انظر الي حرف الصاد في كلمه صوم

إذا كان لفظ الصوم يبدأ بحرف الصاد فإن صفات الصائمين التي تبدأ بحرف الصاد تشترك معه مساوية أحيانا ومناصفة أخرى، أو هي نتاج ذلك الصوم ألا وهي:
الصبر، والصدق، والصدقة، والصراحة، والصرامة، والصمت، والصلاة، والصلة، والصمود، والصمدية، والصعود، والصفاء، والصحة، والصفح، والصلح، والصلاح، والصقل، والصحوة، والصون، وكلها متعلقة بالصوم تعلقا كاملا:
(1) الصبر:
أصله الحبس وكل من حبس شيئا فقد صبره·
والتصبر: تكلف الصبر قال [ (ومن يتصبر يصبره اللّه، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)(1)، وقد سمي شهر رمضان شهر الصبر ففي الحديث (صم شهر الصبر)(2) (وهو شهر الصبر)(3)·
سمي الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والشهوة، وفي الصوم:
صبر على ما أمر اللّه به وصبر عما نهى اللّه عنه·
قال سيدنا علي ]: الصبر صبران، صبر على ما تكره وصبر عما تحب·
والصوم ربع الإيمان بمقتضى قوله [ (الصوم نصف الصبر(4)، وقوله (الصبر نصف الإيمان)(5)·
وإنما كان الصيام نصف الصبر لأن جميع العبادات فعل وكف والصوم يقطع الشهوة فيسهل الكف، وهو شرط الصبر، فهما صبران صبر عن أشياء وصبر على أشياء والصوم معين على أحدهما فهو نصف الصبر·
وكل من الصوم والصبر لا يدخل أجره تحت عد أو حساب، فقد قال سفيان بن عيينة:
الصوم هو الصبر يصبر الإنسان على الطعام والشراب والنكاح ثم قرأ {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}(سورة الزمر ، 10)·
فقد جاوز ثوابه قانون التقدير والحساب ففي الحديث (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)(6) وسر اختلاف الصوم عن باقي الأعمال في مضاعفة الحسنة بعشرة أمثالها: أن الكتبة كثيرا ما تتوقف في إبداء العمل الذي هو من قبيل مشاهدة شهوات النفس، إذ في إبدائه دخل في معرفة مقدار خلق النفس الصادر هذا العمل منه·
وفي قوله (يدع شهوته وطعامه من أجلي)(7) إشارة إلي أنه من الكفارات التي لها نكاية في النفس·

(2) الصدق:
وهو نقيض الكذب، أو موافقة الظاهر للباطن، والكذب مخالفة الظاهر للباطن، ولهذا كان وجه الشبه بين الصوم والصدق، أن كلا منهما لا يطلع عليه إلا اللّه، والصوم كذلك معين على الصدق في الأعمال فلا يتصف ظاهره بخلاف باطنه، وذلك لأن الصوم معين على مراقبة الله، فقد يكون الإنسان ظاهره الصلاة بالخشوع لكن قلبه غافل مشغول عن اللّه، فالصوم يقطع الشواغل التي تبعد العبد عن ربه·
وكذلك فإن الصائم يصوم ظاهرا عن الطعام والشراب والشهوة، ومن مكملات الصوم أن يكون راجيا للثواب مصدقا بما عند اللّه من المثوبة كافا عن المعاصي والآثار مقبلا بكامل قلبه على اللّه وبذلك يتطابق ظاهره وباطنه فيكون صادقاً·
وفي الدعاء (اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي واجعل علانيتي صالحة)( Cool

والصدق كذلك يمنع صاحبه من قول الزور وهكذا الصوم كما في الحديث (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)(9) فالصوم يربي صاحبه على الصدق·

