يروي هذا الموقف فضيلة الداعية
المعروف الدكتور سعد بن عبدالله البريك في محاضرة له بعنوان (رمضان.. يا حسرة
المحرومين)) يقول هذه واقعة حقيقية وقعت لاحد الصالحين في بلاد الشام ويسرد فضيلته
هذا الموقف قائلاً:
إن منطقة من المناطق التي إمتلأت بأهل الفسق والرذائل
والمعاصي أراد أربعة من الاخيار أن يشيدوا ويبنوا فيها مسجداً, شعوراً منهم إن
إصلاح الناس ودعوتهم وهدايتهم وردهم إلى الله رداً جميلاً ينطلق من المسجد من
مهابط الرحمة ومنازل الملائكة فجمعوا شيئاً يسيراً لا يجاوز آلافاً معدودة ثم
أختاروا مكاناً ليقيموا عليه مسجداً وأرادوا أن يجمعوا هذه الدريهمات المعدودة
التي بين إيديهم حتى يقيموا هذا المسجد فتوجه أحدهم الى رجل قد عرف عنه الفسق
والفجور والعناد والمكابرة ،،
فقال الداعي لهذا الرجل:
إننا نريد أن
نشيد ونؤسس جامعاً وإنما نلتمس ونرغب إليك أن تُعيننا في بناء هذا الجامع.
فما
كان من ذلك الرجل (قبل ان يتحول) إلا أن استنكف جرأة هذا الرجل الداعي الذي دخل
عليه وتجرأ أن يحدثه في هذا الامر فقال: تريد مني أن أُعينك على بناء مسجد جامع
؟
قال: والله ما جاء بي إليك إالا هذا
فقال: افتح يدك حتى أعطيك فمد الداعي
يده فدنى ذلك الرجل من يد الداعية فبصق فيها فما كان من الداعية إلا أن مسح بها
صدره ..
وبعد أن مسح يده على صدره قال
الداعيه
هذه لي .. وبسط يده مره ثانية
وقال : وهذه يدي مبسوطة
فماذا لله
؟؟
فقال له الرجل:
ما تقول ؟؟
قال: هذه البصقة لي وهذه يدي مرة أخرى
مبسوطة فماذا لله ؟؟
فقال الرجل: لله علي أن أبني هذا المسجد كله من نفقتي ..
سبحان الله
واستطرد الشيخ البريك معلقاً على هذا الموقف قائلاً :
الصبر..
الصبر في مقام الدعوة والثبات.. الثبات في باب البلاغ والتواصي
بالحق والصبر والحلم على الناس في دعوتهم الى الله عز وجل فان الناس اذا أحسن
تأليفهمإالى الله تألفوا وإذا احسن التقرب إليهم بالتواضع واللين والحكمة والموعظة
الحسنة واشعارهم بالمحبة والشفقة عليهم من عقاب الله وعذابه والمحبة لهم أن ينالوا
أعلى الدرجات عند الله مع إدراك من أولئك الناس للتجرد والإخلاص والسلامة والنزاهة
من مقاصد الدنيا للداعي فان ذلك من أعظم اسباب التأليف والتأثير والهداية ...