خاتمة المسك للشيخ (سعيد نصر )رحمه الله

عصـف المـنون بريحـــه إذ أبرقا
أفنى الحيــاة بكأســـه لما سقــــا
هد الحصون الشامخات وزلزلت
منه القصور العاليات فأطبقا
يا طلـعة البدر البهـي قلوتنـــا
والقلب من شغف إليك تشوقا
أين الـوعود قـطعتها بوصـالنــا
ما بال حبل البين عنك تمزقا
أمّـلتنـا بحــديث ود يرتـــجـى
لكنه القدر ا لأليــم فــلا لقـــا
في جنـة الفردوس عـلّ لقـاءنا
يا حر قلبي بالفــراق تحرقـــا
قد كنت (سعيد) يومـا صاحبا
هيهات أنسى ودكـم والمرتقى
لمـا جلسـنا بعد خـير عبـــادة
في المسجد الداني وكنت موفقا
حفزتنـــا لتــــــــلاوة وتدبـــــر
يا فرحتي قد كان خـــيرا يستقى
يا حزن روحي قد فقدت تلاوة
صوتا شجيا بالقــــران ترققا
ما زلت أذكر يا أخي ثغرا بدا
فيه التــبسم يا له قــد أشــرقا
مـا زلت أذكر يا أخي أخلاقكم
يا مهجتي يا سلوتي عطر النــقا
من للصـحـاب بغـربة ودعتهـم
كانوا بطيبك يأنسون فما بقــا
من للمقاعد في الدراسـة سـيدي
بعد التفــــوق رفعة وتألـــــقـــا
من للزّراب وكنت تسجد فوقه
بدموع صــدق أذرفت فتعبقـــا
هذي السماء لفقدكم تــــبكي هنا
فالغيث ســــال مقبلا ومعانقــــا
حقا مــــواسـاة الإله فيـــا لها
من رحمــة تغشى العباد ترفقـــا
قالـــوا فلان مات أين كرامة ؟
قلت الكرامة أن تموت على التقى
إن الكـــــرامة أن تموت بطاعة
فالاستقــــــــامة للوفي له وقـــا
فلتســعدي يا أم( سعيد) فرحة
بختــــــام مســــك ناله فتوفــقـا
ما كلنا يحظــــى بأسمى منزل
محرابه لفراقـــــــه قد أنطــقـا
واخوه يحـــمـد ربه مسـترجــــعا
لله درك صــــابرا مستـــــوثـقــا
يا أهلـــــه لفراقـــــه فتجــــلدوا
هذا شفيـــــع نال برا ســــــابـقــا
وجنان خـــــلد زينت لحبــــيبها
والحــور قد أبدت إليه تنمــقـــا
يا أيها اللحـــد المعــــد تحيــــة
قد جاء (سعيد) خلا منتـقى
هذا الشهيـــــد أتى إليك محملا
بالباقيــــــــات الصالحات تدفــقا
فاقبله يا رباه عبدا طــــــــــاهرا
فلنعم ما أبداه توبا صــــــــــــادقا
يا قومـــنا صلوا عليه وسلمــوا
فصــلاته ذي رقية نعم الرقى
وسلـوا الإله لحبنــا بتوســـــــل
ما خــاب من يرجوه دوما واثقا
يا رب فارحمنـــــا جميعا إننـــا
بحبـــــــال عفوك راغبون تعلقا
هذا عزائــــــي في الحبيب وإنه
لـــيس الوداع وإنمـــا للملتـــقى