أبو الرجال مشرف القسم الاعلامى
عدد المساهمات : 213 نقاط : 5997 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 20/10/1972 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 52 المزاج : مؤمن بالله تعاليق : ما كان يومئذ دين فهو اليوم دين ومالم يكون يومئذ دين فليس اليوم بدين
اذا لم تكن سلفيا فتشبه بهم فإن التشبه بالكرام فلاح
| موضوع: مؤتمر الهيئة الشرعية الثانى 2011-04-17, 20:32 | |
| أكدت "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، أن الشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق في كل الأحوال وتلائم التطورات والمستجدات، مشددة في الوقت ذاته على أن الاختلاف وتعدد الاجتهادات من سنن الكون، وأن التنازل عن الموقف لا يعني بالضرورة الهزيمة، بل أن مراده قد يكون تحقيق الوحدة والتغلب على عوامل الفرقة والاختلاف، مؤكدة جواز التعاون مع العاصي والمبتدع في بعض الأمور. جاء ذلك خلال المؤتمر الثاني الذي عقدته الهيئة بدمنهور، تحت عنوان "وتعاونوا على البر والتقوى"، بحضور كوكبة من العلماء والدعاة؛ والذي قامت وزارة الأوقاف باستضافته بمسجد ناصر، بمشاركة الدكتور سعيد عبد العظيم الداعية الإسلامي، والدكتور هشام عقدة، والشيخ خالد عقدة، والشيخ خالد صقر، والدكتور هشام برغش، والأمين العام للهيئة الدكتور محمد يسري إبراهيم، وغيرهم من العلماء. وتناول الدكتور هشام برغش مقرر لجنة البحوث العلمية بالهيئة الشرعية، قضية "مرجعية الشريعة الإسلامية وقيام التعاون عليها"؛ مؤكدًا أهمية جمع الكلمة، وإصلاح ذات البين، والذي جسَّده النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا من خلاله سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم. واعتبر أن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي ثمرة جمع الكلمة التي ظهرت في أجلى صورها، وضربت للناس أروع الأمثال في الاتحاد والقوة، وأنه بمجرد أن اتحدت قلوب المصريين؛ إلا وفتح الله عليهم، وأجلى بهم الظلم الذي ظنه البعض لا ينجلي. وأكد برغش إجماع الأمة على أن السيادة في كل شئ للشرع، وأن العقيدة لا تنفصل أبدا بأي حال من الأحوال عن الشريعة، كما أن الشريعة ملائمة تماما للأحوال الطارئة والمستجدات، وأنه لا يتصور تعاون واجتماع على غير مرجعية الشريعة الربانية. لكنه أكد أن الاجتماع والتعاون لابد أن يكون تحت مرجعية ربانية لقوله تعالى{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: ١٠٣]. لكنه في الوقت ذاته رأى أن الاختلاف وتعدد الاجتهادات هي من سنة الاجتماع البشري، بشرط ألا يكون في القطعيات وألا يصحبه تعصب يحول دون التنسيق والتعاون في مواضع الإجماع، أو أوقات الفتن والكوارث العامة. لكن هناك معوقات لتحقيق ذلك التعاون، لخصها الدكتور هشام عقدة في الاستبداد بالرأي والإعجاب به والخوف من تعلق الأتباع بالآخرين حال التعاون معهم، وهذا الأمر قد يشوب إخلاصه ويضيع بسببه الكثير من المصالح، وذكّر بضرورة بأسلافنا، الذين كانت راحتهم وسعادتهم في حصول المطلوب دون تنافس على صدارة، بخلاف ما آلت إليه أمورنا من تأثرنا بالصراع الإعلامي من أجل الظهور والتصدر. وأوضح أيضًا أن من أسباب هذه المعوقات، الظن أن التنازل عن الرأي والرئاسة في سبيل حصول التكامل والتعاون ضعف أو هزيمة، وما ذاك إلا محض تزيين شيطان حتى لا تقوم لأهل الإسلام قائمة، بل وربما يأتي الشيطان للدعاة من مدخل "أنتم أفضل من غيركم، وأنتم أصحاب المثالية؛ فلا تسمحوا لهم أن يكون أحدهم في المقدمة.."