خلق الله الخلقَ واصطفى من شاء منهم لولايته فاصطفى منهم أنبياءه واصطفى من أنبيائه رسله واعدهم لمهمة عظيمة فأدبهم وكملهم وأصطنعهم على عينه وخصهم بخصائص دون سواهم تكريماً وتشريفاً وأمدهم بالبراهين والآيات الدالة على صدقهم .
وفضّل بعضهم على بعض كما أخبر جل جلاله : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } ، وقال: { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ }
وخيرهم اولو العزم من الرسل وخيرهم الخليلان إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم ونعرض في هذه المقالة جملة من فضائل الخليل إبراهيم عليه السلام المستقاة من نصوص الكتاب والسنة .
فنقول :
1- أنه إمام الحنفاء الذين تركوا الشرك ومالوا الى التوحيد .
قال تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } [النحل: 120-123 ] . والأمة هو الذي يؤم بالخير .
وقال : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [آل عمران: 67 ] .
وقال : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الأنعام: 161 ] .
وقال على لسان يوسف عليه السلام : { وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ } [يوسف: 38 ] .
فلم يكن في زمانه على ظهر الأرض موحد سواه وسوى زوجه سارة .
2- هو خليل الرحمن
قال تعالى : { وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } [النساء: 125 ] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أني أبرأ الى الله أن يكون لي منكم خليل ، فإن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لأتخذت أبا بكرخليلا )) (1)
والخلة : هي أعلى درجات المحبة ، ولم يحظ بها سوى إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم .
وقد أنكر هذه الفضيلة له أحد الضلاّل وهو الجعد بن درهم فضحى به والي خراسان خالد بن عبد الله القسري - رحمه الله – وذلكم في يوم عيد الأضحى فخطب خطبته ثم نزل فقال : أيها الناس تقبل الله ضحاياكم ، اما أضحيتي فالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا ، فتقدم إليه وضحى به ، فكانت نعمت الأضحية بإن يضحى بالمبتدعة والزنادقة والمشركين.
3- هو أحد اولي العزم من الرسل الذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالصبر كما صبروا وخيرهم محمد صلى عليه وسلم .
قال جل وعلا : { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } [الأحقاف: 35 ] .
وهم اهل العزيمة والصبر من انبياء الله فنالوا أعلى المراتب واسمى الدرجات وعدتهم خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد عليهم السلام .
4- ورد ذكره في خمس وعشرين سورة بل سمى الله سورة باسمه من سور القرآن .
5- اختصه الله بأن جعل في ذريته النبوة والكتاب .
قال تبارك وتعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ( } [الحديد: 26 ] . وإبراهيم من ذرية نوح عليهما السلام .
وقال : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } [العنكبوت: 27 ] .
وقال : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ } [الأنعام: 84-86] .
وقوله : { وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ } [الأنعام: 84 ] . قيل : إن الضمير يعود الى نوح لأنه أقرب مذكور (2)، وقيل : بل يعود الى إبراهيم لأنه هو الذي سيق الكلام لأجله ، ويكون ذكر لوط – وهو ابن أخيه – في ذريته كذكر اسماعيل في آباء يعقوب في قوله : { قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [البقرة: 133 ] .
وقد أخرج الله من ذريته أفضل الأمم وهما العرب وبنو اسرائيل- وقد استبدلهم الله بالعرب لما غيّروا وبدّلوا وخالفوا منهج الله وقتلوا الأنبياء- ، بل أخرج من ذريته خير الخليقة واشرفهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو دعوة إبراهيم لما قال : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [البقرة: 129 ] .
6- اثنى الله عليه ووصفه بالاوصاف الشريفة .
قال تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } [هود: 75 ] .
وقال : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة: 114 ] . والاواه : كثير الخشوع والتأله ، والمنيب : الرجاع الى الحق .
