أكدت خبيرات في الطب النفسي حاجة المرأة
الحامل الي نوع من الرعاية الخاصة من قبل الأزواج والأهل المحيطين بها كنوع
من الوقاية لها ولجنينها المنتظر.
وطالبت الخبيرات في هذا التحقيق -
الذي اجرته الراية مع المشاركات في مهرجان الغذاء الصحي السادس الذي ينظمه
مركز اصدقاء البيئة تحت شعار غذاء سليم - طفل سليم الازواج علي وجه الخصوص
بتفهم الحالة النفسية التي تمر بها الزوجات في هذه الحالات ومن بينها
الاكتئاب والحساسية المفرطة.
واعتبرن ان الغذاء السليم هو خط الوقاية الأول للسيدة الحامل الي جانب رعاية الأهل لها.
الدكتورة
سهيلة غلوم استشاري الطب النفسي قالت ان الطب النفسي يهتم بتأثير الصحة
النفسية علي الغذاء.. واشارت الي ان المرأة الحامل اذا اصابها نوع من
الاكتئاب تقل شهيتها نحو الأكل مما ينعكس سلبا علي الجنين وقد يسبب مضاعفات
ايضا بالنسبة للأم.
وأكدت ان المرأة بطبعها معرضة أكثر للاكتئاب وان
هذه النسبة اعلي من الرجال بنسبة 2:1 ويرجع ذلك لطبيعة المرأة وتكوينها
النفسي وردود فعل المجتمع تجاه المرأة.
وقالت ان فترة الحمل بها كثير من التغيرات الهرمونية واثبتت الابحاث ان المرأة تصيبها حالات اكتئابية في فترة ما بعد الولادة.
وهذا
الاكتئاب قد يصيب 70% من النساء ويستمر لمدة ثلاثة او اربعة ايام ما بعد
الولادة حيث قد يلعب العامل الوراثي دورا كبيرا فيها لاسيما ان كانت المرأة
تعاني من عامل نفسي في الاصل.
وتري ان المرأة الحامل لا يجب ان تعامل
معاملة خاصة من حيث الحركة والراحة فقط وانما يجب ان يفهم الجميع انها اكثر
حساسية وقد تصبح عصبية ومتوترة وتتأثر بكل شيء حولها ويجب علي الزوج
تفهمها في هذه المرحلة حتي لا تتسبب مشاكل زوجية.
ونادت بضرورة مراجعة طبيب النساء والولادة للتعرف علي كل الأعراض ومن ثم تحديد هل تحتاج الي طبيب نفسي أم لا؟
وأكدت
ان هناك حالات نفسية تصيب الحامل وقد لا يتفهمها الأهل والزوج ويعتبرونها
مرحلية ولكن اذا زادت لفترة قد يتأثر بذلك الجنين والأم علي السواء وطالبت
بألا يترك الأهل السيدة الحامل لتصل نفسيتها الي مرحلة متأخرة قد يصعب
علاجها.
** الصحة النفسية
أما الاخصائية النفسية نجلاء الحاج فرأت ان
الصحة النفسية مهمة للمرأة الحامل وان ذلك ينعكس بالطبع علي اسرتها مما قد
يؤثر علي زوجها وابنائها.
وقالت ان المرأة تمر بظروف صعبة وحرجة منذ
بداية بلوغها وزواجها وحملها وولادتها وحتي الارضاع كما انها ايضا تمر
بتغيرات فسيولوجية كثيرة منذ طفولتها وحتي سن اليأس.
ولا بد للمجتمع
الذي تعيش فيه ان يتفهم ظروفها ويعطيها من الدعم والمرونة كي تعبر عن
شخصيتها وكذلك يجب عليها ان تكون واعية بالظروف التي تمر بها كي تعكس كل ما
هو ايجابي وتتفادي كل شيء سلبي.
فالأم الحامل تحتاج الي الرعاية ومساحة
من الفهم والعطاء والدعم والمساندة واكدت ان التراكمات النفسية تؤثر علي
الحامل وعلي جنينها داخل الرحم خاصة وان الدراسات النفسية تؤكد ان الطفل
الذي نشأ علي هذه الصراعات النفسية قد يولد مضطربا كثير البكاء وقد تلاحظ
الأم ذلك من خلال سلوكه وان اي حالة نفسية تتأثر بها الأم كذلك يتأثر بها
الطفل بعد الولادة.
وأوضحت ان الحمل حالة فسيولوجية وليست مرضية وهي
مرحلة مهمة تحتاج الحامل الي نوع خاص من العناية ويجب ألا تعامل كمريضة
تلزم السرير ولكن تخفف عنها الاعباء لأنه تخلق بداخلها حياة اخري في
الاحشاء ويجب علي الزوج ان يعاملها بالصورة المثلي وان يراعي طلباتها دون
تقصير ويمد لها يد المعاونة ويشاركها في التحضير للمولود وألا يترك كل
الأعباء عليها بداية من اختيار اسم المولود وحتي ملابس الطفل.. وقالت ان
الزوج هو المسؤول عن هذا الجنين ويجب عليه ان يشعر الأم بمسؤوليته المشتركة
ويعطيها الدعم والمساندة.
وحول التصنيف النفسي لبعض الرجال الذين لا
يهتمون بأطفالهم المواليد الجدد اكدت ان هذه الفئة من الرجال تزوجوا كبقية
الازواج ولكنهم غير مهيأين لدور الأب او الزوج وان عقلية الاعزب لازالت
موجودة فيهم وبالتالي لا يستطيع التعامل مع هذا الرضيع.
3 مراحل
وقسمت الدكتورة احسان محسن المراحل التي تمر بها المرأة الحامل الي ثلاثة اقسام الاولي في الثلاثة شهور الأولي والثانية والثالثة.
ففي
الشهور الاولي تتعرض الأم لضغوطات نفسية وكذلك في الثلاثة شهور الاخيرة
خاصة وانها في البدء لم تكن مهيأة نفسيا لهذا الحمل مما يسبب لها القلق كما
ان التغير في الهرمونات تؤثر في هذه الشهور الأولي من الحمل.
اما في الشهور الثلاثة الاخيرة فصاحب الأم الحامل نوع من الخوف والقلق في كيفية الولادة وكيفية شكل الطفل.
واكدت ان هناك بعض الامراض النفسية تتحسن في الحمل كالهواء الثنائي القطبي وهو الاكتئاب والهوس وقد تسوء احيانا في الحمل.
وتحدثت
الدكتورة احسان عن حالات اكتئاب ما بعد الولادة وقالت يجيء ذلك نتيجة
للتغيرات الهرمونية في جسم الأم الحامل وعندما تنتهي الولادة تخف هذه
الهرمونات وتسبب هذا الاكتئاب.
وحول علاقة الغذاء النفسي بالحمل قالت:
هناك بعض النساء يصبن بالبايكا وقد يلجأن الي اكل الطين او الحيطة او غيرها
من الاشياء الغريبة. وهناك من يأكلن الحلويات والشيكولاتة بصورة كبيرة
وذلك بالتأكيد وراءه عامل نفسي وهناك تقرير يقول ان الشيكولاته بها مادة
كيماويات المزاج وتحسن مزاج الحامل واكدت ان تناولها بصورة كبيرة يضر بصحة
الحامل. وقالت ان الأم الحامل يجب معاملتها معاملة حسنة وابعاد الضغوطات
النفسية عنها حتي لا تؤذي نفسها وطفلها ونادت بضرورة المعاملة الحسنة من
قبل الزوج والأهل خصوصا وان الطفل قد يتأثر بتكوين صفات الأم اذا كانت
عصبية او سيئة المزاج.