(3) الصدقة:
وهي العطية تبتغي بها المثوبة من اللّه تعالى·
وقد شرعت فيه صدقة الفطر واقترنت به فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، وكذا الصدقة نموذج العطاء والجود في شهر رمضان وأعظم مثال على ذلك رسول اللّه [ فلقد كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، فالصوم محرض على الصدقة المسنونة، وفيه فريضة الصدقة المشروعة المعروفة بزكاة الفطر·
والصوم يشعر صاحبه بالحكمة من الجوع فيكثر من التصدق على الجوعى من المسلمين وتنمو عنده فضيلة الصدقات والهبات والعطايا وتصير صفة ملازمة في رمضان وفي غير رمضان·

(4) الصراحة:
الصراح هو المحض الخالص من كل شيء·
والصراحة معناها الوضوح في البيان والجلاء وعدم الكتمان، وهكذا الصوم يوطن النفس على الوضوح والجلاء في الأقوال والأفعال وعدم الكتمان والإخفاء·

(5) الصرم:
القطع البائن والهجران، ففي الحديث (لا يحل لمسلم أن يصارم مسلما فوق ثلاث)(10) أي يهجره ويقطع مكالمته·
يقال رجل صارم: أي ماض في كل أمر جلد ماض شجاع·
وكذا الصوم يقطع على صاحبه كل حيلة ويصرف عنه كل وسيلة الى غير مرضاة اللّه بقوة وشجاعة وحمية إيمانية، فإذا كان يقطع شهوة البطن والفرج فمن باب أولى يقطع شهوة الرشا وكل حرام·

(6) الصمت:
وهو إطالة السكوت·
وسمي الصامت صائما لإمساكه عن الكلام فكلاهما إمساك عن مباح، قال تعالى {فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا}(سورة مريم، 26) أي صمتا·
وفي الحديث (من صمت نجا)(11)
وقال مورق العجليي: تعلمت الصمت في عشر سنين·
وفي الحديث (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)(12) وقال أيضاً (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)(13)·
فالصمت إذاً قرين الصوم فإذا كان المسلم يصوم عن المطعم والمشرب فإنه كذلك يصوم عن الكلام إلا فيما يحب الله ويرضاه له من ذكره وتلاوة وكلام خير في الإصلاح بين الناس لقوله تعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما}(سورة النساء 114)

(7) الصلاة:
وأصلها في اللغة الدعاء، وقيل: التعظيم، وقيل: اللزوم·
وقد وفق الله الأمة للمحافظة على صلاة التراويح التي ثبت أصلها عن رسول الله [ وقام بها الصحابة رضي الله عنهم وعضت عليهم الأمة بالنواجذ في كل عصر ومصر حتى أصبحت شعارا لأهل السنة والصالحين من الأمة، وكان للتراويح فضل كبير في شيوع حفظ القرآن في الأمة ومحافظتها عليه وبقائه في الصدور وفضل كبير في توفيق العامة لقيام الليل والعبادة، والصوم إذاً يقوي البدن على لزوم الجماعة بروح ودفعة قوية فريضة كانت أو مسنونة·

( Cool

الصلة:
الوصل: ضد الهجران، والتواصل ضد التصارم والتقاطع·
ووصل الشيء: ضمه وجمعه، ولهذا قال القائل مخاطبا حبيبه:
أريد وصاله ويريد هجري فأترك ما أريد لما يريد
والصلة إيصال نوع من الإحسان وفي الحديث (من أحب أن يبسط له في زرقه أو ينسأ له في أجله فليصل رحمه)(14)·
وصلة الرحم: كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والعطف عليهم، والرفق بهم والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن بعدوا أو أساءوا وقطع الرحم ضد ذلك كله، فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه وبينهم من علاقة النسب والقرابة، وخاصة من ينتسب إليه من النساء كالأمهات والخالات والعمات والأخوات وبناتهم جميعا·
والصوم مشجع على ذلك فإذا كان من فتح الباب لوصل جميع المسلمين فمن باب أولى يصل ذوي رحمه وإن قطعوه، وهو باب عظيم المنفعة الظاهرية والباطنية لما فيه من وصل الله للعبد·

