قوانين في الرزق
كان رجل يعمل مديرا في فندق في مصر ولكنه لم يكن راضيا عن عمله لأن الفندق كان يبيع الخمور والكحول... فذهب إلى الشيخ الشعراوي (رحمه الله) يستشيره في أمره ويقول له إنه ليس لديه أي مورد دخل آخر غير هذا العمل ويخشى على حاله المادي إن هو ترك العمل...
فنصحه الشيخ الشعراوي قائلا: اترك العمل وسوف يعوضك الله بالتأكيد، فهذه سنة من سنن الكون وضعها الله في قوله (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)...
خرج الرجل من عند الشيخ واتجه إلى مكتبه وهو عازم على كتابة استقالته...
جلس على المكتب وأحضر الورقة والقلم وبدأ يكتب الاستقالة...
وهو في وسط كتابتها، دق جرس الهاتف فإذا به المدير الإقليمي للفندق يبلغه بأنه يريد ترقيته ليستلم إدارة فرع الفندق في مدينة الحبيب المدينة المنورة!...
(الرجل ما زال على رأس عمله في الفندق في المدينة إلى اليوم!)...
أول ما سمعت هذه القصة قلت "عجيب"...
ثم قلت لنفسي ولماذا "عجيب"؟!!
فالله قادر وهو أهون وأسهل عليه سبحانه الكريم....صدق وعده!.
ما ستكسبه من مال في حياتك مكتوب لك بالهللة (وفي السماء رزقكم وما توعدون)...
الأمر يرجع إليك هل ستكسب هذا المبلغ المكتوب بالحلال أم بالحرام....
والقصة
دليل على ذلك مبدأ تقسيم الرزق حيث الله سبحانه يرزقنا من حيث لانحتسب.
فراتب الرجل مكتوب له أن يحصل عليه سواء استمر في العمل المشبوه أو استقال من أجل عمل حلال...
الرزق لا يساوي المال فقط...
الرزق يتضمن المال والصحة وراحة البال والأولاد والذكاء والعضلات والوقت وغيرها...
فلا تكن ضيق الأفق فتحسد من عنده مال وفير فلعله سلب الصحة أو الأولاد أو غيرهما من الأرزاق...
فكم من غني مستعد أن يضحي بأمواله كلها من أجل أن يهنأ بنوم هادئ دون آلام المرض! (الحمد لله).
البركة:
رجل يحصل على عشرة آلاف ريال في الشهر ولكنه يضطر لصرفها كلها في المستشفى للعلاج وإصلاح السيارة وتبذير الزوجة والأولاد فلا يبقى له منها شيء...
ورجل يحصل على خمسة آلاف فقط (نصف المبلغ) ولكن الله عافاه من المرض وسهل له أمور سيارته فلا تعطل كثيرا وحماه من أن يسرق داره ورزقه بأولاد وزوجة مقتصدين...
فيبقى له كل شهر من ذلك المبلغ مبالغ للادخار...
فأيهما الأغنى؟...
وهذا هو مفهوم البركة في المال:
أن يحفظك الله من مصاريف ليست في سيطرتك تستنفد طاقاتك وأموالك.
هل تريد زيادة في رزقك ؟...
صل رحمك...
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول
(من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)....
(اتصل الآن على أحد أقاربك بنية تطبيق هذا الحديث).
البخيل هو أكرم الناس....
لأنه ملك الدنيا ولكنه لم ينتفع بها (لبخله) فأعطى أمواله لورثته بعد موته!
وكان الأولى له أن يصرف أمواله على أهله وفي الخير في حياته حتى تكون عملاً صالحاً فينتفع بالمال في قبره
....................
..............
........