الحمد لله رب العالمين الذي قال في كتابه المبين ( وقوموا لله قانتين ) البقرة 238
وقال الله عن الصلاة ( وأنها لكبيرة الأ على الخاشعين ) البقرة 45
والصلاة والسلام على امام المتقين وسيد الخاشعين محمد رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد
فأن الصلاة أعظم أركان الدين العملية والخشوع فيها المطالب الشرعيه قال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) المؤمنون 12 أي خائفون ساكنون
الخشوع :
هو السكون والطمأنينه والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته ومحل خشوع القلب . وثمرته على الجوارح والخشوع في الصلاة أنما يحصل لمن فرغ قلبه لها واشتغل بها وآثرها على غيرها .
ومن فوائد الخشوع :
انه يخفف أمر الصلاة على العبد قال تعالى ( وأستعينوا بالصير والصلاة وانها لكبيرة الآ على الخاشعين ) البقرة 45 .
المعنى أي مشقة الصلاة ثقيلة الا على الخاشعين والخشوع في الصلاة الراجح فيه انه واجب قال به شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله .
ومن الاسباب التي تعين على الخشوع في الصلاة :
1 الاستعداد للصلاة والتهيوء لها
ويحصل ذلك بأمور منها الترديد مع المؤذن والاتيان بالدعاء المشروع بعده والدعاء بين الاذان والاقامة واحسان الوضوء والذكر قلبه وبعده والاعتناء بالسواك والتبكير والمشي الى المسجد بسكينه ووقار .
2 الطمأنيته في الصلاة
كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يطمئن في ركوعه وسجوده وقيامه حتى يرجع كل عظم الى موضعه وامر بذلك المسىء صلاته وقال ( لأنتم صلاة احدكم حتى يغعل ذلك ) .
3 تذكر الموت في الصلاة
لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أذكر الموت في صلاتك فأن الرجل اذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها ) .
4 تدبر الايات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها
ولا يحصل التدبر الا بالعلم بمعنى ما يقرأ وهنا يتبين اهمية الاعتناء بالتفسير ومما يعين على التدبر ترديد الايات والنظر في معناها والتفاعل معها .
5 أن يقطع قراءته آية آيه
وذلك أدعى للفهم والتدبر وهي سنه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهي الوقوف عند رؤوس الايات .
6 ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها
لقوله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا ) المزمل 4 وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) ( زينوا القرآن بأصواتكم فأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا" ) وهذا يكون بتعلم قواعد التجويد .
7 أن يعلم أن الله يجيببه في صلاته
قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل . فأذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدني عبدي فأذا قال الرحمن الرحيم قال الله : أثنى علي عبدي فأذا قال مالك يوم الدين قال الله : مجدني عبدي فأذا قال أياك نعبد وأياك نستعين قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فأذا قال أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليم ولا الضالين قال الله : هذا لعبد ولعبدي ما سأل .
8 الصلاة الى سترة والدنو منها
فان ذلك اقصر لنظر المصلى واحفظ له من الشيطان وابعد له عن مرور الناس بين يديه والسنة ان يكون بينك وبين السترة ثلاثة اذرع .
9 وضع اليد اليمنى على اليسرى الصدر
كان هذا هو فعل النبي والحكمة في هذه الهيئة انها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث واقرب الى الخشوع .
10 النظر الى موضوع السجود
لما ورد عن عائشة ( رضي الله عنها ) كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان أذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الارض اما اذا جلس للتشهد فأنه ينظر الى أصبعه المشيرة للتشهد .
11 تحريك السبابة
قال رسول الله ( صلى اله عليه وسلم ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد ) والسنة في الاشارة بالسبابة ان تبقى مرفوعة مشيرة الى القبلة طيلة التشهد .
12 التنويع في السور والاذكار والادعيه في الصلاة
وهذا يشعر المصلى بتجديد المعاني ويفيده ورود المضامين النتعددة للايات والاذكار وهذا لا يكون الا بحفظ عدد من السور والايات والاذكار المتنوعة ليقرأ هذه تارة وهذه تارة اخرى .
