أوقد صار يعرف بالرجال؟

أوقد صار يعرف بالرجال؟
الإثنين 12 ربيع الثاني 1433 هـ - 5 مارس 2012 م
صورة أوقد صار يعرف بالرجال؟
الكاتب:
محمد علي يوسف
محمد علي يوسف
سنين طويلة مضت منذ اللحظة التي تلقيت فيها عن أحد مشايخي هذه القاعدة الماسية التي لا تسعفني الكلمات لوصفها وصفا يكفيها ويقدرها قدرها.

أذكر شعوري في تلك اللحظة جيدا و قد كنت قبلها أعانى من تسلل الشيطان إلى نفسى من مدخل إبراز العيوب والزلات في بعض إخواني ومحاولة إيجاد المبررات للتفلت عن المنهج طالما أن بعض أتباعه قد كشفت لي زلاتهم وظهرت لي معايبهم.

شعور بالارتياح الشديد ..شعور ماتع لا أنساه إلى اليوم و لا زلت عند كل موقف يعن إلي ويكشف فيه ستر الله عن أحد إخواني أحمد الله جل وعلا أن هداني لهذا المبدأ المريح وتلك الفائدة العبقرية.

إنها القاعدة المنسوبة لسيدنا على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه فيما رواه عنه ابن مفلح في الآداب الشرعية نقلا عن ابن الجوزي في كتابه السر المكتوم، قاعدة "الحق لا يعرف بالرجال.. وإنما يعرف الرجال بالحق.. فاعرف الحق تعرف أهله".

فأي رجال -ما دون الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم- هم بشر يخطئون ويصيبون ويعصون ويطيعون ويزلون ويوفقون، وزلاتهم ومعاصيهم وأخطاؤهم هم من يحاسبون عليها، وليس من كان على منهجهم، ولا يضر المنهج أخطاء الأتباع إنما يضره أن ينسب إليه ما ليس منه.. حينئذ ارتحت حقا، وتعلمت أن أقصد البحر وأن أخلى القنوات، وأن ألزم المنبع وأعرض عما دونه.

واليوم أجد في نفسى رغبة لأنقل هذا الشعور لإخواني الذين تهزهم زلات الأفراد وتزعزع ثقتهم أخطاء الأتباع التي لن تنتهي ما دام على ظهر الأرض خطاء من نسل آدم عليه السلام.

وليعلم كل من هزته زلة أو زعزعته خطيئة مخلوق حي -علمنا سلفنا أنه لن تؤمن عليه الفتنة– أن ما هم فيه إما ضعف أو تربص، نعم أقولها صريحة وأرجو ألا يغضب منى أحدهم، وما الضعف إن لم يكن ذلك، وما الضعف إن لم تكن كلمة تذهب به وأخرى تأتى به؟

رحم الله الإمام أبا حامد الغزالي إذ يقول: "وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق" وقال أيضا: "فاعلم أن من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال، فاعرف الحق تعرف أهله إن كنت سالكا طريق الحق وإن قنعت بالتقليد والنظر إلى ما اشتهر من درجات الفضل بين الناس، فلا تغفل الصحابة وعلو منصبهم" [الإحياء].

ولعله تربص ومحاولة لإيجاد مبررات التفلت والنكوص بإقناع النفس أن هذا هو الأصل وأنه ليس وحده المتفلت والأمر هين وهذا كما يقال بالعامية نوع من أنواع "التلصيم"، نعم "تلصيم".

لقد أخبرنا ربنا أنه " لا تزر وازرة وزر أخرى" وأن " كل نفس بما كسبت رهينة" وأوصانا فقال: (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)، وغير ذلك من الآيات التي لم تدع لأحد هؤلاء المتربصين حجة ولم تترك له فرصة ليبرر لنفسه التفلت بفعل الرجال.

وكما نكرر دوما المنهج حجة علينا ولسنا نحن حجة على المنهج، وقد أبى الله أن تكون عصمة إلا لكتابه وأنبيائه ولم يعطها لأحد غيرهم.

أقول هذه الكلمات وأنا حزين لاضطرارنا تكرار هذا الأمر كلما حدثت مشكلة أو كشف ستر أحد أبناء آدم الخطائين فقامت الدنيا ولم تقعد وبدأت النبرة الحزينة المرتعشة لدى من ينتسبون لمنهج المخطئ موازية للهجة الشماتة والتشفي ممن ينتسبون للمناهج الأخرى، والأمر بسيط، وواضح، والقاعدة واضحة وتقطع الطريق بيسر على كل ذلك اللغط.

الحق لا يعرف بالرجال.. وإنما يعرف الرجال بالحق.. فاعرف الحق تعرف أهله..

أقول هذه الكلمات ليس تهوينا من شأن الأخطاء أو تبريرا للمخطئين، ولكن تبرأة للمنهج الذى لا يعرف إلا برجال زكاهم الله وأثنى عليهم وأنعم عليهم (مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).

أما نحن.. الأحياء الخطاؤون من بنى آدم فلم ولن نكون أبدا حجة على الحق، ومن كان أفضل منا يوما رأوا في أنفسهم ذلك ، فها هو الإمام مالك رحمه الله تعالى يقول: "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فإن وافق الكتاب والسنة فخذوا به وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه".