والإنابة يعرفها الإمام ابن القيم رحمه الله فيقول : (( الإسراع الى مرضاة الله مع الرجوع إليه في كل وقت واخلاص العمل )) (3) أو : (( هي عكوف القلب على الله وعلى محبته وذكره بالإجلال والتعظيم ، وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم )) (4)
ووصفه بالإحسان والإيمان فقال : { سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 109-111 ] .
وقال : { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارإِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } [ص: 45-47 ] . فوصفهم الله بالفقه والبصيرة والعبادة والقوة في ذلك .
وقال : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } [الأنبياء: 73 ].
وقال : {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } [مريم: 50 ] ، أي أختصهم بثناء الخلق عليهم .
وقال : {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } [مريم: 58 ] .
وقال : { وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } [البقرة: 130 ].
وقال : {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } [الأنبياء: 51 ].
وقال : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً } [مريم: 41 ]. فجمع بين النبوة والخلة والصديقية .
7- قام بما أمر الله به .
قال جل ثناؤه : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } [البقرة: 124 ].
وقال : {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } [النجم: 37 ].
8- ومن فضائله ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ياخير البرية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ذاك إبراهيم عليه السلام )) (5) وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم .
9- بلغ أعلى درجات الإيمان وهو اليقين .
قال ربنا تقدست أسماؤه : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } [الأنعام: 75 ].
وقال : {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ 3 } [الأنعام: 83].
وسأل إبراهيم ربه أن يريه كيف يحي الموتى ليصل الى عين اليقين : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [البقرة: 260].
فلم يكن إبراهيم شاكا ً في قدرة الله – وحاشاه – بل أراد أن يرتقي من علم اليقين الى عين اليقين .
10 – امرنا الله باتباع ملته والتأسي به .
قال تعالى : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ } [الممتحنة: 4].
وقال : {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [آل عمران: 95].
وقال : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } [النساء: 125].
وقال : {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [النحل: 123] ،وهو أمر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في شخص نبيها صلى الله عليه وسلم.
وقال : {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } [الحج: 78].
وكل ماورد عن إبراهيم فعله فإنه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم الا استغفاره لأبيه فلا يجوز الاستغفار للمشركين .
11- يذكره المسلمون كلما صلّوا ، وذكرها من أركان الصلاة .
12- هو أول الخلائق يكسى يوم القيامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا وإن اول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام )) (6)
والناس في ذلك اليوم يكونون حفاة عراة غرلآ .
13- اختصه الله واسماعيل ببناء بيته الحرام الذي هو أشرف بيت وتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود .
قلا تبارك وتعاظم : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [البقرة: 127].
وقال : { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } [البقرة: 125].
وقال : {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً 3 } [آل عمران: 96-97].
فلما بلغ إسماعيل أشده واصبح رجلاً جاء ابوه - وكانت المرة الثانية - وقال : يابني إن الله أمرني أن ابني هاهنا بيتاً للعابدين إلى يوم القيامة فقال له : سأعينك على ذلك .فكان إبراهيم يبني واسماعيل يؤتيه الحجارة فلما تم بناؤه أذّن في الناس بالحج .
14- أمرنا الله باتخاذ مقامه مصلى بعد كل طواف بالبيت ، وهو الموضع الذي وقف عليه لبناء البيت .
قال تبارك وتعالى : {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً } [البقرة: 125]. وفي قراءة نافع: { واتَخَذُوا } بلفظ الخبر .
15 – وهبة الله إسماعيل وإسحاق وهو شيخ كبير .
قال جل وعلا : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ } [إبراهيم: 39].
وقال : {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً } [مريم: 49].
وقال : {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ } [الأنبياء: 72].
فلا ينبغي لمن تأخر انجابه أن ييأس من رحمة الله وعليه أن يكثر من الدعاء ؛ فالذي رزق إبراهيم وزكريا على الكبر قادر أن يرزقه ، وأن يكثر من الاستغفار :
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات
ٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح: 10-12].