أبو الرجال مشرف القسم الاعلامى
عدد المساهمات : 213 نقاط : 5997 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 20/10/1972 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 52 المزاج : مؤمن بالله تعاليق : ما كان يومئذ دين فهو اليوم دين ومالم يكون يومئذ دين فليس اليوم بدين
اذا لم تكن سلفيا فتشبه بهم فإن التشبه بالكرام فلاح
| موضوع: السلفية والرجعية 2011-04-22, 05:57 | |
| يزعم خصوم الإسلام بعامة و السلفية بخاصة أنها دعوة رجعية و هو زعم خاطئ من جذوره فلا تتعارض السلفية مع التقدم لأن التقدم في الإسلام تقدم أخلاقي يمضي قدماً في تحقيق الرسالة التي نيطت بهذه الأمة مع الأخذ بأسباب العمران المادي في نواحي الحياة كلها . و القديم في تاريخ أوربا تعبير يطلق على العصور المظلمة في القرون الوسطى السابقة لعصر النهضة ورفض أوربا لتاريخها القديم موقف عادي يتلاءم مع رغبتها في التقدم لأن الماضي يعد سبباً لتخلفها . " و إذا قارنا الإسلام بمختلف ديانات العالم عرفنا أن عقائدها منعت معتنقيها من التقدم الحضاري عندما استمسكوا بها و دارس التاريخ يلاحظ أن أهل أوربا و البوذيين في اليابان على سبيل المثال لما كانوا راسخين في معتقداتهم الدينية كانوا على أسوأ ما يكون من أدوار التخلف و لما أحرزوا لأنفسهم الرقي والتقدم في حياتهم العلمية و العقلية والمادية ما عادوا مؤمنين بمعتقداتهم المسيحية والبوذية إلا اسماً . أما المسلمون فعندما كانوا أقوياء في إيمانهم بمعتقداتهم صاروا أكثر أمم الأرض تقدماً وازدهاراً و قوة ومجداً وما أن دب دبيب الضعف في إيمانهم بها حتى تخلفوا في ميادين العلم وضعفوا في صراعهم للرقي الدنيوي و تحكمت فيهم واستولت عليهم أمم أجنبية و هذا فرق عظيم بين معتقدات الإسلام و معتقدات الديانات الأخرى في العالم " (1) . فالأمر عكسي بالنسبة لنا تماماً : فإن تاريخنا يعبر عن تقدم حضاري في كافة المجالات و إذا نحن طالبنا ( بالترقي ) إلى مستوى السلف فإننا نعني بذلك التمسك بالمفاهيم الإسلامية الشاملة للعقيدة والعبادة والشريعة و سائر الأنشطة الإنسانية التي منها - بلا شك - الحقل العلمي . و لكننا في الوقت نفسه لا نزعم - و لا نظن أن عاقلاً يخطر له على بال - أن نضع الأمة الإسلامية في متحف للتاريخ ! بمعنى أن نطالب بإرجاعها للأخذ بوسائل العصور السابقة في الحياة العمرانية بأساليبها في الإنتاج والنقل و التعليم والتطبيب وتشييد المدن وتجهيز الجيوش و بناء المدارس والجامعات والمستشفيات ....إلخ . و يتضح لكل دارس للإسلام أن المفهوم الإسلامي للحضارة أرقى بكثير من التصور الغربي فلا نحن نرضى بتخلف المسلمين الحالي عن تحقيق النموذج الإسلامي و لا نرضى في الوقت نفسه بتقليد الغرب في فلسفته و مضامينه الفكرية الشاملة . أما نبذ السلفية بحجة التسابق مع الزمن و اللحاق بكل ما هو جديد فمنهج خاطئ قائم على مفاهيم غربية متصلة بفلسفتها فإن ما نراه اليوم جديداً سيصبح غداً - وحتماً - قديماً فليست الموازنة إذن بين قديم و جديد موازنة صحيحة ولكن ينبغي أن تتم بالمقارنة بين الحق و الباطل أياً كان العصر والزمان لأن القيم لا تتغير ولا تتبدل فليس الجديد مقدماً بالضرورة عن سلفه . و لعلنا نصدم أصحاب دعوى التجديد المتغربين النابذين للسلفية عندما نضع أمامهم الحديث النبوي : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) (2) والتجديد إنما يكون بعد الدروس فالتجديد ارتقاء وتقدم بالأمة لتسلك طريقها مرة أخرى كلما بعدت عن الصحيح الأصيل المتوارث . نحن نرفض تقليد الغرب ونبحث عن الأصالة و لا تأتي الأصالة بترقيع الشخصية بل بالارتباط بالعقيدة التي كانت حجر الزاوية في كيان هذه الأمة و ينبغي هنا التمييز بين تقليد ( مقومات الشخصية والعقائد والتصورات ) و بين النتائج العلمية فلا وطن للعلم ولا جنسية للاكتشاف و الأبحاث الإنسانية في الميادين المختلفة .. ولكن المشكلة هي اختلافنا الأساسي معهم على قواعد جوهرية تتناول عقيدة التوحيد و الإيمان بالله سبحانه وتعالى و إفراده بالألوهية و الربوبية و ما هية الإنسان والغرض من خلقه و بيان مآله في اليوم الآخر و ما هي وسائله لسلوك أحسن السبل الممكنة في الحياة والارتقاء بها ؟ و تأتي آفة التقليد عندما ننسى أصالتنا و لذا ينبغي التنبيه إلى الحكمة النبوية في الحديث الذي رواه البخاري ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون " الأمم " قبلها شبراً بشبر و ذراعاً بذراع فقيل : يا رسول الله ! كفارس والروم ؟ فقال : ومن الناس إلا أولئك ؟ ) (3) . و في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع حتى ولو دخلوا جحر ضب خرب لتبعتموهم قلنا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال : فمن غيرهم ! ) (4) . إذا عرفنا كل هذا أصبح هدف السلفية واضحاً أمامنا كضوء الشمس وهو يتلخص في : تطهير العقيدة من شوائب البدع وتربية الشخصية الإسلامية و فتح الذهن البشري لقبول كل جديد في ميادين العلوم التجريبية و إحياء العقيدة من منابعها بعيداً عن المذهبية الضيقة بصورتها الأخيرة أو تطويع العقيدة و الشريعة في الإسلام لدعاوي التطوير الخاطئة و رفض فكرة لا دينية الدولة .
من كتاب : الكتاب : عودة الحجاب : الجزء الأول : تاريخ معركة الحجاب. المؤلف : محمد إسماعيل المقدم. | |
|
صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20754 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: رد: السلفية والرجعية 2011-04-22, 15:12 | |
| مما لا شك فيه انه كلما اقتربنا من رب العالمين وتعلقنا بل تمسكنا بشرائعه يبسط الله لنا كل خزائنه ولا خلاف على ذلك ابدا فمن الخطأ ان نربط بين المتمسكين بدين الله وبين التخلف شكرا لك ابا مصعب | |
|