بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته----وبعد: سؤال يتردد من النصارى ((كيف لنبي الرحمة ان يهدر دماء رجال من قريش في فتح مكة؟))سم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته----وبعد: سؤال يتردد من النصارى ((كيف لنبي الرحمة ان يهدر دماء رجال من قريش في فتح مكة؟))
وللاجابة على هذا السؤال يجب ان يعرف هؤلاء اولا سبب الغزوة ((فتح مكة)) والامر الجلي من سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم هو صلح الحديبية وان قريش قد غدرت بهذا الصلح ونقضت هذا الصلح ومعروف ان خزاعة دخلت في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو بكر الذين دخلوا في حلف قريش اغتنموا الفرصة -وكان بينهم وبين خزاعة ثارات في الجاهلية - اغتنموا فترة الصلح واغاروا على خزاعة ليلا فاصابوا منهم رجالا وقاتل معهم رجال من قريش مستغلين ظلمة الليل حتى وصلوا للحرم - ولا شك ان ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدرا ونقضا لميثاق الصلح وبعد هذا تحرك الجيش الاسلامي نحو مكة وكان الفتح العظيم باذن الله ولما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة وطهر الكعبة من الاصنام بعد ذلك خطب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقال: يا معشر قريش :ما ترون اني فاعل بكم؟ قالوا خيرا اخ كريم وابن اخ كريم قال: فاني اقول لكم كما قال يوسف لاخوته ((لا تثريب عليكم اليوم))اذهبوا فانتم الطلقاء واهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دماء تسعة نفر من اكابر المجرمين وامر بقتلهم وان وجدوا تحت استار الكعبة وهم ((عبد العزى بن خطل وعبد الله بن ابي سرح وعكرمة بن ابي جهل والحارث بن نفيل ومقيس بن صبابة وهبار بن الاسود وقينتان كانت لابي خطل كانتا تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وهؤلاء جميعا كانوا اشد عداوة وبغضا للاسلام وللمسلمين ولسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا شديدي الاذى له بمكة فاما بن سرح فقد جاء به عثمان بن عفان الى النبي صلى الله عليه وسلم وشفع فيه فحقن دمه وقبل اسلامه بعد ان امسك عنه رجاء ان يقوم بعض الصحابة فيقتله وكان قد اسلم قبل ذلك وهاجر ثم ارتد ورجع الى مكة (ارتد) واما عكرمة بن ابي جهل ففر الى اليمن فاستامنت له امراته فامنه النبي صلى الله عليه وسلم فرجع معها واسلم وحسن اسلامه وانا بن خطل فكان متعلقا باستار الكعبة فجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره فقال اقتله فقتله واما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبدالله وكان مقيس قد اسلم قبل ذلك ثم عدا على رجل من الانصار فقتله ثم ارتد ولحق بالمشركين واما الحارث فكان شديد الاذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقتله علي واما هبار بن الاسود فهو الذي كان قد عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجرت فنخس بها حتى سقطت على صخرة واسقطت جنينها ففر هبار يوم مكة ثم اسلم وحسن اسلامه واما القينتان فقتلت احداهما واستؤمن للاخرى فاسلمت كما استؤمن لسارة واسلمت ومن هذا يتبين لنا كرم اخلاق سيد الخلق وامام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فقد اوذي من هؤلاء وغيرهم اشد الاذى ولكن عفا عنهم وكانت كلمته صلى الله عليه وسلم ((اذهبوا فانتم الطلقاء))اروع مثل لعفوه وكرمه صلى الله عليه وسلم اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ توقيع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلم ثائر ومحبرة لاتنتهى
أبو أحمد