الثورة ...والحزب الوطني.. والوهم الكبير
سؤال بسيط أود طرحه على إخواني شباب دبركي ،،، لماذا قامت ثورة 25 يناير؟؟؟ وعلى ما أظن أنه لا توجد إلا إجابة واحدة لا ينكرها إلا جاهل أو عبيط أو مُجادل أو مُدعي الفلسفة الفارغة أو مُتصنع المثالية المُبالغ فيها التي نُطلق عليها نحن (الدروَشة).......والإجابة الوحيدة على طريقة تلاميذ الابتدائي هي :
- قامت ثورة 25 يناير لاستئصال المرض العُضال و الورم السرطاني الذي أفسد وأهلك البلاد والعباد، وهو ما يُطلق عليه زورًا وبهتانا (الحزب الوطني الديمقراطي) وهو لم يكن يوما حزبًا ولا وطنيًا ولا ديمقراطيًا
لا أظن أن هناك إجابة أخرى ،،فالثورة قامت ، وفعلاً أسقطت ما يسمى بالحزب الوطني ،، ولم يعد له وجود على أرض الواقع ،، وبعد أن اتضحت الأمور ظهر أنه لم يكن حزبًا ، ولكن عصابة حينما سقط زعيمها انفرط عقدها وظهرت للعيان جرائمها ،، ولو كان هذا حزباً حقيقيا لما سقط بسقوط شخص .
ولكن هذه الحقائق يعِزُعلى أذناب النظام البائد الاعتراف بها وما زالوا يتشدقون بانتسابهم لهذه العصابة في حديثهم ،ومن خلال تمجيدهم لقيادات الحزب البائد بحجة أنهم كانوا ماقبل ومابعد الثورة قيادات البلد ،،
ماهذا القلب السافر للحقائق ،، هؤلاء لم يكونوا يومًا قيادات ولا كُبراء ،، ولكن حقيقة الأمر أنهم كانوا مناديب أمن الدولة القذر الذي فعل بنا الأفاعيل ، والذي جعل عددا من شباب القرية الأطهار يدفعون زهرة شبابهم سنوات في السجون،،،، كانوا حُراسًا للانتخابات المزورة وكانوا يتباهون بذلك ،، لايوجد منزل أو أسرة بالقرية إلا ونالوا حظهم من الإيذاء نتيجة لأفعال هؤلاء الخونة العملاء الذين باعوا دينهم وضميرهم ووطنهم ،،، وكان زعيمهم طبال،،
بعد كل هذه الحقائق الناصعة الواضحة وضوح الشمس يخرج علينا البعض قائلا نريد أن نؤسس جمعية شباب تغيير دبركي بدون الانتماء إلى أحزاب أو جماعات ،، أي أحزاب ؟؟ لا يوجد أحزاب في دبركي ،، وإذا كنتم تتشرفون بالانتماء الى هذا الحزب فهذه جريمة تستوجب التكفير ،، ولا يوجد في البلد الآن إلا كيان شرعي واحد وهو جماعة الاخوان ،،والإخوان حينما يريدون الاشتراك في عمل ما فهم لا يريدون السيطرة ، ولا يدفعون الناس إلى العمل تحت لوائهم ولكن مبدأهم دائما (مُشاركة لا مُغالبة) وكفاهم شرفًا أنهم لم يكونوا يوما عملاء لأمن الدولة يبيعون له أبناء بلدهم بأرخص الأثمان ،ولم تتلوث أيديهم بتزوير الانتخابات لصالح البلطجية والطبالين،
سُررت غاية السرور حينما علمت بتأسيس جمعية من شباب دبركي كان هدفهم رفعة شأن هذا البلد المهضوم، وسُررت زيادة حينما علمت بأسماء مؤسسي الجمعية فجميعهم من الشباب الأطهار الذين لم تتلوث أيديهم بتزوير ولم يكونوا يوما عملاء ولا مرشدين لأمن الدولة ولم تدخل إلى جيوبهم أموالا من الحرام ،،وفوق هذا وذاك مستواهم العلمي الرفيع الذين وصلوا إليه دونما واسطة أو نفاق ،وجميعهم أعرفهم.
