أهمية أدب الخلاف
الجميع بحاجة إلى مراعاة أدب الخلاف وأخلاقيات الحوار
* يحتاج إليه الحاكم؛ ليحفظ حقوق رعيته، حتى ممن يختلفون معه؛ كما حفظ النبي صلى الله عليه وسلم حقوق الناس كلهم؛ فحفظ حقوق المخالفين بالمدينة من اليهود والمنافقين، أما أصحابه فلا تسأل عن صبره وصفحه وتجاوزه وإنصافه من نفسه عليه الصلاة والسلام، وإعطائه الحق لطالبه، وكما حفظ أصحابه العهد من بعده، فهذا علي بن أبي طالب حينما انشق عنه الخوارج في مواجهة عسكرية أضرت بالتاريخ والخلافة والفتح الإسلامي ـ يتحدث عنهم ويقول:إخواننا بغوا علينا، ويرفض أن يصفهم بكفر أو غير ذلك، ثم يحفظ لهم حقوقهم ما لم يحملوا السلاح ويُخيفوا السبيل، ويستحلوا الدم الحرام.
* يحتاج إليه العالِم ليحفظ حقوق الطلاب، ويعدل بينهم ويُحسن الظن بأسئلتهم وإشكالاتهم واعتراضاتهم، ويفتح لهم صدره، ويربيهم على المسؤولية المستقلة، وليس على الذوبان في شخصية الشيخ ليخرج لنا سادة نبلاء نجباء، وليس مقلدين أتباعاً ضعفاء.
* يحتاج إليه الأب تحبُباً إلى قلوب ولده، وعذراً لهم فيما خالفوه فيه، وإدراكاً أنهم صغار قوم كبار آخرين، فليس المطلوب أن يكون الولد أو أن تكون البنت صورة طبق الأصل عن الوالد، أو الأبوين، بل للولد بصمته الخاصة في فكره وعقله، كما له بصمته في يده، أو في كلمته، أو في عينه، أو في بنانه، أو في نبرة صوته.
* نعم! نحن نتحدث، ويجب أن نتحدث عن أدب الخلاف، لكن نحتاج إلى وضع آليات لإدارة الخلاف، الذي يقع بيننا ولابد أن يقع .