زاوية نسائية فقط لسيدات منتدى دبركي

]في هذه الزاوية سأحاول ما استطعت

أن أرصد بعض أقوال النسوة وربما بعض الأقاويل

وقد تكون سوالف نسوان بسيطة..

في المجتمع النسوي ..

دعواتكم لي بالتوفيق..

سأبدأ بوضع حكاية وانتن ايتها السيدات بمنتدانا تابعن معي واضفن ما ترينه من حكايات نسائنا
فهي مساحة فقط للنساء

{ مساحة نسائية ... 1}

قالت لي :

الجوهرة سيدة في الثلاثينات من عمرها متزوجة من رجل لديه زوجة واولاد

اما هي فتعرضت حين كانت مع زوجها السابق الى عملية

ادت الى فقدانها جنين في الشهر السادس

وفقدت أيضا القدرة على الإنجاب مرة اخرى !

في يوم العيد شاهدتها تحمل كاميرتها وسلة مليئة بالهدايا المبتكرة وقد

تجمهر الأطفال حولها تلتقط لهم بعض الصور وتشاركهم بعض اللعب وقدت بدت لي برآتها

تفوق طفلة في الخامسة من عمرها !

أما بقية النسوة فكانت نظراتهن أبلغ من التعليق !

أما انا فقد سقطت من عيني دمعة وأسفت على حالي كيف

اني لم أتمكن من الأستمتاع مع اولئلك الصغار الذين ينتظروني في حينا المزخرف بالوان الفرح كما فعلت

الجوهرة يوم العيد !!

كانت لى صديقة وجارة فى نفس الوقت لم ترزق بأطفال

ولكنها كانت حنونة للغاية على اى طفل من اطفال الاقارب والجيران أنا شخصيا كنت اترك أحمد ابنى

وهو طفل وأذهب لشراء متطلباتى فكانت نعم الام الحنون والقلب الحريص المؤتمن

هذه الصديقة طلقت بسبب عدم الانجاب وذهبت الى بيت أهلها وفى احد ايام رمضان

كانت تقوم بعمل الكعك والبسكويت كما تعودنا فى مصر ورأت طفلتان صغيرتان تدخلان من

باب العمارة فأعجبها شكلهما وفتحت باب الشقة لمداعباتهم فى لطف وحنان وعلمت انهم ضيوف لاحدى

جارتها وعلمت ايضا قصتهما أن أمهم ماتت منذ شهور فقط وتركت أربع أطفال منهم هاتان الطفلتان

وولد أكبر والآخر رضيع لانها ماتت اثناء ولادته رحمها الله وهذا الرضيع تربية احدى عماته فى محافظة أخرى

فبكت صديقتى وبشدة ولم تنم هذه الليلة صلت الفجر ودعت ربها بكل ما هو خير واستخارت الله فى الفكرة

التى سيطرت عليها .. وفى الصباح طرقت باب جارتها وقالت لها ان كان ابو هؤلاء الأطفال ينوى الزواج

فأنا أتزوجه من أجل أن أربى هؤلاء الأطفال .. قلبى تعلق بهم بشدة وسبحان الله .. طارت الجارة فرحا بها

وطار الخبر للأب الملكوم الحائر وكل من حولها سعد بما قدمت عليه لوجه الله كل هذا وهى لا تعرف

عن الاب الا أولاده وظروفه وهو وافق بل فرح فرحا شديدا من قبل أن يراها ولانى اعرف صديقتى شكلا

قلت هذا من بخته الرائع فهى جميلة الملامح بشكل فوق العادة وجميلة القلب ايضا ودعوت الله ان يكون هو

على نفس المستوى من الخلق ويستحقها وسبحان الله وجدنا الرجل خلوق اكثر مما توقعنا وله منزلة اجتماعية

محترمة جدا .. وتزوجوا على بركة الله ومع صدق النوايا واخلاصها لله من الطرفين استنرد الاب بسبب اصرارها

