صفا الروح نائب رئيس مجلس الاداره
عدد المساهمات : 10588 نقاط : 20553 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 المزاج : بنعمه والحمدلله تعاليق :
| موضوع: الناس فى عبادة الله ثلاثة 2011-03-05, 14:47 | |
| والناس في الدنيا عباد الله .. ثلاثة : إما منهمك في الدنيا ، مكبٌّ على غرورها ، محبٌّ لشهواتها .. وإما تائب مبتدي .. وإما عارف منتهي .. فأما المنهمك .. فلا يذكر الموت .. ويغفل عنه .. وإذا ذُكر عنده كره ذكره .. لأنه سيقطع لذته .. ويقطع شهوته .. مسكين .. سيموت لا محالة شاء أم أبى .. وأما التائب .. فإنه يكثر من ذكر الموت .. ويحذر منه خوف أن يتخطفَّه قبل تمام التوبة والتزوّد من الزاد .. فلا بأس على هذا .. فلا بأس على هذا فهو في طريقه للاستعداد. وأما العارف .. فإنه يذكر الموت دائماً .. لأنه موعد لقاء حبيبه .. والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب.. قال حذيفة لما حضرته الوفاة : حبيب جاء على فاقة .. حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم . فالموت .. هائل .. وخطره عظيم .. والناس في غفلة عنه لقلة تفكرهم وذكرهم له ..
والموت فاذكره وما وراءه وإنه للفيصل الذي به
فما لأحدٍ عنه براءة يُعرف ما للعبد عند ربه
نعم .. ربما نذكر الموت ولكن بقلوب غافلة .. ربما نذكر الموت ولكن بقلوب غافلة .. فليتك تقف على القبر.. فليتك تقف على القبر .. وتذكر أقرانك الذين مضوا قبلك .. تأمل أحوالهم تحت التراب .. كيف تبددت أجزاؤهم في قبورهم .. وكيف ترمَّلت نساؤهم .. وتيتَّمت أولادهم من بعدهم .. وقُسمَّت أموالهم .. وخلت منهم مساجدهم ومجالسهم .. وانقطعت آثارهم .. وأنت على هذا الطريق تسير .. والله لن تخرج الأرواح .. والله لن تخرج الأرواح من الدنيا .. حتى تسمع إحدى البُشريين : إما أبشر يا عدو الله بالنار .. أو أبشر يا وليَّ الله بالجنة .. والله لن تخرج الأرواح من الدنيا .. حتى تسمع إحدى البشريين : إما أبشر يا عدو الله بالنار .. أو أبشر يا وليَّ الله بالجنة .. فإن أردت حسن الختام.. فالزم الاستقامة .. واعلم أنها أعظم الكرامة .. أما قال الله : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } .. وإياك .. إياك من .. التسويف .. وطول الأمل .. فوالله أكثر بكاء أهل النار من .. سوف .. ولعل .. وعسى .. اعلم بارك الله فيك .. أنَّ كل شيء تفعله باختيارك إلا الموت .. إلا الموت فلا خيار لك.. ستموت .. شئت .. أم أبيت .. قال الحسن : فاتق الله يا ابن آدم .. لا تجتمع عليك خصلتان .. سكرة الموت .. وحسرة الفوت والندامة .. والذي نفسي بيده .. إنَّ غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة .. والذي نفسي بيده .. إنَّ غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة يستدركون فيها ما فاتهم .. بتوبة .. وعمل صالح .. فماذا أعددنا لذلك اليوم ؟!.. فماذا أعددنا لذلك اليوم الذي .. ستوسد فيه التراب .. وستفارق فيه الأهل والأصحاب ؟!.. عن ابن شهاب الزهري أنَّ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما حضرته الوفاة دعا بخَلَق جبة له من صوف ، فقال : كفنوني فيها فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم .. فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم .. لله درَّك يا سعد وما أحلى كلامك !.. يقول ابنه مصعب : لقد كان رأس أبي في حجري وهو يقضي ـ يعني يحتضر ـ فرفع رأسه إليَّ فقال : أي بنيّ ما يبكيك ، قلت : لمكانك وما أرى قد حلَّ بك ، قال :لا تبكِ فإنَّ الله لا يعذبني أبداً .. قال :لا تبكِ فإنَّ الله لا يعذبني أبداً .. وإني من أهل الجنة .. قال الذهبي : صدق والله .. قال الذهبي : صدق والله .. أليس هو من العشرة المبشرين.
أولئك أصحاب النبي وحزبه ولولاهمُ كادت تميد بأهلها ولولاهمُ كانت ظلاماً بأهلها
ولولاهمُ ما كان في الأرض مسلمُ ولكن رواسيها وأوتادها همُ ولكن همُ فيها بدورٌ وأنجمُ
قال تعالى :{ وَ جَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالَحقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }.. قال ابن كثير : يقول الله عز وجل { وَ جَاءَتْ } أيها الإنسان { سَكْرَةُ المَوْتِ بِالَحقِّ } : أي كُشفت لك عين اليقين الذي كنت تمتري فيه ..{ ذَلكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } : أي هذا هو الذي كنت منه تفر قد جاءك فلا محيد ولا مناص ولا فكاك ولا خلاص .. {كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ،وَقِيْلَ مَنْ رَاقٍ،وَظَنَّ أِنَّهُ الفِرَاقُ،وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } .. يطلب أهلك الأطباء علهم ينقذونك أو يساعدونك ..
إنَّ الطبيب له علم يدّلُّ به حتى إذا ما انتهت أيام رحلته
ما كان للمرء في الأيام تأخير حار الطبيب وخانته العقاقير
{ فَلَولا إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ ، وَ أَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ }.. فيا لها من ساعة لا تشبهها ساعة .. يتألم فيها أهل التقى .. فكيف بأهل الإضاعة ؟!.. يتألم فيها أهل التقى .. فكيف بأهل الإضاعة ؟!..
| |
|