استعين بالله
من يعترف بالحق يبقى هو صاحب الحق
طلبت لقاء قريب رفع الراية البيضاء
واليوم ارفعها بكل فخر وعزة فمن يرفعها معى
إليكِ يا فتاة الإسلام ، رسالة إلى أولئك الفتيات الصالحات ، القانتات التقيات ، إلى اللاتي شرفهن الله بطاعته وأذاقهن طعم محبته ، حديث إلى حفيدات خديجة وفاطمة وأخوات حفصة وعائشة ، إلى التي تركن الوقوع في المحرمات ، واتباع الشهوات ، إلى اللاتي اشتاقت نفوسهن إلى الجنات ، ويعظمن رب الأرض والسماوات ، وإلى اللاتي يفعلن الحسنات ، ويتجنبن المنكرات ، ويحببن خير البشر رسول المكرمات ، الذي جاء بآخر الرسالات .
أنتِ التي قيل عنكِ:
طالما وقفت تناجي ربها ** والليل مسدول البراقع
تصغي لنجواها السماء ** وقد جرت منها المدامع
تدعو فتحتشد الدجى ** والملائك هيمان خاشع
والعابدات الزاهدات ** جفت مراقدها المضاجع
وتخر للرحمن ساجدة ** مطهرة النوازع
ويامن قيل عنكِ وأنتِ تتنعمين في الجنة:
فأنت في الجنة قد كمل خلائقكِ وأكمل حسنك ** كالبدر ليلة الست بعد ثمان ِ
والشمس تجري في محاسن وجهكِ ** واللي تحت ذوائب الأغصان ِ
والبرق يبدو حين يبسم ثغركِ ** فيضئ سقف القصر بالجدران ِ
وتبختري في مشيك ويحق ** ذاك لمثلكِ في جنة الحيوان ِ
ووصائف من خلفك وأمامكِ ** وعلى شمائلكِ ومن أيمان ِ
لاتؤثري الأدنى على الأعلى ** فتحرمي ذا وذا ياذلة الحرمان ِ
منتكِ نفسكِ باللحاق مع القعود ** عن المسير وراحة الأبدان ِ
ولسوف تعلمي حين ينكشف الغطا ** ماذا صنعتي وكنتِ ذا إمكان
فلقد أوصى الله بكِ انتِ أباكِ وأمكِ فقال صلى الله عليه وسلم: (( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين )) وراه مسلم وضم بين اصابعه
وأوصى الله بكِ أولادكِ فقال صلى الله عليه وسلم للرجل التي سأله: يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك )) متفق عليه
بل قد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجها وذم من غاضب زوجته أو أساء إليها فعند مسلم والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في حجة الوداع فإذا بين يديه مئة ألف حاج فيهم الأسود والأبيض والكبير والصغير زالغني والفقير صاح النبي صلى الله عليه وسلم بهم وقال: ألا واستوصوا بالنساء خيرا ألا واستوصوا بالنساء خيرا ))
بل قد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في منزله فطاف ببيوته صلى الله عليه وسلم في يوم من الايام نساء كثير كلهن يشتكي من أزواجهن فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قام ثم قال للناس : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشتكين من أزواجهن ليس أولئك بخياركم
وقال صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجة والترمذي : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) .
بل قد بلغ من إكرام الدين للمرأة أنها كانت تقوم الحروب وتسحق الجماجم وتتطاير الرؤوس لأجل عرض امرأة واحدة ، وكما تعلمون أن اليهود في المدينة كان يغيضهم نزول الأمر بالحجاب وتستر المسلمات ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات فما استطاعوا ، وفي أحد الايام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع وكانت عفيفة مستترة فجلست إلى صاغ منهم فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها أو لمسها أو العبث بها كما كانوا يفعلون قبل ذلك قبل أن تكرم بالإسلام ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ويغرونها لتنزع حجابها فأبت وتمنعت فخافلها الصائغ وهي جالسة وأخذ طرف ثوبها من الأسفل وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها فلما قامت ارتفع ثوبها من ورءاها وانكشفت سوءتها فضحك اليهود منها فصاحت المسلمة العفيفة ودت والله لو أنهم قتلوها ولم يكشفوا عورتها فلما رأى ذلك رجل من المسلمين سلح سيفه ثم قتل ذلك الصائغ فتجمع اليهود على المسلم فقتلوه فلما علم الني صلى الله عليه وسلم بأن اليهود قد تعرضوا للمسلمات جاء ثم حاصرهم حت ضيق عليهم واستسلموا وانزوا عند حكمه ، فما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدبهم وينكل بهم وأن يقتلهم وأن يثأر لعرض المسلمة العفيفة قام إليه المنافق عبدالله بن ابي بن سلول فقال له أحسن إلى موالي اليهود وكما تعلمون تركهم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المنافق وقال هم لك ، لكنه أخرجهم من ديارهم وطردهم في البلاد لأنهم حاولوا أن يهتكوا عرض امرأة مسلمة واحدة.
تحياتى لكل فتاة مسلمة عرفت ربها واحبت نيبها واسلمت وجهها لله