العين .. الأذن واللسان .. الصحة والبدن .. العقل ..
زكاة العين:
]أن تساعد من بعينه ضعف أو شاء الله أن يذهب ببصره ، لا تنتظر أن يطلب منك عونا ،
بل بادر يا أخي بالمساعدة ،فلو كنت سائرا بالطريق تقود سيارتك ورأيت من يريد عبور الطريق ويفتقد الرفيق توقف يا أخي
بسيارتك على جانب الطريق لا لكي يعبر فاقد البصر ، إنما لكي تنزل من سيارتك وتأخذ بيده لتعبر به الطريق.
وإن كان قريب لك أو قريب منك فاقد البصر ولك اتصال به ، فاقرأ له يا أخي وعلمه ،
افعل معه ما كنت تتمنى أن يُفعل معك لو كان الله قد قدر أن تكون في مكانه.
وغير ذلك كثير ..
زكاة الأذن واللسان:
أن تساعد من ضعف سمعه أو شاء الله له صمما أو بكما ، اعلم أنه يفتقد قنوات اتصال كثيرة بعالمه ، اعلم أنه يشعر بوحدة كبيرة
مريرة ، فكن أحد قنوات اتصاله بالعالم حوله ، فإن استطعت تعلم لغة الإشارات فافعل ، وانقل له سواء بلغة الإشارة أو كتابةً الأحداث
الجارية حوله ، واجعله متابعا لما يدور حوله متفاعلا معه ، انقل لمن حوله آراءه ورغباته ، علمه دينه يا أخي ما استطعت إلى ذلك
سبيلا ، واقرأ الحديث الذي رواه الإمام أحمد.
( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم )
وغير ذلك كثير
زكاة العقل :
اعلم يا أخي أن من شاء الله سبحانه وتعالى له إعاقة ذهنية أو ما في معناها إنما هو إنسان من أهل الجنة ،
ألا يسرك أن تتعامل مع واحد من أهل الجنة؟ .. فلمَ تتجنب التعامل معه الآن وأنت يوم القيامة قد تتوسل إليه أن يصحبك
معه؟؟؟ .. قل لي بالله عليك .. ماذا سيكون شعورك وأنت تتعامل معه من هذا المنظور؟؟ ..
يا أخي ساعده واحتسب عند الله رفقتك له في الدنيا لكي ترافقه يوما بالجنة
يا أخي .. إنه مهما كبرت سنه فقلبه برئ ، قلب طفل نضر سليم ، لم يتلون مثلما تلونت قلوبنا
، حقق رغباته ، ساعده في أداء احتياجاته ، فاليوم نساعد ولعلنا غدا نطلب المساعدة.
زكاة العافية والبدن:
وأقصد بها صحة البدن بما فيه من قوة بنيان وأيدي وأرجل وغيرها .. راجع يا أخي الحديث الذي ذكرته آنفا وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم
]( ... و يعزل الشوك عن طريق الناس و العظم و الحجر ...... و تدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، و تسعى بشدة
ساقيك إلى اللهفان المستغيث ، و ترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ... الحديث )
لا أحسب أن الحديث يحتاج شرحا فهو أبلغ من كل شرح
إذن أخي .. زكاة صحتك وقوتك أن تساعد غيرك ممن يحتاجها ، وتذكر دوما فعل سيدنا موسى عليه السلام للمرأتين ..
( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (القصص:24)
تذكر يا أخي تلك الواقعة .. سيدنا موسى عليه السلام بادر بالمساعدة ولم ينتظر أن تُطلب منه
خلاصة القول يا أخي ..
احمد الله سبحانه وتعالى على كثير نعمه عليك بالقول واشكره سبحانه بأفعالك
شكر الله بأفعالك هي صورة من صور زكاتك عن جوارحك
بادر بالمساعدة ولا تنتظر حتى تطلب منك
احتسب عند الله الأجر ولا يكن عملك لأجر أو رياء أو سمعة أو شهرة
ضع نفسك في مكان من تساعده وانظر ماذا كنت تتمنى من غيرك أن يفعلوه
.. وتذكر دوما أنك اليوم سليم ولكنك لا تعلم ما قد يأتي به الغد.
سلمكم الله جميعا وسلم احبائكم من كل شر وسوء
وشفى كل الأعزاء وأبدلهم كل خير
والله من وراء القصد