الحمد لله حق حمده ، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الحب في قلوبنا وجعله لغة التفاهم في الإسلام ، الحمد لله الذي جعل للمتحابين في لله ظلّ يوم القيامة يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه ، (الحب)كلمة لو وضعت في ميزان ووضعت الدنيا برمتها في الكفة الأخرى من الميزان لرجحت كفة هذه الكلمة ، وأخص بالذكر حينما تضع أو تنطق هذه الكلمة في موضعها الصحيح ، ولطالما رددها الشعراء في أشعارهم وكتبها الأدباء في نثرهم وأدبهم ورددها العشاق لمعشوقاتهم والعكس صحيح ، ولطالما رددتها ألسنتنا بدون أن نعي ماهية هذه الكلمة ، كلمة ننطقها بدون أن ندرك إن كانت صادقة أم كاذبة أم مجرد كلمة تطلع من طرف اللسان لنشبع بها عواطفنا وغرائزنا ورغباتنا ، لأنها حسب تصوري أصبحت سهلة النطق في كل زمان وكل مكان ، وغالباً بل دائماً ما يرددها الرجال للنساء سواء أكانت حبيبه أو صديقه والعكس صحيح ، وللأسف انقرضت أن لم تكن انعدمت هذه الكلمة أن تقال لمن هو أولى وأحق أن تنطق له وهو ( الله عز وجل ) وبعد محبة ( الله ) تأتي محبة ( رسوله الكريم ) لعلكم أدركتم ما أرنوا إليه أو الكلمة التي أقصدها ؟؟!!
بطبيعة الحال هى كلمة ( الحب ) فلمن يكون الحب ؟ وما معنى هذه الكلمة ؟ ومتى نستشعر بحلاوتها في القلب والعقل ؟ هل هذه الكلمة هى شيء ملموس محسوس مجسد أم مجرد كلمة معنوية غير محسوسة و ملموسة ؟ وإن كانت كذلك أي غير محسوسة ولا ملموسة فما هو جدواها إذن حينما تنطق ؟؟
بلاشك يجب أن يكون الحب قبل كل شيء لله ورسوله وذلك استشهادا لقوله تعالى وقال تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) صدق الله العظيم ، لاحظ قوله تعالى: (أحب إليكم من الله ورسوله )،وقول رسولنا الكريم :[ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين ] صدق رسول الله ، وحديث أخر قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : { ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار } صدق رسول الله ، فمن وجد في قلبه حب الله ورسوله منطقيا سيجد حلاوة الحب وسوف يستشعره في عقله قبل قلبه ، ومن أحب الله رأى كل شيء جميلاً ، ومعنى كلمة (الحب) حسب اجتهادي هو تصديق العقل لما يمليه له القلب من عاطفة نحو المحبوب ، فإذا صدّق العقل القلب واشتركا معا في هذه الكلمة سيتولد عن ذلك ( الحب الحقيقي ) الذي غاب في يومنا هذا ، والحب الحقيقي هو الحب الذي لا تتخلله المصلحة الدنيوية ، فإذا كان حبنا لله ورسوله من أولوياتنا حينئذ سنستشعر بحلاوة الحب في عقولنا وقلوبنا لمن ننطقها لهم ، لهذا لابد أن يكون الحب قبل كل شيء لله ورسوله حتى يعّم بعد ذلك لمن نريد أن نحبهم ..
ما هي الدلائل التي تشير لمحبتنا لله ورسوله الكريم ؟؟بطبيعة الحال حينما ينقاد المسلم إلى ما أمره الله عز وجل وينتهي عن ما نهاه، ويطبق أركان الإيمان بحذافيرها ويتبّع سنة رسوله الكريم ويطبقها حسبما وجدها وقرأها حينئذ تيقن بأنك تحب الله ورسوله، وينتج عن ذلك نتيجتان:
النتيجة الأولى: اكتساب محبة الله ورسوله استشهادا للحديث القدسي وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه ، ومن ضمن محبة الله ورسوله لن توصد أبواب الخير والرزق في وجههُ ، ستنهمر عليه السماء بالرزق الوفير والخير العميم ، ستتسع له الدنيا وتسعد به الأرض ، سيكون من السعداء الأغنياء ، وسيهنأ بالدارين دار الدنيا ودار الآخرة ، وإذا أحبك الله تعالى أحبتك الملائكة وإذا أحبتك الملائكة فرحت بك السماء وإذا فرحت بك السماء أحبتك الأرض وفرحت باحتضانك وإذا أحبك الله والملائكة والسماء والأرض سينادى باسمك من أجل أن يحبك من في الأرض والسماء والناس أجمعين ، فمن منا لا يرجو محبة الله تعالى ؟؟ ..
النتيجة الثانية: حينما تتغلغل محبة الله ورسوله في قلبك اعلم بأن ذلك سوف يقودك إلى محبة أهلك والناس بشكل عام، وزوجتك وأولادك بشكل خاص، كيف ذلك لعلكم تتساءلون؟! لقد أشرتُ في مستهل حديثي بأن من أحب الله رأى كل شيئاً جميلاً ، ومحبة المؤمن لربه تكسبه الراحة والطمأنينة والسكينة وكل هذه الأمور لاريب ستنعكس مردوديتها على أهله والناس وزوجته والحياة ، وسيترك الدنيا وما فيها ويتفرغ لله ورسوله ولأهله ، لان محبة الله ورسوله تتجلى في الانقياد لما أمرنا وأتباع القرأن الكريم وسنة الرسول الأمين ، وحينما يكون المرء منقاد لأوامر ربه وسنن رسوله يتطهر قلبه من جميع المأثم والبراثن والذنوب ويبقى قلبه خالياً صافياً متفرغاً لحب لله ورسوله ، وينتج عن ذلك مراعاة المرء لأهله وللناس بشكل عام ، ولزوجته وأولاده بشكل خاص ، فلا يمكنك مراعاة أهلك والناس إلا بقربك من خالقك وابتاعك لسنة نبيك المصطفى ، لان المسلم العاقل إذا أدرك كل هذه الأمور بلاشك سيتقي ربه أولاً في نفسه وثانيا في أهله وثالثاً في الناس .
