زائر زائر
| موضوع: المنهج والمنهاج 2011-01-22, 13:18 | |
| د. عبد العزيز بن ندَى العتيبي
الطائفة المنهجية أو المنهاجية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد: لقد كتبنا في اثنتي عشرة مقالة سابقة عن تعريف المنهاج وَحَدِّه، والضوابط والأصول التي تعين المتعلم وطالب الحق في الوصول إليه والسير عليه، وبعد بيان المنهج وتوضيحيه، أردنا مزيداً في البيان الوقوف على بعض المظاهر والمشاهد الغريبة، المبنية على انحراف الطريق والمنهاج… نلاحظ انتشار بعض المظاهر والأفهام المخالفة للشرع؛ فهناك من يأخذ بعض النصوص ويدع غيرها، وهذه العناية ببعض الأدلة وإهمال الآخر، إما إعراضاً عنها أو جهلاً بها؛ طريق زلت فيه أقدام، وضلت به أفهام، ولا يمكن لأحد الوقوف على الحق، ومعرفة الصراط المستقيم، والقول في مسائل الشرع، وأخذ الأحكام منه، إلا بعد جمع نصوص الباب كله، دون إهمال شيءٍ منها، ومجانبة ذلك السبيل؛ طريق مزلة، ونهج انحراف، وإن هذا العمل من جنس من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، قال تعالى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: 85]، وفي النهاية نجد نتيجة واحدة؛ اضطراب في الميزان، وخلل في الأفهام، وغلط في الأحكام، وقد كان ذلك سبباً مباشراً لظهور أهل الأهواء والبدع، ونشأة الفرق المنحرفة، فهناك كثير من الطوائف حصرت دينها في مسائل محدودة ومعدودة، واتخذوا لهم ديناً معيناً، ورسماً معلوماً؛ سموه بالمنهج، وقد حُدَّ بمسائل محددة، من خرج عنها ضل، ومن زاد عليها اتهم بالزلل، ودين الإسلام أوسع من ذلك، وما ضلال الطوائف والفرق؛ إلا عندما سلكت منهاجاً غير منهاج النبي صلى الله عليه وسلم، ومثال ذلك في مسألة الإيمان، جاء من جعل الإيمان شيئاً واحداً، فقال: الإيمان لا يتبعض ولا يتجزأ، فلا يزيد ولا ينقص، كالخوارج والمرجئة وغيرهما، فَضَلَّ وأَضَلَّ، وأما أهل السنة فيقولون: الإيمان يتبعض ويزيد وينقص، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح: 4]، وقال تعالى:{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا}[المدثر: 31]، وقد روى البخاري(9)، ومسلم(35) واللفظ له في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». عباد الله! إن ما يقوم به بعض الناس من حصر للفظ المنهج، وحَدُّ اصطلاح المنهاج في مسائل خاصة، والاشتغال بها، ومن ثم الدندنة حولها، واللهج بها صباح مساء، وجعلها عمود الدين، وعليها يكون امتحان المسلمين، فذلكم النهج والطريق ليس من دين الله في شيء، والأولى على أمثال أولئك النفر؛ الاشتغال بالعلم، والعمل والمثابرة بالإقبال على تَعَلُّمِ دين الله تَعَلُّماً حَسَنا، وعمارة الأوقات بطاعة الله تعالى، وذكره ليلا ونهارا. ولذا أوصيك أيها القارئ بما رواه أحمد في المسند (4/188) بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيان فقال أحدهما: من خير الرجال يا محمد؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من طال عمره وحسن عمله»، وقال الآخر: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فباب نتمسك به جامع؟ قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل». من يضعُ قانوناً ومنهاجاً؛ يوالي عليه ويعادي عليه
إن الجهل بالقواعد والأصول الشرعية، وعدم معرفة الضوابط والمصالح المرعية، فتح باب شر على الأمة، وتدافع بعض الناس من الجهال، وكذا أهل الأهواء والبدع، فكلٌ ذهب يضع له ميزاناً، وينسج له قانوناً حسب حدود معرفته بالأدلة والنصوص، والمسائل التي أحاط بها، ولا يجيد غيرها، بل لم يقف عليها، ومن ثَمَّ يبدأ مرحلة جديدة، وذلك بالغلو فيما عرفه من المسائل والأحكام ووقف عليه، وما انتهى علمه إليه، و يرى أن ما قام بجمعه من النصوص والأقوال؛ هي أصول الدين وأركانه، من زاد عليها زل، ومن قَصُرَ عنها ضل. وفي الختام أسأل أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ومن اشتبه عليه شيء من أمره، فعليه بالدعاء الذي رواه مسلم في صحيحه (770) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم! رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم». والحمد لله في الأولى والآخرة. نسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريمويبعد عنا الرياء والسمعةبفضله ومنه وكرمه امين
|
|
زائر زائر
| موضوع: رد: المنهج والمنهاج 2011-01-22, 18:35 | |
| |
|
عبدالله شعبان عضو مجلس اداره
عدد المساهمات : 4364 نقاط : 12039 التقييم : 4 تاريخ الميلاد : 12/07/1969 تاريخ التسجيل : 21/09/2009 العمر : 55 المزاج : هادىء تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،
ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،
إنك كنت بنا بصيرا
| موضوع: رد: المنهج والمنهاج 2011-01-22, 19:38 | |
| إن الجهل بالقواعد والأصول الشرعية، وعدم معرفة الضوابط والمصالح المرعية، فتح باب شر على الأمة، وتدافع بعض الناس من الجهال، وكذا أهل الأهواء والبدع، فكلٌ ذهب يضع له ميزاناً، وينسج له قانوناً حسب حدود معرفته بالأدلة والنصوص، والمسائل التي أحاط بها، ولا يجيد غيرها، بل لم يقف عليها، ومن ثَمَّ يبدأ مرحلة جديدة، وذلك بالغلو فيما عرفه من المسائل والأحكام ووقف عليه، وما انتهى علمه إليه، و يرى أن ما قام بجمعه من النصوص والأقوال؛ هي أصول الدين وأركانه، من زاد عليها زل، ومن قَصُرَ عنها ضل.
وحقا ان البدع الموضوعة واتباع تلك البد والتقليد الاعمى الذى صار بين شبابنا عمل على انتشار الضلال فالبعد عن اتباع السنه والابتعاد عن اصول الدين والاختلاف فى امور فرعية أصبح من شر البلايا على امتنا نسأل الله العفو والعافية والسبيل الصحيح هو التمسك بالدين بدون غلو ولا مبالغة او مغالة لأن هذا الدين يسر اللهم ارزقنا الصلاح والهداية والسير على سنة حبيبك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم
يسلم اختياراتك يا مصطفى
| |
|
صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20750 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: رد: المنهج والمنهاج 2011-01-22, 19:50 | |
| مصطفى انا فى غاية الفخر بك وباختياراتك كل التقدير | |
|