دبركى
الرسالة دي ظهرت لانك مش مسجل دخولك ...
لو كنت عضو معانا اضغط دخول ..
ولو لسة ماشتركتش اضغط تسجيل وهاتشترك معانا في خطوتين بس ..
ولو مش حابب تشارك معانا اضغط اخفاء واستمتع بزيارتك ..
واسفين لازعاجكـ ......


مجلس الاداره

دبركى
الرسالة دي ظهرت لانك مش مسجل دخولك ...
لو كنت عضو معانا اضغط دخول ..
ولو لسة ماشتركتش اضغط تسجيل وهاتشترك معانا في خطوتين بس ..
ولو مش حابب تشارك معانا اضغط اخفاء واستمتع بزيارتك ..
واسفين لازعاجكـ ......


مجلس الاداره

دبركى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دبركى بلدنا بنحبها معنى الإبداع صنع الشيء المستحيل ونحن نصنع المستحيل ..(المقلدون خلفنا دائماً) من قلدنا أكد لنا بأننا الأفضل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اذكر الله
مشاهدة الصورة بالحجم الكامل
اعجبنى فيس بوك
اضغط هنا
لاظهار اعجابك
 بالموضوع
على صفحتنا
فى الفيس بوك


المواضيع الأخيرة
» نداء للعوده
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2015-07-17, 08:01

» حمل المكتبه القانونيه المرجع جديد 8 ميجا فقط للقانون او الدستور المصرى
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف mantman 2014-12-01, 02:39

» العيد
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2014-07-24, 08:46

» دعاء
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2014-07-12, 12:03

» لتسعد
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2014-07-12, 12:01

» كعب بن مالك .. قصه
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف هدى عمار 2014-06-17, 09:48

» النيه الحقيقيه و الغير مشروطه
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف هدى عمار 2014-06-17, 09:39

» اسطوانة تعريفات ويندوز7 من مايكروسوفت برابط مباشر لجميع الاجهزه
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف ashrefmnsy 2014-06-05, 06:22

» خزائن الله وما نتمناه منها
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2014-03-13, 01:18

» شركة زهرة التوظيف المصري نوفر جميع العمالة من مصر
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف محمد ضافر 2014-02-17, 14:21

» ثورة
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2014-02-13, 21:40

» عام جديد
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2013-12-30, 06:00

» الهجر
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف احمد عرفة 2013-12-29, 01:23

» اصلاح الفلاشات التي لا تقبل الفرمتة او التى تحولت الى نظام raw
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف raboha 2013-12-15, 03:18

» عائلة الشيخ محمد شريف
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitimeمن طرف زائر 2013-11-25, 21:29

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
صفا الروح
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
عبدالله شعبان
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
هـمـــوســــة
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
عبد العظيم شريف
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
شريف محمود شريف
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
عطاالله
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
احمد الفقي
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
admin
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
Shamis alnhar
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
أبوشهد
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_rightيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Barيا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Bar_left 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 66 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 66 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 867 بتاريخ 2011-02-15, 03:45
برامج مهمه
 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط دبركى على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط دبركى على موقع حفض الصفحات
ادسنس
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7655 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو black02246903 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 59225 مساهمة في هذا المنتدى في 15855 موضوع

 

 يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-22, 06:13


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوانى و أخواتى فى الله الكرام اعضاء وزوار ومشرفين ومحبين منتدى دبركى الغالى أهلا و سهلا و مرحبا بكم

فى البداية لا عطاء كل ذى حق حقه فكرة الموضوع جائتنى عبر رسالة من
أختنا (سلام الرجوب)الملقبة بهمسة فلسطين
وطلبت نشر موضوع على صورة حلقات متصلة على غرار موضوعاتها واختارت الموضوع ودلتنى عليه عبر رابط وبعد قراءة الموضوع وجدت انه هام جدا لكل مسلم ولكل بيت من بيوت الاسلام
بل انى أجد أنه موضوع من المفروض أن يعرفه كل مسلم موحد بالله عز و جل ,موضوع غاية فى الأهمية , بل هو الموضوع الأساسى فى حياة المسلم فعلا .

فى الوقت الذى وجدنا فيه الأصوات الصاخبة قد علت و ارتفع ضجيجها و أصبحت الساحة مليئة بالخزعبلات و المتطرفين الذين يدعون العلم -الا من رحم ربى - و انتشرت القنوات التليفزيونة التى تذيع الكليبات الماجنة أو برامج السحرة و المشعوذين .

و أصبح اليوم المسلم العادى فى حيرة من أمره يتسأل ما الفارق بين مذهب أهل السنة و الجماعة و غيره , و لماذا هذا التناقض و التناحر بين الطوائف المسلمة و المدعية للأسلام ,
و كثير كثير من الأسئلة التى قد لا يجد أغلبنا الأجابات الشافية الكافية عليها



وموضوعنا ببساطة شديدة عقيدة التوحيد و بيان ما يضادها أو ينقضها من الشرك الأكبر و الأصغر و التعطيل و البدع و غير ذلك .
وحيث ان
الدال على الخير كفاعله ,
فالموضوع ليس من افكارى ولا تأليفى فلست بعالم ولا امثل قطرة حبر على ورقة فى كتاب عالم من أهل العلم ولكنه نشر فى كتاب رائع يوزع مجانا فى المملكة العربية السعودية
للشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية حفظه الله و رعاه
و لأن الكتاب رائع و سهل و بسيط و غزير المعلومات سأنقله حرفيا كما هو موجود على موقعه الأصلى ان شاء الله .علما بان الكتاب مزيل بأن الدال على الخير كفاعله وأن الكاتب اوصى باهدائه للغير جعله الله فى ميزان حسناته

و ان شاء الله سيكون النشر تباعا فى حلقات تحت نفس العنوان :يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها

و لأننى أحبكم فى الله و أحب لكم الخيراستجبت لطلب صاحبة الرسالة وبقدر الامكان سوف ننشر الكتاب على حلقات مبسطة للاستفادة الكاملة ان شاء الله تعالى
ولى رجاء وهو قراءة كل حلقة وعدم الرد حتى تكون متصلة وعدم الاستهانة بقراءة الحلقات لانها مفيدة جدا
وان أاعجبتكم الحلقات فأطمع فى دعاء بظاهر الغيب أن يشفى صاحبة الفكرة ويرزقها الذرية الصالحة
والدعاء لى ولوالدى بالمغفرة وأن يرزقنى وأمى وزوجتى حج بيته العظيم وأن يجعل أبنائى من حفظة كتابه الكريم

والموضوع منقول كما نشر فى أحد المنتديات العربية

على بركة الله بلا رياء أو سمعة

اليوم مع الحلقة الأولى وهى

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها1

المقدمة

الباب الأول مدخل لدراسة العقيدة

الباب الثاني معنى التوحيد وأنواعه

الباب الثالث في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية

الباب الرابع أقوال وأفعال تُنافي التوحيد أو تُنقصُه

الباب الخامس في بيان ما يجب اعتقاده في الرسول وأهل بيته وصحابته

الباب السادس البدع

عقيدة التوحيد
وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر
والتعطيل والبدع وغير ذلك

المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد :
فهذا كتاب في علم التوحيد ، وقد راعيت فيه الاختصار مع سهولة العبارة ، وقد اقتبسته من مصادر كثيرة من كتب أئمتنا الأعلام ، ولا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وكتب العلامة ابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه من أئمة هذه الدعوة المباركة ، ومما لا شك فيه أن علم العقيدة الإسلامية هو العلم الأساسي الذي تجدر العناية به تعلما وتعليما وعملا بموجبه ؛ لتكون الأعمال صحيحة مقبولة عند الله نافعة للعاملين ، خصوصا وأننا في زمان كثرت فيه التيارات المنحرفة ؛ تيار الإلحاد ، وتيار التصوف والرهبنة ، وتيار القبورية الوثنية ، وتيار البدع المخالفة للهدي النبوي ، وكلها تيارات خطيرة ما لم يكن المسلم مسلحا بسلاح العقيدة الصحيحة المرتكزة على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة ، فإنه حري أن تجرفه تلك التيارات المضلة ؛ وهذا مما يستدعي العناية التامة بتعليم العقيدة الصحيحة لأبناء المسلمين من مصادرها الأصيلة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-22, 06:27


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 2

الباب الأول

مدخل لدراسة العقيدة

ويتكون من الفصول التالية :

الفصل الأولُ : معنى العقيدة ، وبيان أهميتها ؛ باعتبارها أساسا يقوم عليه بناء الدين .

الفصل الثاني : مصادر العقيدة الصحيحة ، ومنهج السلف في تلقيها .

الفصل الثالثُ : الانحرافُ عن العقيدة ، وسُبلُ التوقي منه .

الفصل الأول

في بيان العقيدة وبيان أهميتها باعتبارها أساسا يقوم عليه بناء الدين

العقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء ، واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير

. والعقيدة : ما يدين به الإنسان ، يقال : له عقيدة حسنة ، أي : سالمة من الشك . والعقيدةُ عمل

قلبي ، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .

والعقيدةُ شرعا : هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والإيمان بالقدر خيره

وشره ، وتُسمى هذه أركانُ الإيمان .

والشريعة تنقسم إلى قسمين : اعتقاديات وعمليات :

فالاعتقاديات : هي التي لا تتعلق بكيفية العمل ، مثل اعتقاد ربوبية الله ، ووجوب عبادته ،

واعتقاد بقية أركان الإيمان المذكورة ، وتُسمى أصلية .

والعمليات : هي ما يتعلق بكيفية العمل مثل الصلاة والزكاة والصوم وسائر الأحكام العملية ،

وتسمى فرعية ؛ لأنها تبنى على تلك صحة وفسادا .

فالعقيدةُ الصحيحةُ هي الأساسُ الذي يقوم عليه الدين ، وتصحُ معه الأعمال ، كما قال تعالى :

فمنْ كان يرْجُوا لقاء ربه فلْيعْملْ عملا صالحا ولا يُشْركْ بعبادة ربه أحدا .

وقال تعالى : ولقدْ أُوحي إليْك وإلى الذين منْ قبْلك لئنْ أشْركْت ليحْبطن عملُك ولتكُونن من

الْخاسرين .

وقال تعالى : فاعْبُد الله مُخْلصا لهُ الدين ألا لله الدينُ الْخالصُ .

فدلت هذه الآيات الكريمة ، وما جاء بمعناها ، وهو كثير ، على أن الأعمال لا تُقبلُ إلا إذا

كانت خالصة من الشرك ، ومن ثم كان اهتمام الرسل - صلواتُ الله وسلامه عليهم - بإصلاح

العقيدة أولا ، فأول ما يدعون أقوامهم إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ، كما قال

تعالى : ولقدْ بعثْنا في كُل أُمةٍ رسُولا أن اُعْبُدُوا الله واجْتنبُوا الطاغُوت .

وكلُ رسول يقول أول ما يخاطب قومه :

اعْبُدُوا الله ما لكُمْ منْ إلهٍ غيْرُهُ قالها نوح ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، وسائر الأنبياء لقومهم .

وقد بقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عاما يدعو الناس إلى

التوحيد ، وإصلاح العقيدة ؛ لأنها الأساسُ الذي يقوم عليه بناءُ الدين . وقد احتذى الدعاة

والمصلحون في كل زمان حذو الأنبياء والمرسلين ، فكانوا يبدءون بالدعوة إلى التوحيد ،

وإصلاح العقيدة ، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الأمر ببقية أوامر الدين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-22, 19:23


الفصل الثاني

في بيان مصادر العقيدة ومنهج السلف في تلقيها

العقيدة توقيفية ؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع ، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد ، ومن ثم

فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة ؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له

وما ينزه عنه من الله ، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولهذا

كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقي العقيدة مقصورا على الكتاب والسنة .


فما دل عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به ، واعتقدوه وعملوا به . وما لم يدل عليه

كتاب الله ولا سنة رسوله نفوْهُ عن الله تعالى ورفضوه ؛ ولهذا لم يحصل بينهم اختلاف في

الاعتقاد ، بل كانت عقيدتهم واحدة ، وكانت جماعتهم واحدة ؛ لأن الله تكفل لمن تمسك بكتابه

وسنة رسوله باجتماع الكلمة ، والصواب في المعتقد واتحاد المنهج ، قال تعالى : واعْتصمُوا

بحبْل الله جميعا ولا تفرقُوا .

وقال تعالى : فإما يأْتينكُمْ مني هُدى فمن اتبع هُداي فلا يضلُ ولا يشْقى .

ولذلك سُمُوا بالفرقة الناجية ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد لهم بالنجاة حين أخبر

بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، ولما سئل عن هذه الواحدة

قال : هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

وقد وقع مصداق ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فعندما بنى بعض الناس عقيدتهم على

غير الكتاب والسنة ، من علم الكلام ، وقواعد المنطق الموروثيْن عن فلاسفة اليونان ؛ حصل

الانحرافُ والتفرق في الاعتقاد مما نتج عنه اختلافُ الكلمة ، وتفرُقُ الجماعة ، وتصدع بناء

المجتمع الإسلامي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-22, 20:31


الفصل الثالث

في بيان الانحراف عن العقيدة وسبل التوقي منه

الانحراف عن العقيدة الصحيحة مهلكة وضياع ؛ لأن العقيدة الصحيحة هي الدافع القوي إلى

العمل النافع ، والفرد بلا عقيدة صحيحة يكون فريسة للأوهام والشكوك التي ربما تتراكم عليه

، فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لدروب الحياة السعيدة ؛ حتى تضيق عليه حياته ، ثم يحاول

التخلص من هذا الضيق بإنهاء حياته ولو بالانتحار ، كما هو الواقع من كثير من الأفراد الذين

فقدوا هداية العقيدة الصحيحة .

