ابومريم مشرف القسم الزراعى
عدد المساهمات : 423 نقاط : 5718 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 14/08/1971 تاريخ التسجيل : 21/01/2011 العمر : 53
| موضوع: اداب جميله........... 2011-03-19, 13:10 | |
| إفشاء السلام وادابه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله القائل في كتابه الكريم : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ... ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام القائل فيما رواه عنه أبو داود والترمذي : " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ". ومنذ أن تشرفت بالاطلاع على هذا الحديث أجد في كل مرة أذكره جديدا ممتعا وهاكم عدة نقاط تتعلق بهذا الحديث : آداب السلام: هناك آداب للسلام ترسخت في الوجدان فطريا أو من خلال الالتزام بتعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم: "يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير " متفق عليه , وفي رواية للبخاري " والصغير على الكبير". وإذا كانا إثنان فالذي يبدأ بالسلام " أولاهما بالله تعالى " رواه الترمذي. كما يسن للرجل أن يسلم على المرأة الأجنبية أو النسوة الأجانب في حال الأمن من الفتنة , فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم . رواه الترمذي تحية الإسلام: " لما خلق الله تعالى آدم قال له: " اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك , فقال : السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله , فزادوه ورحمة الله " متفق عليه. وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرد عليه ثم جلس , فقال النبي صلى الله عليه وسلم " عشر " ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله , فرد عليه فجلس فقال " عشرون " ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , فرد عليه فجلس فقال : " ثلاثون " , أي عشر وعشرون وثلاثون حسنة . رواه أبو داود والترمذي وهي تحية أهل الجنة في الجنة قال تعالى : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ). وهناك تعابير أخرى للتحية شاعت بين الأفراد تختلف باختلاف المجتمعات ولكن الأولى أن يبدأ المسلم بتحية الإسلام ثم يرحب بعد ذلك بما شاء من الترحيب الجائز. على من يتم السلام؟ يدل السلام على تواضع المسلم ومحبته لغيره، وينبئ عن نزاهة قلبه من الحسد والحقد والبغض والكبر والاحتقار، وهو من حقوق المسلمين بعضهم على بعض ، ومن أسباب حصول التعارف والألفة وزيادة المودة والمحبة، وتحصيل الحسنات ، وفي إشاعته إحياء لسنة المصطفى. ولكننا اليوم نرى بين المسلمين وحشة ظاهرة وفرقة واضحة فترى أحدهم يمر بجوار أخيه المسلم ولا يلقي عليه التحية. وآخر يلقي السلام على من يعرف فقط، وآخر يتعجب أن يلقى عليه السلام من أُناس لا يعرفهم. عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " متفق عليه . ومن علامات يوم القيامة الصغرى " تسليم الخاصة " أن لا يسلم المسلم إلا على من يعرفه ، كما في الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود : " إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة " , وفي رواية : " أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة " . لا بل يستحب أن يسلم المرء على نفسه إن دخل بيته ولم يكن فيه أحد فيقول: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " رواه مسلم. كيفية السلام؟ يتم السلام مصافحة يدا بيد اليمنى باليمنى , ولقد سأل قتادة أنس بن مالك : أكانت المصافحة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , قال نعم. وعن أنس أيضا قال : " كان النبي إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع .. " رواه الترمذيٍ . وعندما قدم أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة ". رواه أبو داود. والحق إن المصافحة ترفع التكلف المصطنع , وتزيل الحواجز بين رب العمل ومرؤوسيه , وتبني جسرا من الثقة والإلفة بين المتصافحين, وهكذا أخيّ صافح أخاك كلما سنحت لك الفرصة ولاتكتف برفع اليد من بعيد , لقد شاع بين الناس أن يكون السلام إيماءة وإشارة باليد, فإن كان المسلم بعيداً ونطق مع الإشارة بالسلام فلا بأس ما دام لا يسمعك لأن الإشارة حينئذ دليل السلام وليست نائبة عنه. كما ينبغي أن يكون التسليم بصوت مسموع لا يزعج المستمع ولا يوقظ النائم. سحر الابتسام: البسمة بريد المودة والقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها ومن الإحسان بشاشة الوجه وإشراقة المحيّا. إن " ابتسامتك في وجه أخيك صدقة " فـ " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أحاك بوجه طليق " رواه مسلم , وفرق كبير بين تقطيب الجبين المنفّر و انفراج الأسارير المبشّر . طيب الكلام: ذكرت أحاديث كثيرة عن استحباب الحمد واستغفار الله والصلاة على رسول الله والدعاء أثناء إلقاء التحية بين المتصافحين : " إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله - تعالى - واستغفراه غفر لهما " رواه أبو داود. وهذا يبعث على الأنس وترتاح لها النفس . وفي بعض المجتمعات عندما يدعو المرء لأخيه يرد عليه مكتفيا بالتأمين / آمين / , وهو خير لكن الأولى تبادل الدعوات وطيب الأمنيات . رد السلام؟ وإذا كان السلام سنة رغّب بها الشرع الحنيف وأفرد لها الثواب الجزيل فإن رد السلام واجب وعليك أخي المسلم أن ترد التحية بمثلها أو أفضل منها , قال تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها). إن عدم رد التحية يؤثم تاركه ويحاسب عليه وفضلاً عن هذا ، فإن عدم المبالاة برد السلام ، سلوك اجتماعي شاذ ، يدل على اضطراب في المزاج وجفاء في الطبع ، ومدعاة للتباغض والشحناء وظهور الحواجز. ومن أجل تلافي ذلك ، شرع الإسلام إفشاء السلام وأوجب رده , لما فيه من تقوية للتآلف الاجتماعي العام ونشر للمودة بين الناس. قال الإمام النووي رحمه الله : "واعلم أن ابتداء السلام سنة ورده واجب، وإن كان المُسلم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، وإذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم، فإن كان المسلم عليه واحد تعين عليه الرد، وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام وأن يرد الجميع . نشر الوئام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا , ولا تؤمنوا حتى تحابوا , أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : افشوا السلام بينكم " رواه مسلم. فمن بركات تطبيق هذا الحديث مرات ومرات زيادة الإلفة والمودة بين أفراد المجتمع . وتمكن المحبة في القلوب هو المفتاح السحري لحل المشاكل المعترضة بين المتخاصمين . لقد لاحظت في حوادث الخصام على حرص المتخاصمين تجنب الالتقاء وتجنب السلام بينهما لعلمهما أن هذا سيؤدي إلى المحبة فتحل المشاكل عن طريق التراضي وهذا يغضب شيطانهما . تجنب الحرام: لاغيبة ولانميمة , لا تشاحن ولاتباغض , لاكبر ولا استعلاء ولا هجران : فإذا قدمت أخاك مصافحا إياه , مستحضرا حديث المصافحة , لن يكون من اللائق تداول أحاديث الغيبة والنميمة وأنت تهفو إلى عفو مولاك. بدلا من إعادة سرد سهرة الأمس والقيل والقال وكيف كان الرد والرد المضاد , إقرأ هذا الحديث وارتق معه إلى درجة الأهلية لغفران الله ورضوانه. وهل سيصر من تصافحه الآن على لوك موقف الأمس وكيف نافح عنك أمامك نعم حياه الله فـ " من ذب عن عرض أخيه ذب الله عن عرضه يوم القيامة " ولكن الموقف انتهى ولاداعي لإعاده عرضه , هناك ما هو أهم قل له نحن في موقف أسمى نحن مع الله نريد أن نتصافح ونفترق وقد حزنا على غفرانه. وأنت أخي المسلم يامن اختلفت مع شقيقك على قسمة الميراث لماذا التخوين ولماذا الاعتقاد أن أخاك يريد أكل حقك ولماذا لاتكون أنت الظالم الطامع ألا يوجد في قاموسك مثل هذه المفاهيم : " سوء تفاهم أو سوء تقدير " , حسنا اختلفتما لم القطيعة بين العائلتين , حسنا رفع الموضوع إلى المحاكم فلماذا الشحناء والبغضاء والنيل منه أمام الناس , لم لاتأتيه مصافحا إياه قل له يا أخي دع الخلاف بيننا تحله المحاكم هذه نقطة اتفقنا عليها , ولايجوز الهجران أكثر من ثلاثة أيام , وأعمارنا أقصر من أن تطال , ألا تحب أن يغفر الله لي ولك هيا نتصافح ونستحضر هذا الحديث سويا ونعمل على كثرة الالتقاء مرات ومرات . راجعت منذ فترة أحد المدراء وألقيت عليه التحية فرد عليها ( رفع عتب ) من دون أن يكلف خاطره في مد يده فضلا عن تغيير وضعية جلوسه , مسكين هذا - قلت لنفسي - كم خسر من الخير العميم ولأمثاله نقول : سبحان الله وهل تطبيق السنة النبوية ينقص من قدر الإنسان . خيرات عظام: لاندري مايفتح الله علينا من بركات أخرى في سياق تطبيق هذا الحديث الشريف وإحياء سنة النبي العدنان , من تناول أحاديث أخرى أو مواقف كلها خير للجميع , أذكر منذ حوالي عام أن أرسلت هذا الحديث عبر الهاتف النقال إلى أصدقاء لي كنوع من عتب المحبة على عدم التقائنا وكانت الثمرة أن هاتفني أحدهم وانطلقنا إلى مكة لأداء العمرة. مسك الختام: كان عبد الله بن عمر يغدو إلى السوق فيسلم على كل من يلقاه من صاحب بيعة أو مسكين وغيرهم ويكمل طريقه من دون بيع أو شراء ولما سئل أجاب : " إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقيناه " رحم الله ابن عمر وغيره ممن فقه وأجاد. "إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر " | |
|