(9) الصمود:
صمد الأمر: قصد قصده واعتمده·
والصمد من الرجال: هو الذي لا يعطش ولا يجوع في الحرب·
والصمد: الرفيع من كل شيء·
وفي الصوم تخلق بصفة من صفات الله وهي الصمدية، والصمود الثبات وقوة التحمل في الشدائد وذلك باب الصوم فإن العبد يصوم في شدة الحر وشدة البرد، ويصمد أي يثبت وذلك ليوم شديد حره (يوم القيامة)

(10) الصعود:
الصعود: الارتقاء إلى علٍ· وصعد المكان: ارتقى مشرفا·
وفي الصوم ارتقاء بالنفس عن الشهوات·
الصعود: العقبة الشاقة، والصوم فيه مشقة، قال تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب}(سورة فاطر،10)·
وفي هذا الشهر تصعد الأعمال الصالحة إلى الله تعالى فينزل الله على عباده الخيرات والبركات، ومع المجاهدة يترقى العبد في مراقي الفلاح والصعود إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى فالصوم مقترن بالصعود والترقي على الدوام·

(11) الصفاء:
نقيض الكدر وهو الخلوص من الشوب·
فالصوم صفاء للروح لأن الانغماس في الشهوات عائق عن الاستفادة من نور كلام اللّه وكلام رسوله اللذين هما غذاء الروح وحياتها·
كما أنه صفاء للذهن حيث إنه استعداد النفس لاستخراج المطلوب بلا تعب، وإثقال الجسد بالطعام والشراب مانع من ذلك غالبا·
فالصفاء البعد عن المذمومات وإماتة الشهوات، فالصفاء مرآة القلب الطاهرة التي تنجلي عليها الحقائق بعد التخلص من آفات العادة والطبع الرديء·
والصفاء: عدم الركون لطلبات النفس من الفتوحات والكشوفات والتجليات، وإنما طهارة النفس بلا ملاحظة واهتمام فلا يطلب المرء غير الله بل اهتمامه لإصلاح قلبه وطهارة نفسه بلا التفات·

(12) الصحة:
وهي كل ما من شأنه سلامة البدن (الجسم) أو النفس والتواضع الاجتماعي·
وقد روى (صوموا تصحوا)(15)·
وللصوم فوائد صحية كثيرة جدا، كان - ومازال - الحكماء وأهل الطب يؤلفون ويصنفون فيها المجلدات حتى أنهم ذكروا أن الصيام سبب في العافية من كثير من الأمراض ولاحظوا تحسنا واضحا إذا صام من ابتلوا بالأمراض، كمرض ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب وكذا بعض الأمراض الجلدية، ومرض البول السكري، ذلك فضلاً عن صحة الصائم النفسية، فهو قريب من الله بعبادته فيشعر بتحسن نفسي لأعلى درجة ويسعد بطاعته وقربة(16)

(13) الصفح:
أصله من الإعراض بصفحة الوجه·
والصفوح في صفة الله تعالى هو العفو عن ذنوب العباد، المعرض عن عقوبتهم تكرما، فهذا الشهر شهر المغفرة يغفر الله للمذنبين ويعفوا عن المسيئين، ويصفح المرء عمن آذاه لعل الله أن يصفح ويفعوا عنه، قال الله تعالى {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}(سورة النور، 22)

(14) الصلح:
اسم من المصالحة وهي المسالمة بعد المنازعة، مأخوذ من الصلاح وهو الاستقامة والتوفيق وأصلحت بين القوم وفقت بينهم·
قال الراغب: الصلح يختص بإزالة النفار بين الناس فهو قطع المنازعة·

(15) الصلاح:
وهو سلوك طريق الهدى واستقامة الحال على ما يدعوا إليه العقل والشرع، والصالح: القائم بما عليه من حقوق اللّه وحقوق العباد·

(16) الصقل:
وهو الجلاء، والثبات، والتركيز، واتخاذ القرار بهدوء وطمأنينة، والصوم يصقل النفس ويجعلها لا تنفعل سريعا بل تأخذ الأمور بروية·