والمجتمع الذي لا تسوده عقيدة صحيحة هو مجتمع بهيمي يفقد كل مقومات الحياة السعيدة ؛

وإن كان يملك الكثير من مقومات الحياة المادية التي كثيرا ما تقوده إلى الدمار ، كما هو

مشاهد في المجتمعات الكافرة ؛ لأن هذه المقومات المادية تحتاج إلى توجيه وترشيد ؛

للاستفادة من خصائصها ومنافعها ، ولا موجه لها سوى العقيدة الصحيحة ؛ قال تعالى : ياأيُها

الرُسُلُ كُلُوا من الطيبات واعْملُوا صالحا .

وقال تعالى : ولقدْ آتيْنا داوُد منا فضْلا ياجبالُ أوبي معهُ والطيْر وألنا لهُ الْحديد أن اعْملْ

سابغاتٍ وقدرْ في السرْد واعْملُوا صالحا إني بما تعْملُون بصير ولسُليْمان الريح غُدُوُها شهْر

ورواحُها شهْر وأسلْنا لهُ عيْن الْقطْر ومن الْجن منْ يعْملُ بيْن يديْه بإذْن ربه ومنْ يزغْ منْهُمْ

عنْ أمْرنا نُذقْهُ منْ عذاب السعير يعْملُون لهُ ما يشاءُ منْ محاريب وتماثيل وجفانٍ كالْجواب

وقُدُورٍ راسياتٍ اعْملُوا آل داوُد شُكْرا وقليل منْ عبادي الشكُورُ .


فقوة العقيدة يجب أن لا تنفك عن القوة المادية ؛ فإن انفكت عنها بالانحراف إلى العقائد الباطلة

، صارت القوة المادية وسيلة دمار وانحدار ؛ كما هو المشاهد اليوم في الدول الكافرة التي

تملكُ مادة ، ولا تملك عقيدة صحيحة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-22, 21:10


والانحراف عن العقيدة الصحيحة له أسباب تجب معرفتها ، من أهمها :

1 - الجهل بالعقيدة الصحيحة ؛ بسبب الإعراض عن تعلمها وتعليمها ، أو قلة الاهتمام والعناية

بها ؛ حتى ينشأ جيل لا يعرفُ تلك العقيدة ، ولا يعرف ما يخالفها ويضادها ؛ فيعتقد الحق

باطلا ، والباطل حقا ، كما قال عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - : " إنما تُنقضُ عُرى

الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرفُ الجاهلية " .


2 - التعصُبُ لما عليه الآباء والأجداد ، والتمسك به وإن كان باطلا ، وترك ما خالفه وإن كان

حقا ؛ كما قال الله تعالى : وإذا قيل لهُمُ اتبعُوا ما أنْزل اللهُ قالُوا بلْ نتبعُ ما ألْفيْنا عليْه آباءنا أولوْ

كان آباؤُهُمْ لا يعْقلُون شيْئا ولا يهْتدُون .


3 - التقليدُ الأعمى بأخذ أقوال الناس في العقيدة من غير معرفة دليلها ، ومعرفة مدى صحتها

، كما هو الواقعُ من الفرق المخالفة من جهمية ومعتزلة ، وأشاعرة وصوفية ، وغيرهم ،

حيثُ قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال ؛ فضلوا وانحرفوا عن الاعتقاد الصحيح .


4 - الغُلُو في الأولياء والصالحين ، ورفعهم فوق منزلتهم ؛ بحيث يُعتقد فيهم ما لا يقدر عليه

إلا الله من جلب النفع ، ودفع الضر ، واتخاذهم وسائط بين الله وبين خلقه في قضاء الحوائج

وإجابة الدعاء ؛ حتى يؤول الأمر إلى عبادتهم من دون الله ، والتقرب إلى أضرحتهم بالذبائح

والنذور ، والدعاء والاستغاثة وطلب المدد ، كما حصل من قوم نوح في حق الصالحين حين

قالوا : لا تذرُن آلهتكُمْ ولا تذرُن ودا ولا سُواعا ولا يغُوث ويعُوق ونسْرا .

وكما هُو الحاصلُ من عباد القُبور اليوم في كثير من الأمصار .


5 - الغفلة عن تدبر آيات الله الكونية ، وآيات الله القرآنية ، والانبهار بمعطيات الحضارة

المادية ؛ حتى ظنوا أنها من مقدور البشر وحده ؛ فصاروا يُعظمون البشر ، ويضيفون هذه

المعطيات إلى مجهوده واختراعه وحده ، كما قال قارون من قبلُ : قال إنما أُوتيتُهُ على علْمٍ

عنْدي وكما يقول الإنسان هذا لي ، إنما أُوتيتُهُ على علْمٍ .

ولم يتفكروا وينظروا في عظمة من أوجد هذه الكائنات ، وأودعها هذه الخصائص الباهرة ،

وأوجد البشر وأعطاهُ المقدرة على استخراج هذه الخصائص ، والانتفاع بها : واللهُ خلقكُمْ وما

تعْملُون .

أولمْ ينْظُرُوا في ملكُوت السماوات والْأرْض وما خلق اللهُ منْ شيْءٍ .

اللهُ الذي خلق السماوات والْأرْض وأنْزل من السماء ماء فأخْرج به من الثمرات رزْقا لكُمْ

وسخر لكُمُ الْفُلْك لتجْري في الْبحْر بأمْره وسخر لكُمُ الْأنْهار وسخر لكُمُ الشمْس والْقمر دائبيْن

وسخر لكُمُ الليْل والنهار وآتاكُمْ منْ كُل ما سألْتُمُوهُ وإنْ تعُدُوا نعْمة الله لا تُحْصُوها إن الْإنْسان

لظلُوم كفار .


6 - أصبح البيتُ في الغالب خاليا من التوجيه السليم ؛ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -

: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه [ أخرجه الشيخان ] ،

فالأبوان لهما دور كبير في تقويم اتجاه الطفل .


7 - إحجامُ وسائل التعليم والإعلام في غالب العالم الإسلامي عن أداء مهمتها ، فقد أصبحت

مناهج التعليم في الغالب لا تولي جانب الدين اهتماما كبيرا ، أو لا تهتم به أصلا ، وأصبحت

وسائلُ الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الغالب أداة تدمير وانحراف ، أو تعنى

بأشياء مادية وترفيهية ، ولا تهتم بما يُقومُ الأخلاق ، ويزرع العقيدة الصحيحة ، ويقاوم

التيارات المنحرفة ؛ حتى ينشأ جيل أعزلُ أمام جيوش الإلحاد لا يدان له بمقاومتها .




وسبل التوقي في هذا الانحراف تتلخص فيما يلي :


1 - الرجوع إلى كتاب الله عز وجل ، وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لتلقي

الاعتقاد الصحيح منهما ، كما كان السلف الصالح يستمدون عقيدتهم منهما ، ولن يصلح آخر

هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، مع الاطلاع على عقائد الفرق المنحرفة ، ومعرفة شُبههم للرد

عليها والتحذير منها ؛ لأن من لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه .


2 - العناية بتدريس العقيدة الصحيحة - عقيدة السلف الصالح - في مختلف المراحل الدراسية

، وإعطاؤها الحصص الكافية من المنهج ، والاهتمام البالغ في تدقيق الامتحانات في هذه المادة .
3 - أن تُقرر دراسةُ الكُتب السلفية الصافية ، ويبتعد عن كتب الفرق المنحرفة ، كالصوفية

والمبتدعة ، والجهمية والمعتزلة ، والأشاعرة والماتوريدية ، وغيرهم إلا من باب معرفتها

لرد ما فيها من الباطل والتحذير منها .

4 - قيام دعاة مصلحين يجددون للناس عقيدة السلف ، ويردون ضلالات المنحرفين عنها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-23, 04:06

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 3

الباب الثاني

في بيان معنى التوحيد وأنواعه

التوحيدُ : هو إفرادُ الله بالخلق والتدبر ، وإخلاصُ العبادة له ، وترك عبادة ما سواه ، وإثبات

ما لهُ من الأسماء الحسنى ، والصفات العليا ، وتنزيهه عن النقص والعيب ؛ فهو بهذا التعريف

يشملُ أنواع التوحيد الثلاثة ، وبيانها كالتالي :

1 - توحيد الربوبية

ويتضمن الفصول التالية :

الفصل الأول : في بيان معنى توحيد الربوبية ، وفطريته وإقرار المشركين به .

الفصل الثاني : في بيان مفهوم كلمة الرب في القرآن والسنة ، وتصورات الأمم الضالة في

باب الربوبية ، والرد عليها .

الفصل الثالث : في بيان خضوع الكون في الانقياد والطاعة لله .

الفصل الرابع : في بيان منهج القرآن في إثبات وحدانية الله في الخلق والرزق وغير ذلك .

الفصل الخامس : في بيان استلزام توحيد الربوبية لتوحيد الألوهية .



الفصل الأول

في بيان معنى توحيد الربوبية وإقرار المشركين به

التوحيد : بمعناه العام هو اعتقادُ تفرُد الله تعالى بالربوبية ، وإخلاص العبادة له ، وإثبات ما له

من الأسماء والصفات ، فهو ثلاثة أنواع :

توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وكل نوع له معنى لا بد من

بيانه ؛ ليتحدد الفرق بين هذه الأنواع :

1 - فتوحيد الربوبية

هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله ؛ بأن يُعتقد أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات : اللهُ خالقُ كُل شيْءٍ .
وأنه الرزاق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم : وما منْ دابةٍ في الْأرْض إلا على الله رزْقُها .

وأنه مالكُ الملك ، والمدبرُ لشؤون العالم كله ؛ يُولي ويعزل ، ويُعزُ ويُذل ، قادر على كل

شيء ، يُصرفُ الليل والنهار ، ويُحيي ويُميت : قُل اللهُم مالك الْمُلْك تُؤْتي الْمُلْك منْ تشاءُ

وتنْزعُ الْمُلْك ممنْ تشاءُ وتُعزُ منْ تشاءُ وتُذلُ منْ تشاءُ بيدك الْخيْرُ إنك على كُل شيْءٍ قدير

تُولجُ الليْل في النهار وتُولجُ النهار في الليْل وتُخْرجُ الْحي من الْميت وتُخْرجُ الْميت من الْحي

وترْزُقُ منْ تشاءُ بغيْر حسابٍ .

وقد نفى الله سبحانه أن يكون له شريك في الملك أو معين ، كما نفى سُبحانه أن يكون له

شريك في الخلق والرزق ، قال تعالى : هذا خلْقُ الله فأرُوني ماذا خلق الذين منْ دُونه .


وقال تعالى : أمنْ هذا الذي يرْزُقُكُمْ إنْ أمْسك رزْقهُ .

كما أعلن انفراده بالربوبية على جميع خلقه فقال : الْحمْدُ لله رب الْعالمين ، وقال : إن ربكُمُ اللهُ

الذي خلق السماوات والْأرْض في ستة أيامٍ ثُم اسْتوى على الْعرْش يُغْشي الليْل النهار يطْلُبُهُ

حثيثا والشمْس والْقمر والنُجُوم مُسخراتٍ بأمْره ألا لهُ الْخلْقُ والْأمْرُ تبارك اللهُ ربُ الْعالمين .


وقد فطر الله جميع الخلق على الإقرار بربوبيته ؛ حتى إن المشركين الذين جعلوا له شريكا

في العبادة يقرون بتفرده بالربوبية ، كما قال تعالى : قُلْ منْ ربُ السماوات السبْع وربُ

الْعرْش الْعظيم سيقُولُون لله قُلْ أفلا تتقُون قُلْ منْ بيده ملكُوتُ كُل شيْءٍ وهُو يُجيرُ ولا يُجارُ

عليْه إنْ كُنْتُمْ تعْلمُون سيقُولُون لله قُلْ فأنى تُسْحرُون .

فهذا التوحيدُ لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم ؛ بل القلوب مفطورة على

الإقرار به ؛ أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات ؛ كما قالت الرسل

فيما حكى الله عنهم : قالتْ رُسُلُهُمْ أفي الله شك فاطر السماوات والْأرْض .


وأشهر من عرف تجاهله وتظاهره بإنكار الرب فرعون ، وقد كان مستيقنا به في الباطن كما

قال له موسى : قال لقدْ علمْت ما أنْزل هؤُلاء إلا ربُ السماوات والْأرْض بصائر .

وقال عنه وعن قومه : وجحدُوا بها واسْتيْقنتْها أنْفُسُهُمْ ظُلْما وعُلُوا .

وكذلك من يُنكرُ الرب اليوم من الشيوعيين ؛ إنما ينكرونه في الظاهر مكابرة ؛ وإلا فهم في

الباطن لا بد أن يعترفوا أنه ما من موجود إلا وله موجد ، وما من مخلوق إلا وله خالق وما

من أثر إلا وله مؤثر ، قال تعالى : أمْ خُلقُوا منْ غيْر شيْءٍ أمْ هُمُ الْخالقُون أمْ خلقُوا السماوات

والْأرْض بل لا يُوقنُون .

تأمل العالم كله ، علويه وسفليه ، بجميع أجزائه ؛ تجده شاهدا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه .

فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة إنكار العلم وجحده ، لا فرق بينهما وما تتبجح

به الشيوعية اليوم من إنكار وجود الرب ؛ إنما هو من باب المكابرة ، ومصادرة نتائج العقول

والأفكار الصحيحة ، ومن كان بهذه المثابة فقد ألغى عقله ودعا الناس للسخرية منه .

قال الشاعر :


كـــيف يعصـــى الإلــه ويجحـــــده الجـــــاحد

وفي كل شيء له آية تــدل علـى أنـه واحـد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-23, 23:12


الفصل الثاني

مفهومُ كلمة الرب في القرآن والسُنة وتصوُرات الأمم الضالة

1 - مفهوم كلمة الرب في الكتاب والسنة

الربُ في الأصل : مصدرُ رب يرُبُ ، بمعنى : نشأ الشيء من حال إلى حال التمام ، يُقالُ :

ربه ورباه ورببهُ ، فلفظ ( رب ) مصدر مستعار للفاعل ، ولا يُقالُ : ( الربُ ) بالإطلاق إلا لله

تعالى المتكفل بما يصلح الموجودات ، نحو قوله : رب الْعالمين ، ربُكُمْ وربُ آبائكُمُ الْأولين .


ولا يقال لغيره إلا مضافا محدودا ، كما يقال : رب الدار ؛ وربُ الفرس . يعني صاحبُها ،

ومنه قولُه تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام : اذْكُرْني عنْد ربك فأنْساهُ الشيْطانُ ذكْر ربه .

وقوله تعالى : قال ارْجعْ إلى ربك . أما أحدُكُما فيسْقي ربهُ خمْرا .

وقال - صلى الله عليه وسلم - في ضالة الإبل : حتى يجدها ربها .

فتبين بهذا : أن الرب يطلق على الله معرفا ومضافا ، فيقال : الرب ، أو رب العالمين ، أو

رب الناس ، ولا تُطلق كلمة الرب على غير الله إلا مضافة ، مثل : رب الدار ، ورب المنزل

، ورب الإبل .

ومعنى ( رب العالمين ) أي : خالقهم ومالكهم ، ومصلحهم ومربهيم بنعمه ، وبإرسال رسله ،

وإنزال كتبه ، ومجازيهم على أعمالهم . قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - : ( فإن الربوبية

تقتضي أمر العباد ونهيهم ، وجزاء مُحسنهم بإحسانه ، ومُسيئهم بإساءته ) .

هذه حقيقة الربوبية .

2 - مفهوم كلمة الرب في تصورات الأمم الضالة :

خلق الله الخلق مفطورين على التوحيد ، ومعرفة الرب الخالق سبحانه ، كما قال الله تعالى :

فأقمْ وجْهك للدين حنيفا فطْرة الله التي فطر الناس عليْها لا تبْديل لخلْق الله .

وقال تعالى : وإذْ أخذ ربُك منْ بني آدم منْ ظُهُورهمْ ذُريتهُمْ وأشْهدهُمْ على أنْفُسهمْ ألسْتُ بربكُمْ

قالُوا بلى شهدْنا .

فالإقرارُ بربوبية الله والتوجه إليه أمر فطري ، والشرك حادث طارئ ، وقد قال النبي - صلى

الله عليه وسلم - : كلُ مولود يُولد على الفطرة ، فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجسانه فلو

خُلي العبد وفطرته لاتجه إلى التوحيد وقبل دعوة الرسل ؛ الذي جاءت به الرسل ، ونزلت به

الكتب ، ودلت عليه الآيات الكونية ، ولكن التربية المنحرفة والبيئة الملحدة هما اللتان تغيران

اتجاه المولود ، ومن ثم يقلد الأولاد آباءهم في الضلالة والانحراف .


يقولُ الله تعالى في الحديث القدسي : خلقت عبادي حنفاء ، فاجتالتهم الشياطين أي : صرفتْهُم

إلى عبادة الأصنام ، واتخاذها أربابا من دون الله ؛ فوقعوا في الضلال والضياع ، والتفرق

والاختلاف ؛ كل يتخذ له ربا يعبده غير رب الآخر ؛ لأنهم لما تركوا الرب الحق ، ابتُلُوا

باتخاذ الأرباب الباطلة ، كما قال تعالى : فذلكُمُ اللهُ ربُكُمُ الْحقُ فماذا بعْد الْحق إلا الضلالُ

والضلال ليس له حد ونهاية ، وهو لازم لكل من أعرض عن ربه الحق ، قال الله تعالى :

أأرْباب مُتفرقُون خيْر أم اللهُ الْواحدُ الْقهارُ ما تعْبُدُون منْ دُونه إلا أسْماء سميْتُمُوها أنْتُمْ وآباؤُكُمْ

ما أنْزل اللهُ بها منْ سُلْطانٍ .

والشركُ في الربوبية باعتبار إثبات خالقين متماثلين في الصفات والأفعال ممتنع ، وإنما ذهب

بعض المشركين إلى أن معبوداتهم تملك بعض التصرفات في الكون ، وقد تلاعب بهم

الشيطان في عبادة هذه المعبودات ، فتلاعب بكل قوم على قدر عقولهم ، فطائفة دعاهم إلى

عبادتها من جهة تعظيم الموتى الذين صوروا تلك الأصنام على صورهم ، كقوم نوح ،

وطائفة اتخذت الأصنام على صورة الكواكب التي زعموا أنها تؤثر على العالم ، فجعلوا لها

بيوتا وسدنة .

واختلفوا في عبادتهم لهذه الكواكب : فمنهم من عبد الشمس ، ومنهم من عبد القمر ، ومنهم من

يعبدُ غيرهما من الكواكب الأخرى ؛ حتى بنوا لها هياكل ، لكل كوكب منها هيكل يخصه ،

ومنهم من يعبدُ النار ، وهم المجوس ، ومنهم من يعبد البقر ، كما في الهند ، ومنهم من يعبد

الملائكة ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، ومنهم من يعبدُ القبور والأضرحة ، وكل هذا

بسبب أن هؤلاء تصوروا في هذه الأشياء شيئا من خصائص الربوبية .


فمنهم من يزعم أن هذه الأصنام تمثل أشياء غائبة ، قال ابن القيم : ( وضع الصنم إنما كان في

الأصل على شكل معبود غائب ، فجعلوا الصنم على شكله وهيئته وصورته ؛ ليكون نائبا منابه

، وقائما مقامه . وإلا فمن المعلوم أن عاقلا لا ينحت خشبة أو حجرا بيده ، ثم يعتقد أنه إلهه

ومعبوده ... ) . انتهى .

كما أن عُباد القبور قديما وحديثا يزعمون أن هؤلاء الأموات يشفعون لهم ، ويتوسطون لهم عند

الله في قضاء حوائجهم ويقولون : ما نعْبُدُهُمْ إلا ليُقربُونا إلى الله زُلْفى ، ويعْبُدُون منْ دُون الله

ما لا يضُرُهُمْ ولا ينْفعُهُمْ ويقُولُون هؤُلاء شُفعاؤُنا عنْد الله .


كما أن بعض مشركي العرب والنصارى تصوروا في معبوداتهم أنها ولد الله ، فمشركو

العرب عبدوا الملائكة على أنها بنات الله ، والنصارى عبدوا المسيح - عليه السلام - على أنه

ابن الله .

3 - الرد على هذه التصورات الباطلة :


قد رد الله على هذه التصورات الباطلة جميعا بما يأتي :

أ - رد على عبدة الأصنام بقوله : أفرأيْتُمُ اللات والْعُزى ومناة الثالثة الْأُخْرى [النجم : 19 ،

20] ومعنى الآية كما قال القرطبي : أفرأيتم هذه الآلهة ! أنفعت أو ضرت حتى تكون شركاء


لله تعالى ؟ وهل دفعت عن نفسها حينما حطمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه -

رضي الله عنهم - وهدموها .

وقال تعالى : واتْلُ عليْهمْ نبأ إبْراهيم إذْ قال لأبيه وقوْمه ما تعْبُدُون قالُوا نعْبُدُ أصْناما فنظلُ لها

عاكفين قال هلْ يسْمعُونكُمْ إذْ تدْعُون أوْ ينْفعُونكُمْ أوْ يضُرُون قالُوا بلْ وجدْنا آباءنا كذلك

يفْعلُون .

فقد وافقوا على أن هذه الأصنام لا تسمعُ الدعاء ولا تنفعُ ولا تضر ، وإنما عبدوها تقليدا لآبائهم

، والتقليد حجة باطلة .

ب - ورد على من عبد الكواكب والشمس والقمر بقوله : والشمْس والْقمر والنُجُوم مُسخراتٍ

بأمْره ، وبقوله : ومنْ آياته الليْلُ والنهارُ والشمْسُ والْقمرُ لا تسْجُدُوا للشمْس ولا للْقمر

واسْجُدُوا لله الذي خلقهُن إنْ كُنْتُمْ إياهُ تعْبُدُون .

ج - ورد على من عبد الملائكة والمسيح - عليهم السلام - على أنهم ولد الله بقوله تعالى : ما

اتخذ اللهُ منْ ولدٍ ، وبقوله : أنى يكُونُ لهُ ولد ولمْ تكُنْ لهُ صاحبة ، وبقوله : لمْ يلدْ ولمْ يُولدْ ولمْ

يكُنْ لهُ كُفُوا أحد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-24, 05:08


الفصل الثالث

الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوع والطاعة لله

إن جميع الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه ، ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره ،

وملائكته وجنه وإنسه ؛ كله خاضع لله ، مطيع لأمره الكوني ، قال تعالى : ولهُ أسْلم منْ في

السماوات والْأرْض طوْعا وكرْها ، وقال تعالى : بلْ لهُ ما في السماوات والْأرْض كُل لهُ

قانتُون ، ولله يسْجُدُ ما في السماوات وما في الْأرْض منْ دابةٍ والْملائكةُ وهُمْ لا يسْتكْبرُون ،

ألمْ تر أن الله يسْجُدُ لهُ منْ في السماوات ومنْ في الْأرْض والشمْسُ والْقمرُ والنُجُومُ والْجبالُ

والشجرُ والدوابُ وكثير من الناس ، ولله يسْجُدُ منْ في السماوات والْأرْض طوْعا وكرْها

وظلالُهُمْ بالْغُدُو والْآصال .


فكُلُ هذه الكائنات والعوالم مُنقادة لله ، خاضعة لسلطانه ؛ تجري وفق إرادته وطوع أمره ، لا

يستعصي عليه منها شيء ؛ تقوم بوظائفها ، وتؤدي نتائجها بنظام دقيق ، وتنزه خالقها عن

النقص والعجز والعيب ، قال تعالى : تُسبحُ لهُ السماواتُ السبْعُ والْأرْضُ ومنْ فيهن وإنْ منْ

شيْءٍ إلا يُسبحُ بحمْده ولكنْ لا تفْقهُون تسْبيحهُمْ .


فهذه المخلوقات صامتها وناطقها ، وحيها وميتها ، كلها مُطيعة لله ، مُنقادة لأمره الكوني ،

وكُلُها تنزه الله عن النقائص والعيوب بلسان الحال ، ولسان المقال . فكلما تدبر العاقل هذه

المخلوقات ؛ علم أنها خُلقت بالحق وللحق ، وأنها مسخرات ليس لها تدبير ولا استعصاء عن

أمر مدبرها ؛ فالجميع مُقرُون بالخالق بفطرتهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وهم خاضعون مُستسلمون ، قانتون مضطرون ،

من وجوه :

منها : علمهم بحاجتهم وضرورتهم إليه .


ومنها : خضوعُهُم واستسلامهم لما يجري عليهم من أقداره ومشيئته .

ومنها : دعاؤهم إياهُ عند الاضطرار .

والمؤمن يخضع لأمر ربه طوعا ؛ وكذلك لما يقدره عليه من المصائب ، فإنه يفعلُ عندها ما

أمر به من الصبر وغيره طوعا ؛ فهو مسلم لله طوعا ، خاضع له طوعا . والكافرُ يخضع

لأمر ربه الكوني ، وسجود الكائنات المقصود به الخضوعُ ، وسجود كل شيء بحسبه ،

سُجود يناسبه ويتضمنُ الخضوع للرب ، وتسبيح كل شيء بحسبه حقيقة لا مجازا ) .

وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - على قوله تعالى : أفغيْر دين الله يبْغُون ولهُ أسْلم منْ

في السماوات والْأرْض طوْعا وكرْها وإليْه يُرْجعُون .

