هكذا العطاء وهكذا الاحتياج (امة محمد فقط بالشعائر وليس بالمشاعر)

زائر

في الثلث الأول من عمري لم أكن وإخوتي نتمنى أن يأتي العيد، وكانت أتعس الأيام التي نعيشها هي أيام العيد، فكل الأطفال حولنا يلبسون الجديد، ويلعبون بألعاب جديدة، أما نحن فلم يكن لنا أن نشتري الجديد ولا اللعب بشيء، كنا نرى في هذا اليوم يوما فارقا بين من يملك وبين من لا يملك، بين من يخرج من بيته مبتهجا وبين من ينزوي في بيته متحسرا، بين من يعيش وبين من لا يعيش، كنا نتمنى ألا يكون هناك عيد مطلقا، فباقي أيام السنة ليست علامة تمييز بين الفقير وبين من تجاوز الفقر.

ومع أن ارتقاء الحال قليلا لم يقوَ على محو تلك الأيام من الذاكرة، إلا أن واقع الماضي القريب كان يصنفها ضمن الماضي، وها هي الذاكرة ما زالت تشتعل مع كل موقف شبيه.

أمس الجمعة بعد صلاة العصر، قفزت إلى الذاكرة من جديد أيام عديدة لأعياد خلت، وصَحَت أتعس اللحظات، ورحت أتمنى ألا يكون العيد السبت، فهناك من لم يجهز نفسه للعيد، ولم يشتر الجديد.
هكذا العطاء وهكذا الاحتياج (امة محمد فقط بالشعائر وليس بالمشاعر) 431081_410741492308278_200358314_n

هكذا العطاء وهكذا الاحتياج (امة محمد فقط بالشعائر وليس بالمشاعر) 431081_410741492308278_200358314_n

- جهزتوا حالكو للعيد يا محمد؟
- لا، بكرة بدنا نروح أنا وإخوتي ننكسي للعيد.
- ليش ما رحتوا اليوم، مهو يمكن يكون بكرة العيد؟
- مش داري، مهو أبوي حكالنا إنه اليوم الجمعة وصاحب المحل اللي بدنا نشتري منه مسكر، وبفتح بكرة السبت.

فارقت محمدا، وفي نفسي أدعو ألا يكون العيد غدا، ولتَصم الأمة الإسلامية كلها يوما آخر في سبيل أن يتمكن محمد وإخوته من شراء ثياب جديدة يوم السبت كي يعيش يوم الأحد لحظات العيد السعيدة مع باقي المسلمين.

وللحقيقة، فإنني كنت على يقين بأن محمدا كان يشعر أمس الجمعة بشعوري نفسه الذي كنت أشعره في الثلث الأول من عمري، فالماضي يتكرر هو نفسه ولكن في عيون مختلفة.

منــــــــــــــــقول
من صفحه صديق على الفيس بوك

يسلمو على النقل الرائع

لو كان فيه تكافل اجتماعي وتضامن أسري كان الحال أفضل

مش لاقيه اي رد على الموضوع بجد

» هكذا فعل ثعلبه وهكذا تكون التوبه
» هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
» التلاعب بالمشاعر
» رفقا بالمشاعر وتجريحها!!
» اشكر ف العطاء واحمد ف البلاء