ابنه الرضيع من بيت عمته واخدت اجازة بدون مرتب من عملها وتفرغت للاولاد وعاشت دور الأم بكل معاناتها

وبكل جمالها والان أولادها فى مراحل التعليم المختلفة ومتفوقين دراسيا والطفل الرضيع الذى حدثتكم عنه

الان فى الصف الثالث الاعدادى

بارك الله لها وجزاها كل الخير وبفضل الله مهما اوفيها حقها

جعل الله كل ما قدمته فى ميزان حسناتها

اللهم امين

اللهم آمين

وجزاها كل خير يارب

{ نزوة مستمرة ؟؟ .. 2 }

قالت لي في احدى جلساتنا سويا في مكتبنا :

بأنهم كانوا أسرة مثالية زوجين وثلاثة ابناء

زوجها له أعمال حرة اما هي فتعمل في الجامعة وتخطو نحو نيل درجة الدكتوراه

ببطء بسبب الظروف الأسرية..

واخيرا تحقق الحلم وفي مساء السبت القادم سوف يتم مناقشة الرسالة لتنهي

بها رحلة تحقيق الحلم,

في ذلك اليوم دخل عليها زوجها وطلب منها إعداد شنطة سفره فلديه عمل مستعجل!

سألته بدهشة ؟

موعد مناقشة رسالتي هل ستفوته ؟

لا يمكن ان تخيب املي في أهم يوم في حياتي وتتركني

فأبي وعمي

واخوتي كلهم لا يحلون مكانك أود أن أشعر

بوجودك معي حتى ولو كان عبر الدوائر المغلقة!

اجابها بأنه عمل مستعجل لا يحتمل التاخير !

لم تلحظ التوتر الذي بدأ على وجهه و ودعها وانصرف..

إنتهت مناقشة الرسالة في مساء السبت وحصلت على تقدير

ممتاز مع مرتبة الشرف والتوصية بطباعة العمل.

عادت الى البيت منهكة بعد يوم مشبوب بالترقب والتوتر

وقبل أن تهم باخذ حمام دافئ ألقت نظرة على غرفة

اطفالها وقبلتهم وأضفت الأغطية وخرجت كل

هذا وما تزال عبائتها على كتفها

دخلت غرفتها والقت بها على حافة السرير

ووضعت حقيبة يدها بجانب المرآة وفي

لمحة خاطفة ورغم التعب

شاهدت ظرفا مسندا على زجاجة
العطر!

فتحته وقرأت >> لقد تزوجت

وسافرت لا تتصلي بي حتى اتي بلغي سلامي للاولاد واخبريهم فلم أعمل عملا محرما <
..
مرت ثلاث سنوات على زواجه و أصبحت هي بالنسبة له إمرأة على هامش حياته

بعد أن كانت تظنها نزوة إذا بها هي النزوة بالنسبة له والأخرى هي الواقع المحبب له !!

همست لها في إذنها :

لا تسمحي لأحد أن يأخذ الأولوية في حياتك ما دمتِ أنتِ بالنسبة له خيارا ثانويا ..

قالت لي ذات مساء

لم تكن امي راغبة بنا فقد تركتنا منذ الصغر وذهبت لتتزوج بمن ارادته لتكمل حياتها معه

اما انا فقد تركت المدرسة لاقوم برعاية اخوتي مع ابي

ثم تزوج ابي وكبرت أنا

ثم تزوجت وها انا الوم امي مرارا على ما فعلته بنا ارضاء لرغباتها

واتساءل دوما
هل هناك ما تخفيه بالفعل؟؟ ام انها اتبعت ما ناداها به قلبها؟؟

هل تناست كل اوامر ربها بطاعة زوجها وابتعدت عنها؟؟
ام انها لا تريدنا ان نعرف الحقيقة؟؟

هل كل الامهات بهذه القسوة؟؟

قلت لا

لكن ربما في القصة خيوط اخرى لم تتضح لك بعد

دائما هناك خيوط اخرى يخفيها الوالدان عن اطفالهما وتكبر قصة الوهم ويكبر معها الحجاج العقلي العقيم