قال : ( فذكر سبحانه إسلام الكائنات طوعا وكرها ؛ لأن المخلوقات جميعها متعبدة له التعبد

التام ؛ سواء أقر المقر بذلك أو أنكره ؛ وهم مدينون له مُدبرون ؛ فهمُ مسلمون له طوعا

وكرها ، وليس لأحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه ، ولا حول ولا قوة إلا به

، وهو رب العالمين ومليكُهُم ، يصرفهم كيف يشاء ، وهو خالقهم كلهم ، وبارئهم ومصورهم

، وكل ما سواه فهو مربوب مصنوع ، مفطور فقير محتاج مُتعبد مقهور ؛ وهو سبحانه الواحد

القهار الخالق البارئ المصور ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-24, 21:11

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 4


الفصل الرابع

في بيان منهج القرآن في إثبات وُجُود الخالق ووحدانيته


منهجُ القرآن في إثبات وجود الخالق ووحدانيته هو المنهج الذي يتمشى مع الفطر المستقيمة ،

والعقول السليمة ، وذلك بإقامة البراهين الصحيحة ، التي تقتنع بها العقول ، وتسلم بها

الخصوم ، ومن ذلك :


1 - من المعلوم بالضرورة أن الحادث لا بد له من محدث :

هذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة ؛ حتى للصبيان ؛ فإن الصبي لو ضربهُ ضارب ، وهو

غافل لا يُبصره ، لقال : من ضربني ؟ فلو قيل له : لم يضربك أحد ؛ لم يقبل عقلُهُ أن تكون

الضربةُ حدثت من غير محدث ؛ فإذا قيل : فلان ضربك ، بكى حتى يُضرب ضاربُهُ ؛ ولهذا

قال تعالى : أمْ خُلقُوا منْ غيْر شيْءٍ أمْ هُمُ الْخالقُون .


وهذا تقسيم حاصر ، ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري ؛ ليبين أن هذه المقدمات معلومة

بالضرورة ، لا يمكن جحدها ، يقول : أمْ خُلقُوا منْ غيْر شيْءٍ أي : من غير خالق خلقهم ، أم

هم خلقوا أنفسهم ؟ وكلا الأمرين باطل ؛ فتعين أن لهم خالقا خلقهم ، وهو الله سبحانه ، ليس

هُناك خالق غيره ، قال تعالى : هذا خلْقُ الله فأرُوني ماذا خلق الذين منْ دُونه .


أرُوني ماذا خلقُوا من الْأرْض .

أمْ جعلُوا لله شُركاء خلقُوا كخلْقه فتشابه الْخلْقُ عليْهمْ قُل اللهُ خالقُ كُل شيْءٍ وهُو الْواحدُ الْقهارُ

، إن الذين تدْعُون منْ دُون الله لنْ يخْلُقُوا ذُبابا ولو اجْتمعُوا لهُ .


والذين يدْعُون منْ دُون الله لا يخْلُقُون شيْئا وهُمْ يُخْلقُون .


أفمنْ يخْلُقُ كمنْ لا يخْلُقُ أفلا تذكرُون .

ومع هذا التحدي المتكرر لم يدع أحد أنه خلق شيئا ، ولا مجرد دعوى - فضلا عن إثبات ذلك

- فتعين أن الله سُبحانه هو الخالقُ وحدهُ لا شريك له .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-25, 00:03


2 - انتظام أمر العالم كله وإحكامه :

أدلُ دليل على أن مدبره إله واحد ، ورب واحد لا شريك له ولا مُنازع .

قال تعالى : ما اتخذ اللهُ منْ ولدٍ وما كان معهُ منْ إلهٍ إذا لذهب كُلُ إلهٍ بما خلق ولعلا بعْضُهُمْ

على بعْضٍ .

فالإله الحق لا بد أن يكون خالقا فاعلا ، فلو كان معه سبحانه إله آخر ، يُشاركه في مُلكه -

تعالى الله عن ذلك - لكان له خلق وفعل ، وحينئذٍ فلا يرضى شركة الإله الآخر معه ؛ بل إن

قدر على قهر شريكه وتفرد بالملك والإلهية دونهُ فعل . وإن لم يقدر على ذلك انفرد بنصيبه

في الملك والخلق ؛ كما ينفرد ملوكُ الدنيا بعضهم عن بعض بملكه ، فيحصل الانقسام . فلا بُد

من أحد ثلاثة أمور :

أ - إما أن يقهر أحدهما الآخر وينفرد بالملك دونه .

ب - وإما أن ينفرد كُلُ واحد منهما عن الآخر بملكه وخلقه ؛ فيحصل الانقسام .

ج - وإما أن يكونا تحت ملكٍ واحدٍ يتصرفُ فيهما كيف يشاء ؛ فيكون هو الإله الحق وهم

عبيدُه .

وهذا هو الواقعُ ، فإنه لم يحصل في العالم انقسام ولا خلل ؛ مما يدُلُ على أن مدبره واحد ، لا

منازع له ، وأن مالكه واحد لا شريك له .


3 - تسخيرُ المخلوقات لأداء وظائفها ، والقيام بخصائصها :

فليس هُناك مخلوق يستعصي ويمتنع عن أداء مهمته في هذا الكون ، وهذا ما استدل به موسى

- عليه السلام - حين سأله فرعون : قال فمنْ ربُكُما يامُوسى أجاب موسى بجواب شافٍ كافٍ

فقال : ربُنا الذي أعْطى كُل شيْءٍ خلْقهُ ثُم هدى أي : ربنا الذي خلق جميع المخلوقات ،

وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به ؛ من كبر الجسم وصغره وتوسطه وجميع صفاته ، ثم

هدى كل مخلوق إلى ما خلقه له ، وهذه الهدايةُ هي هداية الدلالة والإلهام ، وهي الهدايةُ

الكاملةُ المشاهدةُ في جميع المخلوقات ، فكلُ مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع ، وفي

دفع المضار عنه ، حتى إن الله أعطى الحيوان البهيم من الإدراك ما يتمكن به من فعل ما ينفعه

، ودفع ما يضره ، وما به يؤدي مهمته في الحياة ، وهذا كقوله تعالى : الذي أحْسن كُل شيْءٍ

خلقهُ .

فالذي خلق جميع المخلوقات ، وأعطاها خلقها الحسن - الذي لا تقترح العقول فوق حسنه -

وهداها لمصالحها ، هو الرب على الحقيقة ، فإنكارُهُ إنكار لأعظم الأشياء وجودا ، وهو

مكابرة ومُجاهرة بالكذب ، فالله أعطى الخلق كل شيء يحتاجون إليه في الدنيا ، ثم هداهم إلى

طريق الانتفاع به ، ولا شك أنه أعطى كل صنف شكله وصورتهُ المناسبة له ، وأعطى كل

ذكر وأنثى الشكل المناسب له من جنسه ، في المناكحة والألفة والاجتماع ، وأعطى كل عضو

شكله الملائم للمنفعة المنوطة به ، وفي هذا براهين قاطعة على أنه جل وعلا ربُ كُل شيء ،

وهو المستحقُ للعبادة دون سواه ...


وفي كُل شيءٍ لهُ آية تـدلُ علـى أنه الواحدُ


ومما لا شك فيه أن المقصود من إثبات ربوبيته - سبحانه - لخلقه وانفراده لذلك : هو

الاستدلال به على وجوب عبادته وحده لا شريك له ؛ الذي هو توحيد الألوهية ، فلو أن

الإنسان أقر بتوحيد الربوبية ولم يقر بتوحيد الألوهية أو لم يقُمْ به على الوجه الصحيح لم يكن

مسلما ، ولا موحدا ؛ بل يكون كافرا جاحدا ، وهذا ما سنتحدث عنه في الفصل التالي - إن

شاء الله تعالى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-25, 05:03

الفصل الخامس

بيانُ استلزام توحيد الرُبوبية لتوحيد الأُلوهية


ومعنى ذلك أن من أقر بتوحيد الربوبية لله ، فاعترف بأنه لا خالق ولا رازق ولا مدبر للكون

إلا الله - عز وجل - لزمه أن يُقر بأنه لا يستحق العبادة بجميع أنواعها إلا الله سبحانه ، وهذا

هو توحيد الألوهية ، فإن الألوهية هي العبادة ؛ فالإله معناه : المعبود ، فلا يُدعى إلا الله ، ولا

يُستغاثُ إلا به ، ولا يُتوكلُ إلا عليه ، ولا تذبح القرابين وتُنذر النذورُ ولا تُصرفُ جميعُ أنواع

العبادة إلا له ؛ فتوحيدُ الربوبية دليل لوجوب توحيد الألوهية ؛ ولهذا كثيرا ما يحتجُ الله -

سُبحانه - على المنكرين لتوحيد الألوهية بما أقروا به من توحيد الربوبية ، مثل قوله تعالى :

ياأيُها الناسُ اعْبُدُوا ربكُمُ الذي خلقكُمْ والذين منْ قبْلكُمْ لعلكُمْ تتقُون الذي جعل لكُمُ الْأرْض

فراشا والسماء بناء وأنْزل من السماء ماء فأخْرج به من الثمرات رزْقا لكُمْ فلا تجْعلُوا لله

أنْدادا وأنْتُمْ تعْلمُون .

فأمرهم بتوحيد الألوهية ، وهو عبادتهُ ، واحتج عليهم بتوحيد الرُبوبية الذي هو خلقُ الناس

الأولين والآخرين ، وخلقُ السماء والأرض وما فيهما ، وتسخير الرياح وإنزالُ المطر ،

وإنباتُ النبات ، وإخراج الثمرات التي هي رزق العباد ، فلا يليق بهم أن يُشركوا معه غيره ؛

ممنْ يعلمون أنه لم يفعل شيئا من ذلك ، ولا من غيره ، فالطريق الفطري لإثبات توحيد

الألوهية : الاستدلال عليه بتوحيد الربوبية ؛ فإن الإنسان يتعلق أولا بمصدر خلقه ، ومنشأ

نفعه وضره ؛ ثم ينتقل بعد ذلك إلى الوسائل التي تقربه إليه ، وترضيه عنه ، وتوثق الصلة

بينه وبينه ، فتوحيد الربوبية باب لتوحيد الألوهية ؛ من أجل ذلك احتج الله على المشركين

بهذه الطريقة ، وأمر رسوله أن يحتج بها عليهم ، فقال تعالى : قُلْ لمن الْأرْضُ ومنْ فيها إنْ

كُنْتُمْ تعْلمُون سيقُولُون لله قُلْ أفلا تذكرُون قُلْ منْ ربُ السماوات السبْع وربُ الْعرْش الْعظيم

سيقُولُون لله قُلْ أفلا تتقُون قُلْ منْ بيده ملكُوتُ كُل شيْءٍ وهُو يُجيرُ ولا يُجارُ عليْه إنْ كُنْتُمْ

تعْلمُون سيقُولُون لله قُلْ فأنى تُسْحرُون .


وقال تعالى : ذلكُمُ اللهُ ربُكُمْ لا إله إلا هُو خالقُ كُل شيْءٍ فاعْبُدُوهُ .

فقد احتج بتفرُده بالربوبية على استحقاقه للعبادة ، وتوحيد الألوهية : هو الذي خلق الخلق من

أجله ، قال تعالى : وما خلقْتُ الْجن والْإنْس إلا ليعْبُدُون .

ومعنى ( يعبدون ) : يُفردوني بالعبادة ، ولا يكون العبدُ موحدا بمجرد اعترافه بتوحيد الربوبية

؛ حتى يُقر بتوحيد الألوهية ، ويقوم به ، وإلا فإن المشركين كانوا مُقرين بتوحيد الربوبية ،

ولم يُدخلهم في الإسلام ، وقاتلهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يُقرُون بأن الله هو

الخالق الرازق ، المحيي المميت ، كما قال تعالى : ولئنْ سألْتهُمْ منْ خلقهُمْ ليقُولُن اللهُ ، ولئنْ

سألْتهُمْ منْ خلق السماوات والْأرْض ليقُولُن خلقهُن الْعزيزُ الْعليمُ ، قُلْ منْ يرْزُقُكُمْ من السماء

والْأرْض أمنْ يمْلكُ السمْع والْأبْصار ومنْ يُخْرجُ الْحي من الْميت ويُخْرجُ الْميت من الْحي

ومنْ يُدبرُ الْأمْر فسيقُولُون اللهُ .


وهذا كثير في القرآن ، فمن زعم أن التوحيد هو الإقرارُ بوجود الله ، أو الإقرار بأن الله هو

الخالق المتصرف في الكون ، واقتصر على هذا النوع ؛ لم يكن عارفا لحقيقة التوحيد الذي

دعتْ إليه الرسل ؛ لأنه وقف عند الملزوم وترك اللازم ، أو وقف عند الدليل وترك المدلول

عليه .

ومن خصائص الألوهية : الكمالُ المطلقُ من جميع الوجوه ؛ الذي لا نقص فيه بوجه من

الوجوه ، وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده ، والتعظيم والإجلال ، والخشية والدعاء

، والرجاء ، والإنابة ، والتوكل والاستغاثة ، وغاية الذل مع غاية الحب ، كل ذلك يجب عقلا

وشرعا وفطرة أن يكون لله وحده ، ويمتنع عقلا وشرعا وفطرة أن يكون لغيره .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-26, 02:11

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 5


2 - توحيد الألوهية

ويتضمن الفصول التالية :

الفصل الأول : في معنى توحيد الألوهية ، وأنه موضوعُ دعوة الرُسُل .

الفصل الثاني : الشهادتان : معناهما - أركانهما - شروطهما - مقتضاهما - نواقضهما .

الفصل الثالث : في التشريع : التحليل - التحريم - حق الله .

الفصل الرابع : في العبادة : معناها - أنواعها - شمولها .

الفصل الخامس : في بيان مفاهيم خاطئةٍ في تحديد العبادة ( وذلك كالتقصير في مدلول العبادة

أو الغلو فيها ) .

الفصل السادس : في بيان ركائز العبودية الصحيحة : الحب - الخوف - الخضوع - الرجاء .

الفصل السابع : في بيان شروط قبول العبادة والعمل : وهي الإخلاصُ ومتابعة الشرع .

الفصل الثامن : في بيان مراتب الدين وهي : الإسلام - والإيمان - والإحسان . تعريفها وما

بينها من عموم وخصوص .


