بســــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــم
اهلا بكم فى الحلقه الثانيه من حلقات اشهر قصص الحب
سنتكلم فى حلقتنا اليوم عن قصة حب سميت بحب الرسائل .. والحب السماوى
فبطلا هذه الحلقه لم يرى كل منهما الآخر ابدا ... ولكن احبا بعضهما عن طريق الرسائل والتلاقى فى الاحلام فقط
بطلا حلقتنا اليوم
الشاعر والاديب والرسام جبران خليل جبران ... والاديبه مى زياده
** جبران خليل جبران **
هو جبران خليل جبران بن ميخائيل بن سعد ... ولد فى لبنان فى 6 يناير 1883 .. وتوفى فى نيويورك فى 10 ابريل 1931 فهو لبنانى امريكى
احب الموسيقى والشعر والرسم فكان اديبا شاعرا ورساما .. عاش حياته ينتقل من مأساه الى اخرى .. مأساة اسرته من موت اخيه الاكبر ومرض امه الى معركته الادبيه التى كان فيها فارسا من الطراز الاول
** مارى زياده .. او .. مى زياده **
ولدت مى زياده فى الناصره بفلسطين فى 11 فبراير 1886 .. وتوفيت فى القاهره فى 17 اكتوبر 1941
احبت مى تعلم اللغات فاتقنت 6 لغات .. واحبت التاريخ والفلسفه والادب فكانت كاتبه من الطراز الاول
** قصة الحب السماوى .. حب الرسائل **
كان جبران خليل جبران اديبا وشاعرا ورساما وكانت مى من المعجبين بقصصه وشعره واسلوبه فى الكتابه .. وجاءت اللحظه التى تحول فيها هذا الاعجاب الى حب وعشق .. فلما قرأت مى قصة الاجنحه المتكسره لجبران .. بعثت له بالرساله الاولى وابدت فيها اعجابها بهذه القصه .. وبعض عبارات النقد بخصوص حكاية القصه ومغزاها
وسرعان ما تبادلا الرسائل .. وحكى لها جبران عن طفولته واحلامه وهمومه اليوميه .. وكتب لها جبران فى احدى الرسائل انه تخيلها وان روحها ترافقه فى اى مكان ..
وفى عام 1921 ارسلت له صورتها .. فاعاد جبران رسمها بالفحم .. وكان فى سعاده بالغه اذ اكتشف جبران من الصوره .. انها المرأه التى كان يحلم بها .. فوجده فى نظرتها البراقه شيئا معبرا يجتذبه .. فأحبها حبا شديدا .. ولكن كان موجوع القلب لبعده عنها
وفى عام 1923 كتب لها يقول :: انت تعيشين فيّ وانا اعيش فيك .. تعرفين ذلك واعرفه ... كانت كلمات جبران البسيطه تجعل مى تزداد عشقا وحبا له
وفى عام 1924 كتبت له مى رساله تعبر فيها عن خوفها من الحب .. فرد عليها قائلا :: هل تخافين ضوء الشمس ؟ هل تخافين من البحر ؟ هل تخافين من الحب ؟ لماذا يا صغيرتى تخافين الحب ؟ .. وفى هذا الوقت تخاصما جبران ومى خصاما دام 8 اشهر .. لانها احست فى هذه الرساله انه اذا اضطر الى التضحيه بهذا الحب سيضحى به .. كان هذا احساس مى ولا ندرى هل كان يقصد جبران هذا ام لا
وصف جبران هذه القطيعه بانها أزل او زمن طويل
ولكن شاءت الاقدار ان يتصالحا ويعود حبهما اقوى واشرف من الماضى .. وظلا العاشقان يتبادلا الرسائل وقتا طويلا ..
الى ان توفى جبران فى نيويورك عن عمر يناهز 48 سنه
وشاءت الاقدار ان تعيش مى بعده 10 سنوات ذاقت فيها مرارة الفراق على حبيب لم تلقاه .. فيا للمراره وياللعذاب .. ويا لقسوة الظروف .. لقد كان حلم مى زياده ملاقاة حبيبها جبران خليل جبران .. وما كاد ان يتحقق الحلم توفى جبران
مرضت مى وكانت فى محنة مرضها تقرأ رسائل حبيبها فتصبر نفسها على الم اعضاء جسمها .. كانت تصبر نفسها على الم هو ناتج فى الاصل من فراقه
وبعد صراع مع الايام والسفر والترحال ما بين روما والقاهره على امل نسيان فراق الحبيب .. استسلمت مى لاحزانها .. ورفعت الرايه البيضاء .. وكانها تقول ... من يأخذنى الى حبيبى جبران
توفيت مى فى مصر سنة 1941 عن عمر يناهز 55 سنه
** رؤيه **
اننا اصدقائى امام امرأه غير عاديه اخلصت لحب رجل لم تراه .. لقد ادهشتنى كما ستدهشكم هذه المرأه التى ضحت بشبابها واحلامها من اجل حب سماوى
بعض رسائل جبران ومى
من مى الى جبران
التصريح بالحب جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب. إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها، والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة. ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة. ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير. كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري. الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.. أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب. إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب، بل هو شيء أبعد من الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت ما هو. وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك.. وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك، وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك. ... غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد هو جبران
رساله من جبران الى مى
من جبران إلى مي
نيويورك 26 شباط 1924
نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة، وأنت تعلمين يا ماري أنا أحب جميع العواصف وخاصة الثلجية، أحب الثلج، أحب بياضه، وأحب هبوطه، وأحب سكوته العميق. وأحب الثلج في الأودية البعيدة المجهول حتى يتساقط مرفرفاً، ثم يتلألأ بنور الشمس، ثم يذوب ويسير أغنيته المنخفضة. أحب الثلج وأحب النار، وهما من مصدر واحد، ولكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الاستعداد لحب أقوى وأعلى وأوسع ما ألطف من قال يا مي عيدك يوم
وأنت عيد الزمان انظري يا محبوبتي العذبة إلى قدس أقداس الحياة .. عندما بلغت هذه الكلمة ((رفيقة)) ارتعش قلبي في صدري، فقمت ومشيت ذهاباً في هذه الغرفة كمن يبحث عن رفيقه. ما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين! وما أشبه تلك الكلمة الواحدة برنين جرس الكنيسة عند الغروب! إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، ومن العمل إلى الصلاة.
تقولين لي أنك تخافين الحب. لماذا تخفين يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مد البحر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لماذا يا ترى تخافين الحب؟
أنا أعلم أن القليل من الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري إن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله، فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.
لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة. اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب، ولقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت. وأنا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة، فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج إلى نور النهار وهل تقفين إلى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرين طليقين نحو قمة جبالنا؟ قربي جبهتك. قربي جبهتك الحلوة …………… والله يباركك ويحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة.
لا بأس – على أنني أخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف وهذا الثواب.
لنعد هنيهة إلى ((عيدك)) أريد أن أعرف في أي يوم من أيام السنة قد ولدت صغيرتي المحبوبة. أريد أن أعرف لأني أميل إلى الأعياد وإلى التعييد. وسيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي. ستقولين لي ((كل يوم يوم مولدي يا جبران)) وسأجيبك قائلاً: ((نعم، وأنا أعيّد لك كل يوم، وكان لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة)).
بعض صور مى وجبران الى اللقاء فى الحلقه القادمهكل الحب
|