وهذا هو الإمام الشافعي رحمه الله يقول: "ما من أحدٍ إلا وتذهب عليه سنة للنبي أو تعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصّلت من أصل فيه عن رسول الله خلاف ما قلت فالقول قول رسول الله وهو قولي وجعل يردد هذا الكلام ".

وغير ذلك مما نقل عن أولئك الأخيار الذين لم يروا أنفسهم حجة على المنهج أو علامات عليه فمن نحن لنرى أنفسنا كذلك؟

لكن مع كل ذلك يبقى الخطأ خطأ وتبقى المحاسبة واجبة والمسئولية قائمة وخصوصا أنه سيظل من الناس من لا يفهم هذه القاعدة فتنفره أخطاؤنا عن الدين نفسه وإلا ما قال النبؤ صلى الله عليه و سلم لبعض أصحابه "إن منكم لمنفرين" ولما أصر أن يبرئ ساحته –رغم أنه لم يتهم– حينما مر الصحابة فوجدوه يكلم امرأة فسارع في إثرهم قائلا "إنها صفية" وفسر ذلك بقوله "إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم".

ولما أصر سيدنا يوسف عليه السلام على تبرأة ساحته قبل الخروج من السجن بقوله (ما بال النسوة اللاتى قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عليم).

كل ذلك وغيره يجعلنا أمام مسئولية لا تنفيها القاعدة العظيمة التي صدرت بها مقالي لكنها تتعاضد معها لتشكل التكامل المطلوب منا، فما بين ثقة في المنهج وعدم تأثر بزلات الأتباع وبين الحرص على عدم فتنة الناس وتحمل المسئولية الكاملة عن مظهر وسمعة الدعوة ينبغي أن يكون هذا حالنا ولسانه يردد (ربنا لا تجعلنا فتنة).

اقرأ المزيد : رابطة النهضة والإصلاح. أوقد صار يعرف بالرجال؟
http://www.nahdaislah.com



دكتور /محمد على يوسف

الله عليك ياأبو يوسف

إختيار موفق جداُ وفى وقته بالتمام .... وفعلاً صدق المثل الشعبى الذى يقول
( كل شئ فى وقته حلو )
فكم أحزنى وأثر فى نفسى ماحدث من النائب / أنور البلكيمى لأكثر من سبب

أولها .... أنه ينتمى إلى التيار الإسلامى ومحسوب عليه وسيأخذ كثير من السفاء
فعل الرجل على الإسلام وعلى التيار الإسلامى مع أن رسولنا الكريم صلوات الله
وسلامه عليه أخبرنا فيما معنى الحديث أن المؤمن يمكن أن يكون جباناً ويمكن أن يكون
بخيلاً ويمكن أن يرتكب أخطاء أخرى كثيرة غير أنه أبداً لا يكون كذاباً

أما ثانيا .... فإنه نائب عن دائرتنا ومحسوب علينا

ولكن فى نفس الوقت أسعدنى جدأ وأثلج صدرى مافعلة حزب النور بفصل النائب
وإجباره على تقديم إستقالته من مجلس الشعب
وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أنه حزب محترم وله مبادئ وأن منهجه هو منهج
الإسلام الصحيح فالحق أحق أن يتبع
وطمأننى أكثر أن مصر الجديده ليس فيها مكان لكاذب ولا تستر على فاسد
فكم أنا متفائل بمصر الجديده

مشكور للمرة الثانيه أبو يوسف على هذا الإختيار الموفق جداً

اللهم لا تجعلنا فتنه

اللهم آمين ....... اللهم آمين ....... اللهم آمين

كتب أخى أبويوسف

فجميعنا لنا ذنوب واخطاء وخطايا وزلات
لو علمها الناس لضربونا بالنعال على امهات وؤسنا

وكتبت أختنا صفا الروح

لو ان للذنوب رائحة ما جلس مناأحد .. هذا أولا
وكتبت أيضاً

وأتمنى من الناس الايتغروا فى انفسهم وان يعلموا ان لكل انسان معاصيه وان يكفوا على تصويب سهامهم تجاه هذا الرجل فهو والله يستحق الشفقة والدعاء

نعم صدقتما والله فلكل منا ما يكفية من الذنوب والمعاصى بل والخطايا ولولا ستر الله علينا لما إستطاع أحد منا أن يواجه الآخر
ونعم والله لقد أخطأ الرجل وكان خطأه شنيعاً .... ربما بسبب الضعف البشرى الذى يعترينا جميعاً ... وهذا ليس مبررأبداً لخطأه
ولقد لمنا النائب من منطلق غيرتنا على إسلامنا وعلى التيار الذى ينتمى إليه وأيضاً
من منطلق غيرتنا على دائرتنا التى يمثلها

لكنى والله بعد أن إعتذر النائب بالأمس وإعترف بخطأه ..... أجد فى نفسى أننى أريد أن
أقف لهذا النائب بل وأنحنى له إجلالاً وإحتراماً على هذة الشجاعة المنقطعة النظير فى
أن يعترف وأمام الملأ كل الملأ وبهذة السرعة وبرغم كل العواقب التى سيجرها عليه هذا
الإعتراف والتى يعلمها الرجل جيداً .... لاشك أن هذا التصرف الشجاع جداً من هذا الرجل المحترم جداً يدل على أن هذا الرجل قد علم أنه أخطأ وعلم أيضاً أن خير الخطائون
التوابون
وإنى والله لأرجو الله تعالى أن ينطبق عليه قوله سبحانه وتعالى

وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135]