عبد العظيم شريف مشرف قسم الاعلان
عدد المساهمات : 3438 نقاط : 11459 التقييم : 3 تاريخ الميلاد : 04/11/1968 تاريخ التسجيل : 05/11/2009 العمر : 56 المزاج : متقلب تعاليق : الهي
بأي قدم أقوم أمامك
يوم تزل أقدام الخاطئين
يوم القيامة
من سوء الحساب
| موضوع: بر الوالدين ... 2010-04-13, 07:08 | |
| حق الوالدين على الأبناء الوالدان حقهما على الأبناء عظيم، وبرهما ثوابه جزيل، وعقوقهما ذنب كبير، ولا يصدر إلا من شقي محروم لئيم. حق الوالدين على الأولاد صوره كثيرة، ووسائله عديدة ويسيرة، نشير إلى أهمها: أولاً: الإحسان إليهما الذي قرنه الله سبحانه وتعالى بعبادته فقال: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"1. فحق الوالدين على الأولاد يلي حق الله سبحانه وتعالى على العباد. ثانياً: والداك أحق الناس بحسن صحبتك. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أبوك"2. ثالثاً: بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله عز وجل فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها". قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين". قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"3. رابعاً: عقوق الوالدين من اكبر الكبائر وهو من السبع الموبقات المهلكات. خامساً: قال الحسن البصري رحمه الله: البر أن تطيعها في كل ما أمراك به ما لم تكن معصية، والعقوق هجرانهما، وأن تحرمهما خيرك. سادساً: لا مجال لمكافئة والدك إلا أن تجده مملوكاً فتعتقه. قال صلى الله عليه وسلم: "لا يجزئ ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً، فيشتريه، فيعتقه"4. سابعاً: رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً حاملاً أمه على ظهره وطائفاً بها حول الكعبة وهو يرتجز: إني لها بعيرها المذلـل إن أذعرت ركابها لم أذعر فهل تراني كافيتها يا ابن عمر؟ فقال: لا، ولا بطلقة5 واحدة، ولا زفرة واحدة ولكنك أحسنت والله يجزيك بالقليل كثيراً. ثامناً:ذهب مالك إلى ان بر الأب مساوٍ لبر الأم، وذهب الليث بن سعد إلى أن بر الأم ثلاثة اضعاف برالأب لحديث ابن مسعود السابق. لهذا عندما استفتى رجل بالمدينة مقيم مع أمه، وأبوه بأرض النوبة. أن أباه يدعوه للمجيء إلى أرض النوبة، وأمه تمنعه من السفر؟ فقال له مالك: أطع أباك ولا تعص أمك. بينما أفتاه الليث بالبقاء مع أمه. ومما لا شك فيه أن حق الأم خاصة في البر والنفقة أعظم من حق الأب ولكل حق. تاسعاً: من حق أبويك عليك في حال الانفصال أن لا تميل لأحدهما دون الآخر. مهما كانت الظروف وعليك أن تحسن إلى كل منهما حسب الطاقة. عاشراً: بر الوالدين سبب من أسباب دخول الجنة وعقوقهما سبب من أسباب دخول النار قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة6 عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر، ولا مد من سحر ولا قتات7". أحد عشر: بر الوالدين والإحسان إليهما كفارة للكبائر كما قال مكحول. سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل قتل امرأته، ما توبته؟ قال: إن كان له أبوان فليبرهما ما داما حيين، فلعل الله أن يتجاوز عنه، وقد جاء عنه مثل ذلك في المرأة التي تعلمت السحر ثم جاءته تطلب التوبة. الثاني عشر: بر الوالدين واجب وإن كانا فاسقين أو كافرين وطاعتهما واجبة إلا في معصية الله. قال تعالى: "وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ"8. الثالث عشر: من فضل الله علينا أن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما وإنما يستمر برهما بعد موتهما بالآتي: 1. الدعاء والاستغفار لهما. 2. بر وصلة أقاربهما وأصدقائهما والإحسان إليهم. الرابع عشر: إذا نهاه والداه أو أحدهما عن فرض، عن الذهاب لصلاة الجماعة مثلاً فلا يطعهما، أما إذا نهياه عن تطوع صلاة أو صوم فالأولى مداراتهما وفعل ذلك فإن أطاعهما فلا حرج عليه. سئل الحسن رحمه الله عن رجل يصوم تطوعاً فسأله أبواه أو أحدهما أن يفطر. قال: يفطر وله أجران أجر البر وأجر الصوم إذا أفطر. وإذا أمراه أن يخرج من صلاة النفل خرج9 كيف لا وقد استجاب الله دعاء أم جريج على ابنها وهو من العباد لعدم خروجه من صلاة النافلة. الخامس عشر: الوالدان لا يطاعان إذا منعا الولد من الخروج لطلب العلم الذي تعين عليه طلبه، وكذلك في الخروج للجهاد إذا تعين على الابن. ولهما منع الولد من حج وعمرة التطوع ـ ولا في طلاق الزوجة من غير مبرر شرعي والأولى في مثل هذه الأحوال مداراتهما لا مواجهتهما والتكشير لهما. السادس عشر: لا يحل للابن أن يشكو أباه وإن اجتاح ماله لقوله صلى الله عليه وسلم لمن قال له إن ابي قد اجتاح مالي: "أنت ومالك لأبيك"10. السابع عشر: من حق الآباء على الأبناء أن ينصحوهم من غير عنف ولا غلظة. قال أحمد: (يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر. وفي روايه: إذا رأى أباه على أمر يكرهه، يكلمه بغير عنف ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، ليس الأب كالأجنبي. وقال في رواية: إذا كان ابواه يبيعان الخمر11 لم يأكل من طعامهما وخرج عنهما)12. الثامن عشر: أيها الأبناء اعلموا أن التشبه بالأبناء البارين فلاح فأين أنتم من هؤلاء الأبناء البررة؟ 1. رسولنا صلى الله عليه وسلم. 2. سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. 3. سعد بن عبادة رضي الله عنه. 4. أبو هريرة رضي الله عنه. 5. عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول رضي الله عنه ولعائن الله على أبيه. 6. عبد الله بن الجد بن قيس رضي الله عنه ولعائن الله على أبيه. 7. عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. 8. أويس القرني رحمه الله. 9. محمد بن المنكدر رحمه الله. 10. محمد بن سيرين رحمه الله. وفي الأمم السابقة: 11. عيسى عليه السلام. 12. يحيى بن زكريا عليهما السلام. 13. أحد الثلاثة الذين انسد عليهم الغار فسأل الله ببره بوالديه فارتفعت الصخرة. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله رد عقوبة سليمان بن داود عن الهدهد لبره بأمه. أيها الأبناء بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، فكما تدين تدان. جعلنا الله وإياكم من الأبناء البررة، والآباء الصالحين، وأعاذنا وإياكم من عقوق الآباء والأمهات، ومن التقصير في حقوق المحارم والقرابات، وصلى الله وسلم على من ختمت به الرسالات وعلى آله وصحبه والتابعين لهم إلى يوم الحشر والنشور.
وكتبه الأمين الحاج محمد
| |
|