هيا بنا لنرتقي

متَى نَرتقـِـي ؟؟

تسَـاؤلٌ واجهته كثيراً ، طُرح في ميَـادين شتى ، وأحايين كثيرة !
وقفتُ أمامه حائر في تحـديد معنى الارتفـاء أو حصره في
تعريف معين !

ما رأيته من إجابات متعددة كان كل من أصحابها قد اعتمـد على
تجربته في الحيَـاة .. متى نرتقـي ؟!

ربّما إذا تعلّمنـا كيف نرتقـي ، ثم طبقنا ماتعلّمناه في حياتنا اليوميّة ..
ربّما إذا سألنا أنفسنا كيف نرتقي بذواتنا / مشاعرنا / أفكارنا تطلّعاتنا
كيف نرتقي حتى بهمُومنا وفي عاداتنـا اليوميّة ، وعلاقاتنا،ثم بعد
ذلك كيف نرتقي بمن حولنـا ثمّ بمجتمعنا
فأنـا على يقينٍ بأنّا إذا وسّعنـا أفُق التأمّـل والتفكر ليشمل أقصى
ما باستطاعتنا بلُوغه داخل الإطـارِ الذي نعيش فيه ، حينها :
سنعرف مالمطلُوب منّا عمله في سبيل الارتقـاء ..

أحيَـاناً يكون الارتقاء في تمسُّكنا بالمبـادئ المغرُوسة في دواخلنا ،
مبادئ تربينا عليها منذُ الصّغر ولكن الأيّـام جعلتنا نغفلُ عنها ، أو ربّما
أحيـاناً لا تكُون لدينـا الجُـرأةَ لممارستها ..!

حين نفكّـر في الارتقـاء سنفكر في أن نعتمـد على أنفسنا ، أن نجتهدَ
في سبيل ما نُريـد ، أن نبـذل و نبـذل ونقـاوم أصعب الظّروف حتى
نتــذوّق نعمةَ ( تحقيـقِ الذّات ) !

عندما تتـراكم المسؤوليات وتتـداخلُ الأدوار التي نعيشها بشكلٍ
يوميّ ، عندهـا سنُحـاول جاهدين أن نعقـد الصُّـلحَ مع
( السّاعة ) لتُمهلنا دقائـق لكي نتـوازن ، وهاهي دائماً تخذلنا ، في تلك
المواقف نستشعــرُ أهميّة الوقـت ، فلا رُقي بدونما إجسَـاس
بنعمَـة السّـاعة التي نعيشهـا الآن

متي نرتقي با فكارنا ونتعامل مع الاخرين كما ينبغي
ضع نفسك مكان الاخرين وعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به
هل تحب للبشر ان يعاملوك باسلوب التخوين
هل تحب للاخرين ان يكشفوا لك سترا قد ستره الله عليك

التفي بفكرك فانت مسلم وكن مميزا

كن مميزا في افكارك

كن مميزا في سلوكك

كن مميزا في مجتمعك

كن مميزا في تعاملاتك مع الاخرين !

ثم أنّ هناك ثمّــةَ أمـرٍ نغفل عن إثراء ساعاتنا به ، ألا وهو ذكر
الله عـزّ وجل كي نحصل على الارتقـاء الأهم ذلكـم الارتقـاء
في كفّـة حسناتنا التي تمنحنا رقياً في دار الآخـرة ..
معـانٍ كثيــرة نستطيع ذكرهـا في هذا السّيـاق ، نُعيد بها صيَاغة

مفهُومنا للارتقـاء ، نتيقن ونثق بعـدها بأنّـا قادرُون على تطبيقه
متى ما قـرّرنا ذلك ، فلا نبخل على أنفُسنا بمثل هذا القـرار :
" أريد أن أرتقي بذاتي ، كي يرتقي مجتمعي ، كي ترتقي أمّتـي "
إذن هي سلسلة متصلة رقي كل منها رقيٌّ للآخـر !