صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20754 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: من هو وكيف يكون القارىء الايجابى 2010-08-06, 00:01 | |
|
هل يكتب الكاتب ليتنفّس؟ أم يكتب ليحدث تغييراً فيمن حوله؟ أم يكتب ليؤثر في رأي قارئه؟ أم يكتب ليتكسّب؟ أم يكتب ليتسلّى؟ أم يكتب ليضيف شيئاً إلى الحياة؟ أم يكتب ليُقال: كاتب؟
تلك توجهات حقيقية تتوزع أهواء الكُتّاب، وكل كاتب يدندن على ليلاه، ولكني أظن أن هناك شيئاً يجمع كل أو معظم هؤلاء الكتاب الذين فرّقتهم أهدافهم؛ هو القارئ الإيجابي؛ فهو طلبتهم جميعاً، فما كتب الكاتب إلا ليُقرأ، مهما كانت غايته النهائية من الكتابة؛ سواء حمل الأثر الذي تتركه القراءة في الفرد والمجتمع، أم لم يحمل.
القارئ الإيجابي: أعني به ذلك الذي يتفاعل مع ما يقرأ، فيحس بعواطف الكاتب وكأنها تنبعث من فؤاده هو، ويعيش أفكاره وكأنه فتَّقها معه، أي إنه يبدع المقالة من جديد، بعد أن تلوّنت بألوانه الشخصية، فأصبحت تمثل قضيته الخاصة جداً؛ فإذا به يحوّلها إلى مادة حديثه في بيته و عمله، أو بين صُحبته، بل ربما نسخها وأهداها، وربما أرسلها بريداً إلكترونياً إلى بعض خلصائه، وربما نشرها ـ دون إذن صاحبها ـ في مواقع عنكبوتية عديدة؛ وكأنه هو كاتبها، فهو يتمنى أن يقرأ الناس كلهم ما كتب.
القارئ الإيجابي: هو الذي يقرأ النص بعين هادئة، بصيرة، ناقدة؛ ولكن كما يفهم النقاد النقد، أنه ذلك الفن الذي يمكّن من امتلك أدواته أن يتملّى مضمون النص وشكله، وروحه وتوجهه، وخلفياته ودوافعه، وطموحاته وخيالاته، فيجعل همه اكتشاف مواطن الجمال؛ ليسلط الأضواء عليها، فيساهم في بناء الذوق العام، ويزيد من رصيد الإنسانية في الجانب الأنضر، والأعلى. فإذا انتهت رحلته الرائدة، وقبل أن يحط عصا السفر الممتع، يلفت نظر الكاتب إلى جوانب القصور، مذكراً بأن ما قال لا يمثل سوى وجهة نظره الشخصية البحتة، التي يراها صواباً، ولكنها تحتمل أن تكون خطأ.
القارئ الإيجابي: هو الذي يوصل صوته إلى الكاتب، فهو يسارع إلى كشف موقفه مما قرأ للكاتب؛ بريداً إلكترونياً، أو مهاتفة، أو حتى رسالة جوال. هذا الموقف إما تأييداً، أو معارضة، أو مجرد عواطف أحس بها تتفتح في حدائق ضلوعه، فأرسل أريجها لمن استطاع أن يبعثها في نفسه، أو يوقظها، أو ربما يوجدها.
كل كاتب .. يتمنى أن يعرف المدى الذي وصلت إليه مقالته في نفوس الناس، هل تقبّلوا فكرته، هل هناك من تبناها، هل هزَّت روح مسؤول فجعلها انطلاقة مشروع ينفع الناس، أو يطوّر أداءه؟
هل استطاعت هذه المقالة أن تضع إنساناً ما أمام أخطائه مباشرة دون رتوش، فيصغي، ويعترف، ثم يبدأ العمل على التخلص منها؟
هل عبرت هذه الكلمات عن أحاسيس مجموعة من القراء، وفرّجت عن مكبوتاتهم؛ حتى قال قائلهم: هذا ما أردت أن أعبر عنه .. لقد غرف الكاتب من صدري، وكشف عن همي، وقال الذي لم أستطع أن أقوله.
