كاتب من بلدنا المنسيه

« صياح الديكة التوبة عن الكتابة
[size=18]قصة العناء معى طويلة، فهى فلسفة الوقوف أمام المد…..ودفعه بمد أشد منه قوة، وقوة الدفع أمام الدفع بقوة مثلها أو أشد منها قوة، ولولا هذا المد المضاد والدفع المضاد لاستحكمت قوى السلب، فمزقت البياض وأحالته إلى سواد. ولكنى لا أعرف إن كنت فى هذه القضية منصفاً أم لا.. ولذا يا جمهورى المعروض عليهم الأمر فلربما كان لكم رأى آخر..
فعندما رفض الناشر رفض روايتى الأولى نشرتها على حسابي الخاص وهكذا فعلت فى سائر كتبي – فأنا أرفض الاستجداء والطرق الخلفية، وأساليب المصلحة التى تقابلها مصلحة أخرى،


وعندما كنت فى منتهايات باكر العمر، وذهبت إلى صاحب دار النشر الكبرى – وعرض علىَّ العمل مصححاً…. بعد عام من الذهاب والعودة لكى ينشر لي كتاباً…عرض علىَّ العمل – رفضت – لأنى جئت فى غرض معين ولم يستجب له – هذه قاعدة أسير عليها.وبعد وصولى للستين وجدت أنها تمثيلية كبرى فلا الكتب توزع – ولا تُشترى – ولا يستفاد منها – وعندما حضرت مؤتمر الأدباء وجدتهم يجتمعون لكى يتفقوا على صفقات خاصة – وليس من أجل الفكر ولا مصلحة الأمة – ولا الرقى بذوقها ودفعها إلى الفهم الصحيح – حتى فى الإنتخابات وجدتهم يختارون من له صفحة أدبية فى صحيفة أو من يمنيهم لأنه يعمل فى هيئة كبرى من هيئات النشر – ووجدتهم يلتقون وفى ذهنهم – خطة – لكل واحد أن يلتقى لهذا أو ذاك ليكتب عن كتابة، حتى عندما كان لي عمل أدبي فى اتحاد الكتابَّ رفُض كتابي لأنني لست صاحب صله بلجنة القراءة… حتى الأديبة التى كانت وتؤمن بقلمي وجدت أننى عائق كبير فى سبيل نشر أعمالها وأن معرفتى عرقلة كبرى فى مسار حياتها … حتى تلك التى كتبت يوماً لي – أن أسلوبي ككلمات التوارة ونشيد الإنشاد – تنكرت – لأنها وجدت أني ما زلت نسيا منسياً فى هذا العالم…. قال لي فلاح فى قريتي… ما رأيك أن تفتح مكتباً لتحفيظ القرآن العظيم وقد كانت لك من قبل وطول عمرك – باع طويل فى الدين…
وقال لي مثقف لماذا لا تعمل فى صحيفة
وقال آخر لقد خرجت للمعاش فلماذا لا تعتزل العالم. و نواقصه وتصلى وتبتعد عن الشرور، ولكن بداخلي روح متوثبة و الإنخراط عندى فى داخل البيضة أفضل من الوقوف مسكيناً مغيض الجناح أنتظر..لقد كانت قضيتي العناد – والعناد فلسفة أحياناً إيجابية – وذهبت إلى مجال النشر الإلكتروني ولكن الباب أغلق أيضاً – أمامي – وعندما أقرأ الكم الهائل من الكلمات لا أجد لها معنى، قال لى أخى الصغير العالم: ليس القلم حرفتنا، إنما حرفتنا أن نبحث عن أرزاق أولادنا ولقد استولى الناس على هذه البضائع والسلع بالحيل – والمداهنة والغش لماذا لا تصبح مأذونا – توثق العقود؟
سدت الطرق أمامي – وقال لي شيخ لماذا لا نرخص لك لكى تخطب فى مسجد.
وقالت لي زوجتي: أحمد الله على ما أنت عليه – لقد كتبت آلاف الصفحات وهى مكومة – تشغل مكان ملابس الأولاد – لماذا لا تبيعها ؟
وقالت سمية ( ابنتى ) لا لا يا أبي لا تفعل.
وقال ولدى الأكبر: لماذا يا أبي لسنت كمثلنا – كنت مديراً عاماً – ولم تفعل شيئاً – لم تبن لنا بيتاً لم تنقذنا من هذه القمامة التى نعيش فيها – لماذا لم تكتب مسلسلات كهذه التى نسمعها ونراها فى التلفاز ؟
وقال الصغير الذى يطمع فى الدراجّة والملابس والحلوى – والمنظار – والمحمول.. لماذا يا أبي عندما كنت معلماً لم تصبر على الإعارة.وعدت هاربا لمصر؟
قالت ابنتي الصغيرة أريد خواتيما كما لزميلتى فى الفصل قلت لثلاثتهم الصغار.. المال بيد الله – لقد أدخلتكم التعليم الديني لتحفظوا القرآن.. قال الولد الأكبر: يا أبى ليست هذه هى الدنيا… الدنيا ليست القلم، الدنيا شق الحياة بقوة واستخلاص ذهبها القوة يا أبي فى المال ألا ترى أمامك كل شئ يباع حتى الذمم - حتى الذين يدعون أنهم شرفاء يكتشف أنهم سادة ومعلموا السرقة – واللصوصية والكذب – الدنيا تحتاج للقوة يا أبى لقد نفذت حياتك خطاً – حتى الكَّتاب الذين ظننا أنهم شرفاء يحتلون المناصب ليروجوا لفكرهم ويبيعونه لا يهم نوع الفكر… حتى سلاطين الدين يتاجرون على القنوات الفضائية – حتى أولئك العظماء من المتدينين عندما ذهبت لتنشر كتبك الدينية رفضوها لأنك لست منهم اسمك غير مقيد عندهم إن الكتابة يا أبي لم تجر عليك إلا الضعف والتأخر عن الركب كان أولى لك أن تشتغل بمهنة تدر عليك ربحاً… أو كان عليك أن تحترف بجانبها المداهنة والتلفيق فهى مشروعة مع أهل التلفيق والمصالح… الكل باطل يا أبى..

