جفون تعيسة يئست من دائرة الحنين .

تجرعت من الحياة ما يكفي لإبادة عالم بأسره....

تخيلت عالماً من الصفاء يسود هنا، وأكواماً من الأحلام تتقاذفها الرياح...

وعبق المطر ينشد فوق جثث المحابر والأوراق . ..

تبعت تلك الخطى كي أكنس دروباً أغير بها عمري الشقي . .

ظللت أحدق وأحدق في كبد السماء لعلني أبصر بريق أمل يشع من ثقب ما..

أو شعاعاً يغسل وحدتي وينير لي رصيف الرحمة .

هن حيث أنا، على مقعد خشبي بال . أتجرع حنين الذكريات ومآسي العيش في غربة موحشة .

هنا ظللت أسكب ما تبقى من فنجان قهوة الصباح فوق جريدة تآكلت بين مقلتي .

الحياة نأخذ جرعتها بطيب تارة وبقسوة تارة أخرى..

لنبقى نئن وجعاً من صفير ليل هادئ مميت من الوحشة .

كشموع بات لها أن تحترق وحيدة، وتذوب بعيدة عن هدى نور خافت ...

ظلمة أقفرت من كل شيء . . ظلمة جمدت زهر الأواني وزخرف الحياة الشاحب . .

شتاء يصخب بصغير الأشياء إلى كبيرها . تبللت أوراق عمري..

تبللت روحي بعد أن انكمشت مظلة الأحلام الوردية وضاع مشوار الحلم ...

أصبح كسراب يمر بين خيالاتي .

هناك، انكمشت على سرير هادئ، أناجي بوح صمتي . ..

زمن متغيراته غريبة، وهنا فاضت جروح عزفت ولا تزال تعزف فوق أنين الماضي. . .

تنهار حزناً وألماً ووجعاً، لتترك الأوراق في شتات لا يرحم..

وتترك محبرة تأن ضيقاً وتترك فراغاً يتسرب من هذه الأزقة البالية

التي احتوتني بأفراحها وأتراحها ...

خليط من الذكريات أمزجه بين جفون تعيسة يئست من دائرة الحنين .

» حين ينتابني الحنين
» شيء اسمه الحنين
» شيء اسمه الحنين
» تفترقون ثم تتساءلون .. هل سيظل الحنين ؟؟؟؟؟