هل حب الله ورسوله يتجلى فقط في أداء الفرائض وتطبيق السنة الشريفة ؟من المسلّم به بأن حب المؤمن لربه ولرسوله لا يقتصر على أداء الفرائض من الصلاة والزكاة والحج والجهاد في سبيل لله وغيرها من الفرائض ) أو بتطبيق السنة الشريفة ، وإنما تتجلى هذه المحبة في أمور كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى منها لا على سبيل الحصر هو : هداية شخص غير مسلم لاعتناق الإسلام .. كيف ذلك ؟؟
أمر بسيط لا يتطلب منك جهد أو معاناة، قد يتساءل البعض كيف أهدي شخص للإسلام ومجتمعنا ولله الحمد والثناء مجتمع مسلم ؟ أو قد يقول قائل : لا أستطيع أن أُسافر لأية دولة غير مسلمة لكي أهدي شخص غير مسلم لإعتناق الإسلام بحجة إن الإمكانيات لا تسمح له بالسفر؟
بطبيعة الحال لم أقصد ذلك ، ولكل منا إمكانياته المتاحة التي تمكنه من عمل ما يستطيع عمله ، ولكن يا إخواني الأعزاء : أقل ما يمكن عمله والاجتهاد فيه من أجل أن نستطيع هداية شخص غير مسلم للإسلام صدقوني متاح لنا بكثرة ، لو نظرنا حولنا في مجتمعنا بشكل عام أو المنظومة الصغيرة (القرية) التي نعيش فيها : سنجد كم من سائق لدينا غير مسلم ؟؟ وكم من عامل يعمل في مزارعنا غير مسلم ؟؟ وكم هم الوافدين الغير مسلمين المتواجدين في محيطنا؟؟ وكم من عاملة توجد في منازلنا غير مسلمة ؟؟ بطبيعة الحال لم أشأ أن أقول (خادمة) ولا أحبذ شخصياً هذه الكلمة وذلك تيمناً بمقوله الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب : { كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً} ، وكم .. وكم ؟؟ رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم قال :{ لئن يهدي بك الله رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها } صدق رسول الله ، أوجه الكلام لنفسي المقصرة أولاً قبل أن أُوجهها إليكم فوالله ليحزنني هذا الأمر !! منذ متى ومن أشرت إليهم يلازموننا في بيوتنا ومزارعنا وتجارتنا وأسواقنا وفي كل مكان لقد حادثناهم كثيراً .. ومازحناهم كثيراً .. وجالسناهم كثيراً .. ولكننا لم نحدثهم عن الإسلام لا قليلاً ولا كثيراً، لم ندعوهم للإسلام ولا كلمة عن الإسلام تشهد لنا يوم القيامة.. كم نحن مقصرون في حق الله وفي الأمانة التي حملناها بظلمنا وجهلنا ولم نعي ماهية هذه الرسالة العظيمة التي أبت السماوات والجبال والأرض أن يحملنا وأشفقن منها، ولكن حملناها بظلمنا وجهلنا وتركناها لأنفسنا، وليت عملنا بها وطبقناها على أكمل وجه !! بل فرطنا فيها وفرطنا في أنفسنا ولم نسعى لنشرها..
رأى جرئ
أقل ما يمكن عمله والاجتهاد فيه من أجل أن نستطيع هداية شخص غير مسلم للإسلام صدقوني متاح لنا بكثرة ، لو نظرنا حولنا في مجتمعنا بشكل عام أو المنظومة الصغيرة (القرية) التي نعيش فيها : سنجد كم من سائق لدينا غير مسلم ؟؟ وكم من عامل يعمل في مزارعنا غير مسلم ؟؟ وكم هم الوافدين الغير مسلمين المتواجدين في محيطنا؟؟ وكم من عاملة توجد في منازلنا غير مسلمة ؟؟ بطبيعة الحال لم أشأ أن أقول (خادمة) ولا أحبذ شخصياً هذه الكلمة وذلك تيمناً بمقوله الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب : { كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً} ، وكم .. وكم ؟؟ رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم قال :{ لئن يهدي بك الله رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها } صدق رسول الله ، أوجه الكلام لنفسي المقصرة أولاً قبل أن أُوجهها إليكم فوالله ليحزنني هذا الأمر !! منذ متى ومن أشرت إليهم يلازموننا في بيوتنا ومزارعنا وتجارتنا وأسواقنا وفي كل مكان لقد حادثناهم كثيراً .. ومازحناهم كثيراً .. وجالسناهم كثيراً .. ولكننا لم نحدثهم عن الإسلام لا قليلاً ولا كثيراً، لم ندعوهم للإسلام ولا كلمة عن الإسلام تشهد لنا يوم القيامة.. كم نحن مقصرون في حق الله وفي الأمانة التي حملناها بظلمنا وجهلنا ولم نعي ماهية هذه الرسالة العظيمة التي أبت السماوات والجبال والأرض أن يحملنا وأشفقن منها، ولكن حملناها بظلمنا وجهلنا وتركناها لأنفسنا، وليت عملنا بها وطبقناها على أكمل وجه !! بل فرطنا فيها وفرطنا في أنفسنا ولم نسعى لنشرها..
نسأل الله أن يكون في عوننا وأن نعمل ولو شي يسير للدعوة إلى الإسلام