الفصل الأول

في بيان معنى توحيد الألوهية ، وأنه موضوعُ دعوة الرُسل

توحيدُ الألوهية : الألوهية هي العبادة :

وتوحيدُ الألوهية هو : إفرادُ الله تعالى بأفعال العباد التي يفعلونها على وجه التقرب المشروع

، كالدعاء والنذر والنحر ، والرجاء والخوف ، والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة ، وهذا

النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم ، قال تعالى : ولقدْ بعثْنا في

كُل أُمةٍ رسُولا أن اُعْبُدُوا الله واجْتنبُوا الطاغُوت ، وقال تعالى : وما أرْسلْنا منْ قبْلك منْ

رسُولٍ إلا نُوحي إليْه أنهُ لا إله إلا أنا فاعْبُدُون .

وكلُ رسول يبدأ دعوته لقومه بالأمر بتوحيد الألوهية ، كما قال نوح وهود وصالح وشعيب :

ياقوْم اعْبُدُوا الله ما لكُمْ منْ إلهٍ غيْرُهُ ، وإبْراهيم إذْ قال لقوْمه اعْبُدُوا الله واتقُوهُ . وأنزل على

محمد - صلى الله عليه وسلم - : قُلْ إني أُمرْتُ أنْ أعْبُد الله مُخْلصا لهُ الدين .


وقال - صلى الله عليه وسلم - : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن

محمدا رسول الله .

وأول واجب على المكلف : شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بها ، قال تعالى : فاعْلمْ أنهُ لا إله

إلا اللهُ واسْتغْفرْ لذنْبك .

وأول ما يؤمر به منْ يريد الدخول في الإسلام : النطقُ بالشهادتين ، فتبين من هذا : أن توحيد

الألوهية هو مقصودُ دعوة الرُسل ، وسُمي بذلك ؛ لأن الألوهية وصف الله تعالى الدال عليه

اسمه تعالى ( الله ) ، فالله : ذو الألوهية ، أي المعبود .


ويقال له : توحيد العبادة ؛ باعتبار أن العبودية وصفُ العبد ، حيثُ إنه يجبُ عليه أن يعبد الله

مخلصا في ذلك ؛ لحاجته إلى ربه وفقره إليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

( واعلم أن فقر العبد إلى الله : أن يعبده لا يُشرك به شيئا ، ليس له نظير فيُقاسُ به ؛ لكن يُشبه

من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب ، وبينهما فروق كثيرة ؛ فإن حقيقة العبد

قلبه وروحه ، وهي لا صلاح لها إلا بإلهها الله الذي لا إله إلا هو ، فلا تطمئن في الدنيا إلا

بذكره . ولو حصل للعبد لذات وسرور بغير الله ، فلا يدوم ذلك ، بل ينتقل من نوعٍ إلى نوعٍ ،

ومن شخص إلى شخص ، وأما إلهه فلا بد له منه في كل حال ، وكل وقت وأينما كان فهو

معه ) .


وكان هذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل ؛ لأنه الأساسُ الذي تُبنى عليه جميع

الأعمال ، وبدون تحققه لا تصحُ جميعُ الأعمال : فإنه إذا لم يتحقق ؛ حصل ضده ، وهو

الشركُ ، وقد قال الله تعالى : إن الله لا يغْفرُ أنْ يُشْرك به ، وقال تعالى : ولوْ أشْركُوا لحبط

عنْهُمْ ما كانُوا يعْملُون ، وقال تعالى : لئنْ أشْركْت ليحْبطن عملُك ولتكُونن من الْخاسرين .


ولأن هذا النوع من التوحيد هو أول الحقوق الواجبة على العبد ، كما قال تعالى : واعْبُدُوا الله

ولا تُشْركُوا به شيْئا وبالْوالديْن إحْسانا الآية [الإسراء : 23] [الأنعام : 151- 153] /2 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-26, 04:01


الفصل الثاني

في بيان معنى الشهادتين وما وقع فيهما من الخطأ

وأركانهما وشروطهما ومقتضاهما ونواقضهما

أولا : معنى الشهادتين :


معنى شهادة أن لا إله إلا الله : الاعتقاد والإقرار أنه لا يستحقُ العبادة إلا الله ، والتزام ذلك

والعمل به ، ( فلا إله ) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائنا من كان ( إلا الله ) إثبات

لاستحقاق الله وحده للعبادة ، ومعنى هذه الكلمة إجمالا : لا معبود بحقٍ إلا الله . وخبر ( لا )

يجب تقديره : ( بحقٍ ) ولا يجوزُ تقديره بموجود ؛ لأن هذا خلافُ الواقع ، فالمعبوداتُ غيرُ

الله موجودة بكثرة ؛ فيلزم منه أن عبادة هذه الأشياء عبادة لله ، وهذا من أبطل الباطل ، وهو

مذهب أهل وحدة الوجود الذين هم أكفر أهل الأرض . وقد فُسرتْ هذه الكلمةُ بتفسيرات باطلة

منها :


( أ ) أن معناه : لا معبود إلا الله . وهذا باطل ؛ لأن معناه : أن كل معبود بحق أو باطل هو الله

، كما سبق بيانه قريبا .


( ب ) أن معناها : لا خالق إلا الله . وهذا جزء من معنى هذه الكلمة ؛ ولكن ليس هو المقصود

؛ لأنه لا يثبت إلا توحيد الربوبية ، وهو لا يكفي وهو توحيد المشركين .



( ج ) أن معناها : لا حاكمية إلا لله ، وهذا أيضا جزء من معناها ، وليس هو المقصود ؛ لأنه

لا يكفي ؛ لأنه لو أفرد الله بالحاكمية فقط ودعا غير الله أو صرف له شيئا من العبادة لم يكن

موحدا ، وكل هذه تفاسير باطلة أو ناقصة ؛ وإنما نبهنا عليها لأنها توجد في بعض الكتب

المتداولة .


والتفسيرُ الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين : أن يُقال : ( لا معبود بحق إلا الله ) كما

سبق .

2 - ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله : هو الاعتراف باطنا وظاهرا أنه عبد الله ورسوله إلى

الناس كافة ، والعمل بمقتضى ذلك من طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما

نهى عنه وزجر ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-27, 01:25

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 6

ثانيا : أركان الشهادتين :


أ - لا إله إلا الله : لها ركنان هما : النفي والإثبات :

فالركن الأول : النفي : لا إله : يُبطل الشرك بجميع أنواعه ، ويُوجب الكُفر بكل ما يعبد من

دون الله .

والركن الثاني : الإثباتُ : إلا الله : يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله ، ويُوجب العمل بذلك .

وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات ، مثل قوله تعالى : فمنْ يكْفُرْ بالطاغُوت

ويُؤْمنْ بالله فقد اسْتمْسك بالْعُرْوة الْوُثْقى .


فقوله : فمنْ يكْفُرْ بالطاغُوت هو معنى الركن الأول ( لا إله ) وقوله : ويُؤْمنْ بالله هو معنى

الركن الثاني ( إلا الله ) .

وكذلك قولُهُ عن إبراهيم عليه السلام : إنني براء مما تعْبُدُون إلا الذي فطرني .

فقوله : إنني براء هو معنى النفي في الركن الأول ، وقوله : إلا الذي فطرني هو معنى

الإثبات في الركن الثاني .

أركان شهادة أن محمدا رسول الله : لها ركنان هما قولنا : عبدُه ورسوله ، وهما ينفيان الإفراط

والتفريط في حقه - صلى الله عليه وسلم - فهو عبده ورسوله ، وهو أكمل الخلق في هاتين

الصفتين الشريفتين ، ومعنى العبد هنا : المملوك العاب Gamesد ، أي : أنه بشر مخلوق

مما خلق منه البشر ؛ يجري عليه ما يجري عليهم ، كما قال تعالى : قُلْ إنما أنا بشر مثْلُكُمْ ،

وقد وفى - صلى الله عليه وسلم - العبودية حقها ، ومدحه الله بذلك ، قال تعالى : أليْس اللهُ

بكافٍ عبْدهُ ، الْحمْدُ لله الذي أنْزل على عبْده الْكتاب ، سُبْحان الذي أسْرى بعبْده ليْلا من الْمسْجد

الْحرام .

ومعنى الرسول : المبعوث إلى الناس كافة بالدعوة إلى الله بشيرا ونذيرا .


وفي الشهادة له بهاتين الصفتين : نفي للإفراط والتفريط في حقه - صلى الله عليه وسلم - فإن

كثيرا ممن يدعي أنه من أمته أفرط في حقه ، وغلا فيه ؛ حتى رفعه فوق مرتبة العبودية إلى

مرتبة العبادة له من دون الله ؛ فاستغاث به من دون الله ، وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله ؛

من قضاء الحاجات وتفريج الكربات . والبعض الآخر جحد رسالته أو فرط في متابعته ،

واعتمد على الآراء والأقوال المخالفة لما جاء به ؛ وتعسف في تأويل أخباره وأحكامه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-27, 06:18



ثالثا : شروط الشهادتين :

أ - شروط لا إله إلا الله :

لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ؛ وهي على

سبيل الإجمال :

الأول : العلم المنافي للجهل .

الثاني : اليقين المنافي للشك .

الثالث : القبول المنافي للرد .

الرابع : الانقيادُ المنافي للترك .

الخامس : الإخلاص المنافي للشرك .

السادس : الصدق المنافي للكذب .

السابع : المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء .

وأما تفصيلها فكما يلي :

الشرط الأول : العلم : أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته ، المنافي للجهل بذلك ،

قال تعالى : إلا منْ شهد بالْحق وهُمْ يعْلمُون .

أي : ( شهد ) بلا إله إلا الله ، ( وهُم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم ، فلو نطق بها

وهو لا يعلم معناها لم تنفعهُ ؛ لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه .

الشرط الثاني :

اليقين : بأن يكون قائلها مستيقنا بما تدل عليه ؛ فإن كان شاكا بما تدل عليه لم تنفعه ، قال تعالى

: إنما الْمُؤْمنُون الذين آمنُوا بالله ورسُوله ثُم لمْ يرْتابُوا .

فإن كان مرتابا كان منافقا ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من لقيت وراء هذا الحائط

يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا قلبه فبشره بالجنة فمن لم يستيقن بها قلبه ، لم يستحق دخول

الجنة .

الشرط الثالث :

القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ؛ فمن قالها ولم يقبل

ذلك ولم يلتزم به ؛ كان من الذين قال الله فيهم : إنهُمْ كانُوا إذا قيل لهُمْ لا إله إلا اللهُ يسْتكْبرُون

ويقُولُون أئنا لتاركُو آلهتنا لشاعرٍ مجْنُونٍ .

وهذا كحال عباد القبور اليوم ؛ فإنهم يقولون : ( لا إله إلا الله ) ، ولا يتركون عبادة القبور ؛

فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله .

الشرط الرابع :

الانقياد لما دلت عليه ، قال تعالى : ومنْ يُسْلمْ وجْههُ إلى الله وهُو مُحْسن فقد اسْتمْسك بالْعُرْوة

الْوُثْقى . والعروة الوثقى : لا إله إلا الله ؛ ومعنى يسلم وجهه : أي ينقاد لله بالإخلاص له .

الشرط الخامس :

الصدق : وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبُه ، فإن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه كان

منافقا كاذبا ، قال تعالى : ومن الناس منْ يقُولُ آمنا بالله وبالْيوْم الْآخر وما هُمْ بمُؤْمنين

يُخادعُون الله والذين آمنُوا إلى قوله : ولهُمْ عذاب أليم بما كانُوا يكْذبُون .

الشرط السادس :

الإخلاصُ : وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك ؛ بأن لا يقصد بقولها طمعا من

مطامع الدنيا ، ولا رياء ولا سمعة ؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال : فإن الله

حرم على النار من قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله [ الحديث أخرجه الشيخان ] .

الشرط السابع :

المحبة لهذه الكلمة ، ولما تدل عليه ، ولأهلها العاملين بمقتضاها ، قال تعالى : ومن الناس منْ

يتخذُ منْ دُون الله أنْدادا يُحبُونهُمْ كحُب الله والذين آمنُوا أشدُ حُبا لله .


فأهل ( لا إله إلا الله ) يحبون الله حبا خالصا ، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره ، وهذا

ينافي مقتضى لا إله إلا الله .

ب - وشروطُ شهادة أن محمدا رسولُ الله هي :

1- الاعتراف برسالته ، واعتقادها باطنا في القلب .

2- النطق بذلك ، والاعتراف به ظاهر باللسان .

3- المتابعة له ؛ بأن يعمل بما جاء به من الحق ، ويترك ما نهى عنه من الباطل .

4- تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة .

5- محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين .

6- تقديم قوله على قول كل أحد ، والعمل بسنته .

رابعا : مقتضى الشهادتين :

أ - مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله :

هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات ، المدلول عليه بالنفي ، وهو قولنا : ( لا إله )

. وعبادةُ الله وحده لا شريك له ، المدلول عليه بالإثبات ، وهو قولنا : ( إلا الله ) ، فكثير ممن

يقولها يُخالف مقتضاها ؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت

والأشجار والأحجار .

وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة ، وأنكروه على من دعاهُم إليه ، وعابوا على من أخلص

العبادة لله .

