يحيون ليلهم بطاعة ربهم ***بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم***مثل انهمال الوابل الهطال
لمـــــــــاذا يبكـــــون؟؟؟
ما الذي جعل هولاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا نبكي؟
أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلوا الاخره نصب أعينهم في حال سرهم وجهرهم
عندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم
أحبتي
أما نحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبنا وجفت عيوننا
اعلموا أن الخشية من الله تعالى التي يعقبها البكاء لا تأتي ولا تستمر إلا بلزوم ما يلي
والاستمرار عليه
1_التوبة إلى الله والاستغفار بالقلب واللسان
حيث يتجه إلى الله تائبا خائفا قد امتلأ قلبه حياء من ربه العظيم الحليم الذي أمهله وأنعم عليه ووفقه للتوبه
ما أحلم الله عني حين املهني***وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ***ولا بكاء ولا خوف و لا حزن
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت***يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أسح دموعا لا انقطاع لها***فهل عسى عبرة منها تخلصني
وهذا الطريق يتطلب وقفه صادقه قوية مع النفس ومحاسبتها2_ترك المعاصي والحذر كل الحذر منهاصغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فهي الداء العضال الذي يحجب القلب عن
القرب من الله, وهي التي تظلم القلب وتأتي بالضيق
3_التقرب الله بالطاعات من صوم وصلاة وحج وصدقات و أذكار وخيرات
4_تذكر الآخرة ,والعجب كل العجب أخي وأختي أننا نعلم أن الدنيا ستنتهي
وان المستقبل الحقيقي هو الاخره ولكننا مع هذا لا نعمل لهذا المستقبل الحقيقي الدائم
قال تعالى: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ
أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً )الاسراء
5_العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وشرعه, وكما قال تعالى
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )فاطر
وكما قيل: من كان بالله اعرف كان لله أخوف6_ثم أوصيكم بالإكثار من القراءة عن أحوال الصالحين والاقتداء بهم
أحبتي
أن في أيام رمضان أيام الخير و البركة لفرص عظيمة يرجع فيها العبد إلى ربه حين تصفد الشياطين وتفتح أبواب الخير
وتكثر الطاعة فعد الى ربك وتقرب منه وتوجه اليه وتخلص من قيود المعاصي و أسوار الخطايا وعندها ستجد العين تدمع
والقلب يخشع
اللهم اعوذ بك من عين لا تدمع وقلب لا يخشع ودعاء لا يستجاب له