بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على نبينا و حبيبنا وقرة أعيننا محمد صل الله عليه وسلم
أما بعد
فالعادات و التقاليد هي ما أصبح الأنسان يعتاد أن يفعله كل مرة و كل يوم و أصبحت كالطقوس التي من الضروري اتباعها , طبعا تختلف من شعب إلى شعب ومن بيئة إلى أخرى
واتباع هذه العادات تؤدي إلى تقوية العلاقات بين الأفراد و إلى زرع جذور و أصول الروابط الاجتماعية و متانتها
و بالتالي إلى نجاح الفرد في أعماله و حياته
ومن هذه العادات :
-احترام الكبير و العطف على الصغير
فالاحترام لابد أن ينبع من التربية الحسنة
فأصبح واجبا على الصغير أن يحترم الكبير والكبير عليه أن يحترم الأصغر منه سنا
لأن ذلك يؤدي إلى نمو الحب والاحترام المتبادل بين الآخرين
وكما قال رسول الله صل الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
طبعا هذه العادة تؤدي إلى نجاح الفرد في حياته بسبب انتشار الأمان لأنه لو قل الاحترام و العطف فسوف يخسر الشخص كل أصدقائه و أقرباؤه و بالتالي إلى فشله في الحياة .
- زيارة الأقارب
فلا شك أن من زيارة الأقارب و الأصدقاء تقرب من الله سبحانه
وكذلك بقاء و تثبيت المودة و المحبة بين الأفراد
ثم في زيارة القريب صلة للرحم
فقد قال رسول الله (من أحب أن يبسط له في رزقه و أن ينسأ له في أجله فليصل رحمه )
وتؤدي هذه الزيارات إلى زيادة محبة الشخص لله و التقرب منه أكثر
وبالتالي إلى الراحة النفسية الأمر الذي يجعله نافعا في مجتمعه
- زيارة القبور
من الضروري بين الحين و الآخر أن نزور قبور أحد أحبابنا فهو يذكرنا بالموت
قال رسول لله (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالموت )
طبعا زيارة القبور كما قال حبيبنا تذكر بالموت
فتذكر الموت يعني أن العبد يصبح أكثر تقربا إلى الله و بالتالي تزيد عبادته
وفي عبادة الله راحة نفسية أبدية مما يؤدي إلى نجاح الفرد في حياته
وهناك الكثير من العادات و التقاليد التي باتباعها تؤدي إلى نجاح الفرد في حياته منها
-احترام الوالدين فببرهما نكون والله قد ملكنا الدنيا و ما فيها بأسرها و نجحنا فيها بسبب توفيق الله لنا
طبعا بالمقابل هناك عادات سيئة لا يجب على الأنسان اتباعها و عليه الحذر منها
كالثأر : و هي عادة محرمة لكنها للأسف أصبحت منتشرة في عصرنا
فكم من مرة قتل أحد الأشخاص , فجاء زميله أو أخوه يريد الأخذ بالثأر , فيجمع شبابا ليثأر من قاتل أخيه
فقد قال رسول الله (عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)
وطبعا هذه العادة تنشر البغضاء و الكره و الحقد بين الناس و بالتالي التفرقة
وهذا كله يؤثر على المجتمع و يؤخر نموه
-نصرة الصديق حتى وهو ظالم
فبحجة أنه صديقي أو أخي يعمل الشخص على نصرته و إن كانت في أمور يعرف تماما أنه ظالم فيها فيقف ضد المظلوم بحجة القربة
فقد قال صلى الله عليه وسلم (من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برنت منه ذمة الله و ذمة رسوله )
في النهاية
للأسف ونتيجة التطورات السريعة التي تحدث في العالم أصبح أغلب العالم العربي في صراع بين تقاليده
و عاداته التي اكتسبها و بين هذا التطور الذي ينمو يوما بعد يوم
فأصبح من الصعب عليه أن يوفق بين عاداته و التطورات مما يؤدي بالفرد إلى تراجعه في الحياة
لكن هنا يأتي دور العقل فعليه هنا أن يوفق بين مراعاته لبيئته بعدم الخروج عن تقاليدها
وبين التطور السريع للتكنولوجيا فإذا وفق فإنه حتما سينجح