتراع وإبداء الرأي في ضوء الإقبال الكثيف وغير المتوقع، ما دعا اللجنة الى إرسال المزيد من أوراق الاقتراع لتلك اللجان. وتلقت اللجنة القضائية العليا شكاوى بشأن خلو بعض اللجان من الستائر للحفاظ على سرية التصويت، والازدحام بمقار التصويت بالمدارس، ما حمل اللجنة العليا على تمديد موعد التصويت في بعض اللجان الى ما بعد المواعيد المحددة السابعة مساء، إلى التاسعة مساء، وذلك في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا بصعيد مصر. وأدلى محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية. وقال إن "اليوم (أمس) يعد يوم فرحة لكافة المصريين بعد عشرات السنوات وبخاصة أن الكتل التي كانت صامتة نزلت إلى صناديق الاقتراع بالملايين عندما أحست أن لها وزناً سياسياً". أضاف "لا أحد منا في هذه اللحظة يعلم ماذا ستكون النتيجة بعد أن كنا نعلم النتيجة مسبقاً"، مؤكداً أن "الجماعة ستنزل على رأي الشعب حتى لو كان مخالفاً لرأيها. المصريون كما أدهشوا العالم بتظاهرات التحرير يدهشونه اليوم باستفتاء التحرير وسيدهشونه غداً بانتخابات رئاسة التحرير". ورفعت لافتات كبيرة في الشوارع أمام لجان الاقتراع لجماعة الاخوان تحض المواطنين على التصويت بـ"نعم" للتعديلات الدستورية، ما يعد مخالفة لقرار المجلس العسكري الذي أكد على عدم توجيه المواطنين أثناء التصويت بنعم أو لا حتى نهاية اليوم. ونشبت مشادات عقب محاولات بعض المواطنين إزالة اللافتات الاخوانية التي تدعو المواطنين الى التصويت بـ"نعم" وتدخل رجال الأمن لتهدئة الموقف. وقال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، "على الجميع تقبل الاستفتاء سواء كانت النتائج نعم أو لا حتى وإن كنا نعارض هذه التعديلات الدستورية منذ البداية"، مطالباً في تصريحات نشرها موقع "اليوم السابع" الشعب المصري بالتعاون من أجل نجاح العملية الديموقراطية في مصر. أضاف موسى خلال إدلائه بصوته في حال فوزه في انتخابات الرئاسة، أنه على استعداد للتعاون مع محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع غيره من المتعرضين للعمل العام. وطالب موسى بأن تكون انتخابات الرئاسة أولاً قبل الانتخابات البرلمانية، مبرراً ذلك بأنه يجب إعطاء الفرصة للأحزاب الجديدة والغائبة لترتيب صفوفها وبرامجها وممثليها وهذا يحتاج الى وقت، فى حين أن البلد يحتاج لرئيس في أقرب وقت. وتعرض البرادعي لاعتداء بالحجارة والزجاجات أثناء محاولته الإدلاء بصوته في منطقة عشوائية في حي المقطم حيث اقتحم عدد من البلطجية وهم عراة الصدور ومسلحون بالحجارة مقر اللجنة مرددين هتافات ضده وحطموا سيارته ما أجبره على الرحيل متهماً فلول النظام السابق بتدبير العملية.
| |
|