احمد الفقي عضو مجلس اداره
عدد المساهمات : 2467 نقاط : 9774 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 14/08/2009 تعاليق : سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكب
اللهم احمي مصر واجعلها بلدا امنا واحفظ اهلها واحفظنا وسلمنا من هذه الفتن التي نحن فيها ووحد كلمتنا
| موضوع: اتّبعوا منهج القائد الرسول القدوة 2009-09-30, 22:50 | |
| لم يواجه نبيٌّ ولا رسول مرسل مثل ما واجهه رسول هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم من الاعداء التقليديين لهذه الامة على مدار التاريخ، وهم أهل الكتاب والمشركون شر البرية كما يصفهم القرآن الكريم.
وصمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام كل المؤامرات والمساومات والمداهنات صموداً جعله ينتصر انتصاراً أبدياً نذوق طعمه الى اليوم والى أن تقوم الساعة.
إن أصوات الملايين في مشارق الأرض ومغاربها تردد صباح مساء الشهادتين منذ أن بُ عث الرسول القائد الى يوم الناس هذا، أصوات لا تصمت ولا تخفت ولا تموت وهذا برهان ساطع ودليل قاطع على انتصار من نوع عجيب فريد يحمل دليله في ذاته.
نحن لا نتحدث عن انتصار في معارك حربية وإنما عن انتصار في ميادين اخرى وطريق هذا الانتصار مرسوم وأسبابه قائمة ووسائله حاضرهة لمن يحاول ويعزم ويتوكل ويتخذ الرسول قدوة وأسوة.
نحن اليوم نواجه نفس المعارك التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم، مساومات، اغراءات، وعيد وتهديد. كيد متين ومكر كبار.
انتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن جاءه وجهاء قريش يساومونه ويريدون شراء صمته ولا يزعجهم في معتقداتهم ولا يقلقهم في تقاليدهم ولا يمس بسوء آلهتهم إن سكت فله ما يشاء من ملك وجاه ومال ولكنه رفض رفضاً باتاً كل هذه الاغراءات.. قالوا لك كل الجاه والاموال قال لهم:
لا المال يعدل ايماني ولا الجاه
إن كان مالكمو قد غركم زمناً
فالمال لله أعطاه وأحصاه
إن كان جاهكم قد زادكم عنتاً
فصاحب الجاه يا قومي هو الله
وكل صاحب عرش عزّ جانبه
فالله سيده والله مولاه
بهذا الموقف الحاسم ردّ عروض قريش فالأمر أمر دعوة ربانية لا أمر دنيا يصيبها ويتمتع بمتاعها ثم يذهب نكرة في التاريخ كما ذهب طلاب الدنيا من أصحاب المال والملك والجاه.
ثم حاولوا معه المداهنة والمساومة والالتقاء في منتصف الطريق »يا محمد هلمَّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر«. وجاء الحسم القاطع لهذه المساومة المضحكة والمفاصلة الجازمة لهذ العرض الغبي من السماء (قل يا أيها الكافرون ... الآيات).
كما الجاهلية الأولى الجاهلية الحديثة تحاول معنا نفس الأساليب البائرة وهم لا يعلمون أن الاسلام والجاهلية نقيضان لا يلتقيان أبداً لا في أول الطريق ولا في منتصف الطريق ولا في آخر الطريق. إن الهوة بينهما لا تُعْبَر ولا تُقَام عليها قنطرة.
لما فشلت الاغراءات وخاب سعيهم في المساومات جاء وفد على مستوى جاهلي رفيع يهددون عمه أبا طالب بالويل والثبور والهلاك له ولابن أخيه فنادى أبوطالب محمداً صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قاله القوم وطلب منه أن يبقي عليه وعلى نفسه ولا يحمّله من الأمر ما لا يطيق.
ظنًّ الرسول صلى الله عليه وسلم أن حاميه وكافيه وكفيله قد تخلى عنه وخذله وربما يسلمه لهم فماذا كان من الرسول القائد هل استسلم للواقع وطلب الهدنة أو التهدئة وأبدى استعدادا لتقديم التنازلات؟ هل استسلم لليأس والقنوط كلا وألف كلا!!
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات انبثقت من ينابيع الايمان. كلمات الايمان قوة لا يغلبها شئ في الارض متى ما استقرت في وجدان الانسان (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذاالأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه)، فكان رد عمه: اذهب يا ابن أخي وقل ما شئت فوالله لن أسلمك لشئ أبداً.
أخلاق العرب القدامى لا نجدها في عرب اليوم فها هو ابوطالب وهو لا يؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه يرفض تسليمه للأعداء وها هو الرسول الرائد يرفض المساومة في دينه وهو في أحرج المواقف في مكة هو محاصر واصحابه يعذبون ويؤذيهم الكفار اشدالإيذاء وهم صابرون ومع ذلك لم يسكت النبى صلى الله عليه وسلم للأقوياء الجبارين تأليفاً لقلوبهم ولا دفعاً لأذاهم:
وذاق في الحق ما لو ذاقه جبل
لاندك حتى استوت على الارض أعلاه
لا يترك الحق لو القوا بيمينه
شمس الضحى وأحلوا البدر يسراه
إن اردنا مواجهة الواقع المرير اليوم والتصدي لقوى الاستكبار العالمي فعلينا ان ننتهج نهج الرسول عليه الصلاة والسلام ونرفض رفضاً باتاً التحاكم الى الطاغوت والرضى بشريعته التي لا تساوى بين الناس جميعاً فحكمهم حكم فرعون. وطاغوت العصر هو الهيئات التي يسمونها الشرعية الدولية، علينا ألا نلتفت الى كتابات اولئك الذين احترفوا صناعة تزييف الوعى لتكريس الوهن والانكسار وهي كتابات صحفية اعلامية لا علاقه بما يكتبون ويقولون بالدراسات العلمية.
أن امة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم امة حية والاسلام دين لا يستسلم ابدا. الامة تمرض ولكن لا تموت ولا تعرف الاستسلام بالامر الواقع الذي يفرضه القصور والتقصير او تحديات الاعداء او هما معاً.
فيا عمر البشير: قدوتك الرسول قائد هذه الامة، فاعتصم بالله، فلن يضرونا إلا اذى، واعرف الرجال من حولك معرفة وثيقه عميقة دقيقة، واعرف خصائص كل منهم، واستعن بأولي العزم من الرجال، ولا تلتفت لمن اصابهم الوهن، فالله هو الولي وهو الناصر (بل الله مولاكم وهو | |
|