فى تقدم جديد فى موقف الإخوان من الحوار الوطنى، قررت جماعة الإخوان المسلمين الدخول فى جولة الحوار التى يجريها نائب الرئيس عمر سليمان وكافة قوى المعارضة، وأكدت " الجماعة" أن قرارها ذلك انطلاقًا من حرصهم على تحقيق مصالح الشعب كاملة، وحرصهم على وحدة القوى الوطنية كلها، واعترافًا منهم بالدور العظيم الذى قام به شباب الأمة وتضحياته.
وشددت الجماعة فى بيان لها فى ساعة متأخرة من مساء السبت أن دخولها الحوار الوطنى جاء للتعرف على جدية المسئولين إزاء مطالب الشعب، ومدى استعدادهم للاستجابة لها، حسب ما جاء بالبيان ، مضيفا، "هذا ما يتسق مع مبدأنا فى الحوار الجاد المخلص البنَّاء، ورغبةً منا فى الحفاظ على مصالح الأمة ومؤسساتها ومرافقها، ومن حرصنا على استقلال وطننا ورفضهم أى تدخل دولى أو إقليمى فى شئونه الداخلية".
وذكرت جماعة الإخوان فى بيانها، أنهم يشاركون كل القوى السياسية والوطنية والشبابية فى هذا الحوار، لَيأملوا أن يسمع المحاورون لهم نداءهم، وأن يتفهَّموا مطالبهم، ويضعون المسئولين أمام واجبهم لتنفيذ تلك المطالب التى أجمعت عليها الأمة، حفاظًا على مصلحة مصر والمصريين جميعًا.
وأكدت الجماعة فى البيان الموقع من المرشد العام د.محمد بديع التزام الجماعة بأن يكون هذا الحوار شاملاً يستوعب كل القوى الوطنية والجماعات السياسية والأحزاب، وعلى رأسهم وفى مقدمتهم ممثلون حقيقيون للشباب، صاحب الفضل فى هذه الثورة، حتى يُسمعوا صوتهم وصوت الأمة للمسئولين، ويحدِّدوا لهم مطالبنا المشروعة العادلة.
وأوضحت الجماعة أنهم يرون أن الحوار لا بد أن يتم فى مناخ مختلف عن المناخ الذى تم معايشته وشعر به الجميع، ويرون أن ذلك يقتضى تأكيد احترام الحريات العامة، والتنفيذ الفورى لأحكام القضاء المعطلة بواسطة السلطة، ووقف الحملات الإعلامية الحكومية التى ترمى لتشويه ثورة الشعب، وإتاحة فرص متكافئة فى جميع وسائل الإعلام القومية، والإفراج الفورى عن المسجونين السياسيين والمعتقلين، ولا سيما الذين اعتقلوا فى أحداث المظاهرات الأخيرة.
كما أكد الإخوان إصرارهم على التمسك بمطالب الشعب، والتى أعلنها الملايين فى مظاهراتهم العديدة المستمرة فى مصر والعالم أجمع، وعلى رأسها تنحى رئيس الدولة، ومحاكمة المسئولين عن إراقة الدماء فى المظاهرات السلمية، وحل المجالس النيابية المزوَّرة، والإلغاء الفورى لحالة الطوارئ، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولى السلطة التنفيذية، حتى تتمَّ الانتخابات النيابية بطريقة نزيهة حرة تحت إشراف قضائى كامل، وضرورة الفصل التام بين السلطات، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب السياسية والجمعيات، وحرية إصدار الصحف والمجلات وضمان حرية الإعلام.
كما أكد الإخوان ضرورة تأمين المتظاهرين وكفالة حريتهم فى التظاهر السلمى، حتى تتحقق مطالبهم المشروعة، مختتمين بالدعاء أن يحفظ الله مصر من كل سوء، وبلغها آمالها، وحفظ أهلها وشبابها، ورفع فى العالم قدرها.