قَسَّمت مخطوطاتي أقساما وأجزاءا وأوصيت أولادى بالجثة الهامدة قالت سمية: يا أبي ماذا لو نشرنا لك كتاباً عذبك فى الآخرة وفكرت طويلاً إن الحروف محسوبة عليك وهى أكثر محاسبة للأفكار المسجلة بالمداد…

ولذا فأنا قد قررت التوبة عن الكتابة وأنا غير نادم…فقد كانت الكتابة غواية وهوى…
2
شُق جدار الماضى وانهدمت أسواره لأجد نفسى فى الستينات وجها لوجه مع أبي يأخذ أوراقي ليحتفظ بها.. حتى أذاكر… المدينة الكئيبة التى أسكن فيها يقف هو على بابها وأنا وسطها.. وهو عمل الأوراق… ” مذكرات صبى ” ” إرهاصات المدينة الابنة “… يهبط القطر من عينى مع قطر المطر فارتد إلى غرفتي التى أسكنها مغترباً عن قريتي من يومها صار القلم ذنباً – معصية – ولقد غذى الناس هذا المعنى …
لدرجة أني كنت أخفى القلم والورق الأبيض والورق المحبور داخل ثيابي..
فلماذا لا أتوب عنها.. وأحرق الأوراق – لماذا أحتفظ بالذنب – والألم – والمعوق ..

