صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20754 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: لا تقتل نفسك فى سبيل فكرك المتجمد وتتبنى فكرة دون دليل.. 2010-07-08, 21:03 | |
| كان السلام سائداً لا يعكر صفوه شيئ
فالناس متفقون ، متحابون ،
يجمعهم اعتقاد واحد
وتاريخٌ واحد
إلى أن ثارت الفتنة على يد رجل أرعن أحمق
فوجئ الناس بهذا الرجل يتبنى فكرة خائبة خرقاء
لم يسبقه إليها أحد
ولا دليل له عليها
يقول هذا الرجل : إن البطيخة تُفتح بالمقص
وصار ينادي في الناس :
أيها الحمقى المغفلون لا تفتحوا البطيخة بالسكين
حتى ضج به الناس فأرسلوا وفدا منهم إليه
قال كبير الوفد : يا بني إن آبائنا وأجدادننا وجيراننا وكل العالم يكسر البطيخة بالسكين
فارجع عن قولك هذا ، ولا تكن عنيدا تتبنى فكرة خائبة ً لا سابق لك فيها .
فتبسَّمَ الجاهل بتحالمٍ وتعالُمٍ واستخفاف وقال : بل بالمقص أيها المساكين
وعاد يملأ الأرض ضجيجاً بهتافه الأخرق :
بالمقص لا بالسكين تُفتح البطيخة يا مساكين
حتى بلغ أمره الملك
فأمر باحضاره وقال له : ما حَمَلَكَ على تبنِّي تلك الفكرة الخائبة؟
فتبسم الأخرق وقال له : بالمقص أيها المسكين تُكسر البطيخة لا بالسكين
فقال له الملك : أوَ لو جئتك بشيئٍ مبين؟
فلم يجبه الرجل
فكظم الملك غيظه وأمر باحضار بطيخة وحاول فتحها بالمقص
ولكن قشرتها الملساء حالت دون ذلك
فأمسك بالسكين أمام أعين العبد الأحمق وغرسها في البطيخة
ففُتِحت بسهولة
وظن الملك العاقل أنه استطاع حل المشكلة فاستدار للرجل وقال له :
أرأيت؟ ها هي لا تُفتح إلا بالسكين
فتبسم الأحمق تبسُّم العاقل الحكيم
وصاح في الملك :
بل بالمقص أيها المسكين
فاستأذن الوزير أن يتكلم ثم قال للرجل المتعصب :
لقد أتى الملك بدليل على صدق كلامه
فهل عندك على ما تقول دليل؟
فنظر إليه الرجل باستخفاف ونفاذ صبر وهو يقول :
لا تفتح البطيخة إلا بالمقص أيها المسكين
،
هنا فرغ صبر الملك
فأمر الحرس أن يأخذوه وأن يلججوا به في البحر
فإما يقول أن البطيخة تُكسر بالسكين وإلا يلقوه في اليم يغرق فتستريح منه البلاد والعباد .
وفي طريق ذهابهم وأثناء تعمقهم في البحر
كان المتعاقل الرقيع يحاول إقناع الحرس أن يؤمنوا معه أن البطيخة تُكسر بالمقص
حتى إذا بلغوا من البحر مبلغا سألوه:
هل سترجع عن هذيانك هذا؟
فدمعت عينا الرجل الذي أعماه تعصبه وهو يقول :
إني مشفق عليكم أيها المساكين
إن البطيخة لا تُفتح بالسكين
فآمِنوا بهذا ولا تكونوا من المستكبرين
فلما رأوا أن الفكرة استحوذت على عقله حتى خمرته
أمسكوا به وألقوه في البحر غير مأسوف عليه
وظل الغبي يصيح وهو يصارع الأمواج ويقاوم الغرق
بالمقص أيها المساكين تُكسر البطيخة لا بالسكين
ظل على صياحه هذا حتى غاص بدنه وملأت المياه فمه
ثم غاب بالكليه في البحر
فتنفس الحرس الصعداء وهم لا يصدقون أنهم استراحوا من جعجعته
وفجأة رأوا كف الرجل تخرج من الماء وهو يشير باصبعيه الوسطى والسبابة
"علامة المقص"
ثم غاصت كفه مرة أخرى بعد أن فارقت روحه جسده .
ماااااااااااااااااااات
في سبيل فكرة خائبة
ليس عنده عليها دليل . مثل هذا الرجل كثير في مجتمعنا
يقتنعون بفكرة لا أصل لها..
والعجب أنهم يرفضون النقاش بالحسنى..
ويرفضون الإستماع لقول أهل الخبرة والحكمة ...
يُكذبون النتائج التي بين أيديهم جلية ظاهرة ...
يستمعون لصوت أنفسهم فقط ..
ثم يتهمون العقلاء بالحمق والغباء.
كن مستمعا لصوت العقل...
لا تتكبر على قبول الحق ....
ناقش بالحسنى ....
بينك وبين الناس مسافة قصيرة جدا....
فلا توسع الفجوة....
اقبل الحق الذي مع غيرك...
ولا تجعل قناعتك وغرورك يستبد بعقلك فيعميه...
ويعميك عن قبول الحق الواضح لكل الناس .. إلا لك . | |
|