، ومن ثم يصرون على مقاماتهم وصدارتهم على حساب مصلحة الأمة كلها. وذكّر في رده على ذلك بتزكية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضى الله عنه؛ بسبب تنازله عن مكانه –مع فضله- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"، وقد حدث ذلك بتنازله عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنهما طلبًا لوحدة المسلمين، حتى سُمى هذا العام بعام الجماعة؛ لاجتماع الناس بعد هذا الموقف العظيم. ومن المعوقات كذلك التي تحول دون التعاون بين المسلمين؛ كما يرى عقدة "السماع عن الآخرين أكثر من السماع منهم" فيذكر أن من العجب أن تجد داعيًا أو مصلحًا يرفض التعاون مع آخر بحجة أنه سمع أن به كيت وكيت، وربما كان هذا الآخر في المنزل المجاور له فلا يفكر الأول في السماع منه مباشرة؛ مع أنه لو فعل لقضي الأمر. وقال: إن أهم خطوات التعاون أن يسمع بعضنا بعضًا دون واسطة، وأن يرى بعضنا بعضًا في المجالس لا من خلال الشاشات، وكم من المصالح تعطلت بسبب سماع الدعاة بعضهم عن بعض، بدلاً من سماعهم من بعض! وذكر أن من تلك المعوقات أيضًا: المسلمات أو الثوابت الوهمية التي ينظر من خلالها نظرة المفرط في الأصول، والحقيقة أن كثيرا منها يكون في محل الاجتهاد. وأفتى عقدة بأن التعاون مع العاصي والمبتدع يجوز في بعض الأمور، إذا كانت في ذلك مصلحة لعامة المسلمين مثلا، "ثم إننا لو لم تتسع صدرونا لبعضنا فسيخسر بعضنا بعضًا، وتنسد أبواب التعاون والتكامل بيننا دون سبب مقبول شرعي أو عقلي؛ وخاصة أننا في وقت نقاتل فيه على أصول الدين وثوابته، وعلى هويتنا الإسلامية، وتعاوننا في قدر مجمع عليه ولا خلاف فيه، فلا يسوغ في هذا الحال التنطع في مسائل الخلاف وتمزيق الأمة بسببها". كما يرى أن من تلك المعوقات، الركون للظالمين وتقديم الحصول على رضاهم وتزكيتهم على الحصول على رضا إخواننا والتعاون معهم.. وكم عانينا من هذه الآفة في سنين القهر السابقة. بدوره، أكد الدكتور سعيد عبد العظيم، أهمية وحدة العلماء والدعاة لمواجهة أعداء الأمة، ورأى أن غالب الاختلافات التي تحدث التنازع والشقاق بين طوائف دعاة أهل السنة هي من باب خلاف التنوع أو الخلاف السائغ، والذي لا ينبغي أن يكبر أو يضخم. وأكد على أمور ينبغي التنبه لها في ظل تلك الظروف التي نعيشها، ومن أهمها التنبه إلى محاولات ومؤامرات الوقيعة بين العلماء والدعاة من قبل بعض وسائل الإعلام، نافيًا أن يكون ما يروج -من شائعات خطف غير المحجبات وقطع الآذان وغيرها- سلفي أو غيره من طوائف الدعوة إلى الله". وفي هذا الإطار بعث رسائل طمأنة إلى نصارى مصر، كما بعث برسالة طمأنة إلى الصوفية، وأنهى بأن المحافظة على هوية مصر الإسلامية تقتضي من علماء ودعاة أهل السنة نبذ الخلاف ووحدة الصف. بدوره، أوجز الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام لـ "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" كلمات المشايخ في محاضرة بعنوان "قواعد في جمع الكلمة" اكتفى فيها بسرد تلك القواعد، دون شرحها وتتمثل في ما يلي: أساس وحدة طوائف أهل السنة الاعتصام بالكتاب والسنة، حقيقة الدعوات والتجمعات المعاصرة أنها وسيلة لإقامة الواجبات الكفائية، الاجتماع على ما اتفق أهل السنة عليه، والتعاذر والتغافر فيما اختلفوا فيه، من نواقض الوحدة والائتلاف العصبية لشخص أو إمام أو رأي اجتهادي أو مذهب فقهي، من قوادح الاجتماع والألفة تقديم مصلحة الجماعة الحزبية على مصلحة الأمة المحمدية. وأكد ضرورة توحيد الموقف العملي لطوائف الدعاة في المهمات، وعقد الموالاة على الأسماء الشرعية لا الأسماء أو الرايات الحزبية، وأن تخصصات الدعاة لا يغني فيها تخصص عما سواه، ولا تتحقق عافية الأمة بالاقتصار على واحد دون ما عداه، موضحصا أن دعاة أهل السنة يعتمدون سياسة الجسور المفتوحة والأيدي الممدودة، والإنصاف سمت أهل السنة مع أهل الملة وأهل الذمة. وكان الشيخ خالد صقر أكد في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، على ضرورة التعاون بين الهيئات والمؤسسات الرسمية وغيرها؛ وأشاد بموافقة وزارة الأوقاف متمثلة في مدير إدارتها بدمنهور البحيرة على استضافة المؤتمر بمسجد ناصر والتابع للأوقاف. وألقى الشيخ محمود أبو حبسه مدير عام أوقاف البحيرة كلمة ترحيبية بالهيئة الشرعية وعلمائها، مؤكدًا فيها أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية؛ التعاون على البر والتقوى، وعلى مدى حاجتنا لمثل هذا التعاون لنبذ خلافاتنا، والنهوض بأمتنا.
| |
|