زائر زائر
| موضوع: عالم زيد وعبدالله... بعيد كُل البعد عن عالمنا؟! 2011-04-22, 13:17 | |
| البعد, بعيد, عالم, عالمنا؟!, وعبدالله...
عالم زيد وعبدالله... بعيد كُل البعد عن عالمنا؟!
"إن من فقد بعض حواسه قد يكون أكثر سعادة من الآخرين لأنه لن يدرك كل صور القبح في الحياة ولن يسمح له خياله بان يتمثلها ويتعامل بها مع الآخرين"
الأديب الفرنسي اندريه جيد
من خلال تلك الكلمات تذوقت طعم آخر للحياة ووجدت عالم آخر وأجمل يختلف كل الاختلاف عن عالمنا نحن الأصحاء كذلك فُتحت أمامي أبواب ما كنت اعلم بوجودها من الأساس فطوال عمري لم اسمع كلمة جارحة من أبكم وسمعتها بالمليون من المتكلمين.. ولم يقوى حاقد أن يثني أصم عن خطوته الأولى نحو النجاح وكم من سامع ضاعت خطواته الاولى والالف بسبب أعداء النجاح.. ولم يرمقني أعمى بنظرة حقد أو حسد أو غيرة لأني لم أرى في تلك العينان غير البريق اللامع والذي اعجز عن فهم مصدره لأني بالحقيقة لم احاول يوما فهم جمال عالمه من الداخل ولكني أؤكد لكم باني تلقيت الآلاف من تلك النظرات ممن حولي.. ولم استهين يوما بمُقعد لأنني في كل يوم أجد منجزاتهم في كل المجالات ( سياسيه, اقتصاديه, اجتماعيه وحتى الرياضية) تخط بالخط العريض في صفحات جرائدنا وعندما اقلب الصفحات الاخرى أجدها ممتلئة بخطوط صغيرة متراصة بأسماء الآلاف من الباحثين عن عمل من القوم الاصحاء.... انت من تخلق فرصتك وليس الحكومه فكلما تحدثنا عن فشلنا قلنا الحكومه وباول النهار حطينا روسنا ع المخده وقلنا كدينا خير.. ***
زرت مركز لذوي الاحتياجات الخاصة في منطقتي واعترف لكم أني كنت مُجبر على تلك الزيارة وكنت مخطط أنها ما رح تأخذ مني أكثر من ربع ساعة أسجل البيانات آخذ كم صورة وكم كلمه من أصحاب المركز ومع السلامة خلصنا... لكن كنت مخطئ لأني من دخلت المركز تغيرت نظرتي 180 درجه...
عالم جميل تسوده الرحمة والتآلف والمحبة وطهارة المشاعر وكل تلك الصفات المفقودة في عالمنا.. وجوه تستقبلك ببسمة صادقه وكأنهم يعرفونك أكثر من نفسك لأنهم ببساطه لا يبصرون الا تلك الاشياء الجميلة بداخلك.. تلك وجوه أحببتها من النظرة الأولى أحببت عالمهم شعرت فيه أني بأمان من كل شئ حتى أني بأمان من نفسي.. رسموا العالم في أوراق بيضاء ك بياض قلوبهم بروح طيبه إلى ابعد الحدود واستطاعوا أن يعكسوا ذلك العالم إلى واقع غير واقعنا الكئيب.. وكم استصغرت نفسي أمامهم.. ف زيد الطفل الأعمى ذو العشرة أعوام رسم منظر البحر بإبداع وروح جمالية أكثر مني هذا وانأ المبصر وعبدا لله الطفل الأبكم ذو التسع سنوات قدر يعبر عن قصيدة اليا أبو ماضي (المساء) ب لغة الإشارات وكانت معبرة أكثر من الكلمات نفسها حتى أنني استمتعت وتذوقت تلك الكلمات بشاعرية وبمفهوم جمالي غير عن كل مره ورغم أني لم افهم تلك اللغة إلا أنني عشت جمالية الكلمات وبصدق.. والآن شاب بالعشرين تسأله عن اليا ابو ماضي يقول متى نِزل آخر شريط له!!! >> لا تعليق
