التعليم من أجل المستقبل
مع دخول العالم الألفية الثالثة بدأت حقبة جديدة مثيرة من التقدم نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية التى حدثت خلال الخمسين عاما الأخيرة من القرن المنصرم ، كما كان للتطور الهائل فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نتيجة التقدم الكبير فى شبكات المعلومات وعلوم الحاسبات والإنترنت أثر كبير فى مجالات الحياة المختلفة .
هذا وتؤكد الدراسات أن التقدم المتوقع فى القرن الحادى والعشرين سيكون فى مجال الهندسة الوراثية ، والتكنولوجيا الحيوية ، والتكنولوجيا البيئية ، وعلوم الفضاء ، والجراحات الطبية الدقيقة بما سوف ينعكس على تطور حياة الشعوب فى مجتمعاتها المختلفة مما يتطلب الاهتمام بالتعليم لتنمية القدرة على حل المشكلات والابتكار ولن يتأتى هذا إلا بالاهتمام بالإعداد الجيد للأجيال لمواجهة تحديات المستقبل .
لذلك لم يعد الاهتمام قاصرا على تحصيل المعلومات فقط بل أصبح الاهتمام بأهداف أخرى تعمل على تنمية المهارات المتنوعة لدى المتعلمين .
ولما كانت المناهج الدراسية أداة لتربية الفرد القادر على التفكير العلمى السليم المتفهم لطبيعة عصره ، كما أن طرق التدريس تعتبر أحد مكونات هذه المناهج . لذا وجب إعادة النظر فى هذه الطرق التى تعتمد على التلقين ، والبحث عن طرق تدريس جديدة لتحقيق هذه المتطلبات الملحة .
فالتلقين يصب المتعلمين فى قوالب جامدة من الحفظ والاستظهار مما يفقدهم القدرة على الفهم والتفكير العلمى السليم .
أما الطرق الحديثة يكون فيها المعلم موجها ويكون فيها المتعلم مشاركا بنسبة عالية فى العملية التعليمية ويتركز الاهتمام فيها على ممارسة عمليات التعلم المختلفة وإكتساب المتعلمين لسلوكيات إيجابية مثل الاعتماد على الذات ، والثقة بالنفس ، وبث روح التنافس الهادف ، والتعاون فيما بينهم .
مقارنة بين طرق التعليم التقليدية والتعليم بطريقة إنتل التعليم للمستقبل
التعليم بالطريقة التقليدية التعليم بطريقة إنتل التعليم للمستقبل
يحضر لدرس يحضر لوحدة دراسية
يصيغ أهداف تركز على مستويات التفكير الدنيا يصيغ أهداف تركز على مستويات التفكير العليا
لا يستخدم التقنية ولا يدمجها في درسه يستخدم التقنية ويدمجها في وحدته الدراسية
يقدم الدرس بطريقة التلقين فهو مرسل للمعلومات والطالب مستقبل لها يقدم الوحدة بطريقة التعلم القائم على المشروع فهو موجه وميسر والطالب باحث ومستكشف
لا يعرف مهارات القرن الواحد والعشرين وأهمية إكسابها للطالب متقن لمهارات القرن الواحد والعشرين ويكسبها للطالب من خلال وحدته الدراسية
المعلم محور العملية التعليمية
( التعليم المتمركز حول المعلم ) الطالب محور العملية التعليمية
( التعليم المتمركز حول الطالب )
لا يربط الطالب بالواقع والحياة يربط الطالب بالواقع والحياة
المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومة اعتماد أسلوب أن الطالب هو الباحث عن المعلومة، والمعلم هو المُخْوِل وليس المصدر الوحيد للمعلومة
الطالب يتعلم الطالب يتعلم كيف يتعلم
الطالب يتعلم بمفرده الطالب يتعلم بالتعاون مع أقرانه
لا يستخدم الاستراتيجيات الحديثة يستخدم استراتيجيات بناء المشاريع والتعليم التعاوني وحل المشكلات وغيرها
لا يراعي الفروق الفردية للطلاب يهتم بجميع شرائح الطلاب موهوبين ومبدعين وضعيفي التعلم وصعوبات التعلم
التعلم القائم على المشروع
تعريف المشروع
هو أى عمل ميدانى يقوم به الفرد ويتسم بالناحية العلمية وتحت إشراف المعلم ويكون هادفا ويخدم المادة العلمية ويتم فى البيئة الاجتماعية ويستخدم فيه المتعلم الكتب وتحصيل المعلومات كوسيلة نحو تحقيق أهداف محددة لها أهميتها .