تنهدت عميقا ثم غفونا على وسادة النسيان

سيدة فىى ربيع عمرها تزوجت قبل العشرين وهى الان 26

زوجوها دون رضاها لاحد اقاربها

ولصغر سنها استسلمت

ولم تقاوم وايضا

لان ليس لها قضية تدافع عنها حينذاك فبكت فى صمت وتزوجت عن كره

وانجبت طفلة وحيدة معوقة ذهنيا وبعد كم من التحاليل قالوا ان انجبتى

مرة ثانية .. سيكونوا معوقين ايضا للقرابة بينها وبين زوجها

وعدم حبها للزوج يجعل حياتها عذاب .. فهى تتسيائل هل من حقها الطلاق

كى تبدء حياة جديدة وترزق بأطفال طبيعيين أم هكذا تكون هى المخطئة والجانية؟

ويمر اليوم تلو الاخر دون ان تتقدم خطوة واحدة خوفا من سخط كل من حولها

هذا نموذج لمعاناة امرءة

ولا حول ولا قوة الا بالله

رأيته يوميا يضربها

سمعته دوما يشتمها

وبين كل كلمة واخرى هناك لكمة او رطمة بحائط

لم استطع الصبر على ما ارى

حاولت التدخل بكل ما اوتيت من قوة

وعندما ذهبت

وجدتها مسجاة على وجهها والنزيف يملأ الارض

علمت

ان الخطايا تأتي من اناس لا يعرفون الرحمة

ثم شيعت الى مثواها وهي مظلومة

كانت جميلة جميلات بلدتها .. يخطبها كل ذى حسب ونسب ويطلب الزواج منها

فضلت من اختاره قلبها ذلك الشاب الفقير .. ومع تصميمها ورفض من سواه

وافق الأهل مع استغرابهم رفضها لاغنياء بلدتها وتم الزواج وعانت معه الفقر فى صمت

ودون ان تشتكى وكانت تعيد حياكة الملابس القديمة لتحولها ملابس لأطفالها وهى راضية

وفى أحد الايام اقترضت من اخ لها متير الحال مبلغ كبير من المال وباعت حليها وقالت ايا زوجى الحبيب

تفضل كل هذا المال من أجحل أن تبدء مشروع باسمك وبالفعل ساندته وفتح مكتب سياحة

وعمل بنشاط وزاد نشاط مكتبه الى ان اصبح شركة واتنين وتلاتة وكلما زاد نشاطه

وثراؤه كلما ازداد على زوجته قسوة وازدادت هى صبرا وحزنا من أجل الحفاظ على أـولادها وتميزهم دراسيا

وايضا لتحافظ عل صحتهم النفسية وزادت قسوته حتى على اولاده الثلاثة وهم ولدين وبنت

وتحملت هى ومرت السنين .. على نفس قسوته وزيادة ثروته حتى أصبح مليونير يمتلك من الفيلآت والشركات

والملايين الكثير والوفير ووصل الابناء بجهد مضنى من امهم الى الجامعات فقرر الاب أن يتزوج بأخرى

وتزوج وأقام زفاف اسطورى وهو فى هذا العمر وفى نفس اللحظة كانت ابنته عندها امتحان اخر العام

فى كلية الصيدلة ولم يراعى نفسيتهم وجرحهم وجرح السيدة التى عانت وصبرت كى يعلو زوجها

ولكنه عندما علا وقف على جراحها كى يرتفع ويرتفع وصمت آذانه عن انينها المنخفض من اجل الا يسمعها اولادها

وتخرج ابنها الأكبر واخته من كلية الصيدلة والابن الأصغر يدرس الان فى كلية الألسن

وما زالت صابرة من أجلهم ومنذ ان تزوج من الاخرى وهو لم يزورها على الاطلاق منذ خمس سنوات وحتى الآن

هذه احدى صور معاناة المرءة

من سنوات مرت كانت فتاة من سني تاتي كل فترة هي واخوتها لزيارة بيت جدها القريب من بيت اهلي وكانت صديقتي جدا جدا

