قال الله تعالى: { تَتَجَََافي جُنُوبُهُمْ عَن الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسُ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنِِ جَزَاء بِِِِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة:16-17].
قال صلى الله عليه وسلم: « من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه »، إيمانا: تصديقا لموعود الله من الثواب، واحتسابا: أي طلبا لثواب الله لا رياء ولا سمعة ولا طلبا لجاه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة صلاة الليل(صحيح مسلم).
من أجل هذا ندعوا كل المسلمين إلى صلاة التهجد والقيام كل في بيته أو مسجده مع أسرته وأهله وجيرانه وأصحابه وأحبابه. يقرأ الإمام من حفظه أو من مصحفه وأن نجتهد في دعوة غيرنا في هذا الخير لتثقل موازين حسناتنا. ولنتخذ الوسائل المعينة على ذلك، من قلة سهر ومنام وطعام قليل وحلال وترك المعاصى والآثام، ودعوة للناس أجمعين لإيقاظهم للقيام للصلاة بالهاتف والكلام وطرق باب الراغبين أو بما فتح الله عليك وبأي سبيل كان.
قال صلى الله عليه وسلم: « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا ».
وذلك حتى تستجاب الدعوات وتتنزل رحمات الله ومغفرته وقربه ورضاه وهداه ونصره لأوليائه على من عاداه، وجنته لمن أطاعه، وتوبته على من عصاه، ومعيته لمن والاه وبركاته وأنواره وكراماته على أوليائه وأحبابه الساجدين المتهجدين والذاكرين المستغفرين في الأسحار التالين لكتابه الحكيم، لتكون بيوت المسلمين مساجد نور وإيمان وهداية وإسلام وشرع وبر وإحسان من الكريم الرحمن وبركات من الله وفتح مبين وساعة في قرب الحبيب الحي القيوم الواحد الديان الرحيم الرحمن.
قال تعالى: { وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةََ وَأَقِيُمواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ([يونس:87].
قال صلى الله عليه وسلم: « إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة » صحيح مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: « عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاه عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد »
وقال صلى الله عليه وسلم: « يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له » رواه البخاري.
منهج يعين على التهجد والقيام:
- إخلاص ويقين وعلم بثواب المتهجدين والتلذذ بالوقوف بين يدي الكريم وأنه يراك في الساجدين قدوتك سيد المرسلين وصحبه الكريم.
- وجهادك للشيطان الرجيم ومحاسبة للنفس وتوبيخ وبكاء على التفريط في حق رب الأرض والسماء واستحضار معية الله وجنته وناره.
- والزهد في الدنيا وذكر الموت وقصر الأمل وإتهامك لنفسك بالتقصير.
إبدأ بساعة في قرب الحبيب ثم زد في وقت قربك للحبيب حتى يزداد الوقت مع الحبيب في العشر الأواخر في رمضان لتحظى بليلة القدر فتقوم الليل كله قال تعالى: { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرُ مِّنْ أَلْف شَهْرِ } [القدر:3]، 83 سنة وأربعة أشهر. وقال صلى الله عليه وسلم: « من قام ليلة القدر غفر ما تقدم من ذنبه » ولن تنال ذلك إلا إذا تلذذت بالطاعة وأخلصت النية وكنت من الصادقين الموقنين بثواب رب العالمين الثابتين عليها طوال شهر رمضان بل طول عمرك والسنين حتى يأتيك اليقين لتكون بحق ممن فازو وسعدوا.
ومن جوائز المتهجدين: رفعة في الدرجات وغفران السيئات والرضا والقرب من رب الأرض والسماوات البعد عن الخطايا والآثام والفوز بالجنات والسعادة الأبدية والبركة الربانية والعفو والغفران والرحمة من الرحمن والعتق من النيران والحفظ والوقاية من الشيطان
موعد التهجد الساعة الواحدة والنصف
أدع وأيقظ غيرك لتنل مثل أجر من صلى وقام، قال صلى الله عليه وسلم: « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ».
ومن بركات موسم الطاعات أن الحسنة بعشر أمثلها إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء والعمرة بحج والدعاء مستجاب والنافلة كالفريضة وباب الريان مفتوح للصائمين والشياطين مصفدة والجنة مفتوحة والنار مغلقة ولله في كل ليلة عتقاء من النار وللصائم فرحتان وخلوف أفواههم أعظم من ريح المسك وثواب الصائمين الذي يقدره هو رب العالمين.