يقوم التلاميذ فيها بتنفيذ بعض المشروعات التى يختارونها بأنفسهم ويشعرون برغبة صادقة في تنفيذها.
لذا فهو نموذج تعليمى يدمج الطلاب فى بحث وتحقيقات حول مشكلات تقابله ، ليصل فى النهاية إلى إنتاج حقيقى .
تنموالمشاريع من خلال تحدى الأسئلة التى لايمكن الإجابة عليها بالتعلم الروتينى .
المشاريع تخدم التخصصية وتحدد أهداف التعليم وهى ليست ترفيه أو إضافة للمنهج الأصلى
التعلم بالمشروع أساسه البحث فإى مشروع يرتكز على أسئلة أو مشكلة تقود الطلاب إلى المفاهيم والأسس فى المادة التى يدرسها .
أنواع المشروعات
مشروعات بنائية ( إنشائية )
مشروعات إستمتاعية
مشروعات فى صورة مشكلات
مشروعات يقصد منها كسب مهارة
المشروعات البنائية
وهي ذات صلة علمية ، تتجه فيها المشروعات نحو العمل والإنتاج أو صنع الأشياء
( صناعة الصابون ، الجبن ، تربية الدواجن ، وإنشاء حديقة أو معرض … الخ ).
المشروعات الإستمتاعية
مثل الرحلات التعليمية ، والزيارات الميدانية التي تخدم مجال الدراسة ويكون التلميذ عضواً في تلك الرحلة أو الزيارة كما يعود عليه بالشعور بالاستمتاع ويدفعه ذلك إلى المشاركة الفعلية .
المشروعات فى صورة مشكلات
وتهدف لحل مشكلة فكرية معقدة ، أو حل مشكلة من المشكلات التي يهتم بها التلاميذ أو محاولة الكشف عن أسبابها ، مثل مشروع لمحاربة الذباب والأمراض في المدرسة .
مشروعات كسب المهارات
والهدف منها اكتساب بعض المهارات العلمية أو مهارات اجتماعية مثل مشروع إسعاف المصابين.
التصميم الجيد للمشروع
يتطلب التعليم الجيد – وإشراك الطلاب فى التعلم تخطيطا وتصميما متعمقا للوحدة وذلك من خلال :
التغطية المتعمقة لموضوعات المادة المهمة .
التركيز على الأفكار الهامة لتركيز الإستيعاب .
التقييم المستمر .
التحفيز من خلال مهام واقعية وهادفة .
تخطيط الوحدة
يتطلب من المعلم :
تحديد أهداف تعلم محددة .
وضع أسئلة صياغة المنهج .
وضع خطة التقييم .
تصميم الأنشطة .
دراسة أساليب المشروعات
يعد التعليم القائم على المشروعات نموذجا تعليميا يعمل على إشراك الطلاب فى إستقصاء المشكلات الملحة وقد تتنوع المشكلات الرامية إلى خلق فرص تعليم اقوى فى الفصول تنوعا كبيرا فى موضوعاتها ومجالاتها . كما يمكن تقديمها على نطاق واسع للصفوف الدراسية .
وتسند المشروعات إلى الطلاب أدوارا مثل :
القائم بحل المشكلة
صانع القرارات
الباحث
الموثق
خطوات تطبيق المشروع
(1) اختيار المشروع :
وهي أهم مرحلة في مراحل المشروع إذ يتوقف عليها مدى جدية المشروع ولذلك : يجب أن يكون المشروع متفقاً مع ميول التلاميذ ، وأن يعالج ناحية هامة في حياة التلاميذ ، وأن يؤدي إلى خبرة وفيرة متعددة الجوانب ، وأن يكون مناسب لمستوى التلاميذ ، وأن تكون المشروعات المختارة متنوعة ، وتراعي ظروف المدرسة والتلاميذ ، وإمكانات العمل.
(2) التخطيط للمشروع :
إذ يقوم التلاميذ تحت إشراف معلمهم بوضع الخطة ومناقشة تفاصيلها من أهداف وألوان النشاط والمعرفة ومصادرها والمهارات والصعوبات المحتملة ، ويدون في الخطة ما يحتاج إليه في التنفيذ ، ويسجل دور كل تلميذ في العمل ، على أن يقسم التلاميذ إلى مجموعات ، وتدون كل مجموعة عملها في تنفيذ الخطة ، ويكون دور المعلم في رسم الخطة هو الإرشاد والتصحيح وإكمال النقص فقط .