هي اكبرهم واخوتها ما زالو صغارا

سجن ابوها بتهمة قتل دفاعا عن شرف العائلة كانت ما تزال في احشاء امها ثم خرج بعد عشرة اعوام من سجنه ليراها وحيدة تكبر من غير ان يلاحظ ذلك

امها ... تحمل الكثير من الطباع التي لا تقبلها صديقتي لكنها امها اولا واخيرا

لم افهم يوما سبب تلك الزيارات المتكررة لصديقتي لبيت جدها لكني كنت احس بفرح عندما اراها خاصة انها كانت تطيل الزيارة لأسبوع او اكثر

وبالصدفة علمت انها تحضر واخوتها الصغار لأن هناك شجارا عنيفا بين الام والاب تنتهي بترحيل الصغار الى بيت جدهم والام الى بيت اهلها كل بعيد عن الاخر وكانه لا يأمنها على اولادها

نسي او تناسى انها برغم كل الطباع التي يكرهونها فيها هي ام وحافظت على بيته لعشر سنوات وانتظرته لعشر سنوات مهينة عند هذا وذاك

هذه زوجة اخ تتجبر وهذه جارة تحقد وتلك امرأة تشمت وذاك رجل طامع

ووسط كل هذا تحملت مشاق غيابه وانتظرته

بالصدفة علمت انهم ياتون بدافع التخلص من تسلط الاب وتشتت العائلة لكن الاغرب من ذلك هو حقد الابناء على والديهم لأنهم جعلوهم لعبة متحركة يرمونها عندما يضجرون

كم احزنني ذلك

وكم كبرت صديقتي بنظري لأنها لم تحدثني يوما بذلك حفاظا على اسرار اهلها وبيتهم المشتت

كم احبك ايتها الصديقة

دمت طيبة

من الجانى ؟ هم أم هى ؟ أم الجميع مشتركين ؟

هى فتاة صغيرة وجميلة تزوجت ممن اختارته بمحض ارادتها وعارض الاهل

لكنها صممت على اختيارها ولكن لم يكتب الله لقصة زواجهم النجاح وطلقت ومعها الطفل ( مؤمن )

ابن الثمانية شهور .. وكانت هذه الشابة لا تمتلك مالا ولا شهادة تعليمية ولا عمل ذو قيمة ولا ثابت

اللهم ان كانت تساعد احدنا فى ترتيب وتنظيف لمنزل وهكذا وكانت دايما تشكوا من قسوة امها و سطوتهاا

على ارادة الأب الذى لا حول له ولا قوة ولان الام لم تنسى ابدا لابنتها أنها عارضتها يوما واختارت

زوجها على غير رغبة منها فكانت تتعمد اذلالها وقهرها ومعاملتها باسلوب خالى من كل ما يمت للامومة بصلة

حتى انها كانت تطردجها بوليدها من المنزل فى اوقات متأخرة بلو فكرت الابنة ان ترد ظلم الام عنها

او جادلتها فى امر ما وعلمت عن هذه الشابة الحفاظ على الصلاة والسلوك الطيب .

. غابت الشابة عمن كانت تساعدهم فى بيوتهم بمقابل مادى تتعيش منه لفترة ليست بالقليلة

وعاودت الظهور مرة اخرى لكن هذه المرة مختلفة تماما . .. فما أرى الا سيدة ذات هندام وافر التميز

أخجل أن أتقدم اليها بأى نوع من أنواع المساعدة فأنا امام هانم فى المظهر والميكب على غير العادة

وصوت الاكسسوار ورنينه يقول احذرى فأنا لست هى التنى كانت ...... ولكنى الان أصبحت ......