ولكن ساءني محاولة بعض المنتسبين للنظام البائد محاولة الالتفاف على جهود هؤلاء الأطهار وجعلهم واجهة يُحَسِنون صورتهم المشوهة من خلالها،، وحذار ثم حذار يا شبابنا الطاهر من هؤلا ء الثعابين ،الناعمة أجسادهم ،الحادة أنيابهم ،،
وهذا هو الذي دفع عددا من الشباب الذين خرجوا عن وعيهم حينما رأوا زعماء السوء يتصدرون المشهد من جديد بحجة أننا أهل وأصهار ويجب علينا نسيان ما مضى ،،
وإذا افترضنا أن كلامهم صحيح فلنناشد الدولة بالإفراج عن احمد عز وحبيب العادلي وأقرانهم اللصوص بحجة نسيان الماضي وبداية صفحة جديدة،
بكل الحب والإخلاص أهمس في أذن إخواني- المغرر بهم - من شباب القرية والذين يظنون أن هناك رجعة لهذه العُصبة الفاسدة : عودوا إلى رشدكم ، فالحزب الفاسد لن تقوم له قائمة ،، ولن يرجع إلى الوجود مرة أخرى ،،ودعكم من الأوهام والتعصب الأعمى لعُصبة لا تستحق منكم الاحترام ، فكم أهانوكم ولم يحترموا شيبة آبائكم ولا شيخوخة أمهاتكم ،، ألا تتذكرون ما حدث لأباء الكثيرين من شبابنا من إهانة لكرامتهم في مقرات زبانية أمن الدولة وكان هؤلاء العملاء سيفا مسلطا على رقابهم،،
وأذكر بكل أسىً ما حدث في مقر أمن الدولة لفريق من الشرفاء كانوا يقومون على بناء مسجد الفقهاء متبرعين بجهودهم ،وجميعهم من كبار السن والقدر، وعادوا وهم في قمة الاستياء مما حدث لهم لا لشئ إلا لأنهم اختاروا المهندس ابراهيم حجاج لبناء المسجد ، فكان لهم الويل ثم الويل،،،فمن هذا الذي أوصل أسماءهم إلى هذا المقر اللعين؟؟؟؟؟
إخواني دعكم من الدروشة التي لا مكان لها ،،يجب أن نسمي الأسماء بمسمياتها ،، فكما تنظر الثورة الآن إلى مبارك و عز والعادلي وسرور والشريف فيجب عليكم أن تنظروا إلى هؤلاء ،،حتى يعلموا أنهم كانوا على جُرم وعلى خطأ،،ولا يغُرنكم ما يظهر منهم من مسكنة يستدرون بها عاطفتكم الجياشة،،
وما يدعو للعجب العُجاب ، نجد من يناشد حضرة المظلوم لعقد ندوات للشباب،، ياللهول ،،، من المفروض أن تقترح على حضرة المظلوم عناوين الندوات أيضا التي سيعقدها للشباب مثل
كيف تكون مرشدا ناجحا لأمن الدولة؟؟) (كيف تزور الانتخابات بمهارة وقلة حياء ؟؟) ( كيف تكون متملقا ومنافقا ناجحا) ( كيف تسرق في عز النهار؟؟؟)(كيف تغتصب وظيفة لا تستحقها) والعناوين كثيرة .
وفي نهاية حديثي هناك توضيح لابد منه بخصوص ماحدث في مؤتمر شباب التغيير الأخير في مقر مركز الشباب: فالخطأ الوحيد الذي تم في المؤتمر هو توقيت توزيع الورقة التي كانت توزع ،، وكان الإعداد أن توزع هذه الورقة بعد خروج الضيوف خارج النادي حتى نتحمل نحن الإخوان مسؤليتها بعيدا عن الشباب المؤسس للجمعية ،ولكن الشباب الموكل لهم توزيع الورقة استعجلوا وقاموا بتوزيعها قبل انتهاء المؤتمر، ونحن اعتذرنا رسميا للإخوة المنظمين عن هذا الخطأ (الأستاذ شعبان ابو السعود – والدكتور محمد غنام – والدكتور حمادة سيدالأهل) وطلبنا منهم توصيل رسالتنا إلى باقي الإخوة المنظمين،، علمًا أن الورقة لم تشتمل على أي مضمون يسئ إلى أحد أيا كان ،،وهي ورقة عادية تنادي ببعض مطالب الثورة التي كان لها الفضل الأول في تجمع هذا الشباب ونحن لا نتبرأ من كلمة واحدة منها ونحن مسؤلين عن كل كلمة فيها ،،ويجب علينا جميعا المناداة بمطالب هذه الثورة التي لها الفضل علينا جميعا ،،
أما ما حدث من الأخ نصر الشافعي والأخ بسام عبده ، فهو رد فعل طبيعي من أُناس ذاقوا الويلات من هؤلاء الناس ،، فقد أُوذوا في أرزاقهم وأنفسهم وأهليهم أشد الإيذاء،،ونفاجأ بهم يتصدرون محافلنا ليقولوا لنا أننا أهل وأقارب وأصهار،، فهم قد عرفوا الآن أننا أقارب وأهل وأصهار،،الآن قد عرفوا ، إنها مهزلة وكلام فارغ يحاولون به دغدغة عواطف الحاضرين مثل ما كان يفعل كبيرهم حسني مبارك،،أما الشباب الذين قضوا زهرة شبابهم في السجون فقد ذهبوا أدراج الرياح ،،والشيوخ والكبار الذين اهينوا في دهاليز أمن الدولة فلا قيمة لهم ،، ،،، لماذا لم يُعد هؤلاء الذين أجرموا في حقنا وفدا ليعتذر عن الجرائم التي تمت في حقنا بسببهم مثلما أعد بعض الشباب وفدا بعد المؤتمر للاعتذار عما حدث؟؟؟ لماذا لا يصارحونا أنهم نادمون على ما اقترفوه في حقنا من جرائم حتى نصفح عنهم وتصفو لهم قلوبنا ؟؟؟؟
أحبابي الشباب :اعملوا لبلدكم بعيدا عن أذناب النظام السابق إذا كانت النية خالصة – وهي خالصة ان شاء الله – ونحن في خدمتكم ،، اطلبوا منا ما تشاؤون، ستجدونا رهن إشارتكم ،فنحن جزء منكم ،يسعدنا ما يسعدكم ويحزننا ما يحزنكم،، والله الموفق لما فيه الخير