مناجااااااااااااااااه اليك ربى

تغيب النجوم في السماء ... إذا غبت عنك



ويبكي القمر إذا نظرت إليه ليلاً ... وانا بعيد عن طريقك



الهي



حياتي بعيد عنك .. صعبة مريرة قاسية



كأني وحدي اسير في صحراء مترامية الأطراف ، في حر الشمس ، وقسوة العطش ، وصعوبة الطريق ، لا أهتدي للسير ألليمين أسير أم لليسار ؟ .. كل الطرق غير طريقك سواء .. ونهايتها كلها سواء .



كأني أصارع الموج وحدي في بحر لجي عاتي الأمواج ، في المساء لا أهتدي ، ولا أحد يراني ليخرجني ، وما لصرخاتي من سامع ، فتخرج شاقة لأعماقي لتتناثر في فضاء كونك كأنى لن اكن.



كأني طفل صغير قليل الحيلة ، ضاع من والديه في سوق مزدحم ، يصرخ ويصرخ ولا احد يسمعه، ويتعلق بأثواب البشر الكثيرون حوله، فيركلونه بأقدامهم ، فيسقط.



الهي



إذا ما رضيت ، ترضى الدنيا ، وتُذلل الأشياء والكائنات ، وتسخر متع الحياة كلها لسعادتي



إذا رضيت .. يكفي القليل .. ويكون الغنى وراحة البال .. ويعف الفقير .. وتهون الخطوب .. ويتربع الصبر على عرش القلب .. فيلطف من حرقته .. ويهدء من روعه .. ويغسله بالماء والثلج والبرد .



إذا رضيت .. يبتسم الكون كله في منظومة جميلة بديعة تسحر العيون وتأخذ الألباب ، ولا يسعنا إلا أن تهتف قلوبنا بأن تبارك صنعك وجل جلالك .



إذا رضيت .. تفتح لنا جميع السبل .. وتتناثر مفاتح الرضا والسعادة والسكون والإستقرار .



إذا رضيت .. يضئ الكون كله من حولنا بنور رضاك الوضاء .. الذي يحيطنا بهالة نورانية تبث فينا الراحة والإطمئنان وتنير وجوهنا بمسحة رقيقة حانية .. فيكون الدفئ والهدوء والجمال .



وإذا رضيت .. تصغر الدنيا وتصغر وتتضائل زينتها شيئا فشيئا .. حتى تتلاشى كلية .. ولا يبقى أمامنا إلا إستشعار رضاك .. الذي يجعلنا نرى متع الحياة وفتنها كأنها هباء منثوراً ولا نضعف .. ونقوى ونقوى .. حتى تصير نفوسنا فوق الدنيا تراها من أعلى صغيرة كأنها لا شئ .



إلهي




كأني أرى القمر .. والنجوم .. والسماء .. ونسيم الفجر .. والطير .. والزرع .. والبحر والنهر .. والجبال والصخور .. كلها تقول في صوت واحد .. لا إله إلا الله




الكون كله يهتف في سيمفونية متناسقة ، بلا ضجر ، بلا حيود .




متفرد ياربنا بوحدانيتك .. متفرد بجلالك وعظمتك .




إلهي




كيف يعيش من يعيش حياته كلها .. لايعرفك .. ولا يسجد لك سجدة واحدة .. فيضع جبهته على أرضك فيفرغ ما بها من هموم .. وينال بسجوده راحة ما لها من مثيل ؟ .




كيف ترى الدنيا عيون ... ما بكت من خشيتك مرة واحدة ؟




مابال أجساد لم يهزها إستشعار عظمتك وقوتك ؟




كيف يعيشون ويُمسون ويُصبحون دون ذِكرك ؟




كيف ينامون دون إستوداع ارواحهم عندك ؟




بماذا يشعرون إذا ما صادفهم جمال خلقك وروعة صنيعك ؟




وماذا يفعلون إذا ما أصابهم هم أو غم أو مرض ، إلى من يلجئون ؟




وإذا أحاطهم كرمك وجودك ولطفك .. ماذا يقولون ؟




حقاً .. لو كانت الدنيا تساوي ما نفعله من أجلها .. ما وجدناهم بها ينعمون




إلهي




لك الحمد .. كل الحمد




على نعمة معرفتك




والإعتراف بوحدانيتك




لك الحمد لما يصيب النفوس من كدر .. إذا ما عصيناك




ولك الحمد لما يحيطنا من خير .. بطاعتك




لك الحمد لأن بذكرك تطمئن قلوبنا

جزاك الله كل الخير اخى ابا حسام
جعلنى الله واياك ممن يستجيب الله لدعائهم
شكرا على مرورك الطيب