فنظرت لها بحسرة وألم واعتصر قلبى وطأطأت هى الرأس ومن هنا عرفت أنهم دفعوها دفعا

الى الحرام عندما كانت تلقيها امها فى منتصف الليالى الى الشارع حاملة رضيعها وحاملة همومها

واحتياجها معها فالتقطتها صحبة السوء ودخلت الى عالمهم ومضيت والدمعة تملأ عيونى والقلب يعتصر ألما

وأصرخ وصرخاتى تزلزل أعماقى ؟؟ يا ترى ... من الجانـــــــــــــــى ؟؟؟؟؟؟ من الجانى ؟؟؟؟

هل هى جانية أم مجنى عليها ؟ هل تستحق الشفقة والنصح أم الابتعاد والتجاهل ؟

مضيت وقلت لكى الله ايتها الشابة ولن امتلك لكى الا الدعاء بظهر الغيب

هذه احدى النماذج التى تقهرها الايام ويقسوا عليها المجتمع

اللهم لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

يااااااااااااااااااااااااه قصه رائعه ام عبد الرحمن سلمت يداكي

وجزاكي الله كل خير

كُنت في طريقي للسوق بهدف شراء بعض الحاجيات.. عندما رأيتها, ولا أدري كيف أصفها..

فتاة صغيرة مُقعدة.. لم تتعدى ربيعها السابع.. تبيعُ أطواقَ الياسمين للمارة..

لا أردي ما الذي أصابني حينها.. لقد لامستْ نظراتُها فُؤادي.. فيها شيء سحري.. ربما هي البراءة التي تكبر قبل أوانها.

كانتْ شاردة.. عيونها كالمرآة تعكسُ ما بقلبها.. مظهرها يدلُ على طفلة لم تلمس الماء مدة طويلة..

اقتربتُ منها لأشتري الياسمين وأنا أتمتمُ لبؤس حال هؤلاء الأطفال.. ما ذنبهم في ما يحدث بين الكبار.. على مسرح الحياة الدرامي..

رمقتني بنظرة غريبة.. لم أفهمها.. وكأنها تريد قول شيء ما.. فهمت بحدسي أنها تشكو بطريقة غير مباشرة
عن سُخطها وغضبها لحالها.. أتصور أنها تتمنى في صميمها أن تلهو مع بنات
جيلها, داخل بيتها, أو في ساحة المدرسة.

سألتها عن السعر.. لم تُجبني.. أمسكت عُملة معدنية بيديها الصغيرتين.. ثمّ نظرت إليّ وكأنها تقول: هذا هو سعرها..

يا الله.. إنها خرساء!

صدقاً لا أدري كيف أصفُ شعوري حينها..
انقبض قلبي.. شعرتُ برغبة عارمة بضمها.. لكن خفتُ أن أزيدها حسرة وألمْ.. فأنا مُجرد زائرة سريعة.. وسأغادر في الحال.

أعطيتها ضعف المبلغ.. أمسكتها بقبضتها وضمتها لصدرها.. نظرت لي وابتسمتْ.. بعدها عاودت الشرود..

غادرتُ المكان وعقلي ظلّ سارحاً في تِلكَ الصغيرة.. أين هي عائلتها؟ أول
سؤال خطر على بالي.. رغبتُ بمحادثتها ومعرفة كُل شيء عنها.. لكن كيف
سأحدثها ولا أعرفُ لغة الإشارة..

فجأة عادتْ ذاكرتي للوراء..

تذكرتُ صديقة طفولتي "ندى".. الفتاة التي حُرمت من السير.. سببه ثُقب في القلب منذُ الولادة.. يمنعها من بذل أي مجهود..

كيف كانت ندى تُحب الحياة.. دوماً تُغني لنا بصوتها الذي يُشبهُ عذوبة الناي..
كانت تجعلنا نبكي بأغانيها التي تحملُ بين طياتها الأمل.. لم نكن حينها
نتعدى ربيعنا العاشر.. ننظر لأنفسنا.. كيف أننا نتأففُ من كُل شيء.. وهي
غارقة ببحرٍ من الأمل والسعادة..

أذكر في صباح يوم مشئوم استيقظتُ فيه مذعورة. لم يكن هُناك سبب وجيه لخوفي..غادرتُ منزلي بسرعة.. وقصدتُ منزلها..