ولكن أين القارئ الذي يقطف المقالة من وجه الصحيفة، ثم يضعها في جيبه؛ ليخرجها بين الفينة والفينة .. يقرؤها يتأمّلها؛ لأنه وجد فيها مطلباً نفسياً، أو لأنها تمثل له إجابة لسؤال طالما بحث عنها.
لماذا يتجاهل بعض القرّاء هذا النزيف العاطفي والفكري الذي تسميه الصحافة مقالات، إلى درجة أنها تتحوّل إلى سفرة طعام، أو غطاء نافذة، أو تُساق كبقايا الذبيحة بعد سلخها نحو مصيرها المر؟!
القارئ الرائع: هو الذي يقدر القطرات المنهلة على الورق .. كدموع الرجال.. ودماء الشهيد.
القارئ المتميز: هوالذي يفخر به كل كاتب، هو الذي يضيف إلى المقالة بالقراءة الإبداعية الواعية، التي لا تعني أبداً التلقي السلبي، المصدق لكل ما يُطرح وكأنه قرآن منزل، ولا تعني ـ كذلك ـ التلقي العدواني، الذي يبحث صاحبه عن العيوب، والمثالب، والهنات، والزلات فقط؛ ليصنع منها مأدبة تليق بالذباب، الذي ينصرف عن الجمال إلى القبح، وعن الطيب إلى الخبيث.
القارئ المبدع: هو الذي يلتقط من المقالة عشرات الأفكار الجديدة التي يصلح كل منها أن يكون مقالة خاصة، أو رسالة علمية، أو بحثاً إنسانياً، أو كتاباً كاملاً، بل ربما اشتعلت كلمة خلاّقة من بين الكلمات في مخيّلته المائجة، فإذا هي تتحوّل إلى فكرة مشروع رائد؛ تنتفع به البشرية كلها.
الكتابة عملية هائلة، لا يعيها كما هي إلا الذي يكابدها حقاً، وحين يجيئه المخاض، وتقترب يد الكاتب من جذع النخلة ليهزّه بقوة الضعف؛ يساقط الرطب جنياً، هنا لا يحس القارئ بكل تلك الآلام الفادحة، بل يتمتع بطعم الرطب اللذيذ، الذي يخامر أعصابه العطشى.
ترى هل أنت قارئ إيجابي؟ | |
|
Shamis alnhar مشرفه شباب وبنات
عدد المساهمات : 1972 نقاط : 8530 التقييم : -1 تاريخ الميلاد : 28/01/1985 تاريخ التسجيل : 07/05/2010 العمر : 39 تعاليق :
اللهم أصلح أعمالنا لتصلح للعرض عليك
وأصلح عقولنا لتصلح للفهم عنك
وأصلح قلوبنا لتصلح لحبك
وأصلح سرائرنا لتمتلىء حياءا منك
| موضوع: رد: من هو وكيف يكون القارىء الايجابى 2010-08-06, 00:35 | |
| القارئ الإيجابي:أعني به ذلك الذي يتفاعل مع ما يقرأ، فيحس بعواطف الكاتب وكأنها تنبعث من فؤاده هو، ويعيش أفكاره وكأنه فتَّقها معه، أي إنه يبدع المقالة من جديد، بعد أن تلوّنت بألوانه الشخصية، فأصبحت تمثل قضيته الخاصة جداً؛ فإذا به يحوّلها إلى مادة حديثه في بيته و عملهفعلالابد للقارىء ان يفهم المعاني التي تتضمنها المادة المكتوبة ويستوعب ما فيها من أفكار[b]
[b]فيفكر فيما يقرأ ويمزجه بخبراته السابقة وبذلك يخرج من القراءة بخبرة جيدة جديدة . تم يفكر كيف يطبق الأفكار التي حصل عليها من قراءته[/b][/b] موضوع فى غاية الاهمية | |
|
حياة بلا روح مشرف قسم اسره سعيده جدااا
عدد المساهمات : 555 نقاط : 6177 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 15/01/1970 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 العمر : 54
