بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الاخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
** قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد **
صدق الله العظيم
عندما قال المشركين للنبى محمد صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك .. وفى روايه اخرى صف لنا ربك فانزل الله عز
وجل هذه السوره سورة الاخلاص .. لذلك يسمى العلماء هذه السوره نسب الله عز وجل
** اولا **
امر الله عز وجل .. نبيه عليه الصلاة والسلام ان يقول لهم قل هو الله احد اى ان الله عز وجل واحد احد لا يشاركه احد
من خلقه فى ذاته ولا فى صفاته .. ولا فى افعاله .. ولا فى اسمائه .. ولا فى احكامه وتدبيره
فالله عز وجل واحد لا مثيل له ولا نظير له .. فهو المتفرد بالالهويه فلا يستحق العباده سواه .. وهو المتفرد بالربوبيه
فلا يخلق ولا يبدل الا هو عز وجل .. الواحد فى صفاته واسمائه فلا احد يشبهه من خلقه
كما ان الله عز وجل لا يشبه احد من خلقه بل هو المتفرد بصفات الكمال والاسماء البالغه غاية الحسن والجمال
** ثانيا **
ثم قال عز وجل الله الصمد اى انه عز وجل السيد فى هذا الكون ولا غيره سيدا .. وانه الصمد الذى تصمد له الخلائق فى
حاجاتهم ولما كان الخلق يصمدون الى الله فى حاجاتهم كان عز وجل هو الباقى وخلقه يهلكون
ويزيد العلماء بان الصمد هو الذى لا جوف له بمعنى انه لايحتاج طعام ولا شراب
ولان الطعام والشراب من خلق الله لذلك لا يحتاج الله الى طعام ولا شراب
** ثالثا **
ثم قال الله عز وجل لم يلد ولم يولد اى انه عز وجل لم يلد احدا لانه عز وجل ليست له صاحبه فقد قال العزيز الحكيم فى
كتابه بسم الله الرحمن الرحيم ( بديع السموات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه وخلق كل شىء
وهو بكل شىء عليم ) صدق الله العظيم
وقال عز وجل فى كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ام خلقنا الملائكة
اناثا وهم شاهدون الا انهم من افكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون ) صدق الله العظيم فهذه الايه رد عليهم لان الولد
يخرج من شيئين متماثلين او متقاربين والله عز وجل لا يماثلهشىء ولا يقاربه شىء فلهذا لم تكن له صاحبه ولم بكن له ولد
ثم اخبر عز وجل ولم يولد فالله عز وجل خالق الخلائق والمولود مخلوق والله عز وجل هو الخالق فلهذا لم يولد
** رابعا **
ثم قال عز وجل ولم يكن له كفوا احد اى ان الله عز وجل ليس له نظير ولا مماثل ولا شبيه لا فى اسمائه .. ولا فى
صفاته .. ولا فى افعاله .. ولا فى خلقه .. ولا فى تدبيره .. ولا فى حكمته .. ولا فى مشيئته .. ولا فى
علمه .. ولا فى ألوهيته ولا فى ربوبيته .. ولا فى اى شىء من صفاته واسمائه بل لله عز وجل الكمال المطلق
فقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى
اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) صدق الله العظيم
وقال عز وجل ايضا بسم الله الرحمن الرحيم ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) وهذه الايات تضمنت اثبات
الكمال لله ونفى النقائض عنه
فى النهايه ... نسطيع ان نقسم السوره العظيمه سورة الاخلاص الى قسمين ::
القسم الاول :: قول الله عز وجل قل هو الله احد الله الصمد هذا فيه اثبات الكمال لله وحده
القسم الثانى :: قول الله عز وجل لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد هذا فيه نفى العيوب والنقائض عن الله عز وجل
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى الله قصد السبيل وعليه الاجر