طاحونة هواء
إن للمهندسين المسلمين في العالم الإسلامي بشكل عام، عدد من
الاستخدامات الصناعية المبتكرة للطاقة المائية، واستخدامات صناعية مبكرة
لطاقة المد والجزر وطاقة الرياح والطاقة البخارية والوقود الأحفوري مثل
النفط، وأيضاً مجمعات صناعية كبيرة (تسمى "طراز" باللغة العربية).
تعود الاستخدامات الصناعية للسواقي في تاريخ العالم الإسلامي إلى القرن
السابع الميلادي، بينما كانت تستخدم السواقي ذات العجلات الأفقية والرأسية
بشكل واسع النطاق منذ القرن التاسع الميلادي على الأقل.
وتم توظيف مجموعة متنوعة من الطواحين الصناعية في وقت مبكر في العالم
الإسلامي، بما في ذلك آلات دعك الملابس ومطاحن الحبوب وبكرات التقشير
ومصانع الورق والمناشر والمطاحن العائمة ومطاحن الطوابع ومطاحن الصلب
ومطاحن السكر وطواحين المد والجزر وطواحين الهواء.
بحلول القرن الحادي عشر، كانت كل مقاطعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي
قد تم تشغيل هذه المطاحن الصناعية فيها، من الأندلس وشمال أفريقيا إلى
الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
أيضا اخترع المهندسون المسلمون المحركات وتوربينات المياه والتروس
المستخدمة في مصانع وآلات رفع المياه، وكانوا رواداً في استخدام السدود
كمصدر للطاقة المياه واستخدامها لتوفير طاقة إضافية لطواحين المياه وآلات
رفع المياه.
هذا التقدم في العالم الإسلامي في العصور الوسطى، جعل من الممكن لكثير
من المهام الصناعية التي كانت تتم في السابق يدوياً في العصور القديمة، أن
تتم بدلاً من ذلك بشكل ميكانيكي وأن تقودها الآلات.
وكان لنقل هذه التكنولوجيات إلى أوروبا في العصور الوسطى، تأثير على الثورة الصناعية.
تولدت عدد من الصناعات نتيجة للثورة الإسلامية الزراعية، بما في ذلك
الصناعات القائمة على الزراعة، والأدوات الفلكية والسيراميك والمواد
الكيميائية والتكنولوجيات والتقطير والساعات والزجاج والآلات المعتمدة على
طاقتي المياه والرياح والحصير والفسيفساء والورق والعطور ومنتجات البترول
والأدوية وصنع الحبال والشحن وبناء السفن والحرير والسكر والمنسوجات
والمياه والأسلحة والتنقيب عن المعادن مثل الكبريت والأمونيا والرصاص
والحديد.
تم بناء المجمعات الصناعية الكبيرة (الطراز) لكثير من هذه الصناعات
وذلك في وقت مبكر، وتم في وقت لاحق نقل المعرفة بهذه الصناعات إلى أوروبا
في القرون الوسطى، وخصوصا عبر الترجمات اللاتينية التي تمت في القرن
الثاني عشر، وكذلك فيما قبله وبعده.
فعلى سبيل المثال، تم تأسيس أول مصانع للزجاج في أوروبا في القرن
الحادي عشر على يد حرفيين مصريين في اليونان. كما شهدت الصناعات الزراعية
والحرفية مستويات عالية من النمو خلال هذه الفترة أيضاً.