قال لي رفيق ألتقي به بعض هوامش ليل أو نهار… الكتابة كحرفة… تضيع وتشغل عن العبادة..
بدأت شاعراً ولما وجدت الشعر سيعوقني عن الطمأنينة وراحة البال.. انتهيت موظفاً. لقد ضيعت عمرك..
ختمت زوجتي المقال: لقد ضيعت أموالاً وأموالاً فى سبيل الكتابة لسوف يحاسبك الله عنا.
انكفأت ولكن قَطر الشتاء الذي سقط من عيني فى المدينة المكتئبة لم يسقط.. فقد جف نبع الدموع.
تجولت أمامي سحب جمال تحمل الحنطة.. لكي تضعها في الأجران لتدرس كان ذلك هو أول أيام عهدي بالقلم وبالمداد فى شأن الهوى ومواجع القلب وأنا عائد من المدينة فى آخر يوم من امتحان المدرسة الإعدادية ثم تراءت لي صوري فى المسجد الأزهر أدور بين العمدان أعيش الماضى بليله ونهاره وصوت القاهرة – وأفراس نابليون-والمشايخ الفضلاء تضمخ وجوههم العطور وقد جاء إلى مجلسنا شيخ التصوف- ولكن ذهني كان مشغولاً بقصيدة ( قرمزة الحى ) – جلس الشيخ – وهو يحقق كتاب (المنقذ من الضلال) للإمام الغزالي أخرج إلى حي الأزهر .. إلى الغورية ثم أعود إلى خان الخليلي الغرفة التي أسكنها ضيقه أترك الرفاق لأعاود البحث عن ضالتي التي لا أعرفها ولا أعرف كنهها ولا أعرف ما أريد.
أذهب إلى قسم الفلسفة فى الآداب لأسمع المحاضرة فى الفلسفة اليونانية وأعود لأجد الشقاء ما زال قابعاً.
أفقت من انكفائتى اللادمعية قائلاً: نعم لابد من التوبة عن الكتابة.
إن كل ما بت لا يساوى طلقة واحدة تطلق فى صدر البغاة الظلمة إن رائحة دخان بندقية مجاهد لا تساويها كل المخطوطات التي كتبتها ولا تساوى دمعة واحدة في عيني طفل سلبه الأمريكان والديه – ماذا أفادت كلماتك؟
3
قلت لنفسي وقد مضت الشهور الطوال: لم تنفذ العهد الذي أتفقت فيه مع نفسك وأولادك وهذه هي جثتك ميراثك من يفتحه يجده غابات من الأوراق التي صارت لها رائحة الزمن وبعض من عفن أوراق منذ ما يقارب الخامسة والأربعين عاما - وأوراقا من خمسين عاما واوراق من عشرين وأوراق وأوراق
لذلك قلمك لم يجف مداده لقد قطعت شوطا طويلا في الكتابة
قالت لي سمية وهى تتلو آيات من القرآن العظيم توقفت عنه قائلة: لقد توقفت عن الكتابة بالكتابة
( ابتسمت ومضت – وزارني الأمل:
قلت لها : نعم تبت عنها بها. هذا الموضوع كتب في 9 أكتوبر 2007 في الساعة 2:50 ص [/size كاتب الموضوع هو الا ديب
فوزى عبد الهادى عبد الله

انت بقى الدور عليك
هات الاستاذ فوزى عندنا فى المنتدى هام جدا فى الناحيه الادبية
يلا يا تريكة شوف الشغل

بسم الله الرحمن الرحيم
استاذي الأول /ابو عبد الهادي
علمتني ان الإنسان مخير في امور ومسير في امور
ومن الأمور التي تكون فيها مسيرا هي ان تفكر
ولابد ان ينتج عن الفكرة عبرة حتى يثبت الإنسان لذاته كيانها
وانه منتج ولذلك لايستطيع الإنسان ان يعتزل الفكرة مهما حدث
لأن الفكرة انا اعتبرها مداد وجود بينك وبين الواحد المعبود
لايمكن التخلي عنها او اعتزالها الابقدر قدره الله
اسمح لي ان اتجرأ لن تستطيع ان تعتزل الفكرة
فأنا اقرأ لك وسأوصي ولدي ان يقرأ لك
وسأطلب منه ان تكون وصيته للأجيال,
عشت كما عاش الحرف
عشت كما عاشت الكلمة
عشت كما عاشت الفكرة
استاذي الثاني / عبد الله شعبان
والله لا اسابقك بعد اليوم
فأنت دائما تسبقني



كل حدائق الورود لكما

الله عليك كتابة ولأجمل تعليقات ولاأحلى أخوة ولأروع[/quote][/b]