| |
صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20754 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: رد: من هو وكيف يكون القارىء الايجابى 2010-08-06, 02:24 | |
| ما اروع ايجابيتكن شمس حياة اسعدتمونى
| |
|
عبدالله شعبان عضو مجلس اداره
عدد المساهمات : 4364 نقاط : 12043 التقييم : 4 تاريخ الميلاد : 12/07/1969 تاريخ التسجيل : 21/09/2009 العمر : 55 المزاج : هادىء تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،
ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،
إنك كنت بنا بصيرا
| موضوع: رد: من هو وكيف يكون القارىء الايجابى 2010-08-06, 19:56 | |
| موضوعك فى قمة التميز والابداع كما عودتينا متألقة دوما واسمحى لى ان اضيف
أن لدينا مشكلتان على الأقل إحداهما تتعلق بالكاتب (المرسل- الرسالة)، وأخرى تتعلق بالقراء (المتلقي- المستمع).
الكاتب أو المرسل لا يرغب بالتأكيد في استفزاز الناس ومعاداتهم بما في ذلك من حسنات وسيئات، بل
العكس فهو يسعى لكسب تأييدهم ومحبتهم، ولكن الكتابة وإبداء الرأي لا بد أن تفقد المشتغل في هذا
المجال الأصدقاء أو كثيرا منهم، وأن تتعارض مع مصالح وأفكار كثيرة ومتعددة، فالرأي والموقف يعني مكسبا وخسارة..
ماذا يريد الكاتب وصاحب الرأي أن يكسب وماذا يريد أن يخسر؟ وهنا يتصارع ويتجاور الشعور
بالأمانة والمسؤولية والراحة والخوف والطمع والأهواء وسلطة الضمير والسلام النفسي والبحث عن
الانسجام مع الذات والتوفيق بين المعتقدات والسلوك، وقد يخطئ في سلوكه هذا وقد يصيب، وقد يندم
كثيرا، ولكنه في تلك اللحظة التي يتعامل فيها مع الموقف ويراه وفق قناعة يتأكد أنها تخلو من الأهواء
والمصالح ولا يملك/ يحب سوى الجهر بها، ليس ذلك ممتعا ولا مسليا، وتخسر بسببه أكثر مما تكسب،
ولكن تكسب شيئا واحدا فقط، أن يعتقد فئة من الناس وليس جميعهم بالطبع أنك تكتب مستقلا، وحين
تظن أو تقدر أن بعض الناس ينتظرون منك أنت بالذات رأيا معتقدين أنه رأي مستقل فتتذكر قوله
تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ" ماذا تفعل؟
ولكن وظيفة القارئ والمستمع والمتلقي والمشارك أن يضع الكاتب صاحب الرأي والسلطة أمام المرآة،
فهو مرآة المرسل والرسالة، وهو المختبر الذي يكشف انسجام الرسالة مع الحقيقة، يمكنك أن تكتب عن
الحقائق، وأنت مشغول بغير ما تكتب عنه، وتسير في طريق دائري، تدور حول نفسك، وتهرب من
الحقيقة ليس لأنك تخاف ولا لأنها محظورة على الرأي العام، ولكن لأنك أنت لا تحبها، أو تتعارض مع
مصالحك وأهوائك وآرائك، ولكن القارئ واجبه كبير مثل واجب الكاتب أن يضعه أمام المرآة، ليعرف
الحقيقة، وفي اللحظة التي يتخلى فيها القارئ عن واجبه هذا يضيع الكاتب نفسه. القارئ الجيد يصنع
كاتبا جيدا، وفكرا جيدا.
لكى كامل الاحترام والتقدير | |
|