13 أن يأتي التلاوة اذا مر بموضعه
ينبغي المحافظة على سجود التلاوة في الصلاة خصوصا" وأن سجود التلاوة فيه ترغيم للشيطان وتبكيت له ذلك يضعف كيده للمصلى .
14 الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
عن أبى العاص ( رضي الله عنه ) قال يا رسول الله أن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقرأتي يلبسها علي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( ذاك شيطان يقال له خنزب ؟ فأذا أحسسته فتعوذ بالله منه وأتفل على يسارك ثلاثا" ) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني .
15 التأمل في حال السلف في صلاتهم
فقد كان أحدهم يصفر وجهه أذا توضأ للصلاة فقيل له . أنا نراك اذا توضأت للصلاة تغيرت احوالك قال : أني اعرف بين يدي من سأقوم .
16 معرفة مزايا الخشوع في الصلاة
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( ما من أمرء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله ) .
17 الاجتهاد بالدعاء في واضعه في الصلاة وخصوصا" في السجود
لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) وقد ثبت عن الدعاء في مواضيع معينه مثل السجود وبين السجدتين وبعد التشهد .
18 المحافظة على الاذكار الواردة بعد الصلاة
لاشك ان من حفظ الطاعة الاولى وصيانتها اتباعها بطاعة ثانيه وكذلك فان من المهم المحافظة على النوافل فانها تجبر النقص في الفرائض الذي يشمل الاخلال بالخشوع
19 أزالة ما يشغل المصلي من المكان
عن أنس ( رضي الله عنه ) قال : كان قرام لعائشة ( رضي الله عنها ) سترت به جانب بيتها فقال لها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( أميطي عني ) أي ازيلي ( فأنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي ) .
20 ان لا يصلى في ثوب فيه نقوش او كتابات او الالوان او تصاوير تشغل المصلي
فعن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : قام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يصلى في قميصه ذات اعلام فنظر الى علمها فلما قضى صلاته قال : ( أذهبوا بهذه القميصه الى أبي جهم بن حذيفة وأتوني بأنبجانيه فانها الهتني انفا" عن صلاتي ) .
21 ان لا يصلى بحضرته طعام يشتهيه
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لا صلاة بحضرة طعام ) .
22 ان لا يصلى وهو حاقن او حاقب
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الاخبثان ) أي الحاقن الحابس للبول والحاقب الحابس للغائط .
23 ان لا يصلي وقد غلبه النعاس
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( أذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم ) .
24 ان خلف المتحدث والنائم :
لان المتحدث يلهى بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهى .
25 عدم الانشغال بتسوية الحصى :
لان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال في الرجل يسوى التراب حتى يسجد قال ( أن كنت فاعلا" فواحدة )
26 عد التشويش بالقراءة على الاخرين :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( الا أن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا يرفع بعضكم على بعض في القراءة او قال في الصلاة ) .
27 ترك الالتفات في الصلاة :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( لا يزال الله عز وجل مقبلا" على العبد وهو في صلاته مالم يلتفت فأذا التفت انصرف عنه ) .
28 عدم رفع البصر الى السماء :
قد نهى عن ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال ( اذا كان احدكم في الصلاة فلا يرفع بصره الى السماء أن يلتمع بصره ) . أي يخطف
29 أن لا يبصق امامه في الصلاة :
لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) أذا كان احدكم يصلى فلا يبصق قبل وجهه فأن الله قبل وجهه أذا صلى ) ولكن يمكن أخراج منديلا" فيبصق فيه .
30 مجاهدة التثاؤب في الصلاة :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أذا تثائب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فأن الشيطان يدخل ) .
31 عدم الاختصار في الصلاة :
عن ابي هريرة ( رضي الله عنه ) قال ( نهى رسول الله صلى الله عيه وسلم عن الاختصار في الصلاة ) والاختصار هو ان يضع يديه على جنبيه .
32 ترك السدل في الصلاة :
لما ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أنه نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطى الرجل فاه ) والسدل هو ارسال الثوب من فوق الرأس حتى يصيب الارض .
33 ترك التشبه بالبهائم :
لما ورد عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه نهى عنه ( نقرة كنقرة الغراب واقعاء كأقعاء الكلب والتفات كالتفات الثعلب ) .
وختاما" أسال الله عز وجل أن يجعلنا من الخاشعين وأن يتوب