(3) التنفيذ :
وهي المرحلة التي تنقل بها الخطة والمقترحات من عالم التفكير والتخيل إلى حيز الوجود، وهي مرحلة النشاط والحيوية ، حيث يبدأ التلاميذ الحركة والعمل ويقوم كل تلميذ بالمسئولية المكلف بها، ودور المعلم تهيئة الظروف وتذليل الصعوبات كما يقوم بعملية التوجيه التربوي ويسمح بالوقت المناسب للتنفيذ حسب قدرات كل منهم . ويلاحظهم أثناء التنفيذ ويشجعهم على العمل ويجتمع معهم إذا دعت الضرورة لمناقشة بعض الصعوبات ويقوم بالتعديل في سير المشروع إذا تطلب الأمر ذلك .
لاحظ أن هذه المرحلة يتخللها تقييم للمشروع .
(4) التقييم :
حيث يتم تقييم ما وصل إليه التلاميذ أثناء تنفيذ المشروع .
والتقييم عملية مستمرة مع سير المشروع منذ البداية وأثناء المراحل السابقة، إذ في نهاية المشروع يستعرض كل تلميذ ما قام به من عمل، وبعض الفوائد التي عادت عليه من هذا المشروع ، لذا يحكم التلاميذ على المشروع من خلال التساؤلات الآتية :
إلى أي مدى أتاح لنا المشروع الفرصة لنمو خبراتنا من خلال الاستعانة بالكتب والمراجع .
إلى أي مدى أتاح لنا المشروع الفرصة للتدريب على التفكير الجماعي والفردي في المشكلات الهامة .
إلى أي مدى ساعد المشروع على توجيه ميولنا واكتساب ميول اتجاهات جديدة مناسبة .
ويمكن بعد عملية التقييم الجماعي أن تعاد خطوة من خطوات المشروع أو إعادة المشروع كله بصورة أفضل، بحيث يعملون على تلافي الأخطاء السابقة .
مزايا التعلم القائم على المشروع
التعلم بالمشروع تعاونى فى طيعته ، محفز للطلاب ، مرن فى مجالاته وخطوطه الزمنية ، صالح لكل الأعمار .
التعلم بالمشروع يصلح للفرد أو للعمل الجماعى ، كما أنه مختلف فى ناتجه النهائى .
كثير من المعلميين سعداء بوجود نموذج يهيء الفرصة للعديد من أساليب التعليم وفرص التعلم داخل الفصل .
زيادة نسبة مواظبة الطلاب بالمدرسه ، وزيادة ثقتهم بأنفسهم ، وتحسن فى مواقفهم تجاه التعلم .
يمدنا التعلم القائم على المشروع بالنص الموثق المحفز لزيادة المعدل في محو الأمية المعلوماتية .
أصبح الطلاب أكثر إندماجا فى التعلم فعندما تحين لهم الفرصة فإنهم يتحدون ويسعون لحل مشكلات تقترب أو تتشابه مع الحياة الحقيقية .
التعلم بالمشروع يذهب وراء ما يتطلع إليه الطلاب : فالتصميم الجيد للمشاريع يشجع البحث النشط وينمى مهارات التفكير العليا ، فالعقل يبحث ليكتشف قيمة ومعنى أنشطة التعلم ، ومن ثم تتحسن قدرات الطلاب بإكتساب فهم جديد ، وتساعدهم محاولات حل المشكلات على فهم لماذا ؟ ومتى ؟ وكيف أرتبطت تلك الحقائق .
المشاريع تضع الطلاب فى مناخ نشط لحل مشكلة وصنع القرار والتحقق منه وتوثيقه .
الأنشطة فى المشروع تستدعى بحث وبناء لمعارف جديدة لدى الطالب .
التعلم بالمشروع يقدم للمعلم إستراتيجية أخرى لحث تعلم الطلاب وتنمية مهارات التفكير العليا لذا فالتعلم بالمشروع يقدم طريقة يمكن استخدامها ودمجها مع مواد واستراتيجيات تعليم أخرى .
الوصول إلى نطاق أوسع من فرص التعلم داخل الفصل ، مما يوفر استراتيجية لإشراك دارسين من شتى الثقافات .
التعلم بالمشروع ينمى مهارات القرن 21 المتعلقة بالتعاون ، وحل المشكلات ، ومهارات التفكير الناقد .
التحديات التى تواجه طريقة التعلم القائم على المشروع
صعوبة تنفيذه فى ظل السياسة التعليمية الحالية ، لوجود الحصص الدراسية والمناهج المنفصلة ، وكثرة المواد المقررة .
