البطاطا الحلوة تختلف عن البطاطس من حيث التركيب والفائدة
لكن نصائح الجاهلين بعلم التغذية حرمت منها المصابين بداء السكري
Sweet Potato
بما أن الأمراض الغذائية أخذت تتكاثر وتزداد معها معاناة بعض المصابين بأمراض مزمنة يمكن الحد منها عن طريق النظام الغذائي، وعن طريق ترشيد استهلاك المواد استهلاكا صائبا نافعا، فسننصح بخضرة يغفل عنها الناس كثيرا وتكاد لا تدخل المنازل إلا نادرا. وهذه الخضرة هي خضرة البطاطا أو ما يصطلح عليه بالبطاطا الحلوة، وهناك فرق شاسع بين البطاطس والبطاطا، فهما ليسا من نفس الفصيلة ولا تحتويان على نفس المكونات.
تعتبر البطاطا أو البطاطا الحلوة كما يعرفها المستهلك من أغنى الخضر بالفيتامين E ولا تحتوي على دهنيات وهي بذالك تساعد على الحد من أمراض القلب وتعتبر البطاطا الحلوة كذلك أغنى مصدر بالمركبات المضادة للتأكسد (antioxydant) وهي تساعد على ضبط الضغط الدموي بشكل ملفت للنظر والحد من الأنيميا وتزيد في قوة الجسم المناعية ضد الالتهابات وككل الخضر يجب استهلاكها جد طرية أو تحفظ في البرودة وفي الظلام لأن هناك مكونات تتحلل تحت الضوء.
تحتوي كمية 100 غرام من البطاطا وليس البطاطس على 5.14 مغ من الكاروتين و 3300 مغ من الألياف الخشبية، وهو مستوى جد مرتفع و 1مغ من الحديد و 480 مغ من البوتاسيوم و 23 ملغ من فيتامين C أما السكريات فتحتوي البطاطا على نوع من الجودة العالية، ويعتبر من المواد الحميوية وهو سكر الإنولين بمقدار 21000 مع، وهذا النوع من السكريات لا يضر المصابين بداء السكري.
ولهذه الأسباب فالبطاطا الحلوة غداء كل المصابين بالسكري، والمصابين بارتفاع الضغط الدموي، والمصابين بالأنيميا، والمشتكين من القلب والشرايين، والمشتكين من ارتفاع الكوليستيرول، فالبطاطا الحلوة تحتوي على الألياف المتخمرة أو الذائية، وهي التي تحد من الكوليستيرول، ونلاحظ ارتفاع البوتسيوم، وشبه انعدام الصوديوم وهو ما يريح أصحاب ارتفاع الضغط.
أما الجديد الذي لا يعلمه الناس إلا قليل من الباحثين هو ارتفاع الحديد بأوراق شجرة البطاطا. وأوراق البطاطا تصنف أول مصدر للحديد، وليس العدس والإسبانخ، فمن يوصي بالعدس والإسبانخ لا يواكب البحث العلمي، ويجهل تماما ما يجري في الأوساط العلمية الغذائية.
وبما أن الأمراض أصبحت غذائية بالدرجة الأولى، فإن الأمر أصبح يهم المنتج أكثر من الطبيب، أو بتعبير آخر فالميداني الزراعي والبيطري أًصبح الآن يتصدر كل استراتيجيات التخطيط على المستوى العالمي أما النظرة التقليدية في التخطيط فقد أصبحت متجاوزة وعلى المجتمع المدني أن ينظر ما هو صالح للوطن، وأن يكون التخطيط من لدن خبراء وطنيين يعرفون الوسط أكتر ما يعرفه دووا مكاتب الدراسات، ولا نظن أن فاقد الشيء يعطيه وللإشارة فقط فإن زراعة البطاطا الحلوة من أهم مميزات الإنتاج في بلاد المغرب العربي، أو جل الدول العربية التي فيها إنتاج زراعي، وحتى تعم الفائدة فبالنسبة لمن يريد تحقيق مشروع زراعي ويساهم في خدمة الوطن، وحتى نفلت من التنمية بنظرة الغير علينا أن ننهج سبل الإنتاج القوية بالنسبة لبلداننا، وشجرة البطاطا من الزراعات التي لا تتطلب مبيدات أو هرمونات، ولا تتطلب ماء بكثرة، ولا تتطلب بدور منقحة مستوردة، وفيها منافع كثيرة للمصابين بالأمراض المزمنة.
أخيرا فإن زراعة البطاطا سهلة وتعطي مردودية جيدة، وهي من المنتوجات الوطنية السهلة والتي يجب أن تدخل في استراتيجية الإنتاج. ونحن نشجع إنتاج المواد الزراعية الغنية الجيدة والغير مكلفة وعلى المستهلك أن يزكي هذا التشجيع لأن له مبررات عديدة لا تقبل التفنيد.