ب - ومقتضى شهادة أن محمدا رسول الله : طاعتهُ وتصديقُهُ ، وترك ما نهى عنه ،

والاقتصار على العمل بسنته ، وترك ما عداها من البدع والمحدثات ، وتقديم قوله على قول

كل أحد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-27, 15:52

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 7



خامسا : نواقض الشهادتين :

هي نواقض الإسلام ؛ لأن الشهادتين هنا هما اللتان يدخل المرء بالنطق بهما في الإسلام ،

والنطق بهما اعتراف بمدلولهما ، والتزام بالقيام بما تقضيانه ؛ من أداء شعائر الإسلام ، فإذا

أخل بهذا الالتزام فقد نقض التعهد الذي تعهد به حين نطق بالشهادتين . ونواقض الإسلام كثيرة

قد عقد لها الفقهاء في كتب الفقه بابا خاصا سموه ( باب الردة ) ، وأهمها عشرة نواقض

ذكرها شيخ الإسلام محمدُ بنُ عبد الوهاب رحمه الله في قوله :



1 - الشرك في عبادة الله ، قال الله تعالى : إن الله لا يغْفرُ أنْ يُشْرك به ويغْفرُ ما دُون ذلك لمنْ

يشاءُ ، وقال تعالى : إنهُ منْ يُشْركْ بالله فقدْ حرم اللهُ عليْه الْجنة ومأْواهُ النارُ وما للظالمين منْ

أنْصارٍ . ومنه الذبحُ لغير الله ؛ كالذبح للأضرحة أو الذبح للجن .

2 - من جعل بينهُ وبين الله وسائط ؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم ؛ فإنه يكفر

إجماعا .

3 - من لم يكفر المشركين ، ومن يشك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم كفر .


4 - من اعتقد أن هدي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره

أحسن من حكمه ، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم -

ويفضلون حكم القوانين على حكم الإسلام .

5 - من أبغض شيئا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به - كفر .

6 - من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه كفر ، والدليل على ذلك قوله تعالى :

قُلْ أبالله وآياته ورسُوله كُنْتُمْ تسْتهْزئُون لا تعْتذرُوا قدْ كفرْتُمْ بعْد إيمانكُمْ .

7 - السحرُ ، ومنهُ الصرفُ والعطفُ ( لعله يقصد عمل ما يصرفُ الرجل عن حب زوجته ،

أو عمل ما يحببها إليه ) فمن فعله ، أو رضي به كفر ، والدليل قوله تعالى : وما يُعلمان منْ

أحدٍ حتى يقُولا إنما نحْنُ فتْنة فلا تكْفُرْ .

8 - مظاهرة المشركين ، ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى : ومنْ يتولهُمْ منْكُمْ

فإنهُ منْهُمْ إن الله لا يهْدي الْقوْم الظالمين .

9 - من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما

وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى - عليه السلام - فهو كافر . قلت : وكما يعتقده غلاة

الصوفية أنهم يصلون إلى درجةٍ لا يحتاجون معها إلى متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم

- .

10 - الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمُهُ ، ولا يعمل به ، والدليل قوله تعالى : والذين كفرُوا

عما أُنْذرُوا مُعْرضُون ، ومنْ أظْلمُ ممنْ ذُكر بآيات ربه ثُم أعْرض عنْها إنا من الْمُجْرمين

مُنْتقمُون .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - : ( لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل

والجاد والخائف ، إلا المكره . وكلها من أعظم ما يكون خطرا ، وأكثر ما يكون وقوعا ،

فينبغي للمسلم أن يحذرها ، ويخاف منها على نفسه ، نعوذُ بالله من موجبات غضبه ، وأليم

عقابه ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-28, 05:14

الفصل الثالث

في التشريع

التشريع حق لله تعالى : والمراد بالتشريع : ما ينزلُه الله لعباده من المنهج الذي يسيرون عليه

في العقائد والمعاملات وغيرها ؛ ومن ذلك التحليل والتحريم ، فليس لأحد أن يحل إلا ما

أحله الله ، ولا يحرم إلا ما حرم الله ، قال تعالى : ولا تقُولُوا لما تصفُ ألْسنتُكُمُ الْكذب هذا

حلال وهذا حرام لتفْترُوا على الله الْكذب ، وقال تعالى : قُلْ أرأيْتُمْ ما أنْزل اللهُ لكُمْ منْ رزْقٍ

فجعلْتُمْ منْهُ حراما وحلالا قُلْ آللهُ أذن لكُمْ أمْ على الله تفْترُون .


فقد نهى الله عن التحليل والتحريم ؛ بدون دليل من الكتاب والسنة ، وأخبر أن ذلك من الكذب

على الله ، كما أخبر سبحانه أن من أوجب شيئا أو حرم شيئا من غير دليل فقد جعل نفسه

شريكا لله فيما هو من خصائصه ، وهو التشريع ، قال تعالى : أمْ لهُمْ شُركاءُ شرعُوا لهُمْ من

الدين ما لمْ يأْذنْ به اللهُ .

ومن أطاع هذا المشرع من دون الله وهو يعلم بذلك ووافقه على فعله فقد أشركه مع الله ، قال

تعالى : وإنْ أطعْتُمُوهُمْ إنكُمْ لمُشْركُون .

يعني : الذين يُحلون ما حرم الله من الميتات ، من أطاعهم في ذلك فهو مشرك ، كما أخبر

سبحانه أن من أطاع الأحبار والرهبان في تحليل ما حرم الله ، وتحريم ما أحله الله ؛ فقد

اتخذهم أربابا من دون الله ، قال تعالى : اتخذُوا أحْبارهُمْ ورُهْبانهُمْ أرْبابا منْ دُون الله والْمسيح

ابْن مرْيم وما أُمرُوا إلا ليعْبُدُوا إلها واحدا لا إله إلا هُو سُبْحانهُ عما يُشْركُون .

ولما سمع عدي بنُ حاتم - رضي الله عنه - هذه الآية ، قال : يا رسول الله ، إنا لسنا نعبدهم ،

فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : أليسوا يُحلون ما حرم الله فتحلونه ، ويحرمون ما

أحل الله فتحرمونه ؟ قال : بلى ، قال : فتلك عبادتهم .

قال الشيخُ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - : ( وفي الحديث دليل على أن طاعة الأحبار

والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله ، ومن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله ؛ بقوله

تعالى في آخر الآية : وما أُمرُوا إلا ليعْبُدُوا إلها واحدا لا إله إلا هُو سُبْحانهُ عما يُشْركُون .

ونظير ذلك قوله تعالى : ولا تأْكُلُوا مما لمْ يُذْكر اسْمُ الله عليْه وإنهُ لفسْق وإن الشياطين

ليُوحُون إلى أوْليائهمْ ليُجادلُوكُمْ وإنْ أطعْتُمُوهُمْ إنكُمْ لمُشْركُون .

وهذا وقع فيه كثير من الناس مع من قلدوهم ؛ لعدم اعتبارهم الدليل إذا خالف المُقلد ؛ وهو من

هذا الشرك ) انتهى .

فالتزام شرع الله ، وترك شرع ما سواه هو من مقتضى لا إله إلا الله ، والله المستعان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-29, 04:21


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 8


الفصل الرابع

العبادةُ : معناها ، شُمولها

1 - معنى العبادة :

أصل العبادة : التذلل والخضوع .

وفي الشرع : لها تعاريف كثيرة ، ومعناها واحد .

منها : أن العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة رسله .

ومنها : أن العبادة معناها : التذلُل لله سبحانه فهي : غايةُ الذل لله تعالى مع غاية حُبه ،

والتعريف الجامع لها هو أن العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ؛ من الأقوال

والأعمال الظاهرة والباطنة .

وهي مُنقسمة على القلب واللسان والجوارح ، فالخوف والرجاء ، والمحبة والتوكل ،

والرغبة والرهبة : عبادة قلبية ، والتسبيح والتهليل والتكبير ، والحمد والشكر باللسان والقلب :

عبادة لسانية قلبية .


والصلاة والزكاة والحج والجهاد : عبادة بدنية قلبية ، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي

تجري على القلب واللسان والجوارح ، وهي كثيرة .


والعبادةُ : هي التي خلق الله الخلق من أجلها ، قال تعالى : وما خلقْتُ الْجن والْإنْس إلا

ليعْبُدُون ما أُريدُ منْهُمْ منْ رزْقٍ وما أُريدُ أنْ يُطْعمُون إن الله هُو الرزاقُ ذُو الْقُوة الْمتينُ .

فأخبر سبحانه أن الحكمة من خلق الجن والإنس : هي قيامهم بعبادة الله ، والله غني عن

عبادتهم ، وإنما هم المحتاجون إليها لفقرهم إلى الله تعالى ، فيعبدونه على وفق شريعته ، فمن

أبى أن يعبد الله فهو مستكبر . ومن عبده وعبد معه غيره فهو مشرك . ومن عبده وحده بغير ما

شرع فهو مبتدع . ومن عبده وحده بما شرع فهو المؤمن الموحد .


2 - أنواع العبادة وشمولها :

العبادة لها أنواع كثيرة ؛ فهي تشمل كل أنواع الطاعات الظاهرة على اللسان والجوارح ،

والصادرة عن القلب ؛ كالذكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن ، والصلاة والزكاة والصيام ،

والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإحسان إلى الأقارب واليتامى

والمساكين وابن السبيل ، وكذلك حب الله ورسوله ، وخشية الله والإنابة إليه ، وإخلاص الدين

له ، والصبر لحكمه والرضا بقضائه ، والتوكل عليه ، والرجاء لرحمته ، والخوف من عذابه

، فهي شاملة لكل تصرفات المؤمن ؛ إذا نوى بها القربة أو ما يعين عليها . حتى العادات ، إذا

قصد بها التقوي على الطاعات ، كالنوم والأكل والشرب ، والبيع والشراء ، وطلب الرزق

والنكاح ، فإن هذه العادات مع النية الصالحة تصيرُ عبادات ؛ يثاب عليها ، وليست العبادة

قاصرة على الشعائر المعروفة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-30, 03:19

يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 9


الفصل الخامس

في بيان مفاهيم خاطئةٍ في تحديد العبادة

العبادات توقيفية : بمعنى : أنه لا يشرع شيء منها إلا بدليل من الكتاب والسنة ، وما لم يشرع

يعتبر بدعة مردودة ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من عمل عملا ليس عليه أمرنا

فهو رد أي مردود عليه عمله ، لا يقبل منه ، بل يأثم عليه ؛ لأنه معصية وليس طاعة ، ثم إن

المنهج السليم في أداء العبادات المشروعة هو : الاعتدال بين التساهل والتكاسل ؛ وبين التشدد

والغلو . قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : فاسْتقمْ كما أُمرْت ومنْ تاب معك ولا تطْغوْا .
فهذه الآية الكريمة فيها رسم لخطة المنهج السليم في فعل العبادات ، وذلك بالاستقامة في فعلها

على الطريق المعتدل ؛ الذي ليس فيه إفراط ولا تفريط ؛ حسب الشرع ( كما أمرت ) ثم أكد

ذلك بقوله : ( ولا تطغوا ) والطغيان : مجاوزة الحد بالتشدد والتنطع ، وهو الغلو . ولما علم

- صلى الله عليه وسلم - بأن ثلاثة من أصحابه تقالوا في أعمالهم ، حيث قال أحدهم : أنا

أصوم ولا أفطر ، وقال الآخر : أنا أصلي ولا أرقد ، وقال الثالث : أنا لا أتزوج النساء . قال

- صلى الله عليه وسلم - : أما أنا فأصوم وأفطر وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سُنتي فليس

مني .

وهناك الآن فئتان من الناس على طرفي نقيض في أمر العبادة .


الفئة الأولى : قصرت في مفهوم العبادة وتساهلت في أدائها حتى عطلت كثيرا من أنواعها ،

وقصرتها على أعمال محدودة ، وشعائر قليلة تؤدى في المسجد فقط ، ولا مجال للعبادة في

البيت ، ولا في المكتب ، ولا في المتجر ، ولا في الشارع ، ولا في المعاملات ، ولا في

السياسة ، ولا الحكم في المنازعات ، ولا غير ذلك من شئون الحياة .


نعم للمسجد فضل ، ويجب أن تؤدى فيه الصلوات الخمس ، ولكن العبادة تشمل كل حياة

المسلم ؛ داخل المسجد وخارجه .


الفئة الثانية : تشددت في تطبيق العبادات إلى حد التطرف ، فرفعت المستحبات إلى مرتبة

الواجبات ، وحرمت بعض المباحات ، وحكمت بالتضليل أو التخطئة على من خالف منهجها ،

وخطأ مفاهيمها . وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-07-31, 20:14




الفصل السادس

في بيان ركائز العبودية الصحيحة

إن العبادة ترتكز على ثلاث ركائز هي : الحبُ والخوفُ والرجاء .

فالحب مع الذل ، والخوف مع الرجاء ، لا بد في العبادة من اجتماع هذه الأمور ، قال تعالى

في وصف عباده المؤمنين : يُحبُهُمْ ويُحبُونهُ ، وقال تعالى : والذين آمنُوا أشدُ حُبا لله .

وقال في وصف رُسُله وأنبيائه : إنهُمْ كانُوا يُسارعُون في الْخيْرات ويدْعُوننا رغبا ورهبا

وكانُوا لنا خاشعين .