فجأة توقفتُ أما باب بيتها الخشبي الكبير.. سرتْ قشعريرة خوف في بدني كله.
بقيتُ واقفة ومشدوهة لأكثر من نصف ساعة.. بلا سبب وجيه وملموس..

كانت أفكاري حينها تسرقني للحظات المرح واللعب مع ندى.. وكأنني لن أراها أبداً.

أذكُر كيفَ فُتِحَ البابُ فجأة على مصراعيه.. وأنا مغمضة العينين.. أغرقُ
في بحر من الذكريات.. والهواء البارد يلفني غضباً.. وكأنهُ يسألني.. لِمَ
أقِفُ هُنا..

فجأة علا صوتُ الأم من الداخل وهي تصرخ.. " ندى "..

عرفتُ أنها فارقت الحياة.. رحلت وتركتني وحيدة.. أبحثُ عن فُتات الأمل المُتناثر في بقاع الأرض..

كانت هي الوحيدة القادرة على بَثْ الأمل وحُب الحياة في روحنا.. قلبها
الصغير المثقوب لمْ يحتملْ قسوة الحياة.. قرر الإضراب عن العمل..

أذكرُ حينها كيف أنني أضربتُ عن الطعام لثلاثة أيام.. كنتُ أريد اللحاق بـ ندى.. حتى نلعب سوياً.. يااه.. كم أفتقدها..

******

بعد تلكَ الذاكرة.. عرفتُ أنني أحببتُ تِلكَ الفتاة.. بائعة الياسمين

عدتُ للسوق مرة أخرى بهدف العثور على الفتاة الصغيرة..
توقفتُ في نفس المكان.. أطلقتُ نظري في كُل الاتجاهات.. لا أثر لها.. بدأ قلبي يخفقُ بشدة.. وعيناي تستعدان للسباحة في بحر دموعي..

وجدتُ صبياً صغيراً يبيع العلكة.. قريب من المكان الذي تواجدت فيه الفتاة بالأمس..
هرولتُ إليه سائلة.. أين بائعة الياسمين!.. نظر إلي بسذاجة بريئة.. قال بصوتٍ لا يحملُ أي معالم..

-ندى؟

جحُظتْ عيناي لجوابه..

هل قال ندى؟
سألته مجدداً عن اسمها..
"أجابني مُتعجباً..
- اسمها ندى..

ثُمّ استطرد بصوتٍ خفيض:

-لقد تركتني ورحلتْ..
قلبُها لم يحتمل قسوة الحياة.. فقرر الإضراب عن العمل.

تقدم لها شباب كثر. وفي كل مرة تزيد عليهم المهر,
إلى أن فاتها قطار الزواج, فقررت أن تدفع لمن يقبل.

أمي لم تتزوج، فتلك الورقة التي يكتبها الشيخ لا علاقة لها بالمعنى الحقيقي

للزواج بالنسبة لأمي، لأن الزواج هو تكامل إنسانين بحيث يكون كل منهما نصف

الآخر، لكن أبي لم يكن النصف الآخر لأمي، ولم تكن أمي أيضًا نصفَه الآخر

وغني عن التعريف باقي المعاناة ...!!!!!!!!!!!!