***
هناك فقط تأكدت أن الأعمال بالنيات وانه عل نياتكم تُرزقون
فنحن الأصحاء وراء كل عمل نتحرى العظمة والمال والمدح والمكانة والشهرة وووو
وفي كل نفس نبصر السيئات قبل الحسنات
وفي كل عقل نبصر الجهل قبل العلم
وفي كل قصه نعيش الحزن قبل الفرح
تدرون وش الفرق بيننا وبينهم؟؟
نحن دائما نظرتنا للحياة ملونه بالأسود
ف الحياة نقمه قبل أن تكون نعمه
والحياة مشكله قبل أن تكون حل
والحياة ضيقه قبل أن تكون سعة ورحابة صدر
وهم عاشوا جمال اللحظات الحلوة
وفي اللحظات المرة آمنوا بالقضاء والقدر وان الحياة فيها الحلو والمر
وهم كذلك بصروا إبداع الخالق في عالمنا فاستحقوا السعادة التي ينعمون بها
وهم استطاعوا أن يفهموا ويسمعوا تغريده العصفور وصوت المطر وصوت الريح وامواج البحر بوقع موسيقي آخر فاستحقوا تلك القلوب الطاهرة
وهم استطاعوا أن ينهضوا بعد الفشل الأول وآمنوا أن بداية كل نجاح فشل فاستحقوا المجد
وهم قبل كل شئ اسكنوا الله في أعينهم فبصروا ونحن الاعمياء واسكنوا الله في آذانهم فسمعوا ونحن الذين لا نسمع واسكنوا الله في أفواههم فتكلموا ونحن الذين لا نتكلم واسكنوا الله في خطواتهم فخطوا بثبات ونحن المُقعدون..
صدقوني انهم يمتلكون قدرة رهيبة على تقدير النعمة..
يقول شيخ من شيوخ الدين جلست يوم مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصه وتحدثت معه واستمتعت بذلك وقبل ان أغادر أحببت أن أواسي شعوره بالنقص قلت له: يا ولدي ما كامل إلا الله وقول الحمد لله ع النعمه.. تدرون وش رد عليه؟؟
قال: يا شيخ انا كل يوم اشكر الله الف مره لانه اكرمني بنعمة القدرة على نطق اسمه والقدرة على قول الحمد لله!!
انت عُمرك في يوم فكرت تشكر الله على نعمة الحمد؟؟ هذا اذا كنت تعتبرها نعمة من الاساس.. الم اقل لكم ان عالمهم فتح في عالمنا ابواب لم نكن نعلم بوجودها من الاساس؟؟ إذا إياكم في يوم أن تستهزئوا بذوي الاحتياجات الخاصة .. وكل من قال عنهم معاقين والله والله وبعد ما رايته في المركز استطيع أن اجزم له انه هو المعاق وليسوا هم. واتحداه يلقى بداخله او حتى في محيط حياته الشخصيه امثال زيد وعبدالله...
رسالة لأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة.. أرجوكم اهتموا فيهم واتقوا الله في تلك الأنفس الطاهرة والله العظيم لو تفهموهم ليغنونكم عن أبنائكم الأصحاء.. واضمن لكم أنهم مستحيل في يوم ينسون فضلكم ومستحيل يسكن قلوبهم غيركم انتم بداية كل أحلامهم ونهايتها.. أنا لاحظت من سوالفهم الطفولية معي في المركز ان الأسرة هي كل عالمهم ف كل قصصهم وانجازاتهم وسوالفهم تبدأ يا ب أبوي أو أمي او اخوي او أختي.. حبوهمأرجوكم وراعوا مشاعرهم ولا تزعلون من صراحتهم الزايدة وتذكروا هم أمانه برقابكم وتُسألون عنهم يوم الحساب وإذا قلوب الناس ما تقبلتهم فقلوبكم أوسع ونفوسكم ارحم فانتم قبل كل شئ آبائهم وهم رغم كل شئ فلذات اكبادكم..
دمتم بصمه خير وطيبه في عالم زيد وعبدالله
|
|