السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أكتب لكم في موضوع جدير بالطرح ، وهو لا يعدو أن يكون فتنة من الفتن التي يرقق بعضها بعضا في هذا الزمن.
أكتب إلى أولئك الذين خلوا بمحارم الله فانتهكوها ، غابوا عن الرقيب وعين الله لم تنم ، ( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ) ، إلى الذين بحثوا عن الحرام ، ولوثوا أعينهم بالخطيئة ، وسودوا قلوبهم بالمعصية ، إلى هؤلاء الاخوة ..
إليكم هذه الوقفات :
-1قال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )
2- عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا" قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" رواه ابن ماجة ، وصححه الألباني .
3- العمر أثمن من أن يضيع فيما لا فائدة فيه ، فكيف بالحرام؟!
4- مالي أراك تغلق الباب وتخاف من الداخل ولو كان صبيا في الرابعة من عمره ، والله تعالى يرى مكانك ويسمع كلامك ، أتجعل الله أهون الناظرين إليك ؟! (وتخشون الناس والله أحق أن تخشوه ) .
5- ألا تخشى على قلبك من الزيغ والانحراف ؟
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولاوتر
ولعله لا يخفى عليكم قصة المؤذن الذي باع دينه وتنصر بسبب نظرة محرمة .
-6 يذكر عن بعض السلف أنه قال : لا تنظر إلى ثوب امرأة ، فإن الشيطان قريب . – أو بمعناه - فكيف بمن ينظر إلى المرأة وقد خلعت الثوب ؟!.
-7 هل تعلم أنك بتطلب الصور والمناظر المخزية تزيد حسرتك ولا تشفي غليل نفسك ، ومثل هذا كمثل من يشرب من البحر ليروى وهو لا يزيده إلا ظمأً .
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قـادر عليه ولاعن بعضه أنت صابر
8 - إنك بنظرك المحرم حرمت نفسك نور القلب ، وإشراق الوجه ، وقوة الفؤاد ، وتيسر العلم وانفتاحه ، وصحة الفراسة ، قال شجاع الكرماني : " من عمر ظاهره باتباع السنة ، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، وأكل من الحلال ، لم تخطئ فراسته " .
-9وتذكر دائماً قوله تعالى : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً + هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً + وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً + وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: 108-111)
أيها الأخ الكريم /
إنني أخاطب فيك جذوة الإيمان التي لم تخبو ، وحرارة الخشية التي لم تنطفئ ، ونور المحبة الذي لم يُظلم ،أن تعاهد نفسك عهدا صادقا ، وتعلنها مدوية
أني تبت إلى الله ).
أعتذر إن كنت أطلت ، والله المسؤول أن يحفظ أعيننا من الخيانة ، وألسنتنا من الكذب ، وأعمالنا من الرياء . آمين . والسلام عليكم