صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20754 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: السعى خلف المعرفة .... 2010-08-13, 15:24 | |
| أسعد الله صباحكم
بينما كنت أجول متنقلة عبر الفضائيات باحثة عن شيء فيه فائدة، لفتت انتباهي مادة دعائية تبثها الفضائية المصرية، كانت عبارة عن دعوة وتحفيز للمشاهد على القراءة والمطالعة من خلال بعض الكلمات التي يلقيها بعض الممثلين والاعلاميين المصريين، وتركزت كلماتهم حول ضرورة وأهمية المطالعة وفائدتها للفرد والمجتمع، بشكل موجز ومختصر، ورغم أن علاقتي غير حميمية بالمواد الدعائية التي تبث عبر الفضائيات، إلا أن هذه المادة أعجبتني، من حيث هدفها وطريقة عرضها والبساطة والتلقائية التي يتحدث بها الضيوف، ولا شك أنها أعجبتني أكثر لكونها تأتي في إطار مشروع ترعاه الفضائية المصرية لتشجيع عادة القراءة عند المشاهد العربي.
لا شك أن أغلبنا يدرك أهمية مطالعة الكتب، والسعي خلف المعرفة، وربما للكثير منا برنامج يومي يداوم فيه على مطالعة الكتب التي تقع في حقل إهتمامه، فالمطالعة ترفع من مستوى الذهن وتعلم المرء كيف يفكر ويحسن التصرف، وتطور قدرته على الفهم والتحليل، ومن ثم الربط والتقييم، فالمعرفة المتميزة المتصاعدة تعتبر أساساً في تطوير القدرة على ربط الظواهر بعضها ببعض، وتحليلها وفهمها على نحو صحيح، وبالتالي نقدها سلباً أو ايجاباً، كما أنها تهدي العبر والعظات وتمد المطلع بمدد من الحكم وتطلق اللسان وتنمى ملكة التفكير، وترسخ الحقائق وتطرد الشبه، وهي سلوة للفرد ومناجاة للخاطر، ومحادثة للسامر، ومتعة للمتأمل، وسراج للساري، وكلما كررت المعلومة ومحصت، أثمرت وأتت أكلها كل حين، وبلغ الكتاب بها أجله ، والنبأ مستقره
وعلى العكس من ذلك، فهجر المطالعة وترك النظر في الكتب والإنفراد بها، حبسة في اللسان وقصر للطبع ، وركود للخاطر، وفتور للعقل، وذبول في رصيد المعرفة، وجنان الفكر، وما من كتاب إلا وفيه فائدة، أو مثل أو طرفة أو حكاية، أو خاطرة أو نادرة، وفوائد المطالعة فوق الحصر، ونعوذ بالله من موت الهمم وخسة العزيمة وبرود الروح ، فإنها من أعظم المصائب، فمن تيسرت له القراءة سعيد ومحظوظ، لأنه يقطف من حدائق العالم ، ويطوف على عجائب الدنيا، ويطوي الزمان والمكان، كما أنه يصبح مع الزمن جامعة من المعارف، ومستودع من المعلومات، ويحيط علماً بتجارب الأولين والآخرين، ومع الزمن تنمو نفسه وتصغر أنانيتها ويقل تسرعها ويزداد حلمها، فهي باب عظيم لمن مال بجوارحه وروحه إلى العلم النافع خاصة, وهي بغية ممنوحة لكل من سعى لنيل بعض مكارم الأخلاق لاسيما وأن كثير من الكتب تدعو على الدوام لمراجعة النفس وتصحيح من ثم المفاهيم الخاطئة, وتجديد الانطلاقة نحو المستقبل المتطور الناجح, الثابت بثوابت المعتقد و الإيمان، واضافة لما سبق من الفوائد ما هو لابد رابط بين تربية النفس وبين جمال تعويدها للخير وإرشادها رشد المعالي, و كذلك رصد جهد المجتهدين العاملين في حقل العلم و الارتقاء الذاتي , ولا يغب علينا أن استغلال الأوقات وحسن استعمالها ثمرة من ثمار المطالعة, وهذا ليس لنا أن نتجاهل مدى أهميته.
فهذه دعوتنا المتواضعة لكم، قلناها بالأمس ونكررها اليوم، دعوة بالسعي خلف المعرفة ومطالعة الكتب والارتقاء بالمستوى الفكري والمعرفي وتنمية المهارات في مختلف المجالات ، إن أهمية المطالعة عند العقلاء من أسمى الأهميات وأجلّها قدرا, وقد توشك القراءة أحيانا أن توازي الشراب والطعام لدى المولعين بها ممن عرفوا شرفها ومدى قدرها، فالمعرفة والخبرة والعلم والتجربة اعظم من رصيد المال ، فكم من صاحب مال جاهل وفقير النفس والعقل،فإجعل من الكتاب نديمك ،وصاحب القلم ، وإجعل غديرك الحبر، وإجعل من القراءة عادة يومي ، ولو قلت ،فالمداومة مع القليل أصل عظيم
| |
|