(17) الصحوة:
من الصحو وهو ذهاب الغيم وارتفاع النهار وذهاب السكر، وترك الباطل وهي اليقظة تصيب الفرد أو الأمة بعد تيه وغفلة وتخلف وتراجع·
فيأتي رمضان فيخرج الأمة من الغفلة والتراجع إلى اليقظة والنهوض، فشهر رمضان موسم عالمي ومهرجان عام للعبادات والخيرات، ولا يخفى مالهذا الجو العام من تأثير قوي في النفوس والمجتمع فهو مشجع على الطاعات سبب في نزول البركات·
وقال الإمام الدهلوي: إن اجتماع طوائف عظيمة من المسلمين على شيء واحد في زمان واحد يرى بعضهم بعضا معونة لهم على الفعل ميسر لهم ومشجع لهم، وأيضاً فإن اجتماعهم هذا سبب لنزول البركات الملكية على خاصتهم وعامتهم وأدنى أن تنعكس أنوار كمالهم على من دونهم وتحيط دعوتهم من ورائهم·

(18) الصون:
أن تقي شيئا أو ثوبا· فالصوم صون مادي، صيانة للبطن ففي الحديث (المعدة بيت الداء)(17) وصيانة للفرج لحديث (ومن لم يستطع فعليه بالصوم)(18)
كما أنه صون معنوي (عن المعاصي) لحديث (فإن سابة أحد أو شاتمه فليقل إني صائم)(19) وحديث (الصوم جنة)(20)، وحديث (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)(21)·
فالصوم جنةلأنه يقي شر الشيطان والنفس ويباعد الإنسان من تأثيرهما ويخالفه عليهم، فلذلك كان من حقه تحصيل معنى الجنة بتنزيه لسانه وجوارحه عن الأقوال والأفعال الشهوية·
كما أنه صون من الشيطان· ففي الحديث (وصفدت الشياطين)(22)، (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فضيقوا مجاريه بالجوع)(23)·
كما أنه صون من الغلو والتحريف·
ومن المقاصد المهمة في باب الصوم سد ذرائع التعمق، ورد ما أحدثه فيه المتعمقون فقد يفهم بعض الناس أن مقصود الصوم هو قهر النفس وترويضها على ترك الشهوات وإجهادها الى أقصى حد ممكن فيزيد في إجهادها وقد يطيل فترة الجوع والظمأ رجاء التقرب الى الله فسد الإسلام هذا الباب فلا ابتداع لأجل زيادة قهر النفس لا كما ولا كيفا·
أما من ناحية الكم فقد حرمت الشريعة صيام يوم الشك ويوم الفطر والأضحى، ومن ناحية الكيف فقد نهى عن الوصال وحث على السحور ورغب في تأخيره وحذر من تأخير الفطر وجعله آية الفساد والوقوع في الفتن·
فالصوم كله خضوع للأمر الإلهي فلا أكل ولا شرب أثناء النهار وإن جنحت النفس وطغت شهوة الطعام والشراب، ولا إمساك عنهما بعد الغروب مهما جمحت طبيعة الزهد والنسك، فليس الحكم للنفس والشهوة وإنما الحكم لله، فكلما كان الصائم متجردا عن هواه منقادا للحكم كان أصدق في العبودية·
قال الإمام السرهندي: يتجلى في تأخير التسحر وتعجيل الفطر عجز الصائم وحاجته وهو ملائم للعبودية ومحقق لغرضها·

جعله الله فى ميزان حسناتك يارب

كل التقدير

فى ميزان حسناتك
يا استاذ ياسر
نفع الله بك

اختنا الغاليه
صفا
تحياتي لتشريفك ولك مثل ما دعوتك
حبيبي أ عبدالله
ونفع بك وانت بها اولي واحق

» انظر عيونك
» انظر لنفسك من انت
» انظر الى اراء اليهود
» لا تنظر . . ولكن انظر . .
» انظر الى لطف الله بك وانت نائم