تحتاج المشروعات إلى إمكانات ضخمة من حيث الموارد المالية ، وتلبية متطلبات المراجع والأدوات .
المبالغة فى إعطاء الحرية للتلاميذ ، وتركيز العملية حول ميول الطلاب
اقترح معنا حلولا لهذه التحديات
دراسة تخطيط الوحدة
بغية تحقيق النجاح ينبغى وضع الوحدات مع وضع الهدف منها فى الاعتبار وتنظيمها بحيث تدور حول أهم المفاهيم ، وينبغى أن يضمن المعلم قيام الأنشطة المخطط لها بمساعدة طلابه على تحقيق أهداف التعلم المقصودة وإستيعاب مفاهيم الوحدة الأساسية أو الصورة العامة ، وبمراجعة غايات المنهج وأهدافه ومعاييره ومعرفة كيفية توافقها سويا
وسيقوم المعلم بتطوير حقيبة أوراق الوحدة من خلال إكمال الخطوات التالية :
1- تحديد أهداف تعلم محددة : من بين معايير المحتوى ومهارات القرن 21 لضمان استكشاف الطلاب بتعمق لأحد المجالات الرئيسية الهامة للمنهج الدراسى .
2- وضع أسئلة صياغة المنهج : لمساعدة الطلاب على التركيز على أهم المفاهيم
3- وضع خطة تقييم : توضح التقييمات المستمرة والمتعمقة التى تتمركز حول الطالب
4- تصميم الأنشطة : التى تلبى الاحتياجات التعليمية للطلاب وتتواصل مع العالم خارج جدران الفصل الدراسى ، وتشمل مهاما ذات مغزى أو مشروعات تتضمن استخدام التكنولوجيا
لاحظ أن التخطيط للوحدة لا يسير على وتيرة مستقيمة فيمكن الرجوع إلى خطوات سابقة لضمان التوافق .
كما ينبغى أن يؤدى استخدام أسئلة صياغة المنهج والأنشطة المترتبة معا إلى دعم أهداف التعلم والمعايير المستهدفة للوحدة .
كذلك ينبغى على المعلم إدراج فرص متعددة للتقييم والرصد لقياس مدى التقدم الذى يحرزه الطلاب .
أخيرا : على المعلم أن يشارك أدلة التقييم مع طلابه قبل البدء فى أى مشروع بحيث يستوعبوا بوضوح التوقعات من المشروع .
دراسة أساليب المشروع
& تخدم المشروعات أهدافا تعليمية هامة محددة ، وهى ليست انحرافا عن المنهج الأصلى أو إضافات له
& يتم توجيه المنهج القائم على المشروعات من خلال أسئلة هامة تعمل على ربط معايير المحتوى ومهارات التفكير العليا مع الأغراض الواقعية وغالبا ما يتولى الطلاب أدوارا واقعية ويسند إليهم القيام بمهام ذات مغزى .
& ينمى الطلاب أثناء العمل بالمشروعات مهارات القرن 21 الواقعية مثل القدرة على :
العمل بشكل مثمر مع الآخرين – اتخاذ القرارات الواعية – المبادرة – حل المشكلات المعقدة – الإدارة الذاتية – التواصل بشكل فعال .
& لا يشترط أن تشتمل كل الوحدات على مشروع ، ولكن إذا كان هناك أسلوب مناسب للتعلم من خلال المشروعات فإن إدراج المشروع من شأنه تحسين مستوى تعلم الطلاب بشكل كبير .
& هناك مستويات مختلفة لتصميم المشروعات ، فبعض الوحدات تعتمد على المشروعات من بدايتها إلى نهايتها ، بينما لا يدخل المشروع فى وحدات أخرى إلا باعتباره مصدرا لخبرة متراكمة أو يدخل فى جزء واحد فقط من الوحدة .
كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدعم التعلم القائم على المشروع
بالنسبة للطلبة:
توفر مستويات جذابة من الأنشطة تتناسب مع مهارات وقدرات الطلاب .
¡ سهولة الحصول على بيانات حقيقية .
¡ الدخول على مصادر أساسية للمعلومات .
¡ تحسين قدرة الطلاب على أستخدام البرامج .
بالنسبة للمعلم:
¡ توفر المصادر اللازمة للمشروعات .
¡ توفر البرامج اللازمة للتوضيح والفهم و توسيع الأفق واضعين في الأعتبار الطلبة ومشروعاتهم ووسائل مساعدتهم لفهم الأفكار .
¡ طرق للمعلمين لكي يشاركوا مشروعاتهم بينهم.
¡ إثراء الأنشطة التي يصممها المعلم.