كانت يوما ما ضحية لحياؤها عندما زوجوها تحت سيف الحياء

وهى لم تكتشف بعد او تدرك لصغر سنها كيف تقول لا

فقبلت رغما عنها لان رفضها كان اكبر من ادراكها وقتئذ

وسرعان ما وجدت نفسها ام ومسؤلة وهى بحاجة لمن

يكون هو المسؤل عنها .. فعانقت قدرها مكرهة ومضطرة

من اجل اولادها وظلت تقدم وتعطى وتعيش تضحيات واحدة تلو الأخرى

حتى بدئت تتحدد امامها ملامح مستقبل اولادها وهى اتسائل نفسها كثيرا

ضحيت من اجل اولادى بما فات من عمرى حتى بدا لكل منهم طريقه فلمن اضحى بالباقى ؟

أنا شخصيا ما قدرت اوصل لرد مقنع كى اقوله لها .. هل انصحها تضحىحتى آخرنقطة بعمرها

أم تنجوا بما بقى من عمرها ؟ لا أعلم

ذات نهار ضحكنا سويا..تناثرت بهجتنا في ارجاء المنزل ولكن ساعات الفرح تمضي بسرعة ..قالت مودعة : اراكي عما قريب حيث تشاء الاقدار،،
اومأت برأسي وقلت مع السلامة..وبعد منتصف الليل سمعت هاتفي يرن لم أكن قد نمت بعد
رفعت السماعة فاذا بها تقول:
هل تستقبليني لأبيت عندك الليلة؟؟؟؟؟

سمعت بحة في صوتها فلم أقل غير كلمة واحدة : أجل

علمت من صوتها انه قد حدثت مشكلة بينها وبين زوجها فآثرت الصمت واستقبلتها مجددا من غير اي كلام

حضرت غرفتي وسريري لننام سويا مثلما كنا في السابق ونحن طفلتان

فتحت
بابي بعد ساعة من اتصالها انتظرها في شرفة صغيرة وانتظرت وانتظرت إلى أن
جاءت وقد بدا عليها انها اخذت ( دوووووش) من الكلام المؤذي والقاسي.
لم افتح كلاما لعلمي المطلق بأنها ستقول وقتما تحس انها مستعدة ومهيأة للحديث

لم تنم
بقيت تتنهد واسمع كتم الاهات وحشرجة صوتها وهي تبتلع غصاتها فامسح على شعرها ولا احادثها

واقول بين الفينة والاخرى اطلقي العنان لدموعك وانتي برفقتي سترتاحين وساخفف عنك

ولكنها لم تفعل ولن تفعل ونهضنا صبيحة اليوم التالي لنواجه امي رحمها الله بوجهين متورمين وعيون ذابلة

عندها

ذهبت رفيقتي واحتضنتها امي واجهشت ببكاء مرير

قالت

لقد
ضربني لأني أتيت لزيارة صديقتي فهو لا يبيح لي اي مكان الا بعد تحقيق طويل
وقد تأخرت لما بعد الموعد المحدد بنصف ساعة عندكم مما دفعه شكه ليظن سوءا

فلم استطع الاحتمال ولن استطع الذهاب الى امي واهلي فاخشى ان نفترق للأبد

لم احتمل ما قالته وكأنه هنا يتهمنا كذلك بالسوء واننا من الممكن ان نرخص هذه المسكينة ونبيعها

هل هذا ما نحن عليه في مخيلته

اتصلت به ووبخته كثيرا كثيرا على غيرته العمياء

التي كادت ان تودي بحياتهما معا
واطلقت كلماتي بغير رحمة فلم يكن منه الا ان اقفل سماعته وذهب

افترقت عنه زوجته لأيام وبقيت عندي كل هذه الفترة فلم أجد رجلا يحب امرأة بقدر ما يحب هذا الرجل زوجته

كان كل هذا الضرب والتوبيخ والقسوة بدافع غيرته اللا مسؤولة وتهوره

ومرض مرضا شديدا بعد ذلك أدخله المستشفى ليجد زوجته أمامه وتستميحه عذرا على ما حدث

مع انه من المفروض ان يعتذر هو بدلا عنها لكنه الحب

وبه لا توجد كرامة بين الزوجين فكرامتهما واحدة

حينها تعلمت أن مهما افترق الحبيبان وكانا صادقين لابد لهما ان يلتقيا رغما عن اي ظروف او غضب احدهما من الاخر

لكن بالمقابل

وجدت النساء أكثر حبا وسماحة وتهاونا ليس لشيء

لكن لتحافظ على بيتها

» ابجديات منتدى دبركي
» تحية لكل زوار منتدى دبركي
» تنويه من منتدى دبركي\\هموووووسة
» خاص لسيدات المنتدي الرجال يمتنعون
» ماتت وهي تتصفح منتدى دبركي