ربما تسعى فى موضوع ما وتبذل فيه قصارى جهدك وتطرق فيه كل الأبواب
كالبحث عن فرصة عمل مثلاً فأنت تحصل على كل الدورات والدراسات التى تؤهلك
لهذا العمل وبعدها تبدأ رحلة البحث المضنى فتطرق كل أبواب الشركات والمؤسسات
التى تعمل فى مجال تخصصك ولا تجد فى كل مره إلا كلمة ( إترك سيرتك الذاتيه ورقم تليفونك وسنتصل بك لاحقاً ) وفى الغالب الأعم لا يأتى هذا الإتصال أبداً.
ولكنك لا تيأس وتواصل البحث بكل صبر ومثابرة – ولكن أيضاً بلا فائده –
حتى تصل إلى درجة من فقدان الأمل وفقدان العزيمه ويتسلل إلى قلبك اليأس فى الحصول على الوظيفة التى تناسب مؤهلاتك وقدراتك وتبدأ تهئ نفسك للقبول بأى عمل مهما كان متدنياً أو لا يناسب مؤهلاتك وقدراتك.
وفجأه تستيقظ على تليفون من صديق يخبرك بأن هناك جهة عليا تطلب وظيفة تتناسب مع مؤهلاتك فترد عليه وأنت تتثائب وتستعد لمواصلة نومك وتقول ياأخى أين أنا وأين هذه الوظيفه إنه سيتقدم لها الألاف ولن يحصل عليها إلامن كان له واسطة كبيرة بل كبيرة جدا فيقول لك ياأخى وماذا ستخسر إعتبرها مقابله من ألاف المقابلات التى قمت بها قبل ذلك فتقوم من نومك متكاسلاً وترتدى ملابسك بتثاقل ولا حتى تهتم بأن يكون مظهرك على مايرام وترتدى أى طقم تجده متاح أمامك فلما الإهتمام وأنت تثق أنه مشوار تحصيل حاصل وتذهب بكل تثاقل ولا تهتم بمعرفة التفاصيل المطلوبه فى الوظيفة كما كنت تفعل سابقاً وتقوم بالمقابله وتخرج من المقابله وتجد الكل ينتظر ظهور النتيجة التى ستظهر فور الإنتهاء من المقابلات .... فلا تنتظر أنت وتذهب وتقول لنفسك لماذا أنتظر وأنا أعرف ومتيقن ألف فى المائه أن الوظيفة المرموقه
لن تكون لى وتعود إلى حياتك الطبيعية وفى المساء تجد نفس صديقك يتصل بك ويقول لك لقد ظهرت النتيجة وأنت الفائز بالوظيفة المرموقه فلا تصدقه وتقول له لا تمزح فيقسم لك بأغلظ الأيمان أنه صادق فيكاد قلبك يخرج من بين ضلوعك من
الفرحة وتقول بينك وبين نفسك ماهذه الصدفه أنا لم أعد لهذه الوظيفه ولم أسعى إليها أنا حتى لم أكن أحلم بها ثم تأتينى بهذه السهوله والبساطه .
وأنا أقول لك عفواً يا أخى إنها لم تكن صدفة ولم تأتيك بهذه البساطه والسهوله ولكنها كانت نتيجة لسعيك الأول والسابق فى ألاف الوظائف السابقه عوضك الله عنه بهذه الوظيفة المرموقه .
وهذا يحدث لنا فى كثيراً جداً من مجالات حياتنا0
وتجد فى المقابل شخص آخر يصرخ بأعلى صوته ويقول أنا مظلوم ويقسم بأغلظ الأيمان أنه برئ من هذه الجريمه التى قبض عليه بسببها وهو بحق لم يرتكبها0 ولكنه سيعاقب عليها فهل هو فعلاً مظلوم وبرئ ؟؟!! ***** أنا أقول له عفواً يا أخى أنت بحق برئ من هذه الجريمه التى ستعاقب عليها ولكن هذا العقاب هو نتيجه لجرائم كثيره سابقه إرتكبتها ولم تحاسب عليها فهذا نتيجة ذنبك الأول وجرمك الأول