وقال بعض السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو

مرجئ ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو

مؤمن مُوحد . ذكر هذا شيخُ الإسلام في رسالة ( العبودية ) وقال أيضا : ( فدين الله : عبادته

وطاعته والخضوع له ، والعبادة أصل معناها : الذل . يقال : طريق مُعبد ، إذا كان مُذللا قد

وطئته الأقدام . لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ، ومعنى الحب ، فهي تتضمن

غاية الذل لله تعالى ، بغاية الحب له ، ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له ، ولو

أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له ، كما يُحبُ الرجل ولده وصديقه ، ولهذا لا يكفي

أحدهما في عبادة الله تعالى ، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون

الله أعظم عنده من كل شيء ، بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله ... ) انتهى .


هذه ركائز العبودية التي تدور عليها ، قال العلامة ابن القيم في النونية :


وعبــادةُ الرحــمن غايــةُ حُبـه مــع ذُل عــابده هُمــا قطبـان

وعليهمــا فلــكُ العبــادة دائــر مـا دار حـتى قـامت القُطبـان

ومـــدارهُ بــالأمر أمــر رســوله لا بالهوى والنفس والشيطان

شبه - رحمهُ الله - دوران العبادة على المحبة والذل للمحبوب ، وهو الله جل وعلا ؛ بدوران

الفلك على قطبيه ، وذكر أن دوران فلك العبادة بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما

شرعه ، لا بالهوى ، وما تأمر به النفس والشيطان فليس ذلك من العبادة . فما شرعه الرسول

- صلى الله عليه وسلم - هو الذي يدير فلك العبادة ، ولا تُديره البدع والخرافات والأهواء

وتقليد الآباء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-08-01, 06:35



يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 10



- توحيد الأسماء والصفات

ويتضمن ما يلي :

أولا : الأدلةُ من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات .

ثانيا : منهج أهل السُنة والجماعة في أسماء الله وصفاته .

ثالثا : الردُ على من أنكر الأسماء والصفات ، أو أنكر شيئا منها .

أولا : الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات


أ - الأدلة من الكتاب والسنة :


سبق أن ذكرنا أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توحيدُ الرُبوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد

الأسماء والصفات ، وذكرنا جملة من الأدلة على النوعين الأولين : توحيد الربوبية ، وتوحيد

الألوهية . والآن نذكر الأدلة على النوع الثالث : وهو توحيد الأسماء والصفات .


فإليك شيئا من أدلة الكتاب والسنة : فمن أدلة الكتاب قوله تعالى : ولله الْأسْماءُ الْحُسْنى فادْعُوهُ

بها وذرُوا الذين يُلْحدُون في أسْمائه سيُجْزوْن ما كانُوا يعْملُون .


أثبت الله سبحانه في هذه الآية لنفسه الأسماء ، وأخبر أنها حُسنى . وأمر بدعائه ؛ بأن يُقال : يا

الله ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا حي يا قيوم ، يا رب العالمين . وتوعد الذين يُلحدون في أسمائه

؛ بمعنى أنهم يميلون بها عن الحق ؛ إما بنفيها عن الله ، أو تأويلها بغير معناها الصحيح ، أو

غير ذلك من أنواع الإلحاد . توعدهم بأنه سيُجازيهم بعملهم السيئ .


وقال تعالى : اللهُ لا إله إلا هُو لهُ الْأسْماءُ الْحُسْنى ، هُو اللهُ الذي لا إله إلا هُو عالمُ الْغيْب

والشهادة هُو الرحْمنُ الرحيمُ هُو اللهُ الذي لا إله إلا هُو الْملكُ الْقُدُوسُ السلامُ الْمُؤْمنُ الْمُهيْمنُ

الْعزيزُ الْجبارُ الْمُتكبرُ سُبْحان الله عما يُشْركُون هُو اللهُ الْخالقُ الْبارئُ الْمُصورُ لهُ الْأسْماءُ

الْحُسْنى يُسبحُ لهُ ما في السماوات والْأرْض وهُو الْعزيزُ الْحكيمُ .


فدلت هذه الآيات على إثبات الأسماء لله .


2 - ومن الأدلة على ثبوت أسماء الله من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ما رواه أبو

هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن لله تسعة وتسعين اسما ،

مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة . وليست أسماءُ الله منحصرة في هذا العدد ، بدليل ما

رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أسألُك بكُل اسمٍ

هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلتهُ في كتابك ، أو علمتهُ أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في

علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ... الحديث . وكل اسم من أسماء الله

فإنه يتضمن صفة من صفاته ؛ فالعليمُ يدل على العلم ، والحكيم يدل على الحكمة ، والسميعُ

البصير يدلان على السمع والبصر ، وهكذا كلُ اسم يدل على صفة من صفات الله تعالى ،

وقال تعالى : قُلْ هُو اللهُ أحد اللهُ الصمدُ لمْ يلدْ ولمْ يُولدْ ولمْ يكُنْ لهُ كُفُوا أحد .


عن أنس رضي الله عنه قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء ، فكان كلما افتتح

سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ ( قُلْ هُو اللهُ أحد ) حتى يفرغ منها ، ثم كان

يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنعُ ذلك في كل ركعة ، فكلمهُ أصحابهُ فقالوا : إنك تفتتح

بهذه السورة ، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى ! فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها

وتقرأ بأخرى ، فقال : ما أنا بتاركها ، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلتُ ، وإن كرهتم تركتكم ،

وكانوا يرون أنه من أفضلهم ، وكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه

وسلم - أخبروه الخبر . فقال : يا فُلانُ ، ما يمنعُك أن تفعل ما يأمرك به أصحابُك ؟ وما حملك

على لُزوم هذه السُورة في كل ركعة ؟ قال : إني أُحبُها ، قال : حبُك إياها أدخلك الجنة .

وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا على سرية وكان

يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختمُ بـ ( قُلْ هُو اللهُ أحد ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي - صلى

الله عليه وسلم - فقال : سلوه : لأي شيء يفعلُ ذلك ؟ فسألوه ، فقال : لأنها صفةُ الرحمن ،

وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبيُ - صلى الله عليه وسلم - : أخبروه أن الله تعالى يحبه . يعني

أنها اشتملت على صفات الرحمن .

وقد أخبر سبحانه أن له وجها ، فقال : ويبْقى وجْهُ ربك ذُو الْجلال والْإكْرام .


وأن له يدين ، فقال : لما خلقْتُ بيدي ، بلْ يداهُ مبْسُوطتان .


وأنه يرضى ويحب ويغضب ويسخط ، إلى غير ذلك مما وصف الله به نفسه ، أو وصفه به

رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-08-02, 08:15


ب - وأما الدليل العقلي على ثبوت الأسماء والصفات التي دل عليها الشرع فهو أن يُقال :



1- هذه المخلوقات العظيمة على تنوعها ، واختلافها ، وانتظامها في أداء مصالحها ، وسيرها

في خططها المرسومة لها ، تدل على عظمة الله وقُدرته ، وعلمه وحكمته ، وإرادته ومشيئته .

2- الإنعام والإحسان ، وكشف الضر ، وتفريج الكربات ؛ هذه الأشياء تدل على الرحمة

والكرم والجود .

3- والعقاب والانتقام من العصاة ؛ يدلان على غضب الله عليهم وكراهيته لهم .

4- وإكرامُ الطائعين وإثابتهم ؛ يدلان على رضا الله عنهم ومحبته لهم .

ثانيا : منهجُ أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته :

منهج أهل السُنة والجماعة من السلف الصالح وأتباعهم : إثباتُ أسماء الله وصفاته كما وردت

في الكتاب والسنة ، وينبني منهجهم على القواعد التالية :

1 - أنهم يُثبتون أسماء الله وصفاته كما وردت في الكتاب والسنة على ظاهرها ، وما تدل عليه

ألفاظها من المعاني ، ولا يؤولونها عن ظاهرها ، ولا يُحرفون ألفاظها ودلالتها عن مواضعها .


2 - ينفون عنها مشابهة صفات المخلوقين ، كما قال تعالى : ليْس كمثْله شيْء وهُو السميعُ

الْبصيرُ .

3- لا يتجاوزون ما ورد في الكتاب والسنة في إثبات أسماء الله وصفاته ، فما أثبته الله

ورسوله من ذلك أثبتوه ، وما نفاهُ الله ورسولُه نفوه ، وما سكت عنه الله ورسوله سكتُوا عنه .

4- يعتقدون أن نصوص الأسماء والصفات من المحكم الذي يُفهم معناه ويُفسر ، وليست من

المتشابه ؛ فلا يُفوضون معناها ، كما ينسبُ ذلك إليهم من كذب عليهم ، أو لم يعرف منهجهم

من بعض المؤلفين والكتاب المعاصرين .

5- يُفوضون كيفية الصفات إلى الله تعالى ، ولا يبحثون عنها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-08-02, 20:11

مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 11




ثالثا : الردُ على من أنكر الأسماء والصفات ، أو أنكر بعضها :

الذين يُنكرون الأسماء والصفات ثلاثة أصناف :

1 - الجهمية : وهم أتباع الجهم بن صفوان ، وهؤلاء يُنكرون الأسماء والصفات جميعا .

2 - المعتزلة : وهم أتباعُ واصل بن عطاء ؛ الذي اعتزل مجلس الحسن البصري ، وهؤلاء

يُثبتون الأسماء على أنها ألفاظ مُجردة عن المعاني ، وينفون الصفات كلها .


3 - الأشاعرة والماتريدية ومن تبعهم ، وهؤلاء يثبتون الأسماء وبعض الصفات ، وينفون

بعضها ، والشُبهة التي بنوا عليها جميعا مذاهبهم : هي الفرارُ من تشبيه الله بخلقه بزعمهم ؛

لأن المخلوقين يُسمون ببعض تلك الأسماء ، ويوصفون بتلك الصفات ، فيلزمُ من الاشتراك

في لفظ الاسم والصفة ومعناهما : الاشتراك في حقيقتهما ، وهذا يلزمُ منه تشبيه المخلوق

بالخالق في نظرهم ، والتزموا حيال ذلك أحد أمرين :

أ - إما تأويلُ نصوص الأسماء والصفات عن ظاهرها ، كتأويل الوجه بالذات ، واليد بالنعمة .


ب - وإما تفويض معاني هذه النصوص إلى الله ، فيقولون : الله أعلم بمراده منها ؛ مع

اعتقادهم أنها ليست على ظاهرها .


وأول من عُرف عنه إنكار الأسماء والصفات : بعضُ مشركي العرب ، الذين أنزل الله فيهم

قوله تعالى : كذلك أرْسلْناك في أُمةٍ قدْ خلتْ منْ قبْلها أُمم لتتْلُو عليْهمُ الذي أوْحيْنا إليْك وهُمْ

يكْفُرُون بالرحْمن .


وسببُ نزول هذه الآية : أن قريشا لما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر

الرحمن ؛ أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : وهُمْ يكْفُرُون بالرحْمن . وذكر ابن جرير أن ذلك كان

في صلح الحديبية ؛ حين كتب الكاتبُ في قضية الصلح الذي جرى بينهم وبين رسول الله -

صلى الله عليه وسلم - : " بسم الله الرحمن الرحيم" فقالت قريش : أما الرحمن فلا نعرفهُ .


وروى ابنُ جرير أيضا عن ابن عباس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ساجدا

يقول : " يا رحمن يا رحيم " فقال المشركون : هذا يزعمُ أنه يدعو واحدا ، وهو يدعو مثنى .

فأنزل الله : قُل ادْعُوا الله أو ادْعُوا الرحْمن أيا ما تدْعُوا فلهُ الْأسْماءُ الْحُسْنى .


وقال تعالى في سورة الفرقان : وإذا قيل لهُمُ اسْجُدُوا للرحْمن قالُوا وما الرحْمنُ .

فهؤلاء المشركون هُم سلف الجهمية ، والمعتزلة والأشاعرة ، وكل من نفى عن الله ما أثبتهُ

لنفسه ، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أسماء الله وصفاته . وبئس السلف

لبئس الخلف .

والرد عليهم من وجوه :

الوجه الأول : أن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات ، وأثبتها له رسوله -

صلى الله عليه وسلم - فنفيُها عن الله أو نفي بعضها نفي لما أثبته الله ورسوله ، وهذا محادة لله

ورسوله .

الوجه الثاني : أنه لا يلزم من وجود هذه الصفات في المخلوقين ، أو من تسمي بعض

المخلوقين بشيء من تلك الأسماء المشابهة بين الله وخلقه ، فإن لله سبحانه أسماء وصفات

تخصه ، وللمخلوقين أسماء وصفات تخصهم ، فكما أن لله سبحانه وتعالى ذاتا لا تشبه ذوات

المخلوقين ، فله أسماء وصفات لا تشبه أسماء المخلوقين وصفاتهم ، والاشتراك في الاسم

والمعنى العام لا يوجب الاشتراك في الحقيقة ، فقد سمى الله نفسهُ عليما ، حليما ، وسمى

بعض عباده عليما ، فقال : وبشرُوهُ بغُلامٍ عليمٍ يعني إسحاق ، وسمى آخر حليما ، فقال :

فبشرْناهُ بغُلامٍ حليمٍ يعني إسماعيل ، وليس العليم كالعليم ، ولا الحليم كالحليم ، وسمى نفسه

فقال : إن الله كان سميعا بصيرا وسمى بعض عباده سميعا بصيرا ، فقال : إنا خلقْنا الْإنْسان

منْ نُطْفةٍ أمْشاجٍ نبْتليه فجعلْناهُ سميعا بصيرا ، وليس السميعُ كالسميع ولا البصيرُ كالبصير .



وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : إن الله بالناس لرءُوف رحيم ، وسمى بعض عباده رؤوفا

رحيما ، فقال : لقدْ جاءكُمْ رسُول منْ أنْفُسكُمْ عزيز عليْه ما عنتُمْ حريص عليْكُمْ بالْمُؤْمنين

رءُوف رحيم ، وليس الرؤوف كالرؤوف ، ولا الرحيمُ كالرحيم .


وكذلك وصف نفسهُ بصفاتٍ ، ووصف عباده بنظير ذلك ، مثل قوله : ولا يُحيطُون بشيْءٍ منْ

علْمه فوصف نفسهُ بالعلم ، ووصف عباده بالعلم ، فقال : وما أُوتيتُمْ من الْعلْم إلا قليلا ، وقال :

وفوْق كُل ذي علْمٍ عليم ، وقال : وقال الذين أُوتُوا الْعلْم ، ووصف نفسه بالقوة فقال : إن الله

لقوي عزيز ، إن الله هُو الرزاقُ ذُو الْقُوة الْمتينُ ، ووصف عبادهُ بالقوة فقال : اللهُ الذي خلقكُمْ

منْ ضعْفٍ ثُم جعل منْ بعْد ضعْفٍ قُوة ثُم جعل منْ بعْد قُوةٍ ضعْفا وشيْبة ، إلى غير ذلك .


ومعلوم أن أسماء الله وصفاته تخصه وتليق به ، وأسماء المخلوقين تخصهم وتليق بهم ، ولا

يلزمُ من الاشتراك في الاسم والمعنى الاشتراك في الحقيقة ؛ وذلك لعدم التماثل بين المُسميين

والموصوفين ، وهذا ظاهر ، والحمد لله .

الوجه الثالث : أن الذي ليس له صفات كمال لا يصلح أن يكون إلها ؛ ولهذا قال إبراهيم لأبيه :

لم تعْبُدُ ما لا يسْمعُ ولا يُبْصرُ .

وقال تعالى في الرد على الذين عبدوا العجل : ألمْ يروْا أنهُ لا يُكلمُهُمْ ولا يهْديهمْ سبيلا .

الوجه الرابع : أن إثبات الصفات كمال ، ونفيها نقص ، فالذي ليس له صفات إما معدوم وإما

ناقص ، والله تعالى مُنزه عن ذلك .

الوجه الخامس : أن تأويل الصفات عن ظاهرها لا دليل عليه ، فهو باطل ، وتفويض معناها

يلزم منه أن الله خاطبنا في القرآن بما لا نفهم معناه ، وأمرنا بتدبر القرآن كله ، فكيف يأمرنا

بتدبر ما لا يُفهم معناه ؟

فتبين من هذا أنه لا بد من إثبات أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله ، مع نفي مشابهة

المخلوقين ، كما قال تعالى : ليْس كمثْله شيْء وهُو السميعُ الْبصيرُ .

فنفى عن نفسه مُماثلة الأشياء ، وأثبت له السمع والبصر ، فدل على أن إثبات الصفات لا يلزم

منه التشبيه ، وعلى وجوب إثبات الصفات مع نفي المشابهة ، وهذا معنى قول أهل السنة

والجماعة في النفي والإثبات في الأسماء والصفات : إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-08-04, 07:54


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها12




الباب الثالث

في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية

ولمحة تاريخية عن الكفر والإلحاد والشرك والنفاق

ويتضمن الفصول التالية :

الفصل الأول : الانحراف في حياة الشعوب .

الفصل الثاني : الشرك - تعريفه وأنواعه .

الفصل الثالث : الكفر - تعريفه وأنواعه .

الفصل الرابع : النفاق - تعريفه وأنواعه .

الفصل الخامس : بيان حقيقة كل من : الجاهلية - الفسق - الضلال - الردة : أقسامها ،

وأحكامها .


الفصل الأول

الانحراف في حياة البشرية

خلق الله الخلق لعبادته ، وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه ، قال تعالى : وما خلقْتُ الْجن

والْإنْس إلا ليعْبُدُون ما أُريدُ منْهُمْ منْ رزْقٍ وما أُريدُ أنْ يُطْعمُون إن الله هُو الرزاقُ ذُو الْقُوة

الْمتينُ .


والنفسُ بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالإلهية ، مُحبة لله ، تعبدُه لا تُشرك به شيئا ، ولكن

يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يُزينُ لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض

زخرف القول غرورا ، فالتوحيد مركوز في الفطرة ، والشرك طارئ ودخيل عليها ، قال الله

تعالى : فأقمْ وجْهك للدين حنيفا فطْرة الله التي فطر الناس عليْها لا تبْديل لخلْق الله .



وقال - صلى الله عليه وسلم - : كل مولود يُولدُ على الفطرة فأبواه يُهودانه ، أو يُنصرانه ، أو

يُمجسانه . فالأصلُ في بني آدم : التوحيد .

والدينُ الإسلام ، وكان عليه آدم عليه السلام ، ومن جاء بعدهُ من ذُريته قُرونا طويلة ، قال

تعالى : كان الناسُ أُمة واحدة فبعث اللهُ النبيين مُبشرين ومُنْذرين .

وأولُ ما حدث الشركُ والانحراف عن العقيدة الصحيحة في قوم نوح ، فكان عليه السلام أول

رسول إلى البشرية بعد حدوث الشرك فيها : إنا أوْحيْنا إليْك كما أوْحيْنا إلى نُوحٍ والنبيين منْ

بعْده .

قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون ؛ كلهم على الإسلام .


قال ابن القيم ( وهذا القولُ هو الصواب قطعا ؛ فإن قراءة أُبي بن كعبٍ - يعني : في آية البقرة

- : ( فاختلفوا فبعث الله النبيين ) .

ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى في سورة يونس : وما كان الناسُ إلا أُمة واحدة فاخْتلفُوا .

يريد - رحمهُ الله - أن بعثة النبيين سببُها الاختلاف عما كانوا عليه من الدين الصحيح ، كما

كانت العربُ بعد ذلك على دين إبراهيم عليه السلام ؛ حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغير

دين إبراهيم ، وجلب الأصنام إلى أرض العرب ، وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة ، فعُبدت

من دون الله ، وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة ، وما جاورها ؛ إلى أن بعث الله نبيه

محمدا خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس إلى التوحيد ، واتباع ملة إبراهيم ،

وجاهد في الله حق جهاده ؛ حتى عادت عقيدة التوحيد وملة إبراهيم ، وكسر الأصنام وأكمل

الله به الدين ، وأتم به النعمة على العالمين ، وسارت على نهجه القرون المفضلة من صدر

هذه الأمة ؛ إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة ، ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى ،

فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة ؛ بسبب دعاة الضلالة ، وبسبب البناء على القبور ،

متمثلا بتعظيم الأولياء والصالحين ، وادعاء المحبة لهم ؛ حتى بنيت الأضرحة على قبورهم ،

واتخذت أوثانا تُعبدُ من دون الله ، بأنواع القُربات من دعاء واستغاثة ، وذبح ونذر لمقامهم .

وسموا هذا الشرك : توسُلا بالصالحين ، وإظهارا لمحبتهم ، وليس عبادة لهم ، بزعمهم ،

ونسوا أن هذا هو قول المشركين الأولين حين يقولون : ما نعْبُدُهُمْ إلا ليُقربُونا إلى الله زُلْفى .

ومع هذا الشرك الذي وقع في البشرية قديما وحديثا ، فالأكثرية منهم يؤمنون بتوحيد الربوبية ،

وإنما يُشركون في العبادة ، كما قال تعالى : وما يُؤْمنُ أكْثرُهُمْ بالله إلا وهُمْ مُشْركُون .



ولم يجحد وجود الرب إلا نزر يسير من البشر ، كفرعون والملاحدة الدهريين ، والشيوعيين

في هذا الزمان ، وجحودهم به من باب المكابرة ، وإلا فهم مضطرون للإقرار به في باطنهم ،

وقرارة نفوسهم ، كما قال تعالى : وجحدُوا بها واسْتيْقنتْها أنْفُسُهُمْ ظُلْما وعُلُوا .

وعقولهم تعرف أن كل مخلوق لا بد له من خالق ، وكل موجود لا بد له من موجد ، وأن نظام

هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مدبر حكيم ، قدير عليم ، من أنكره فهو إما فاقد لعقله ،

أو مكابر قد ألغى عقله وسفه نفسه ، وهذا لا عبرة به .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله شعبان
عضو مجلس اداره
عضو مجلس اداره
عبدالله شعبان


عدد المساهمات : 4364
نقاط : 11811
التقييم : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1969
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 54
المزاج : هادىء
تعاليق : اللهم من اعتز بك فلن يذل ، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ، ومن استقوى بك فلن يضعف ،


ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل ، ومن استعان بك فلن يغلب ، ومن توكل عليك فلن يخيب ،



ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ، وكن لنا معينا ومجيرا ،



إنك كنت بنا بصيرا


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها   يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها I_icon_minitime2011-08-06, 07:51



يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 13


الفصل الثاني

الشرك : تعريفه ، أنواعه

أ - تعريفه : الشرك هو : جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته .

والغالب الإشراك في الألوهية ؛ بأن يدعو مع الله غيره ، أو يصرف له شيئا من أنواع العبادة

، كالذبح والنذر ، والخوف والرجاء والمحبة . والشركُ أعظمُ الذنوب ؛ وذلك لأمور :


1 - لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية ، فمن أشرك مع الله أحدا فقد شبهه به ،

وهذا أعظم الظلم ، قال تعالى : إن الشرْك لظُلْم عظيم .


والظلم هو : وضع الشيء في غير موضعه ، فمن عبد غير الله فقد وضع العبادة في غير

موضعها ، وصرفها لغير مستحقها ، وذلك أعظم الظلم .


2 - أن الله أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه ، قال تعالى : إن الله لا يغْفرُ أنْ يُشْرك به ويغْفرُ

ما دُون ذلك لمنْ يشاءُ .


3 - أن الله أخبر أنه حرم الجنة على المشرك ، وأنه خالد مخلد في نار جهنم ، قال تعالى :

إنهُ منْ يُشْركْ بالله فقدْ حرم اللهُ عليْه الْجنة ومأْواهُ النارُ وما للظالمين منْ أنْصارٍ .


4 - أن الشرك يُحبطُ جميع الأعمال ، قال تعالى : ولوْ أشْركُوا لحبط عنْهُمْ ما كانُوا يعْملُون .


وقال تعالى : ولقدْ أُوحي إليْك وإلى الذين منْ قبْلك لئنْ أشْركْت ليحْبطن عملُك ولتكُونن من

الْخاسرين .


5 - أن المشرك حلالُ الدم والمال ، قال تعالى : فاقْتُلُوا الْمُشْركين حيْثُ وجدْتُمُوهُمْ وخُذُوهُمْ

واحْصُرُوهُمْ واقْعُدُوا لهُمْ كُل مرْصدٍ .


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أمرتُ أن أقاتل حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها

عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها .


6 - أن الشرك أكبرُ الكبائر ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا :

بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ... الحديث .


قال العلامة ابن القيم : ( أخبر سُبحانه أن القصد بالخلق والأمر : أن يُعرف بأسمائه وصفاته ،

ويُعبد وحده لا يُشرك به ، وأن يقوم الناس بالقسط ، وهو العدل الذي قامت به السماوات

والأرض ، كما قال تعالى : لقدْ أرْسلْنا رُسُلنا بالْبينات وأنْزلْنا معهُمُ الْكتاب والْميزان ليقُوم

الناسُ بالْقسْط .


فأخبر سبحانه أنه أرسل رسله ، وأنزل كُتبه ؛ ليقوم الناس بالقسط ، وهو العدل ، ومن أعظم

القسط : التوحيد ، وهو رأس العدل وقوامه ؛ وإن الشرك ظلم كما قال تعالى : إن الشرْك لظُلْم

عظيم .


فالشرك أظلم الظلم ، والتوحيد أعدل العدل ؛ فما كان أشد منافاة لهذا المقصود فهو أكبر

الكبائر ) .


إلى أن قال : ( فلما كان الشرك منافيا بالذات لهذا المقصود ؛ كان أكبر الكبائر على الإطلاق ،

وحرم الله الجنة على كل مشرك ، وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيد ، وأن يتخذوهم عبيدا

لهم لما تركوا القيام بعبوديته ، وأبى الله سبحانه أن يقبل لمشرك عملا ، أو يقبل فيه شفاعة ،

أو يستجيب له في الآخرة دعوة ، أو يقبل له فيها رجاء ؛ فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله ،

حيث جعل له من خلقه ندا ، وذلك غاية الجهل به ، كما أنه غاية الظلم منه ، وإن كان المشرك

في الواقع لم يظلم ربه ، وإنما ظلم نفسه ) انتهى .


7 - أن الشرك تنقص وعيب نزه الرب سبحانه نفسه عنهما ، فمن أشرك بالله فقد أثبت لله ما

نزه نفسه عنه ، وهذا غاية المحادة لله تعالى ، وغاية المعاندة والمشاقة لله .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حقائق لا تعلمها
» معلومات رائعة عن الحيوانات ... فهل كنت تعلمها‏
» هل انت مسلم
» هل انت فعلا*****مسلم
» هل حكم بريطانيا ملك مسلم ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دبركى :: اسلاميات :: اسلامنا-
انتقل الى: