عبدالله شعبان عضو مجلس اداره
عدد المساهمات : 4364 نقاط : 12041 التقييم : 4 تاريخ الميلاد : 12/07/1969 تاريخ التسجيل : 21/09/2009 العمر : 55 المزاج : هادىء تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،
ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،
إنك كنت بنا بصيرا
| موضوع: حرية الحمار 2011-07-26, 05:31 | |
| مازال الجو حارا والهواء راكدا والرطوبة مرتفعة وبجد الدنيا خنقة حنقة
والسكون يطبق على المكان لولا ان بددته حركة الحمار من الزاوية التي كان مربوطا فيها ,
متحررا من قيوده رافسا برجله كل ما يعترض طرقة وكانه مصدق ان تفك قيودة وأسرع
متوجها نحو فناء الدار ومن ثم الى شاطيء النهر بخلاف ما اعتاد عليه من مرافقة السايس له
يوميا الى شاطيء النهر ليرد من ماءه العذب ثم يعيده الى مربطه ,
لكن غياب السايس وتعمده
ترك الحبل سائبا مهد للحمار التوجه بمفرده الى مورد الماء ثم يعود الى مربطه .ولكن تلك
المرة رأيت ان الحمار اراد ان يتحرر وينال حريته ورافضا ان يعود الى مربطة مرة اخرى
كما هو متعود الرجوع دون عناء او اعلان عصيان ولا اعلم ما السبب وراء تمرده تلك المرة
حتى انى رددت فى نفسى عبارة حمار غبى غبى واحمق ولكن دار فى ذهنى سوالا
ترى ما الذي اجبر الحمار على عدم العودة الى مكانه؟؟؟؟؟؟؟؟ ..هل لانه حر غير مقيد
كسابق عهده
وها هو مع ذلك واقف بلا قيود تحكمه وبلا احبال تربطه وليس بمشدود بحبل قصير الى
الشجرة ...
هل هو سعيد لانه لم يقده احد الى الشاطيء , ولم يرجعه احد الى مكان مربطه .
واخذ يعبر عن حريته بان يركل ويرفس كل شىء اعترض طريقه
ام ان احبال الوهم قادته الى ردود افعاله
كما من حبل وحبل
قد زال من عالم الوجود منذ امد غير يسير غير انه اجبر الحمار على ترك مكانه ,
كما أ ن هذا الحبل قبل زواله كان حبلا معنويا وقيدا داخليا اقوى من الحبل المادي واشد
تاثيرا
...ان كان الحمار سابقا يحاول الافلات من الحبل المادي من حين الى حين لكنه لم يحاول
الافلات من الحبل المعنوي ابدا !
ولكنه فى تلك المرة ربما سئم ومل فانتهز الفرصة السانحة له
فاصبح الان حرا طليقا في الظاهر
ومقيد اسير في الحقيقة الى الحبال التي كانت تربطه في الماضي فعلا كما انه منقاد للسائس
الذي كان يقوده قبلا .
ولكن هل هذا الحال خاص بالحمار ؟؟؟؟؟ وما أكثر الحمير المقيدة
ووسط حالة من السرحان انتبتنى وانا أفكر فى حال هذا الحمار
سألت نفسى
افلا تتشابه حرية الانسان ايضا مع حرية هذاالحمار في بعض الاحيان؟؟؟
فكم من الناس من لم يكونوا احرارا الا في ظواهر الاحوال ؟
وكم منهم من يعيشون بقيود داخلية معنوية,
تحدد عليهم اعمالهم وافعالهم من حيث لا يشعرون !
وورددت على نفس باجابه
ان الحرية غالية جدا ولكن لابد لها من ظوابط وقيود
ولم تكن الحرية ان نطلق العنان ونفعل كما
فعل الحمار برفس كل ما يعترض طريقه بعد ان اصبح حرا طليقا
كم من الاباء والمربين والمحللين والسياسيين والتخمة قصدى النخبة واهل المعارف ...
وكثيرا
منهم يقيدون الاحداث بقيود شتى معقولة وغير معقولة ظنا منهم بانها ستكون مؤقتة , وبانهم
سيتمكنون من رفعها عند ما يتاكدون من عدم الحاجة اليها او عند الوصول الى المطلوب او
المتاح او المخطط له من وجهة نظرهم
نعم انهم يتوهمون بانه سيكون بامكانهم ان يفسحوا امام الجميع الحريات ويفسحون مجال
الحرية بلا قيود عندما
يشاؤون . وربما يقيدونها وقتما ارادوا .. بدعوى ان الحمار يمكن الامساك به واعادته الى
مربطه ليتناول طعامة ويعود الى سابق عهده
ولكن أرى انه يفوتهم بانهم سوف لا يفعلون ذلك الا بعد ان يكونوا قد ابادوا من نفوسنا بذور
الحرية من حيث لايدرون ! وجعلونا نكره الحرية ما دامت مصطنعة على أهوائهم ووفق
مخططاتهم
نعم انهم سيقولون لنا في يوم من الايام (انتم أحرار الان’ افعلوا ما تشاءون ) لقد
منحناكم الحرية ولكنكم لم تتعلموا معناها ولم تدركوها
وربما فاتكم قطارها بسبب انكم (( سلكتم طريق ذاك الحمار ))
.. وربما قالوا ذلك أو رددوه بأعلى أصواتهم ولكنهم سوف لايقولون ذلك الا بعد ان يكونوا قد
كبلوا مشيئتنا بأ صفاد واغلال لا تعد ولاتحصى و من حيث لايشعرون !
ربما يكون في قصة هذا الحمار عبرة لهؤلاء الفلاسفة والمتحدثون والمتسيسون وارباب
صنع الحريات أو من يدفعون الحمار الى استغلال حريته بطريق خاطئة
وفى كل الاحوال للحرية ثمن وذاك الثمن غالى وليس برخيص فما علينا الا ان نتعلم معناها
ولا نبيعها
بيعة رخيصة وننساق وراء اغراضنا ومصالحنا الشخصية وفقط تحت دعوى انا ومن بعدى
الطوفان
ان صبر السنين العجاف وسط ظل القيود والقهر والفقر والاعتقالات والادعات الكاذبة
تتطلب منا تضحيات وصبر وتفكير عميق
لنجنى ثمرة الحرية
فلا تضيعوا علينا الفرصة يا مصطنعى الحريات الزائفة
فنحن لسنا مثل هذا (( الحمار )) ولكن نقبل ابدا ان نعود الى زمن تحكمنا فيه سياسات ذالك
الحمار ويقودنا فيه هذا السايس المأمور
خزعبلات سرح فيها عقلى وخطها قلمى المتواضع القاهرة فى 26/7/2011
| |
|